لمحة موجزة عن الإسلام في هونغ كونغمقالات

عيسى ما

مترجم عن اللغة الإنجليزية

 

لمحة موجزة عن الإسلام في هونغ كونغ[1]

 

يعود تاريخ الإسلام في هونغ كونغ إلى قرنين من الزمان، ولكن يا ترى كيف جاء الإسلام لأول مرة إلى هونغ كونغ؟ وكيف تبدو الحياة بالنسبة للمسلمين في هونغ كونغ؟ ما هي التحديات التي تواجه مسلمي هونغ كونغ؟ سنحاول في هذه المقالة القصيرة الإجابة على هذه الأسئلة.

في القرن التاسع عشر كانت هونغ كونغ مستعمرة بريطانية، وكان هناك عدد كبير من العسكريين وحراس السجون الذين قدموا من الهند، وكانوا من أتباع دين الإسلام، وقد أدت حاجتهم إلى مكان لأداء صلاة الجماعة إلى بناء أقدم المساجد في هونغ كونغ، وهي مسجد الجامع في المركز، ومسجد ستانلي في سجن ستانلي، ومنذ منتصف القرن التاسع عشر وصل المزيد والمزيد من الجنود ورجال الأعمال إلى هونغ كونغ من جنوب آسيا، والبر الرئيسي للصين، وفي ظل تزايد أعددهم خصصت حكومة هونغ كونغ البريطانية أراض لهم لبناء مجتمعاتهم ومنشآتهم، مثل المساجد، والمقابر.

وصل المسلمون الصينيون لأول مرة إلى هونغ كونغ في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين قادمين من المناطق الساحلية جنوب الصين، فأسسوا مجتمعهم حول منطقة وان تشاي (موقع مسجد وان تشاي)، كما أن بعض الصينيين اعتنقوا الإسلام في الآونة الأخيرة، فوفقًا لتعداد عام 2016 يوجد حوالي 300000 مسلم في هونغ كونغ، ويشكلون 4.1٪ من سكانها، ومن هذا العدد هناك 50 ألف صيني، و150 ألف إندونيسي، و30 ألف باكستاني، والباقي من أجزاء أخرى من العالم، هذا والغالبية العظمى من المسلمين في هونغ كونغ هم من السنة، ورغم تنوع العرقي والثقافي للمسلمين في هونغ كونغ إلا أنهم غاية في الانسجام، ويتعاونون بشكل وثيق من أجل رفاهية المجتمع، كما أن هناك العديد من المنظمات الإسلامية في هونغ كونغ تساهم في تطور مختلف جوانب الإسلام فيه، ومن المنظمات الأكثر شهرة منظمة الأمناء المؤسسين لصندوق المجتمع الإسلامي في هونغ كونغ، ومنظمة الاتحاد الإسلامي لهونغ كونغ، والرابطة الإسلامية الثقافية، وجمعية الشباب الإسلامي في هونغ كونغ، والمجلس الإسلامي في هونغ كونغ، وهناك أيضًا خمس مدارس إسلامية في هونغ كونغ مسجلة لدى مكتب التعليم، منها كلية قاسم تويت التذكارية الإسلامية وهي مدرسة ثانوية، والمدرسة الابتدائية الإسلامية، ومدرسة داروود باو الإسلامية الابتدائية، ورياض الأطفال الإسلامية بوك أوي، والمدرسة الإسلامية روضة أبو بكر شوي التذكارية، وهذه المدارس تزود الأطفال المسلمين بالتعليم الإسلامي الأساسي، ويمارس المسلمون في هونغ كونغ دينهم مثل الصلوات، والتجمعات، والاحتفالات بالأعياد، وما إلى ذلك بحرية ونشاط، وهناك جهود متزايدة لتقديم الإسلام لعامة الناس من خلال النشاطات الأكاديمية والثقافية، وقد عقد مركز دراسة الثقافة الإسلامية بجامعة هونغ كونغ الصينية العديد من المؤتمرات، والمحاضرات، والأنشطة في سبيل ذلك، كما قامت الجمعية الثقافية الإسلامية بإصدار وتوزيع مجموعة متنوعة من الكتب بهدف التوعية بالإسلام.

وأظهرت الكثير من الأبحاث الأكاديمية، والتغطية الإعلامية أن هناك مشكلتين رئيستين تواجهان المسلمين في هونغ كونغ، وهما العقبات في التعليم، وصعوبات الاندماج الاجتماعي، إذ لا يزال نظام التعليم الحالي يفتقر إلى دعم تعلم الصين للأقليات العرقية غير الصينية، ونتيجة لذلك فإن العديد من الطلاب المسلمين غير الصينيين لديهم خيارات محدودة من المدارس، وكذلك خيارات مهنية محدودة، وقد أدركت الحكومة هذه المشكلة، فبدأت العمل على تحسين سياساتها فيما يتعلق بتعليم اللغة الصينية كلغة ثانية، كما تشير صعوبات الاندماج الاجتماعي إلى حقيقة أن عامة الناس في هونغ كونغ أقل وعيًا بالإسلام كديانة عالمية رئيسية كما هو الحال بالنسبة للديانات الرئيسية الأخرى في العالم، مثل المسيحية، والبوذية، وهو ما يجعل المسلمين، وبخاصة غير الصينيين في نظرهم غرباء، هذا وقد أدى التمثيل غير الكافي للمسلمين في التعليم، والخطاب العام، بالإضافة إلى التفاعل غير المتكرر بين المسلمين المحليين وغير المسلمين إلى صعوبة الاعتراف بمسلمي هونغ كونغ كمسلمين محليين، ففي أحدث مناهج التاريخ المنقحة (المرحلة الثانوية 1–3) في مرحلة التعليم الأساسي للتعليم الشخصي، والاجتماعي، والإنساني الذي نشره مكتب التعليم تمت الإشارة إلى أنه: "من أجل توسيع وجهات نظر الطلاب العالمية، وتعزيز فهمهم للثقافات الرئيسية الأخرى في العالم، فقد تمت إضافة موضوعات جديدة مثل الحضارة، والتطور التاريخي للمناطق الأخرى بما في ذلك الحضارة الإسلامية إلى المناهج المنقحة"، وهو ما يدل على أن الحكومة تبذل جهودًا لزيادة الوعي كخطوة مهمة على صعيد تسهيل الاندماج الاجتماعي للمسلمين في هونغ كونغ، وهذا الاتجاه الحالي مشجع فعلًا، ويعطي سببًا وجيهًا للاعتقاد بأن المسلمين في هونغ كونغ سيصبحون أكثر قبولًا في مجتمع هونغ كونغ، وسيلعبون أدوارًا متزايدة الأهمية فيه، ومع استمرار تنامي الإسلام على مستوى العالم من حيث عدد الأتباع، وأهميته كدين في الشؤون الدولية، سيتحمل مسلمو هونغ كونغ مسؤوليات متزايدة لتمثيل التقاليد الإسلامية الغنية والفعالة في هذا المجتمع المتنوع النابض بالحياة، فهناك فرصًا كبيرة لا بد من اغتنامها، ومشاريع عظيمة يجب الشروع فيها، ومستقبل زاهر نرنو إليه.

 


[1] الترجمة نقل دقيق لمحتوى المقالة ولا يعني ذلك بالضرورة الموافقة على آراء الكاتب. يمكنكم الوصول إلى المقالة عبر الرابط التالي: https://medium.com/@mapeicong/a-brief-overview-of-islam-in-hong-kong-da8813feb0aa

4 شخص قام بالإعجاب