إغلاق

تابع محتوى الدولة

الطريقة التيجانية

وقت الظهور : القرن الحادي عشر الهجري
  • التعريف

فرقة صوفية يؤمن أصحابها بجملة الأفكار والمعتقدات الصوفية ويزيدون عليها الاعتقاد بإمكانية مقابلة النبي صلى الله عليه وسلم، مقابلة مادية واللقاء به لقاءً حسيًّا في هذه الدنيا، - ويزعمون - أن النبي صلى الله عليه وسلم قد خصهم بصلاة (الفاتح لما أُغلق)، التي تحتل لديهم مكانة عظيمة.

  • أبرز الشخصيات

  • الأفكار والمعتقدات

  • يوجد في كتب التجانية الكثير من النصوص التي تدل على إيمانهم بوحدة الوجود، ومنها ما ذكره صاحب (جواهر المعاني):

".... اعلم أن أذواق العارفين في ذوات الوجود أنهم يرون أعيان الموجودات كسراب بقيعة [النور: 39]، فما في ذوات الوجود كله إلا الله سبحانه وتعالى تجلى بصورها وأسمائها وما ثم إلا أسماؤه وصفاته...". (الجواهر: 259).

وقال في ميدان الفضل:

"والقائلون بوحدة الوجود أولو الذوق الصحيح، والكشف الصريح وأهل هذا التصديق الجامع؛ فإنهم قائلون بأن الله تعالى هو الوجود المطلق بالإطلاق الحقيقي .. . " (ميدان الفضل والأفضال 66).

إلى غير ذلك من النصوص الكثيرة المبثوثة في كتبهم. ويجب أن نشير هنا إلى تناقض هذه العقيدة الفاسدة مع عقيدة أهل السنة الذين يعتقدون أن الله تعالى بائن من خلقه، لا يشبهه شيء من مخلوقاته، متصف بصفات الكمال، ونعوت الجلال، فله الأسماء الحسنى والصفات العلا (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) [الشورى: 11]. فمن اعتقد أن الله متحدٌ بمخلوقاته، وأن الرب عين العبد، والعبد عين الرب فقد كفر بما أنزل على محمد. وقد حكى القاضي عياض الإجماع على كفر من ادعى مجالسة الله، والعروج إليه ومكالمته، أو حلوله في أحد من الأشخاص، كقول بعض المتصوفة والباطنية والنصارى والقرامطة. (انظر الشفا، 2: 245)

  • والطريقة التجانية كغيرها من الطرق رأس مالها وقطب رحاها في الدين أن تدعو الناس إلى الشرك بالله، فبدلاً من دعوة الناس إلى الصلاة الصحيحة، والصوم الصحيح المشروع والحج، والزكاة، والجهاد في سبيل الله قد استبدلوا كل ذلك بوسيلة واحدة وهي الاستغاثة بالمشايخ، ودعوتهم من دون الله، والالتجاء بهم إلى الله، والاعتقاد أن الله لا يقبلهم إلا عن طريق هؤلاء الشيوخ الضالين، بزعم أن هؤلاء المشايخ هم أبواب الله، ولا دخول على الله إلا من طريقهم، ولا قبول لتوبة تائب إلا برضاهم، وأي قربان أو زكاة لا تقبل إلا إذا كانت أيدي هؤلاء المشايخ أول من يلتقطها، وأول من يأكلها، هذا هو دين الصوفية في نهايته إخراج الناس من عبادة الله عز وجل إلى عبادة هؤلاء المشايخ أحياءً وأمواتاً ..
  • قال مؤلف (رماح حزب الرحيم):

"وأما كيفية التوسل به رضي الله عنه وبجده صلى الله عليه وسلم فهي أنك مهما أردت حاجة من حوائج الدنيا والآخرة فصلِّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم بصلاة الفاتح لما أغلق مائة، واهد ثوابها لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقضاء الحاجة التي تريدها ثم تقول: يا رب توسلت إليك بجاه القطب الكامل سيدنا أحمد بن محمد التجاني وجاهه عندك أن تعطيني كذا وكذا، وتسمي حاجتك بعينها عشراً" أ. هـ (الرماح ج1 ص165).

  • وهكذا لا يوجهون الناس في الملمات والمهمات إلا إلى التوجه إلى الرسول والتجاني، وعلى الرغم من أن التوسل إلى الله بالنبي بعد موته بدعة منكرة لم يفعلها أحد من سلف الأمة المشهود لهم بالخير، فإن اقتران اسم الرسول صلى الله عليه وسلم باسم هذا الداعي الكذاب من أكبر الإثم والزور والجرأة على الله.
  • والعجيب في أمر التجانية أيضاً أنهم جعلوا التوسل بالأموات عند أتباعهم خاصًا بالرسول والتجاني فقط، وأنه من توسل منهم بغير الرسول والتجاني فإنه يخرج من الطريقة خروجاً نهائيًا، وينسلخ منها انسلاخًا كاملًا لا رجعة فيه، كما ينسلخ جلد الشاة عن الشاة، والبيضة عن الدجاجة؛ ومعلوم أن جلد الشاة إذا سلخ منها يستحيل إعادته إليها وأن بيضة الدجاجة إذا انفصلت عنها يتعذر إعادتها إليها .. فانظر كيف حكموا بأكبر من الردة عن الدين لمجرد أن واحداً منهم توسل بشيخ غير شيخهم.
  • قال مؤلف (الدرة الخريدة):

