• انفصلت تايوان عن الصين عام 1949 م حينما فرَّت إليها حكومة الصين الوطنية فرارًا من الشيوعيين. • لا تعترف الصين بجمهورية تايوان، وتعتبرها جزءًا من التراب الصيني. • يُرجَّح أن الإسلام وصل إلى تايوان مع وصوله للصين في القرن الأول الهجري. • أكبر استيطان إسلامي بجزيرة تايوان كان عام 1661 م حينما نزل القائد العسكري "جينغ تشانغ قونغ" الجزيرة لمقاومة الغزو المنشوري، وكان في قواته عدد كبير من الجنود المسلمين. • استوطن الجنود المسلمون ميناء "لو قانغ" جنوب تايوان، و"دان شوي" شمال تايوان، وجعلوها مراكزَ إسلاميةً زاهرةً. • الهجرة الثانية للمسلمين للجزيرة كانت مع انسحاب حكومة "جمهورية الصين" من البر الصيني إلى تايوان أمام القوات الشيوعية الصينية في عام 1949 م. • حضر إلى تايوان من المسلمين عدد يقدر بعشرين ألف مسلم انضموا لمسلمي الجزيرة عام 1949 م. • يعاني مسلمو تايوان من هشاشة الهُوِيَّة الإسلامية، والذوبان داخل المجتمع البوذي، ويرجع ذلك لغياب التعليم الديني، وقلة عدد الدُّعاة داخل تايوان. |
نبذة عن تايوان:
تقع "تايوان" في شرق آسيا، تشكل جزيرة تايوان 99 % من أراضيها، وعاصمتها "تايبيه"، وتتكون تايوان من جزيرة "فورموزا"، وعدد آخر من الجزر الصغيرة، أبرزها: "البيسكادورس"، و"كيموي"، و"مانسوا"، و"بزانَس".
ومساحة تايوان 36962 كيلومترًا مربعًا، وهي عبارة عن جزيرة تقع في المحيط الهادئ، ويفصلها عن الصين "مضيق فورموزا"، ولا تتجاوز المسافة بينها وبين الصين 140 كيلومترًا، وتشكل المرتفعات نصف مساحتها تقريبًا، وتتركز في الجانب الشرقي، وتنحدر أرضها إلى تلال ثم سهول في الغرب، وأنهارها صغيرة سريعة الجريان، ومعظمها يتجه إلى الغرب.
كانت قبل عام 1949 م جزءًا لا يتجزأ من دولة الصين، وعند قيام الثورة الشيوعية في الصين واستيلائها على الحكم، قام الجنرال "شيانغ كاي شيك" زعيم (الكومينتانغ)[1] وأفراد حكومته بالفرار من "نانجينغ" إلى تايوان، وإعلان "تايبيه" عاصمة مؤقتة للبلاد، وقام "شيانغ" بنقل احتياطيات جمهورية الصين من الذهب معه إلى تايوان، كما تبعه قرابة مليوني لاجئ لينضمُّوا إلى 6 ملايين أخرى من سكان تايوان، وفي هذه الأثناء قام "ماو تسي تونغ" بإعلان قيام "جمهورية الصين الشعبية" على أراضي بر الصين الرئيسي، وأعلن نفسَه رئيسًا للبلاد.
ولا تعترف الصين بجمهورية تايوان، وتعتبرها جزءًا من التراب الصيني؛ حيث ترى "جمهورية الصين الشعبية" حكومة "جمهورية الصين" في "تايوان" على أنها حكومة غير شرعية، ولا تطلق عليها لفظ "الحكومة"؛ بل دائمًا ما تشير إليها باسم "السلطات التايوانية"، في حين ترى "جمهورية الصين" في تايوان نفسها بأنها دولة مستقلة ذات سيادة تامة على كامل أراضيها، ولها دستور خاص يحكم البلاد، ورئيس منتخب، وجيش نظامي يحمي البلاد.
كيف وصل الإسلام إلى تايوان:
يرجح أن الإسلام وصل إلى تايوان مع وصوله للصين في القرن الأول الهجري، حيث كانت الصلاتُ التجارية بين العرب وموانئ الصين وجزرها نشطةً ومعروفةً منذ القرن السابع الميلادي، وكانت أوَّلُ صلات سياسية بين إمبراطور الصين والمسلمين في عهد الخليفة الراشد "عثمان بن عفان" رضي الله عنه عام 651 م، حينما أرسل بعثةً إلى بلاد الصين برئاسة الصحابي "سعد بن أبي وقاص" واستقبلهم إمبراطور الصين (قاوتسنُغ) (650 – 684 م) (30 – 65 هـ)، وسمح لهم بالتجارة في بلاده، كما وافق على إقامة مسجد لهم في "خانفو" أو "خانقو" يمارسون فيه شعائرَ دينِهم، وبمرور الوقت صار للمسلمين تجمُّعات سكنية داخل مدن الصين المختلفة، وكثُرتْ أعدادُهم في عهد أسرة "تانغ".
