المسلمون في كمبوديا (2)مقالات


حرية ممارسة العبادة والحالة الاقتصادية لمسلمي كمبوديا:

يتمتع المسلمون في الوقت الحالي في كمبوديا بحرية دينية مناسبة للدعوة، فرغم أن دين الدولة الرسمي هو البوذية، فحرية الاعتقاد مكفولة للمسلمين وغيرهم، بشكلٍ واسع، وتُوفِّر حكومة مملكة كمبوديا حقًّا تامًّا للمسلمين في هذه الدولة - كغيرهم من الشعب الكمبودي - في المشاركة في الأعمال السياسية والاجتماعية؛ لذا رأينا أن من المسلمين من وصل منصبه إلى نائب رئيس الوزراء أو الوزير، أو عضو في مجلس الشيوخ أو البرلمان، أو نائب قائد جيش الدولة، أو نائب قائد شرطة الدولة، أو نواب الوزراء وغيرها من المناصب في المؤسسات الحكومية[1].

 

الحالة الاجتماعية للمسلمين:

ونجد غالبية المسلمين في كمبوديا يعيشون في جهل بأحكام دينهم، والكثيرُ من الأحكام والسنن غائبٌ عنهم، وتنتشر بينهم البدع والمخالفات في المعتقدات والعبادات والأخلاق؛ وذلك لغياب المؤسسات الدينية وقلة الدُّعاة المؤهلين، والحكم الغالب على المسلمين في كمبوديا أنهم فقراء، وغالبيتهم فلاحون وصيادو سمك، وقليل منهم موظفو شركات أو عُمَّال أو أصحاب مناصب، ولكن إن شئنا التفصيل فسنجد أنهم على فئات:

الفئة الأولى: هم أصحاب المناصب والتجارات الكبيرة، وهم في رغَدٍ من العيش، ولكنهم قليلون جدًّا.

الفئة الثانية: هم موظفو الشركات والمؤسسات وغيرهم مِمن يشتغلون بالتجارات البسيطة، وهم في المرحلة المتوسطة من المعيشة.

الفئة الثالثة: هم العُمَّال والمغتربون في الخارج؛ كماليزيا وتايلاند وغيرهما، وغالبيتهم فقراء.

الفئة الرابعة: الفلاحون وأصحاب المزارع وصيادو السمك، وغالبيتهم فقراء، ومعظم المسلمين في كمبوديا يندرجون تحت هذه الفئة الأخيرة[2].

 

مستقبل الدعوة في كمبوديا:

تنشط جميع الفرق والمذاهب الأخرى في الدعوة لمنهجها بين أبناء كمبوديا، وتتنافس الديانات في كمبوديا في دعوة الناس إلى دياناتها ومذاهبها، وعلى رأسهم النصارى والرهبان البوذيون، غير أن غالب دعوتهم مقتصرة في الشعب على عرقية الخمير الكمبودية إلا في الآونة الأخيرة، ورغم أن الدعوة مكفولة للجميع وسطَ جَوٍّ من حرية العبادة والدعوة إليها، فإن احتكاك المنظمات التنصيرية بالناس في كمبوديا، وازدياد نفوذها بين المسلمين خاصةً، يُنذر الأقلية الإسلامية في كمبوديا بالخطر؛ لأن تلك المنظمات التنصيرية لديها القوة المادية ووسائل الإعلام الحديثة، مثل الإذاعات والقنوات التلفزيونية، والتواصُل مع فئات المسلمين الفقراء في القُرى عبر المساعدات الإغاثية والتعليمية والمستشفيات المجانية؛ لذا يجب الاهتمام بأمر المسلمين في كمبوديا، وموالاتهم بنزول المنظمات الإسلامية المعروفة، والمؤسسات الخيرية التي تنشط في أعمال الدعوة، ومعاونة المسلمين الكمبوديين الذين يعانون من جهل فادح بأبسط تعاليم الدين، وفقر مدقع قد يفتنهم عن دينهم إلى المذاهب والديانات الأخرى الضالَّة، بل يجب محاربة الحركات الصوفية والباطنية في كمبوديا بالمنهج السلفي الصحيح، ورعاية البعثات التعليمية من أبناء كمبوديا وتأهيلهم علميًّا في جامعاتنا الإسلامية بالبُلدان العربية سواء المملكة العربية السعودية أو مصر وغيرها، لتولي أمر المسلمين في كمبوديا بعد رجوعهم، وتبليغهم الناس هناك بأصول الدين الصحيح، ومحاربة البِدَع والخرافات المنتشرة بين عوامِّ المسلمين في كمبوديا.

 

• يمثل الإسلام كديانة في كمبوديا نسبة ما بين 3 - 6 ٪ من مجموع السكان، وَفْق تقديرات غير رسمية؛ أي: ما يعادل نصف مليون نسمة.

• تعتنق الإسلام في كمبوديا عرقية "تشامبا" وعرقية "الملايو" المقيمتان في البلاد منذ أجيال.

• يستخدم المسلمون الكمبوديون اللغتين الملايوية والتشامبية، وهم على المذهب الشافعي.

• بعد زوال الحكم الشيوعي في كمبوديا بدأ المسلمون يمارسون شعائر دينهم دون خوف من جديد، ويُنشئون المساجد والمدارس.

• يوجد في كمبوديا عدد من المراكز والمؤسسات والجمعيات الإسلامية الخيرية لا يقل عن ثلاثين، ولكن تنشط في العمل الدعوي 10 جمعيات تعاني قلةَ التمويل.

• لجماعة التبليغ والدعوة تأثير كبير بين عوامِّ المسلمين في كمبوديا، ويمتلئ منهجُهم بالخرافات والضلالات رغم مجهوداتهم الخيرية الملموسة بين الناس.

• بدأ الشيعة الدعوة إلى مذهبهم الضالِّ داخل كمبوديا منذ عام 2009 م، ورغم قلة تأثيرهم بين الناس، إلا أنهم أنشأوا جمعيات خاصة بهم.

• الحكم الغالب على المسلمين في كمبوديا أنهم فقراء، وغالبيتُهم فلاحون وصيادو سمك.

• يحتاج المسلمون في كمبوديا إلى معاونة المؤسسات الإسلامية بالبلاد العربية ودعمهم لنشر المنهج السلفي الصحيح، ومحاربة التنصير في كمبوديا.

 

 

[1] "الفقر يحرم مسلمي كمبوديا من التعليم" حوار مع الشيخ موسى أحمد؛ أحد أئمة مسجد "نور الإحسان" بالعاصمة، قام به: هاني صلاح، موقع "المسلمون حول العالم"، بتاريخ 10/1/2020م.

[2] الثقافة الإسلامية في مملكة كمبوديا بين الماضي والحاضر، وان سليمان إبراهيم، رسالة ماجستير، الكلية الإسلامية، جامعة جالا الإسلامية، 2011 م، صـ15.