• عدد سكان المالديف يبلغ 300 ألف نسمة، وهم جميعًا مسلمون من أهل السنة ويتبعون المذهب الشافعي. • الحرفة الرئيسية لأغلب سكان المالديف هي صيد الأسماك التي تتوافر في بحارها بكثرة، فهم يجيدونها منذ مئات السنين. • اللغة الوطنية للمالديف هي الديفيهية، وتميل الدولة الآن لتعريب كافة مصالح الدولة، واستخدام العربية لغة ثانية. • تأثرت اللغة المالديفية القديمة بكل من اللغات العربية والفارسية والأردية. • من أهم مساجد المالديف: مسجد الجمعة، ومسجد دارومافانثا، ومسجد العيد، ومسجد باندارا. • برع المسلمون المالديفيون في فنون الملاحة، وكانت الخبرة الملاحية في المالديف سرًّا محفوظًا يتوارثه الأبناء عن الآباء جيلًا بعد جيل. • يشتهر المالديفيون بإجادة الصناعات الخشبية منذ قرون طويلة، ولديهم عدد من الصناعات اليدوية الجميلة. • من نماذج القصص المالديفية الشهيرة: أسطورة نزول السنهاليين بالجزر، وأسطورة العفريت من الجن، وقصة محمد أبو بكر يحارب وحش بحر أولهوثولو. • كان للمؤسسات التعليمية في البلاد الإسلامية دور كبير في تعليم أبناء المالديف من خلال البعثات التعليمية. |
السكان:
عدد سكان المالديف يبلغ 300 ألف نسمة، وهم جميعًا مسلمون من أهل السُّنة، ويتبعون المذهب الشافعي، وتُعدُّ جزر المالديف من أعلى عشر دول ذات أعلى نسبة من المسلمين في عام 2021 م[1]، والحرفة الرئيسية لأغلب سكان المالديف هي صيد الأسماك التي تتوافر في بحارها بكثرة، فهم يجيدونها منذ مئات السنين، وإن كان في الآونة الأخيرة بدأت الحكومة في تخصيص (84) جزيرة من جزر المالديف للسياحة فقط، فهذه الجزر خالية من السكان، وتضم فنادق لتقديم خدماتها للسياح، وبالرغم من ذلك، تحاول جزر المالديف إلزام السائح باحترام قوانين البلاد الإسلامية، فلا عُري ولا خروج على الآداب العامة، وهذه الجزر السياحية لا يبرحها السائح إلى الجزر المأهولة بالسكان المسلمين، وقد أصدر قاضي قضاة المالديف فتوى حظرت على السائحين الذين يفِدون إلى هذه الجزر ويرغبون في التنقُّل إلى جزر أخرى الخروجَ عن الآداب الإسلامية[2].
اللغة:
اللغة الوطنية للمالديف هي " الديفيهية - Dhivehi "، إحدى اللغات الهندية الأوربية التي تشبه إلى حد كبير لغة "الأيلو - Elu"، اللغة السنهالية القديمة "لغة سيريلانكا".. والكتابة المالديفية لها حروف خاصة تدعى "تانا - thaana" تكتب من اليمين إلى الشمال، كما أنها تكتب بالحروف اللاتينية أيضًا.
وقد تأثرت اللغة المالديفية بكل من اللغات العربية والفارسية والأردية عقب اعتناق المالديفيين للدين الإسلامي، وإذا كانت اللغة المالديفية "الديفيهية" هي اللغة الرسمية للدولة إلا أن بجانبها لغتين رئيسيتين تُستخدمان في العلاقات الدولية وفي التعليم هما اللغة الإنجليزية واللغة العربية[3].
