حوار مع الشيخ أميروميتش عن جمهورية التشيكمقالات

خالد صالح

المصدر: شبكة الألوكة 16/ 8/ 2008م

 

في المركز الإسلامي بمدينة "براغ"، كان لموقع (الألوكة) هذا اللقاء مع إمام وخطيب المركز الإسلامي بمدينة "براغ"، عاصمة جمهورية "التشيك"، فضيلة الشيخ "أميروميتش".

ولد الشيخ "أميروميتش" بالبوسنة عام 1977م، وتلقى تعليمه الابتدائي حتى الثانوي بالبوسنة، ثم أكمل دراسته الجامعية بجامعة البلقاء التطبيقية بكلية الدعوة وأصول الدين بالأردن. وبعد تخرجه عمل مدرسًا للدين الإسلامي بأحد المدارس الثانوية، وكذلك إمامًا وخطيبًا بأحد المساجد بـ"البوسنة".

ثم حضر إلى "براغ" لحضور بعض الندوات الدينية حتى استقر به المقام كإمام وخطيب المركز الإسلامي بـ"براغ".

• الشيخ أميروميتش، نود في البداية أن تُعَرِّف قراء (الألوكة) بجمهورية "التشيك".

تقع جمهورية "التشيك"  في وسط أوروبا، شكلت مع "سلوفاكيا" بين أعوام 1918 - 1939 و 1945 - 1992 جمهورية "تشيكوسلوفاكيا"، يحدها من الشمال "بولندا" و"ألمانيا"، من الشرق "سلوفاكيا"، من الجنوب "النمسا"، من الغرب "ألمانيا"، وجمهورية "التشيك" ليس لها منفذ على البحر.

حوالي 59% من التشيك هم رسميًّا بدون ديانة، و26.8% رومان كاثوليك، و1.2% بروتستانت، و1% هوسيت، و0.2% أرثوذوكس شرقيون، و0.2% شهود يهوه، 2.8% ديانات أخرى، كانت الطوائف الدينية ممنوعة أيام الحكم الشيوعي للبلاد.

وجمهورية "التشيك" مقسمة إداريًّا إلى 14 محافظة، تتبعها الدوائر القروية والكومانات، "براغ" هي العاصمة وأكبر المدن؛ يبلغ عدد سكانها 1,179 مليون (نسمة/2001)، المدن الكبرى الأخرى:

برنو (379,185 نسمة/2001).

أوسترافا (319,293 نسمة/2001).

بيلزن (166,274 نسمة/2001).

أولوموتس (103,293 نسمة/2001).

ليبيريتس (99,832 نسمة/2001).

بادفايس (98,876 نسمة/2001).

• الشيخ أميروميتش، لماذا اخترتم التشيك للعمل بها وكيف كان ذلك؟

اخترت التشيك لندرة الدعاة فيها وقلة المسلمين بها، ويرجع ذلك لأنها لم تكن محط أنظار المهاجرين من الدول الإسلامية؛ فالتشيك لا تزال تصنف في المرتبة الثانية أو الثالثة من الناحية الاقتصادية بالنسبة لدول أوروبا؛ لذا فالفرصة متاحة أمام الداعية للعمل على نطاق أوسع بعكس "البوسنة" مثلاً؛ حيث تكثر المساجد وكذلك الأئمة والخطباء.

• كم يبلغ عدد الجالية الإسلامية هنا، وكم عدد المسلمين من ذوي الأصل التشيكي؟

يبلغ عدد المسلمين عشرة آلاف مسلم - حسب تعداد وزارة الداخلية التشيكية - ولعله قريب للصحة، أما عدد المسلمين ذوي الأصل التشيكي، فهم قرابة الخمسمائة مسلم أو أكثر.

• وهل هناك تواصل بين أفراد الجالية الإسلامية وخاصة المسلمين الجدد؟

لا يزال هناك تقصير في التواصل مع المسلمين الجدد إلا عن طريق الإنترنت، حيث نقوم بإرسال خطب الجمعة إليهم، وكذلك بعض المقالات والأشياء المفيدة، ويرجع السبب في قلة التواصل إلى بعد البعض عن المركز الإسلامي، فلا يوجد إلا مركز إسلامي ومصلى واحد بوسط العاصمة "براغ"، وكذلك مسجد بمدينة "برنو" عمره عشر سنوات فقط.

