طاجيكستان وازدواج الهوية الإسلامية (2)مقالات


أهم مدن طاجيكستان:

• دوشنبه: العاصمة، ويعود تاريخها إلى أوائل عام 1676 هـ، حيث أشارت المصادر التاريخية أنها كانت سوقًا يَفِدُ عليه المزارعون والقرويُّون، وقد نما هذا السوق واستوطن الناس بجواره، وفي عام 1907م، اتخذها أمير "حصار" مقرًّا صيفيًّا له، وفي عام 1920 م أقام فيها الأمير "عالم خان" أمير "بُخاری" واشترك مع ثوار "البصمه جي" ضد الشيوعيين؛ ولكنه هُزِمَ وهرب منها إلى أفغانستان عام ۱۹۲۱م، بعد ذلك أصبحت مقرًّا لإدارة بُخارى الشرقية.

ولما قامت جمهورية طاجيكستان السوفيتية الاشتراكية في عام 1924 م أصبحت "دوشنبه" عاصمة لها، وتم تغيير اسمها إلى "ستالين أباد" عام 1929 م، ثم أعيد إليها اسمها الأول "دوشنبه" في عام 1961 م.

وبها أكثر من مئة مسجد وزاوية، وعشرة جوامع لصلاة الجمعة، بالإضافة إلى "جامعة الإمام الترمذي الإسلامية"، ومن أهم مساجدها القديمة "مسجد أبي بكر الصديق" جنوب مدينة "دوشنبه"، و"مسجد شاه منصور".

• حصار: بلدة صغيرة كانت مدينة مزدهرة في العهد الإسلامي، كما تشهد بذلك العديد من الآثار الإسلامية فيها، ومن مساجدها القديمة "مسجد جشمه ماهيان".

• خجنده: وهي عاصمة ولاية "صغد" الطاجيكية، وتقع على نهر سيحون (سرداريا) عند خروجه من "وادي فرغانة"، وتبعد عشرة أيام شرقًا عن سمرقند، يعود تاريخها إلى الإسكندر المقدوني، وهي مدينة هادئة يجري في وسطها نهر صغير، وتُعَدُّ من المدن الهامَّة فيما وراء النهر.

عند فتح "قتيبة بن مسلم" لبلاد ما وراء النهر استخدمها سكان فرغانة كخَطٍّ دفاعيٍّ أوَّل لهم، حيث بدؤوا مقاومة الإسلام منها؛ ولكنهم خسروا المعركة وتقدَّم المسلمون بسرعة وفتحوا الإقليم.

وهي مركز لصناعة المنسوجات القطنية والحريرية، تقوم على موقع مدينة قديمة، وقعت في قبضة الإسكندر الأكبر (حوالي 329ق م)، كان اسمها حتى 1936 م "خجند"، وعرفت بعد ذلك باسم "لينين أباد" (1936-1992 م)، كما يُتوقَّع أنَّ أصْلَ اسم هذه المدينة من لقب "خوجة" معناه المدرِّس أو السيد.

وهي ثانية المدن في طاجيكستان بها 26 مسجدًا و4 جوامع كبيرة، وبها مدرسة إسلامية، وخرج منها جملة من أهل العلم منهم "أبو عمران موسى بن عبدالله المؤدب الخجندي"[1].

الطاجيك شعب إسلامي عريق:

بالنسبة إلى الباحث "ريتشارد نيلسون فراي" في نشرة صدرت عام 1996، أوضح "فراي" فيها أن "شعوب آسيا الوسطى، سواء أكانوا إيرانيين أو أتراكًا، يتحدثون لغتين مختلفتين، هما الفارسية والتركية، ولديهم ثقافة واحدة، ودين واحد، ومجموعة واحدة من القيم والتقاليد الاجتماعية مع لغة تفصل بينها".

ومنه يتبين لنا أن منطقة وسط آسيا الكبرى التي تضم: كازاخستان، وقيرغيزستان، وطاجيكستان، وتركمانستان، وغرب الصين، كانت تُشكِّل الجبهة الشمالية الشرقية للعالم الإسلامي.

وأن الطاجيك ساهموا إلى جانب إخوانهم من العرقيات الأخرى في الدفاع عن الإسلام بمنطقة ما وراء النهر، وتميَّزوا بعصبيتهم في الدين وحماسهم الجارف الذي أدَّى بهم للتورُّط في عدد من الحروب الأهلية في سبيل نصرة معتقداتهم الدينية، وارتباط الشعب الطاجيكي المسلم تاريخيًّا بالثقافة العربية الإسلامية جليٌّ لكل دارس لتاريخ الطاجيك بمنطقة آسيا الوسطى.

وانتشار الطاجيك الواسع في أفغانستان وأوزبكستان وكازاخستان والصين وروسيا وباكستان وإيران دلالة على الامتداد التاريخي والجغرافي لهذا الشعب بتلك المنطقة الهامة، فمن المعروف تاريخيًّا أن بلاد الطاجيك كانت جزءًا من "بلاد خراسان" وجزءًا مما سمَّاه العرب أيضًا "بلاد الصغد"؛ حيث انتشروا في مساحات واسعة فيما وراء النهر، مساهمين في الثقافة الإسلامية بالمنطقة بقسطٍ وافر.

 

• تعود جذور سكان طاجيكستان إلى العنصر الفارسي، ومن أعلام الطاجيك: الفردوسي صاحب "الشاهنامة" والشاعر عمر الخيام صاحب "الرباعيات".

• قام الروس بفصل "طاجيك أفغانستان" عن إخوانهم من "طاجيك طاجيكستان"، وهي من حيل الاستعمار لتفتيت وحدة المسلمين، وتأجيج النزاع العِرْقي بينهم.

• يُشكِّل "طاجيك أفغانستان" أكبر تجمُّع للطاجيك؛ حيث يبلغون قرابة أربعة ملايين، وقد اندمجوا في تاريخ أفغانستان القديم والحديث.

• لغة الطاجيك فارسية، وقد فرض الشيوعيون على الطاجيك أن يكتبوا بالحرف الروسي (الكيريلي) بدلًا من الحرف العربي.

• أعلنت الدولة منذ استقلالها عن الاتحاد السوفيتي علمانية الدولة؛ لكن الشعب يتمسَّك بالتقاليد الإسلامية ويتذكَّر تاريخه الإسلامي المجيد.

• من أهم مدن طاجيكستان: دوشنبه وحصار وخجنده، وتنتشر بها الآثار الإسلامية.

• كانت منطقة وسط آسيا الكبرى، التي تضم كازاخستان، وقيرغيزستان، وطاجيكستان، وتركمانستان، وغرب الصين، تُشكِّل الجبهة الشمالية الشرقية للعالم الإسلامي.

 


[1] سفرة إلى تاجيكستان، محمد بن ناصر العبودي، دار الثلوثية للنشر، 1434 هـ - 2013 م، صـ170-178.