المسلمون في كمبوديا (1)مقالات


• يمثل الإسلام كديانة في كمبوديا نسبة ما بين 3 - 6 ٪ من مجموع السكان، وَفْق تقديرات غير رسمية؛ أي: ما يعادل نصف مليون نسمة.

• تعتنق الإسلام في كمبوديا عرقية "تشامبا" وعرقية "الملايو" المقيمتان في البلاد منذ أجيال.

• يستخدم المسلمون الكمبوديون اللغتين الملايوية والتشامبية، وهم على المذهب الشافعي.

• بعد زوال الحكم الشيوعي في كمبوديا بدأ المسلمون يمارسون شعائر دينهم دون خوف من جديد، ويُنشئون المساجد والمدارس.

• يوجد في كمبوديا عدد من المراكز والمؤسسات والجمعيات الإسلامية الخيرية لا يقل عن ثلاثين، ولكن تنشط في العمل الدعوي 10 جمعيات تعاني قلةَ التمويل.

• لجماعة التبليغ والدعوة تأثير كبير بين عوامِّ المسلمين في كمبوديا، ويمتلئ منهجُهم بالخرافات والضلالات رغم مجهوداتهم الخيرية الملموسة بين الناس.

• بدأ الشيعة الدعوة إلى مذهبهم الضالِّ داخل كمبوديا منذ عام 2009 م، ورغم قلة تأثيرهم بين الناس، إلا أنهم أنشأوا جمعيات خاصة بهم.

• الحكم الغالب على المسلمين في كمبوديا أنهم فقراء، وغالبيتُهم فلاحون وصيادو سمك.

• يحتاج المسلمون في كمبوديا إلى معاونة المؤسسات الإسلامية بالبلاد العربية ودعمهم لنشر المنهج السلفي الصحيح، ومحاربة التنصير في كمبوديا.

 

عدد المسلمين في كمبوديا:

قُدِّرَ عدد سكان "كمبوديا" في عام 2020 م بحوالي 16.72 مليون نسمة، ويمثل الإسلام نسبة ما بين 3 – 6 ٪ من مجموع السكان، وَفْق تقديرات غير رسمية؛ أي: ما يعادل نصف مليون نسمة، وتعتنقه عرقية "تشامبا" وعرقية "الملايو" المقيمتان في البلاد منذ أجيال.

وفي عام 2009 م، قَدَّر "مركز بيو للأبحاث" أن 1.6 ٪ من السكان في كمبوديا، أو 236,000 شخص هم من المسلمين.

وتشير التقارير إلى أن السكان المسلمين في كمبوديا يشكلون80% من عرقية "تشامبا"، ويستخدمون اللغتين الملايوية والتشامبية، وهم على المذهب الشافعي.

وقد واجه المسلمون الكمبوديون في بداية السبعينيات أزمة على المستوى الديني؛ لأن حياتهم لم تكن مستقرة بعد انتهاء عصر الإبادة (حكم الخمير الحمر)؛ حيث واجه المسلمون اضطهادًا شديدًا، وحرب إبادة عرقية، مُنِعوا فيها من الصلاة ومن الصيام ومن ممارسة أي شعيرة دينية، حتى أُجْبِروا على تغيير أسمائهم الإسلامية إلى أسماء بوذية، بل مُنِعوا من التحدث بلغتهم الخاصة (التشامبية)، وأُجْبِروا على مصاهرة البوذيين، وقُتِلَ معظم العلماء والأساتذة وأئمة المساجد، ودُمِّرت المساجد، وحُرقت المصاحف، حتى فقدت الأقلية المسلمة في كمبوديا كل مرجعية دينية، وعاشت في عزلة شديدة لا مثيل لها؛ والتي سببت حالةَ جهلٍ شديدٍ بالإسلام من الجيل الجديد، كل ذلك محاولةً لطمس الإسلام من صدورهم، وإلغاء كل ما يُميِّزهم عن البوذيين، وهذا عاناه المسلمون طيلة حكم الطاغية "بول بوت"[1].

وبعد زوال الحكم الشيوعي بدأ المسلمون يتنفَّسون الحرية الدينية، وكان عددهم حينها حوالي 200 ألف نسمة تقريبًا، وفي عام 1999 م أصبح للمسلمين من جديد أكثر من (260) مسجدًا، و(200) مصلى، و(300) مدرسة إسلامية موزَّعة على أكثر من ثلاثمائة قرية من قُرى المسلمين[2].

 

المراكز الإسلامية في كمبوديا ودورها في نشر الإسلام:

يوجد في كمبوديا عدد من المراكز والمؤسسات والجمعيات الإسلامية الخيرية لا يقل عن ثلاثين، ولكن تنشط في العمل الدعوي 10 جمعيات على سبيل الخصوص، وهي:

• جمعية منابع الخير بكمبوديا.

• جمعية البركة الخيرية في كمبوديا.

