مسلمو هونغ كونغ بين الماضي والحاضر (2)مقالات


المساجد ومدارس العلم:

بنى المسلمون على جزيرة "هونغ كونغ" العديد من المساجد، وألحقوا بها دور العلم ومدارس تحفيظ القرآن، وقد بُني بعض هذه المساجد في المناطق الجبلية الوعرة، ومن أبرز تلك المساجد:

• المسجد الجامع: وهو أقدم مسجد جامع في جزيرة "هونغ كونغ"، المعروف أيضًا باسم مسجد شارع شيلي، تم بناؤه في أربعينيات القرن التاسع عشر (1849 م) وأعيد بناؤه عام 1915 م، وكان الإمام الأول له الحاج "أبو الحبيب سيد محمد نور شاه"، من عام 1914 إلى عام 1946 م، وهذا الإمام وصل إلى "هونغ كونغ" مع الجيش البريطاني أيام نزول البريطانيين بالجزيرة واحتلالهم إياها، وكان بالجيش الإنجليزي الكثير من الهنود المسلمين وغيرهم من الجنسيات المسلمة.

• جامع كولون: تم بناء مسجد كولون في شارع ناثان عام 1896م، ويتسع لنحو 3500 مُصَلٍّ، وهو أكبر مسجد في "هونغ كونغ".

ونجد أنه في فترة الإدارة البريطانية لــ "هونغ كونغ"، جندت الحكومة البريطانية كثيرًا من مسلمي الهند وباكستان، وكان هؤلاء المسلمون يؤدون صلاتهم داخل المعسكرات، وفي يوم الجمعة وأيام الأعياد كانوا في حاجة لساحة أكبر لأداء الفريضة، فطالبوا القيادة العسكرية بتوفير مكان لهم لإقامة مسجد، وفي عام 1896 م بُني أول مسجد داخل المعسكر بحي كولون حاليًّا، وقد أُعيد بناء هذا المسجد عام 1902 م، وبسبب عدم الترميم لسنوات عديدة وتأثير مشروع بناء المترو هُدِم المسجد في سبعينيات القرن العشرين، إلى أن أُعِيد بناؤه وتوسعته مرة ثانية في عملية استغرقت أربع سنوات من يناير عام 1980 إلى مايو عام 1984 م، وبلغت تكاليفها  أكثر من 26 مليون دولار هونغ كونغ.

• مسجد عمار: تم افتتاح مسجد عمار في طريق "أوي كوان" في "وان تشاي" في سبتمبر 1981 م، ويستوعب ما بين 700 إلى 1500 شخص للصلاة، وله اسم آخر هو "مركز عثمان رمجو صادق الإسلامي" لتخليد ذكرى الحاج "عثمان رمجو صادق"، الرئيس الأسبق للاتحاد الإسلامي في "هونغ كونغ".

• مسجد ستانلي: يعد المسجد الرابع الذي بُني في "هونغ كونغ"، وهو يقع في سجن ستانلي، أنشأه مسلمون من باكستان والهند في 1937 م كانوا قد جاؤوا للعمل في إدارة السجون في "هونغ كونغ"، وقد اتخذ المجلس الاستشاري للمتاحف والآثار في "هونغ كونغ" قرارًا باعتبار مسجد ستانلي مبنًى تاريخيًّا من الدرجة الأولى، عام 2009 م.

• مسجد شاي وان: هو مسجد في حي "شاي وان"، ويعد مسجد "شاي وان" المسجد الخامس الذي بُني في "هونغ كونغ" عام 1963 م، يجاور المسجدَ مطعمٌ صينيٌّ يُقدِّم اللحوم والطعام الحلال لجموع المسلمين الصينيين، بالإضافة لتوفير المسجد جوَّ الاستمتاع بالحياة الاجتماعية.

• مسجد إبراهيم: هو مسجد في منطقة "ياو ما تيه"، يعد مسجد "إبراهيم" المسجد السادس والأخير الذي بُني في "هونغ كونغ" عام 2013 م، ويُدار المسجد من قِبَل اتحاد الرفاه المتحدة في "هونغ كونغ".