وعلى الرغم من أن اللغة المالديفية ترجع في أصلها إلى اللغة السيلانية (السنهالية)، فإنها قد شهدت تطورًا ملحوظًا فرضته الكلمات العربية الجديدة التي أصبح الأهالي يستعملونها بعد إسلامهم؛ ككلمات: الله- الرسول- القرآن- الملائكة- الآخرة- الثواب- العقاب وغيرها من الكلمات العربية التي أصبحت جزءًا من الحياة الجديدة، وهكذا وبما أن الحروف المالديفية تكتب من اليسار إلى اليمين، فإنهم قد أخضعوا الكلمات العربية الجديدة إلى هذا النظام عندما اخترعوا حروفًا أخرى جديدة تعطي اللفظ العربي وكتبوها من اليمين إلى اليسار، وأصبحت بحكم الزمن مستساغة مألوفة عادية[4].
وقد أصبحت معرفة اللغة العربية ضرورية لدى المالديفيين للوصول إلى فهم القرآن الكريم والتعاليم الإسلامية فهمًا عميقًا، حتى أصبح 82% من أفراد الشعب المالديفي ملمًّا بالقراءة والكتابة باللغة العربية[5].
الآثار الإسلامية في جزر المالديف:
توجد بجزر المالديف العديد من الآثار الإسلامية بعضها يرجع إلى تاريخ تحول المملكة إلى الدين الإسلامي، ومن أهمها المساجد التي تهدَّم معظمها بسبب ضعف مواد البناء، وأُعيد بناء مساجد أخرى بدلًا منها، والبعض قد تم المحافظة عليه بإجراء ترميمات معمارية له، ومن أهم هذه المساجد ما يلي:
1- مسجد الجمعة Hukuru miski)): تم بناؤه عام 1065 هـ- 1656 م، على نفس الموقع الذي بُني عليه أول مسجد في المالديف.
حيث أضيف إليه سقف صاج لتوفير حماية أكبر من مياه الأمطار، وبناء عدة أعمدة تحمل كمرات مقلوبة ومنقوشة لتحمل السقف، ومنها كمرات على شكل مستطيل في الوسط تحمل قبة صغيرة كما أُضيفت إليه مئذنة، كما تميَّزت عمارة المساجد المالديفية بإمكانية فكِّها وإعادة تصميمها مرة أخرى، وذلك راجع إلى طريقتهم في بناء الحجارة.
أما برج الأذان الخاص بالمسجد الذي أُنشئ منذ (300) سنة وهو أيضًا من الآثار التاريخية الخالدة، وهو عبارة عن بناء دائري أبيض بخطوط عرضية زرقاء وقطره حوالي (25) قدمًا عند القاعدة، وأقل منه عند القمة، وعلى ارتفاع حوالي (35) قدمًا توجد شرفة دائرية يقف عليها المؤذن للصلاة خمس مرات في اليوم.
2- مسجد دارومافانثا (Darumavantha Miski): وهو يقع بين متنزه السلطان، والحائط الغربي للقصر، وهو من المساجد القديمة في المالديف؛ حيث بُنِيَ بعد التحوُّل للإسلام مباشرة.
3- مسجد العيد (Eid Miski): يقع مسجد العيد في المنطقة الجنوبية الغربية لبلدة "هاندوفاري هيجان"، وهو ثالث مسجد بُني في المالديف، وقد سُمي بهذا الاسم؛ لأنه كان أحد مسجدين تقام فيهما صلاةُ العيد، والمسجد الآخر هو مسجد الجمعة.
ويوجد بالمالديف بعض المساجد التي بناها غير المالديفيين، ومن أمثلة ذلك "مسجد باندارا" بالعاصمة، الذي قام ببنائه تجار مسلمون جاءوا من الهند وبدأوا بالاستقرار بالمالديف، وهو يختلف في الطراز المعماري عن باقي المساجد؛ حيث يوجد به ثلاث شرفات، في كل جانب من جوانبه شرفة على هيئة مدببة بدلًا من الشرفات المقوسة، وتم بناء السقف القائم على قواعد حجرية بحيث يحمل شعار الإسلام في أعلاه وهو شكل هلال وفي وسطه نجمة.
