المسلمون في منغوليا (2)مقالات


شخصيات مسلمة من منغوليا:

تلمع في سماء أعلام منغوليا أسماء أباطرة المغول المسلمين الذين أسسوا إمبراطورية إسلامية عظيمة حكمت مساحات واسعة من اليابسة؛ بل وبعضهم ساهم في إرساء نظام إداري فريد في تقلُّد أمور الإمبراطورية، وقاموا بسَكِّ العملات باللغة العربية وتزيينها بالنقوش والزخارف الإسلامية وتوحيدها في أرجاء الإمبراطورية، ومن أبرز هؤلاء السلاطين:

• السلطان "محمود غازان" (1271-1304 م) الحاكم السابع للدولة الإيلخانية، وقد كانت له حروب مع المماليك للسيطرة على الشام، وكذلك له معارك كثيرة مع خانات الجاغاتاي، وقد استمر غازان أيضًا بالاتصالات الدبلوماسية مع أوروبا، مكملًا محاولات أسلافه الفاشلة لتشكيل تحالف مغولي صليبي.

قام بعدد من الإصلاحات، تناولت شئون الإدارة والمال والاقتصاد والقضاء والعمران والتشييد في بلاده، ونقش على النقد اسمه وألقابه باللغات العربية والمغولية والتبتية، كان مُحِبًّا للثقافة والمعرفة، شغوفًا بالتاريخ، متقنًا للفارسية، اشتغل في فترة من حياته بالكيمياء، وكان له معمل في قصره يقضي فيه أوقاتًا طويلة بين كتبه وتجاربه. قام بتجميل عاصمة مملكته "تبريز" بأبنية فخمة؛ منها مسجد عظيم، ومدرسة كبيرة، ودار للكتب، ودار لحفظ الدفاتر والقوانين التي استنَّها، ومرصد فلكي، وبستان، ومستشفى وخانقاه للمتصوفة.

• بركة خان (توفي 1266): حفيد جنكيز خان وزعيم "القبيلة الذهبية" الذي كان أول حاكم منغولي يُؤسِّس الإسلام في دولة منغوليا، وقد كانت له عدة إصلاحات جريئة في الدولة، وغيرة على الإسلام وأهله، مع حُبٍّ للجهاد، ونجد أنه يحارب "هولاكو" المنغولي الذي من بني جلدته دفاعًا عن الإسلام.

• مبارك شاه: كان رئيس خانية الجاغاطاي (1252-1260 م، مارس- سبتمبر 1266)، وهو أول من أسلم من أولاد "جاغاطاي بن جنكيز خان".

• نوروز: وهو أمير منغولي اعتنق الإسلام؛ لعب دورًا مُهِمًّا في سياسة الدولة الإلخانية.

• نوغاي خان: جنرال مغولي وحفيد جنكيز خان، ويُعَدُّ حاكمًا غير رسمي للقبيلة الذهبية، فعلى الرغم من أنه لم يكن الزعيم الفعلي للقبيلة الذهبية، إلا أنه كان مشاركًا في حكمها، وداعمًا لكل من تَزَعَّم القبيلة، كما كانت له سلطة مطلقة على مناطق غرب نهر دنيبر، وفي ذروة قوته كان "نوغاي" أحد أقوى الرجال في أوروبا؛ مما جعل الكثيرين يعتقدون بأنه هو الزعيم الفعلي للقبيلة الذهبية، المؤرخون الروس أعطوه لقب القيصر، كما وصفته البعثات الفرنسيسكانية في شبه جزيرة القرم بأنه مساعد إمبراطور.

• تغلق تيمور خان (1329 - 1363 م) كان "خان مغولستان" من 1347 م، وخان - أي حاكم - جميع "خانات جاغاطاي" من 1360 م حتى وفاته، عُرف عهده باعتناقه الإسلام وغزواته لمناطق ما وراء النهر.

طموحات المسلمين في منغوليا:

يأمل المسلمون في منغوليا في مشاركة فعَّالة داخل البلاد، فعلى صعيد التمثيل السياسي؛ فالمسلمون يتمتعون بالمشاركة السياسية في البرلمان وفي الحكومة وفي المؤسسات العلمية، لا سيما في ولاية "بابان أولغي" التي يشكل المسلمون أغلبية سكانها، وفي السنوات الأخيرة صارت لهم بعض المدارس والصحف الخاصة بأخبارهم، ويطمح المسلمون بمنغوليا في ألا يكون هناك ممانعة من الحكومة في تقلُّد الوظائف المُهِمَّة للمسلمين، والمشاركة مع البوذيين في إدارة أمور الدولة[1].

 

• دخل الإسلام منغوليا منذ القرن العاشر الميلادي، وصار الدين الرسمي للبلاد أيام حكم السلطان المغولي "بركة خان" خلال القرن الثالث عشر الميلادي.

•  يمثل المسلمون في منغوليا نسبة 6 ٪ من جملة السكان في البلاد.

• ويمثل "المغول" العِرْقية الأكبر في البلاد، كما أن هناك أقلية كبيرة من المسلمين السُّنَّة في المناطق الغربية من منغوليا، ومعظمهم من قبائل تركية "الكازاخ".

• يعتنق الإسلام في منغوليا مجموعات صغيرة من "عرقية خوتون" و"الإيغور" من تركستان الشرقية.

• أكبر المحافظات التي يتركز بها المسلمون هي محافظة "بايان- أولجي"، ومحافظة "خوفد".

• بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، أعاد مسلمو منغوليا بناء مساجدهم وتعميرها من جديد.

• يوجد في منغوليا اليوم أكثر من 50 مسجدًا، وقرابة 20 مدرسة شرعية لتعلُّم الإسلام.

•  أبرز المساجد في منغوليا:  مسجد "هوهيهوت الكبير"، ومسجد "باوتو الكبير".

• المميز باللغة المنغولية هو طريقة كتابتها، حيث تُكتَب اللغة المنغولية منذ أزمان طويلة بحروف شبيهة بالآرامية التي تطوَّر منها الخط العربي الكوفي.

• تلمع في سماء أعلام منغوليا أسماء أباطرة المغول المسلمين الذين أسسوا إمبراطورية إسلامية عظيمة حكمَتْ مساحات واسعة من اليابسة، وقاموا بإصلاحات إدارية فريدة.

• يأمل المسلمون في منغوليا في مشاركة فعَّالة داخل البلاد، على صعيد التمثيل السياسي في البرلمان والمجالس الإدارية.

 


[1] حوار مع سفير منغوليا في الكويت: السفير سايران قادر: المسلمون في منغوليا يسمون الكويت بلد الخير بسبب كثرة الأعمال الخيرية الكويتية المقامة هناك، قام بالحوار: ليلى الشافعي، جريدة الأنباء الكويتية، نشر بتاريخ السبت 2/ 7/ 2011 م.

7 شخص قام بالإعجاب