زامبيا والإسلام ما بعد الاستعمارمقالات

فيليكس جي فيري

مترجم عن اللغة الإنجليزية

 

زامبيا والإسلام ما بعد الاستعمار[1]

 

في السنوات الأخيرة كان هناك إحياء ديني للإسلام في زامبيا، وكان هناك عدد لا بأس به من الذين اعتنقوا الدين الإسلامي، ويسلط هذا المقال الضوء على الأسباب الكامنة وراء هذه النهضة في اعتناق دين كان السكان الأصليون يقاطعونه ويرفضون اعتناقه إلى حد كبير، وبالنظر في هذا الأمر فإننا نجد تزايدًا لأعداد المسلمين مؤخرًا بين تشوما، ومونزي، ومازابوكا، وذلك نتيجة للازدياد الكبير في أنشطة الدعوة للإسلام في تلك البلاد، والتي تتم برعاية وجهود كبرى تُبذل من خارج القارة الأفريقية.

يحاول كاتب المقال سبر أغوار المجتمع الزامبي المسلم نفسه، وذلك بغية كشف الدور الذي لعبه الدين الجديد متمثلًا بالإسلام في معالجة بعض العلل الاجتماعية التي عصفت بزامبيا مؤخرًا، وتفشت فيه كتفشي النار في الهشيم، كما أن الكاتب يبحث في طبيعة العلاقة القائمة بين مختلف زعماء العالم الإسلامي (وبخاصة الأفارقة) والحكام العرب فيما بينهم، ففي الفترة التي شهدت حكم كينيث كاوندا "وهو السياسي الزامبي الذي شغل منصب أول رئيس لزامبيا من عام 1964 إلى عام 1991"، لوحظ وجود صلات وثيقة مع العالم العربي ككل، وعلاقات متينة على مختلف الأصعدة، وفي عهد خلفه فريدريك تشيلوبا استمرت تلك العلاقات الوطيدة بين زامبيا والدول العربية، بيد أنها اتخذت نهجًا أكثر حذرًا في التعامل، واستمر هذا الحذر في العلاقات الزامبية العربية في عهد الرئيس ليفي مواناوازا خلف تشيلوبا.

هذا وقد شهدت الفترات الأخيرة تدهورًا في الأوضاع الاقتصادية في زامبيا، وخلّف آثارًا سلبية في حياة معظم الناس الذين فرّوا من القرى باتجاه المدن بحثًا عن فرص عمل، وقد ألقت تلك الظروف المعيشية عبئًا ثقيلًا على كاهل الجماعات الدينية والمنظمات غير الحكومية في البلاد، والتي وجدت نفسها مضطرة للبحث عن حلول للبؤس والفقر اللّذين حلّا بالناس، وقد قدمت الجالية المسلمة الغنية هناك مساعدة كبيرة للسكان المحليين، وذلك عبر الوسائل المالية التقليدية مثل إخراج "الصدقات" و"الزكاة" وتقديمها للمحتاجين، وأعطوا الأولوية لدعم الجانب الصحي، وكذلك التعليم، ثم تلاهما دعم سخي لمختلف قطاعات الخدمات المجتمعية.

وكان من بين تلك الجهات التي مدت يد العون بسخاء جماعة الأحمدية التي نشطت في تقديم شتى أشكال المعونات، ومنها كذلك جماعة التبليغ التي حرصت على تقديم شتى أنواع الدعم اللازم والمساعدات الإنسانية للسكان، ومن بين الجهات الدعم التي ظهرت بقوة في الساحة الزامبية "الوكالة الإسلامية الأفريقية" (AMA)، ومقرها الكويت، والتي عملت بجد على تعزيز العلاقات الثقافية والإنسانية، وتمتين أواصر الود والمحبة مع الدول الأفريقية بشكل عام ومع زامبيا بشكل خاص، فكان أن استفاد العشرات من الشباب الزامبي من المنح الدراسية المقدمة لهم وبخاصة في حقل الدراسات الإسلامية، والتي تقدمها وترعاها المنظمات الإسلامية في مصر والمملكة العربية السعودية وباكستان والسودان وغيرها من الدول الإسلامية.

 

[1] الترجمة نقل دقيق لمحتوى المقالة ولا يعني ذلك بالضرورة الموافقة على آراء الكاتب. يمكنكم الوصول إلى المقالة عبر الرابط التالي: https://brill.com/view/book/edcoll/9789047433194/Bej.9789004165946.i-304_009.xml