تايوان: جمهورية تقع في شرق آسيا، عاصمتها تايبيه، وقد كانت قبل عام 1949 جزءًا من دولة الصين الكبرى، وتسمى دولة تايوان أيضاً بجمهورية الصين، وتقابلها دولة الصين التي تسمى بجمهورية الصين الشعبية، وكانت قد نشبت حرب أهلية عام 1949، نتج عنها سيطرة الشيوعيين على الصين الشعبية، وسيطرة القوميين على جزيرة تايوان.
ولا تتجاوز المسافة بين تايوان والصين 140 كلم، وتتكون تايوان من جزيرة فورموزا (أي: الجزيرة الجميلة) وعدد من الجزر الصغيرة، ومن أبرزها: بسكادورز وكيموي، وتبلغ مساحة تايوان 36193 كلم2، ويمر وسطها مدار السرطان، وتشكل المرتفعات نصف مساحة تايوان تقريباً، وتنحدر أرضها إلى تلال ثم سهول في الغرب، وأنهارها صغيرة سـريعة الجريان ومعظمها يتجه إلى الغرب أيضاً، وعلى طول هذه الجزيرة تمتد سلسلة من الجبال، وتغطي الغابات نصف مساحتها.
يسود تايوان مناخ موسمي مداري في الجنوب وشبهُ مداري في الشَّمال، وتهطِل الأمطار هناك في الصيف والشتاء، وهي غزيرة بشكل عام، وتهب عليها أعاصير موسمية، وتتراوح درجة الحرارة في يناير بين 15 و20 درجة مئوية، وفي يوليو بين 25 و30 درجة مئوية.
ويحتل اقتصاد تايوان اليوم المركز السادس والعشرين على مستوى العالم، وللصناعات التكنولوجية فيها دور محوري، وتحتل أيضاً مراكز متقدمة في القطاعات الصحية والتعليمية والاقتصادية.
ينحدر غالبية سكان جزيرة تايوان (85% تقريباً) من أصول هان الصينية، وهؤلاء هاجروا من بر الصين الرئيسي إلى جزيرة تايوان ما بين عامي 1600 و1895، ثم هاجرت نسبة مؤثرة أخرى بين عامي 1940 و1950 وهي تنحدر من الأصول نفسها، وقد قدِّر عدد المهاجرين فيها بمليوني فرد حين كان عدد سكان الجزيرة 6 ملايين نسمة، وفي استطلاع رأي أجري عام 2009 حول وجهة نظر الرأي العام بشأن هذه القضية، تبين أن 49% من الجمهور يعتبرون أنفسهم تايوانيين فقط، بينما أيد 44% من الجمهور انتماءهم إلى الصين وتايوان معاً، في حين صرح 3% منهم بأنهم صينيون فقط، وقد قامت حكومة تايوان بإجراء استطلاع رأي آخر في العام نفسه، أكد فيه 82.8% من الجمهور أن جمهورية الصين لا علاقة لها بجمهورية الصين الشعبية، وأن لكل منهما نظاماً سياسيًّا مختلفاً.
وتعتبر المندرينية الصينية اللغة الرسمية في تايوان على الرغم من أن الغالبية العظمى من السكان يتحدثون التايوانية، وكذلك يتحدث بعض السكان بلغة الهاكا (فرع من اللغة الصينية)، أما اللغات الأصلية التي كان يتحدث بها سكان تايوان فقد أصبحت شبه مندثرة اليوم.
ومن بين إجمالي سكان تايوان، الذين يزيد عددهم على 23.57 مليون نسمة، هناك حوالي 81.3% من بينهم من أتباع الديانات، وذلك وفقاً لدراسات أجريت عام 2005، بينما هناك 10-14% لا يَدينون بأي دين، والديانات الخمس الأكثر انتشاراً في تايوان هي: البوذية (35.1% تقريباً) والطاوية (33%) وديانة أو طائفة لكوان تاو (3.5%) والنصرانية البروتستانتية (2.6%) وأخيراً الكاثوليكية الرومانية (1.3% تقريباً).