وينتشر بجزر المالديف بعض الأضرحة التي تم بناؤها لدفن العلماء من رجال الدين الإسلامي؛ وذلك لاختلاط الفكر الديني في البلاد بالصوفية وأفكارها الضالة، ومن أهم تلك الأضرحة: ضريح الشيخ أبي البركات يوسف البربري المغربي، وضريح السلطان علي راكوفانو.
العلوم والفنون:
برع المسلمون المالديفيون في فنون الملاحة، وكانت الخبرة الملاحية في المالديف سرًّا محفوظًا يتوارثه الأبناء عن الآباء جيلًا بعد جيل، التي اكتسبها البحّارة أثناء الرحلات البحرية الطويلة والتي كانت تستغرق وقتًا طويلًا؛ مما أدى إلى انتقال بعض عناصر الثقافة، ومنها العلوم الملاحية، وقد بلغ انتفاع بحارة جزر المالديف من كتاب البحار العُماني "شهاب الدين أحمد بن ماجد": "الفوائد في علوم البحر والقواعد" الذي يعتبر غاية ما وصلت إليه الكتابة العربية الإسلامية عن الملاحة، إلى الحد الذي جعل العالم الإنجليزي "جيمس برنسبس" James princepes يتمكن من معرفة الطرق والآلات التي استخدمها العرب في قياس ارتفاع النجوم والأجرام السماوية، غير الأسْطُرْلاب، والمتوارثة منذ عهد ابن ماجد، وذلك بالرجوع إلى ملاحي جزر المالديف، فإن ابن ماجد يشترط فيمن يركب البحر من المعالمة أن يعرف "المنازل والأخنان والدير والمسافات والباشيات، والقياس، والإشارات، وحلول الشمس والقمر، والأرياح ومواسمها، ومواسم البحر، وآلات السفينة وما تحتاج إليه، وما يضرها وما ينفعها، وما يضطر إليه في ركوبها. وينبغي تعرف المطالع، والاستوائيات وجلسة القياس ومطالع النجوم ومغاربها وطولها وعرضها وبعدها وممرها إن كان معلمًا ماهرًا، وينبغي أن تعرف جميع البرور؛ أي: السواحل، وندخاتها؛ أي: التعرف على الطريق الملاحي بمعالم جغرافية أو ملاحية لضبط الطريق وبخاصة عند الدخول في الموانئ، وإشاراتها؛ كالطين والحشيش والحبات والحيتان والموازر والأرباح، وتغير الأمواه ومد البحر وجَزْره في كل طريقته"[6].
وكل هذه المهارات قد برع فيها ملاحو المالديف لطبيعة جزرهم القريبة من بعضها، التي إذا لم يكن الملاح حاذقًا في معرفة الطرق بينها تتحطم سفينته على صخور تلك الجزر.
أما علم التاريخ فيرجع معظم معرفة تاريخ المالديف إلى المؤرخ المالديفي "حسن تاج الدين" الذي كتب عن تاريخ المالديف منذ تحول المملكة إلى الدين الإسلامي حتى منتصف القرن التاسع عشر حوالي 700 عام تقريبًا، بداية من عهد الملك العادل محمد[7].
أما "ابن بطوطة" فتعد أخباره عن زيارته جزر المالديف ووصفه أهلها وعاداتهم وتقاليدهم وأساطيرهم البحرية، من عمدة ما كتبه المؤرخون عن تلك الجزر.
وكان السلاطين الذين حكموا المالديف إلى أواخر القرن الثاني عشر يسجلون التاريخ الرسمي للدولة على ألواح نحاسية باللغة الديفيهية القديمة "إيفالوآكور" EveylaAKuru[8].
