القرامطة فرقة باطنية إسماعيلية تنتسب إلى شخص اسمه حمدان بن الأشعث، ويلقب بقرمط لقصر قامته وساقيه، وهو من الأهواز ثم رحل إلى الكوفة، وقد اعتمدت هذه الحركة التنظيم السري العسكري، وكان ظاهرها التشيع لآل البيت والانتساب إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق، وحقيقتها الإلحاد والإباحية وهدم الأخلاق والقضاء على الدولة الإسلامية.
والقرامطة كانوا دعاة للإسماعيلية، ثم انحرفوا عنهم عندما علموا أن الدعوة في السلميٌة (إحدى معاقل الإسماعيلية) لم تعد لأولاد محمد بن إسماعيل وإنما لأولاد عبد الله بن ميمون القداح.
قال الإمام ابن كثير رحمه الله في حوادث سنة 278ه:
وفيها تحركت القرامطة وهم فرقة من الزنادقة الملاحدة أتباع الفلاسفة من الفرس الذين يعتقدون نبوة زرادشت ومزدك، وكانا يبيحان المحرمات ثم هم بعد ذلك أتباع كل ناعق إلى الباطل.... وفي سنة ست وثمانين ومائتين (286 ه) تحرك القرامطة برئاسة أبي سعيد الحسن بن بهرام الجنابي، واستولوا على هجر وما حولها من البلاد وأكثروا فيها الفساد.
وقد كان أبو سعيد هذا سمساراً في الطعام يبيعه ويحسب للناس الأثمان بالقطيف فجاء أبو سعيد.. وعاث في الأرض فساداً وأخافوا أهل العراق والشام، إلى أن هلك أبو سعيد سنة 301 ه. ثم قام بأمر القرامطة من بعده ولده الملقب بأبي طاهر الجنابي.
وكثر دعاة القرامطة وصار لهم دولة. وفي سنة سبع عشرة وثلاثمائة (317 ه) اشتدت شوكتهم جداً وتمكن من الوصول إلى الكعبة، والناس يوم التروية، فما شعروا إلا والقرامطة برئاسة أبي طاهر قد انتهبوا أموالهم وقتلوا كل من وجدوا من الحجيج في رحاب مكة وشعابها وفي المسجد الحرام وفي جوف الكعبة. وجلس أميرهم أبو طاهر على باب الكعبة والرجال تصرع حوله ويقول: " أنا الله وبالله أنا، أنا أخلق الخلق وأفنيهم أنا " ولم يدع أحداً طائفاً أو متعلقاً بأستار الكعبة إلا قتلة، ثم أمر بإلقاء القتلى في بئر زمزم، ودفن كثيراً منهم في المسجد الحرام، ثم هدم قبة زمزم وأمر بقلع باب الكعبة ونزع كسوتها عنها، ثم أمر بقلع الحجر الأسود.. وأخذوه معهم فمكث عندهم اثنتين وعشرين سنة.
1- الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة: إعداد الندوة العالمية للشاب الإسلامي الطبعة الثالثة 1418 ه.
2- التاريخ الإسلامي (الدولة العباسية) الجزء الثاني: محمود شاكر.
3- الأديان والفرق والمذاهب المعاصرة: عبد القادر الحمد.
4- دراسات في الأديان والفرق: د. سعيد البيشاوي وآخرون.
5-الإسماعيلية: الراصد العدد الخامس، باب الفرق.