أما عن نسبة المسلمين في تايوان اليوم، فوَفقاً لتقديرات نشرت عام 1997: كان عدد المسلمين آنذاك حوالي 50.000 مسلم، وفي عام 2016 تجاوز عدد المسلمين في تايوان 200 ألف، منهم 100 ألف من السكان الأصليين، والبقية ممن قدموا لأجل العمل، أي 1% تقريباً من إجمالي السكان، ويذكر مصدر تقسيماً آخر لهم، وهو: حوالي 60.000 مسلم في تايوان من عرقيات متعددة (90% منهم من قومية هوي "خوي" الصينية المسلمة، إضافة إلى الأتراك والأويغور والكازاخ، إلى جانب عدد من الصينيين)، وأكثر من 180.000 مسلم ممن يعملون في تايوان (من إندونيسيا وماليزيا وتايلاند والفلبين، إضافة إلى جنسيات أخرى من أكثر من 30 دولة)، ويتبع معظم مسلمي تايوان المذهب الحنفي، ويتمتعون بحرية ممارسة العبادة.
ويمكن تقسيم تاريخ الإسلام وتوسعه في تايوان إلى مرحلتين:
- المرحلة الأولى: ويرجع تاريخها إلى نهاية عهد أسرة مينغ الحاكمة (1368-1644) وبداية أسرة تشينغ (1644-1911)، وكان عهد سلالة مينغ هو العصر الذهبي للإسلام في الصين.
- وترجع المرحلة الثانية إلى عام 1949، إذ كان بين من تبع الحكومة المركزية إلى تايوان في العام نفسه حوالي 20.000 مسلم، من بينهم موظفون حكوميون وجنود ومهنيون.. ومع مرور السنوات توافد المسلمون من ميانمار وتايلاند إلى تايوان في السبعينيات الميلادية، ثم بدأ توافد مسلمي الهند وإفريقيا والدول العربية مع تطور النهضة الاقتصادية التايوانية في الثمانينيات والتسعينيات، وقدم بعد ذلك الكثير من مسلمي إندونيسيا للعمل في مجال الرعاية الخاصة، وقدم بعض المسلمين أيضاً عن طريق المنح الجامعية.
ويذكر أن حكومة تايوان تقدم فرصاً متساوية لمختلف الأديان، وهو ما اعتبره بعض الدعاة سيفاً ذا حدين، وهي لا تعترف بالأقليات بشكل رسمي، بينما تعترف بالقوميات.
وقد صدرت عدة تراجم لمعاني القرآن الكريم باللغة الصينية المندرينية، منها ترجمة أعدها الحاج خالد شيخ -رحمه الله- طبعت عام 1961، وترجمة للحاج شيخ شاي وانج، طبعت عام 1964، هذا إلى جانب العديد من الترجمات للكتب الإسلامية، ومن الدعاة البارزين في تايوان: الشيخ يوسف شانج، الذي توفي عام 1990 عن 93 عاماً، وكان قد انتخب في الصين رئيساً لجماعة رجال الدين الإسلامي، ثم انتقل إلى تايوان بعد وصول الشيوعيين إلى الحكم في الصين، وبنى مسجداً صغيراً بعد عام من وصوله إليها، ثم أصبح هذا المسجد فيما بعد المسجدَ الكبير في تايبيه، وكان الشيخ -رحمه الله- قد اختير رئيساً فخريًّا للاتحاد الإسلامي الصيني.
ويعتبر معدل اعتناق الدين الإسلامي في تايوان منخفضاً نسبيًّا، وتنشط هناك عدة جمعيات ومنظمات إسلامية، ومنها: الجمعية الإسلامية الصينية، رابطة الشباب المسلم الصينية، الأسرة المسلمة الإندونيسية في تايوان، المؤسسة الإسلامية الثقافية والتعليمية الصينية.
شريحة الدخل incomeLevel
يبلغ عدد المسلمين في تايوان 10,000 شخص وبنسبة < 1.0% من إجمالي السكان