"ومن زار من الإخوان الأحمديين شيخاً من المشايخ حياً كان أو ميتاً بقصد التوسل به والاستمداد غير شيخنا أبي الفيضل (شيخهم أبو الفاضل هو أحمد التجاني والفيض في زعمهم هو علم الغيب والخير الذي يفيضه على أتباعه) .. فقد خرج عن طريقة الأحمدية ولا إذن عنده فيها، بل انسلخ منها انسلاخ الجلد عن النعاج وانفصل عنها انفصال البيض عن الدجاج .. " أ. هـ (الدرة الخريدة).

  • فانظر كيف يكون الاستعباد والاستبداد وضرب طوق جهنمي عمن وقع في شباكهم أن لا يتصل بشيخ آخر مطلقاً ولا يعلق قلبه به.
  • ويعتقد كثير من التجانيين بأن " صلاة الفاتح لما أغلق" أفضل من القرآن الكريم، ونص صلاة الفاتح لما أغلق التي يزعم التجانيون أنها أفضل من القرآن الكريم:

" اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق، والخاتم لما سبق، ناصر الحق بالحق، الهادي إلى صراطك المستقيم، وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم ".

  • الانتشار

  • للطريقة التيجانية سلسلة واحدة تعود إلى المؤسس، وليس من حق أحد من الأتباع إعطاء العهد لأي واحد بعد ذلك.
  • وتعتبر دول أفريقيا معقل هذه الطريقة، وخاصة المغرب والسنغال. وقد حلت طريقتهم هناك محل الطريقة القادرية.
  • وقد ساهم تنقل التجاني بين المغرب وتونس والجزائر، إلى نشرها في تلك البلدان، التي تشجع له بعض حكامها، وساهموا في رعايتها ونشرها.
  • أما في أفريقيا السوداء، فيعود انتشار التجانية إلى جهود عمر الفوتي، الذي تم الإشارة إليه قبل قليل، والذي دخل في حروب مع الوثنيين وعملاء الاستعمار، والمستعمر الفرنسي، واستطاع تأسيس دولة في أفريقيا هي دولة سوكوتو .

  • مراجع للتوسع

  • الهداية الهادية إلى الطائفة التيجانية، الدكتور محمد تقي الدين الهلالي ـ دار الطباعة الحديثة بالدار البيضاء، ط. 2. 1397هـ ـ 1977م.
  • كتاب مشتهى الخارف الجاني في رد زلقات التيجاني الجاني، محمد الخضر ابن سيدي عبد الله بن مايابي الجكني الشنقطي، طبع بمطبعة دار إحياء الكتب العربية بمصر.
  • التيجانية، علي بن محمد الدخيل الله، نشر وتوزيع دار طيبة ـ الرياض ـ دار مصر للطباعة 1401 هـ ـ 1981م.
  • الأنوار الرحمانية لهداية الفرقة التيجانية، عبد الرحمن بن يوسف الأفريقي ـ ط. 4، توزيع الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة 1396هـ ـ 1976م.
  • جواهر المعاني وبلوغ الأماني في فيض سيدي أبي العباس، التيجاني، وبهامشه رماح حزب الرحيم على نحور حزب الرجيم، قام بجمعه علي حرازم (وهو في جزأين) مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر، 1380هـ ـ 1961م.
  • المقتصد الأحمد في التعريف بسيدنا أبي عبد الله أحمد، أبو محمد عبد السلام بن الطيب القادري الحسيني، المطبعة الحجرية بفاس ـ طبع سنة 1351هـ.
  • الدرة الخريدة شرح الياقوتة الفريدة، محمد بن عبد الواحد السوسي النظيفي، طبعة 1398هـ ـ 1978م.
  • بغية المستفيد بشرح منية المريد، محمد العربي السائح ـ دار العلوم للجميع ـ 1393هـ ـ 1973م.
  • أقوى الأدلة والبراهين على أن أحمد التيجاني خاتم الأقطاب المحمديين بيقين، جمعه حسين حسن الطائي التيجاني، دار الطباعة المحمدية ـ القاهرة. ـ أعداد مجلة طريق الحق، وهي خاصة بالطريقة التيجانية ـ تصدر بالقاهرة.
  • الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة، عبد الرحمن عبد الخالق، الطبعة الثانية ـ مكتبة ابن تيمية، الكويت.


  • أحمد بن محمد بن المختار بن أحمد الشريف التجاني    (1150هـ - 1171هـ )
  • القرن الحادي عشر الهجري
  • الطرق الصوفية

شاهد