ونجد أنه حتى يناير 2010 كان في "هونغ كونغ" 5 مدارس إسلامية، يدرُس فيها الأطفالُ العلومَ الدينيةَ واللغة العربية، وقد تطوَّرَتْ هذه المدارس في الفترة الأخيرة، كما توجد "كلية هونغ كونغ الإسلامية" وهي في مستوي المدارس الثانوية[1]، وتهتم مناهجها بالدراسات الإسلامية والعربية، وسوف تطور إلى المستوى الجامعي، ويوجد أيضًا بعض المعاهد التربوية الإسلامية والتي من أهمها:   

• كلية قاسم تويت التذكارية الإسلامية.

• مدرسة داود باو الإسلامية الابتدائية.

• المدرسة الإسلامية الابتدائية.

وتُولِي حكومة منطقة "هونغ كونغ" الإدارية الخاصة أهميةً لشؤون المسلمين؛ حيث توفر تسهيلات كثيرة في الشؤون المتعلقة بمصالح مسلمي "هونغ كونغ"، سواء في دعم إنشاء المدارس بمناهج التعليم الإسلامية، أو في إصدار شهادة "حلال" للمطاعم الإسلامية المتزايدة[2].

 

حاضر المسلمين في هونغ كونغ:

يشكل المسلمون في "هونغ كونغ" مجتمعًا مترابطًا، يشارك في الحياة الاجتماعية لـ"هونغ كونغ"، وتشكل الجماعات المسلمة داخل الجزيرة أقلية ذات هُوِيَّة فريدة، من أعراق مختلفة، يربط بينهم الإسلام الذي شكَّل عاملًا من عوامل تميُّزهم داخل جزر "هونغ كونغ"؛ حيث يمضون قدمًا بالتقاليد الإسلامية الرفيعة، خلال ممارسة الشؤون الدينية، وإقامة المشروعات التعليمية والخيرية الاجتماعية، من أجل خدمة المجتمع وتحقيق النفع والخير للناس.

وقد قدَّمَ مسلمو "هونغ كونغ" مساهمات تاريخية مهمَّة في الانتقال السلس لنظام الحكم خلال الأحداث المضطربة التي مرت بها "هونغ كونغ"، حتى وقتنا الحالي، حيث تأقلمت الأقلية المسلمة داخل "هونغ كونغ" مع الأنظمة محاولة أن تمارس شعائر دينها ونجاحاتها التجارية بدون عائق، وما زال للإسلام موطأ قدم راسخة داخل "هونغ كونغ" وضواحيها منذ أن حلَّ بها في القرن الأول الهجري.

   

• لا يمكن فصل تاريخ الإسلام في جنوب الصين عن تاريخه في منطقة "هونغ كونغ".

• في القرن الهجري الأول وصلت السفارات الإسلامية إلى "كانتون" المجاورة لـ "هونغ كونغ"، وتوالت هجرة المسلمين إلى المنطقة، فهاجر إليها مسلمون من جزر الهند الشرقية ومن الملايو.

• كانت "هونغ كونغ" ملجأً للمسلمين الصينيين، في حالة اندلاع الانتفاضات داخل الصين، وهاجر إليها كثيرٌ من المسلمين إبان الانتفاضة الشيوعية بالصين.

• من الجائز أن بعض التجَّار المسلمين أقاموا في "هونغ كونغ" أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر.

• هناك كثيرٌ من المسلمين الذين قدموا من بر الصين الرئيسي إلى "هونغ كونغ" خلال فترات مختلفة.

• يعتنق الإسلام 300 ألف مسلم من سكان الجزيرة، وعددهم في ازدياد.

• حوالي 12000 من العائلات المسلمة في "هونغ كونغ" هي عائلات مسلمة من أصول مختلطة من الصين وجنوب آسيا من شعب "تانكا" وقومية "هوي".

 

 

[1] الأقليات المسلمة في آسيا وأستراليا، سيد عبد المجيد بكر، صـ118.

[2] حوار مع الإمام يانغ شينغ بن (عثمان): مسلمو "هونغ كونغ" شاهدون وصانعون لاستقرار وازدهار لؤلؤة الشرق، إعداد: طه بنغ تشو يون، موقع الصين اليوم، نشر بتاريخ 17/ 1/ 2022 م.