• ما هي معوقات العمل الإسلامي هنا من وجهة نظرك؟

أكبر عائق هو قلة الدعم المالي؛ فمؤسسة الوقف الإسلامي التشيكية تقوم على جمع التبرعات لتمويل العمل الإسلامي بالتشيك، وهي كلها تبرعات داخلية فقط، حيث لم يكن من الممكن تلقي تبرعات خارجية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وطبعًا هذه التبرعات الداخلية لا تكفي حتى الضروريات.

إلا إنني لا زلت متفائلاً بالعمل هنا وأرى أرضًا بكرًا وخصبة للدعوة الإسلامية، وأرى شعبًا طيبًا ومتواضعًا يتقبل، وأكبر دليل على ذلك هو عدد المسلمين الجدد الذين اعتنقوا الإسلام بمجرد الاطلاع على الإنترنت، ومن تلقاء أنفسهم. فكيف لو توفرت لدينا مقومات العمل الدعوي ووجدنا دعماً مالياً ييسر لنا سبل نشر الدين الإسلامي! فكثيراً ما يأتيني بعض الشباب من ذوي الأصل التشيكي ويفصحون عن نيتهم للدخول في الإسلام، وبسؤالهم عن السبب تجد أنه مجرد قراءة بعض الكتب والمقالات الإسلامية.

• كغيرها من دول أوروبا، تمتلىء التشيك بالفتن، مما يؤثر بدوره على التزام المسلم بدينه؛ فهل ترى أثرًا لذلك على التزام المسلمين هنا؟

الالتزام يختلف ويتفاوت من شخص لآخر، ولكن معظم المسلمين نرى فيهم الالتزام والحرص الشديد في التمسك بحدود الدين، حتى أن منهم من أصبح من الدعاة للإسلام، وكلما قوي الترابط كلما قوت عزيمتهم.

أما بالنسبة لمشاكل الحياة الأوروبية - كالطعام مثلاً - فهذه المشكلة تكاد تنحصر في المدن الصغرى وليس في العاصمة، فلربما شاهدت بنفسك انتشار المطاعم والأسواق التي تقدم طعاما حلالاً، وسبحان الله! فمن ترك شيئاً لله عوضه الله خيرًا منه.

• رأيتك تعد مقالات باللغة العربية، فهل تلقي خطب الجمعة باللغة العربية؟ وهل هناك دروس في اللغة العربية للمسلمين الجدد؟

معظم حضور خطب الجمعة من العرب، ثم أهل البلد وغيرهم ممن تعلم لغتهم؛ فتلقى الخطبة باللغة العربية، ولها ترجمة باللغة التشيكية، تلقى في الاستراحة بين الخطبتين.

أما عن تدريس اللغة العربية، فنحن نقوم بتنظيم دورات لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وهناك إقبال كبير من قبل المسلمين الجدد؛ فمثلاً كان عدد الحضور في آخر دورة تم تنظيمها بالمركز الإسلامي، خمسة عشر شخصًا، تخرج فيها سبعة أشخاص، وبعضهم يتعلم اللغة العربية في بعض الجامعات أو المدارس على نفقته الخاصة.

• لمست في البعض هنا شوقًا لزيارة بيت الله الحرام وأداء مناسك الحج والعمرة، فهل تنظم مؤسسة الاتحاد الإسلامي رحلات حج وعمرة للمسلمين هنا؟

كانت هناك رحلات للحج عن طريق الندوة العالمية للشباب الإسلامي، ثم انقطعت وبقيت رحلات فردية حسب إمكانيات الأفراد، فرحلة الحج تكلف قرابة 2000 يورو، ومعظم الرحلات تكون عن طريق المركز الإسلامي بالعاصمة النمساوية "فينا"، وذلك يرجع لكبر المركز الإسلامي هناك، وخبرته في تنظيم رحلات الحج والعمرة.

• هل هناك تعاون أو تضييق من قبل الحكومة التشيكية تجاه المسلمين؟

لا تعاون ولا تضييق؛ فقلة الجالية الإسلامية وضعف وضعها الاقتصادي لا تسمح لنا باتخاذ أي خطوة للتعاون، وفي المقابل لا نرى أي تضييق من قبل الحكومة.

• في النهاية أشكرك جزيل الشكر وأترك لك المجال مفتوحًا لتوجيه رسالة لمن تحب..

أتمنى أن تكون الأمة الإسلامية أفضل حالاً وأقوى؛ فقوتنا بقوتهم وصلاحنا بصلاحهم، وجزاك الله خيرًا..