• جمعية التضامن الاجتماعي للمسلمين في كمبوديا.

• رابطة المثقفين المسلمين في كمبوديا.

• الجمعية الإسلامية في كمبوديا.

• جمعية تطوير المجتمع المسلم في كمبوديا.

• مؤسسة تنمية المسلمين في كمبوديا.

• جمعية خريجي الدول العربية.

• جمعية الرحمة.

• جمعية الإحسان للتربية.

ونجد أن هذه المؤسسات تحاول تقديم الدعم لفقراء مسلمي كمبوديا، وتوفير بعض الخدمات الدينية والإغاثية، والدعوة إلى الإسلام السلفي الصحيح، البعيد عن الشركيات والضلالات، ويؤكد الشيخ "موسى أحمد"، أحد أئمة مسجد "نور الإحسان" بالعاصمة الكمبودية "بنوم بنه"، أنه لم يكن للشيعة أي حضور ووجود في مملكة كمبوديا إلا بعد عام 2009 م، وقد بدأت نشأتها في إحدى القُرى الواقعة في دائرة "تبونج خموم"، بمحافظة "تبونج خموم" (جزء من محافظة كمبونج تشام سابقًا)، ولكنْ ليس للشيعة تأثير كبير على الشعب المسلم الكمبودي حتى تاريخه.

وأما جماعات: الأحمدية، والصوفية، وجماعة التبليغ، فكلها موجودة في كمبوديا أيضًا، ولكن ليس للأحمدية أو القاديانية ولا للصوفية أثر كبير على نفوس المسلمين، إلا جماعة التبليغ، فإنَّ لها تأثيرًا كبيرًا في نفوس الشعب المسلم الكمبودي[3].

ونجد حدوث تنازع بين منهج كل من جماعة الدعوة (التبليغ)، والجماعات السلفية؛ مما أفضى في النهاية لانفصال الجماعتين دعويًّا في كمبوديا، ومن أبرز دعاة السلفية بمملكة كمبوديا الشيخ "محمد بن يوسف" المشهور بلقب "محمد الكويت"؛ لإشرافه على الجمعية الخيرية المعروفة باسم "جمعية منابع الخير بمملكة كمبوديا"، والتي تشرف عليها دولة الكويت، وتمول نشاطاتها الدعوية، بين مسلمي كمبوديا[4].

• ولا توجد في كمبوديا جامعة إسلامية؛ لذا تتوقف الدراسة الإسلامية عند المرحلة الثانوية، وبعض الطلاب فقط يستطيعون الحصول على مِنَحٍ لدراسةٍ جامعيةٍ بالدول الإسلامية، بينما الآخرون – وهم الأكثرية – لا يستطيعون ذلك.

• وتوجد 4 مدارس ثانوية فقط في كافة أنحاء كمبوديا، وكل مدرسة لها مقرراتها الخاصة، ولا يوجد بها مقرر ديني موحَّد؛ فكل مدرسة لها مقرراتها، وغالب الأحيان فإن كل مدرس في القرية يُدرِّس على حسب قدراته ومقرراته، وهذا في حد ذاته مشكلة، إلى جانب مشكلة قلة المدرسين المؤهلين لتعليم الطلاب؛ فهم في حاجة لمنهج إعداد للمعلم، إلى جانب أن رواتب المدرسين متدنية جدًّا لا تسد حاجاتهم المعيشية؛ مما يجعلهم لا يتفرغون للتدريس، بل يخصصون بعض الأوقات بعد التدريس لكسب العيش.

وحتى مطلع القرن الحادي والعشرين نجد أن المدارس الإسلامية ما زالت قليلةً في كمبوديا؛ فبعض القرى ما زالت تدرس للطلاب في المساجد أو في بيوت المسلمين بها.

 

[1] واقع اللغة العربية والمدارس الأهلية الإسلامية في كمبوديا: دراسة وصفية، ماد عثمان، وزاماري أريفين، مجلة السلطان علاء الدين سليمان شاه JURNAL SULTAN ALAUDDIN SULAIMAN SHAH، مجلد 4، عدد 1، 2017 م، صـ154.

[2] مقال "مسلمو كمبوديا أقلية منسية"، د.ت. عبد القيوم، منشور على موقع الإسلام اليوم، بتاريخ 20/ 3/ 2016.

[3]  "الفقر يحرم مسلمي كمبوديا من التعليم" حوار مع الشيخ موسى أحمد؛ أحد أئمة مسجد "نور الإحسان" بالعاصمة، قام به: هاني صلاح، موقع "المسلمون حول العالم"، بتاريخ 10/ 1/ 2020 م.

[4] جماعة التبليغ في مملكة كمبوديا: الانتشار والآثار والتقويم، زهري بن صالح، رسالة ماجستير، قسم الدراسات الإسلامية، جامعة الأمير سونكلا- فرع فطاني، 2018 م، صـ72.