وقد وصف "المسعودي" في "مروج الذهب ومعادن الجوهر" المالديف قبل إسلام أهلها بأنها بلاد مستقلة يحكمها أبناؤها، وبأنها متقدمة في الصناعات اليدوية وتصدر منتجاتها منها إلى البلاد القريبة، وقال: إن المالديفيين يستخدمون "الودع" أو "عملة الصدفة" في المعاملات التِّجارية بدل النقود، وأن كميات كبيرة من العنبر تأتي بها الأمواج إلى شواطئها[9].
ويشتهر المالديفيون بإجادة الصناعات الخشبية منذ قرون طويلة، فالأخشاب متوفرة، والمهارة قد اكتسبوها بالخبرة والممارسة عبر العصور والأجيال، فتزدهر في المالديف صناعةُ الأثاث ولوازم المنازل، كما أن التحف الخشبية المصنوعة محليًّا لتزيين الحجرات تبلغ قمة الإبداع الفني، ولها أسواق رائجة في سريلانكا[10].
كما كان النقش على الخشب بشكل أساسي يدخل في صناعة السفن؛ حيث كان الفنان المالديفي يقوم بعمل نقوش تحلى بها مقدمة السفن، ودخل هذا الفن في نقش عبارات على المقابر والأضرحة، ومن أمثلة فن النقش الذي برع فيه الفنان المالديفي شعار الدولة الذي يوجد أعلى القصر الرئاسي، وهو عبارة عن شجرة جوز الهند أعلاها هلال بداخله خمسة نجوم[11].
[1] التعداد السكاني للمسلمين حسب الدول 2021، موقع وورلد بوبيوليشن ريفيو، مترجم عن اللغة الإنجليزية، رابط: https://dawa.center/file/6725
[2] المالديف: مسيرة ناجحة نحو التعريب (حوار مع الشيخ محمد رشيد إبراهيم رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، ورئيس المحكمة العليا في المالديف)، محمود بيومي، موقع مداد، نشر بتاريخ 8/ 11/ 2007 م.
[3] السلطة التشريعية في المالديف، أحمد عبد الله ديدي، دار النهضة العربية، القاهرة، 1422 هـ - 2002 م، صـ 13.
[4] مقال "جزر المالديف: الجزر الآسيوية المسلمة"، مجلة دعوة الحق، العددان 127 و128.
[5] المسلمون في العالم، حامد عثمان، دار اقرأ، بنغازي- ليبيا ، شعبان 1399 هـ - مارس 1990 م ، صـ 442.
[6] تجارة المحيط الهندي في عصر السيادة الإسلامية، شوقي عبد القوي عثمان، عالم المعرفة، الكويت، 1410 هـ - 1990 م، صـ 97.
[7] مظاهر الحضارة الإسلامية في المالديف منذ دخول الإسلام حتى قيام النظام الجمهوري، عبد الباسط محمود محمد الهجرسي، رسالة ماجستير، معهد الدراسات والبحوث الآسيوية، جامعة الزقازيق، 1426 هـ - 2005م، صـ158.
[8] Mohamed Amin, Duncon willetts and peter marshall; " Journey through maldives" Najaah Art palace, male , Maldives,1992,, P.20.
[9] مروج الذهب ومعادن الجوهر، علي بن الحسين بن علي المسعودي (ت 346 هـ)، الجزء الأول، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية، بيروت، 1407 هـ - 1987 م، صـ 151-153.
[10] مقال "جزر المالديف: الجنة العائمة وسط المحيط"، مأمون عبد القيوم، مجلة الوعي الإسلامي، العدد السابع عشر، السنة الثانية، جمادى الأولى 1386هـ.
[11] مظاهر الحضارة الإسلامية في المالديف منذ دخول الإسلام حتى قيام النظام الجمهوري، عبد الباسط محمود محمد الهجرسي، صـ170.
المستودع الدعوي الرقمي نسعى لتكوين أكبر مستودع معرفي ومعلوماتي للدعوة والدعاة حول العالم، من خلال توفير الملفات والتقارير والبيانات الخادمة للعاملين في الدعوة إلى الله.