ويبدو أن المسلمين كان لهم وجود مؤثِّر في "كانتون" وغيرها من مدن جنوب الصين خلال تلك الفترة، حتى إن المؤرخ الفرنسي "كورديه" يذكر في كتابه "مسلمو يوننان" أن التجَّار المسلمين بالمدينة ثاروا على الحكومة سنة 758م؛ بسبب ضريبة أرهقتهم، فنهبوا البلدة وأحرقوها وخرجوا – على حد قوله – ولكنهم رجعوا بعد ذلك؛ لأن العلاقات التجارية لم تنقطع بين "سيراف" و"كانتون"[2].
وقد انتقل الإسلام من الصين إلى الجزر المجاورة لها مع انتقال التجَّار والصينيِّين المسلمين لهذه المناطق.
وقد انتشر الإسلام وامتد في بلاد الصين، حيث واكب خمسة عصور صينية؛ وهي: عصر (تانغ)، وعصر (سونغ)، وعصر (يوان)، وعصر (مينغ)، وعصر (تسينغ)، حتى قيام جمهورية الصين في عام 1912 م.
أما وصول الإسلام إلى تايوان أو (جمهورية الصين) خاصةً فقد كان على مرحلتين تاريخيَّتين:
المرحلة الأولى:
كانت في عام 1661م، حينما انتقل القائد العسكري الصيني الشهير "جينغ تشانغ قونغ" Zheng Chenggong بقواته إلى جزيرة تايوان من أجل مقاومة الحكم المانشوري الذي ازداد خطره على البر الصيني، وكان من بين أفراد ذلك الجيش نسبةٌ لا بأس بها من المسلمين الذين حضروا إلى تايوان مع عائلاتهم، واتخذوا من ميناء "لو قانغ" جنوب تايوان، و"دان شوي" شمال تايوان مركزًا لهم، ولم يمضِ وقتٌ طويلٌ حتى كانوا قد بنوا مساجدَهم على نمط مسجد "شوانشو" الموجود في مقاطعة "فوكين"، وما زالت بقاياها موجودة حتى الآن، وأخذ عددهم بالازدياد حتى بلغ ثلاثين ألف نسمة في أيام السيطرة اليابانية على تايوان[3].
وقد كان عهد سلالة "مينغ" هو العصر الذهبي للإسلام في الصين كما كان الكثيرون من الجنود الذين تبعوا "جينغ تشانغ قونغ" إلى تايوان لمواصلة معارك المقاومة ضد قوات "مانشو" الغازية يعتنقون الإسلام، وازداد عدد المسلمين في تايوان بسرعة لأجيال عديدة، وانتشروا تدريجيًّا على طول الساحل الغربي لتايوان، وكان من بينهم أسرة "كيو" التي كانت تعتبر أكبر عشيرة، وهي من بلدة "لو قانغ" بمقاطعة "تشانج – هوا".
ويقال وفقًا لشجرة أنساب الأسرة: إنهم فرع من سلالة "كيو تسو – بي" وهو جنرال شهير من أسرة "تانغ" التي حكمت خلال فترة (618 – ۹۰۷ م)[4].
وفي خلال الاحتلال الياباني الذي استمر خمسين عامًا انقطعت الصلة تمامًا بين الصين الوطن الأم وتايوان، ونتج عن ذلك تلاشي أداء الشعائر والتعاليم الإسلامية تدريجيًّا، ولكن بقيت بعض عادات الحياة الإسلامية قائمةً؛ مثل: عدم أكل لحم الخنزير، والصلاة في كل يوم من أيام الأسبوع، وعدم تربية الخنازير، وعدم إحراق جثث الموتى، وإجلال واحترام السلف الصالح.
المرحلة الثانية: بدأت مع انسحاب حكومة "جمهورية الصين" من البر الصيني إلى تايوان أمام القوات الشيوعية الصينية في عام 1949 م، وفي هذه المرحلة حضر إلى تايوان من المسلمين عددٌ يُقدَّر بعشرين ألف مسلم[5].
[1] الكومينتانغ: هو الحزب القومي الصيني، أُسِّس في 15 أغسطس 1912 م، يدعو للوحدة الصينية، وكان معاديًا للشيوعية في المنطقة، وبعد الحرب العالمية الثانية دخل الحزب في حرب أهلية مع الشيوعيين في الصين، وفر بعدها لتايوان مؤسسًا حكومة لإدارة الجزيرة.
[2] الإسلام في الصين، د. فهمي هويدي، سلسلة عالم المعرفة، عدد 43، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت، يوليو 1981 م، صـ40، ومسلمو يوننان، كورديه، صـ8.
[3] دور الجمعية الإسلامية الصينية في خدمة الأقلية المسلمة في تايوان، محمد بن عوض العمري، برنامج الدراسات العليا بكلية الدعوة وأصول الدين بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، 1437 هـ، صـ14.
[4] زيارة رسمية لتايوان، محمد بن ناصر العبودي، دار خضر للطباعة والنشر، بيروت، 1418 هـ، 1997 م، صـ25، 26.
[5] دور الجمعية الإسلامية الصينية في خدمة الأقلية المسلمة في تايوان، محمد بن عوض العمري، صـ15.
المستودع الدعوي الرقمي نسعى لتكوين أكبر مستودع معرفي ومعلوماتي للدعوة والدعاة حول العالم، من خلال توفير الملفات والتقارير والبيانات الخادمة للعاملين في الدعوة إلى الله.