• بدأت الأطماع الإسبانية في جزر الفلبين في فترة مبكرة بعد انتشار الإسلام بها؛ للسيطرة على ثرواتها وموقعها التِّجاري الهامّ خلال القرن السادس عشر الميلادي. • كانت أول حملة على جزر الفلبين بقيادة المستكشف التنصيري "ماجلان"، والذي قتله البطل المسلم "لابو لابو" بيده عام 1521 م. • ظل الإسبان طيلة ثلثمائة سنة يحاولون السيطرة على جنوب الفلبين المسلم، لكن مقاومة أبناء "صولو" و"مانداناو" أحبطت مساعيهم. • عُرِفت الحروب الإسبانية الفلبينية بحروب المورو؛ نسبةً لمقاومة المسلمين للاستعمار الإسباني مدة ثلاثة قرون. • كان الاحتلال الأمريكي نكبة على شعب مورو المسلم، واستخدم الأمريكان أساليب شيطانية فقد فيها المسلمون أراضيهم واستقلالهم الذاتي بمناطقهم. • نجح الاستعمار مع التنصير خلال أربعة قرون من جعل المسلمين في الفلبين أقلية يتم محاربتها وقمعها من جانب الحكومات القائمة بعد الاستقلال. |
نزل المسلمون جزر الفلبين منذ وقت مبكر، وأسس حكامها إمارات إسلامية كانت ذات نفوذ عظيم في القرن الخامس عشر الميلادي (التاسع الهجري)[1]، لكن اكتشاف البرتغاليين لطريق رأس الرجاء الصالح[2] أدى لاستيلاء البرتغاليين والإسبان على طرق التجارة في العالم القديم، وبداية مصادماتهم مع المسلمين الآمنين في منطقة وسط وشرق آسيا، ومنهم مسلمو الفلبين.
إن قرابة أربعة قرون من الوجود الاستعماري قد سادها العنف والنزاعات بين شعب المورو والأجانب الغزاة، بمن فيهم الفلبينيون الذين اعتنقوا المسيحية والذين تم انتدابهم من قبل المستعمرين، وضعَت النهاية الحزينة بإنهاء الوجود الإسلامي بتلك الجزر التي كانت توصف ذات يوم بأنها جزر "المورو"[3] أي جزر المسلمين.
وصف "ماجول"[4] العلاقات بين شعب المورو والإسبان بأنها مملوءة بالحروب التي لا تنتهي، وعلى الرغم من طول فترة حكم الإسبان في الفلبين، إلا أن ذلك لم يؤثر على أبناء شعب المورو الذين قاوموا كافة الجهود لاختراق وطنهم، واحتلال أراضيه، وتغيير دينهم إلى المسيحية.
نزول الإسبان على أرض الفلبين:
كان سقوط "الأندلس" المسلمة على يد الإسبان والبرتغاليين، وطرد المسلمين خارجها عام 898 هـ - 1942 م، بداية العهد الاستعماري الأوروبي؛ حيث انطلق الأوروبيون يزحفون نحو الشرق يطاردون المسلمين، ويوقفون احتكار العرب والمسلمين لتجارة البهارات والتوابل، إلى جانب هدف ديني أكبر هو القضاء على الإسلام وإحلال المسيحية محله في بلاد الشرق بمباركة "البابا"[5]، وبدأ الوجود البرتغالي الإسباني على إمارات جنوب شرق آسيا من القرن السادس عشر الميلادي، أما البرتغاليون فاتجهوا إلى مملكة "ملقا" (ماليزيا حاليًّا) واستولوا عليها[6]، وهناك استقرت أول قدم للاستعمار الغربي في جنوب شرق آسيا، وأما الإسبان فذهبوا إلى الفلبين ليستقروا هناك أكثر من ثلاثة قرون (1521-1898م) إلى أن حل محلهم الأمريكيون.
مقتل ماجلان على يد البطل المسلم لابو لابو:
مرحلة الاستعمار بدأت إبَّان قدوم "فرديناند ماجلان"[7] إلى المنطقة باسم ملك إسبانيا يوم 18 مارس عام 1521 م[8]، حيث وصل "ماجلان" إلى جزيرة (ليماساوا)، ووجد مملكة تحت رعاية "راجاکولامبو"، وقد أقنع "ماجلان" "كولامبو" بأن يسهل له دخول الممالك الفلبينية على أن يعلنه ملكًا على سائر الممالك الإسلامية تحت رعاية ملك إسبانيا، وهنا وافق "كولامبو" وتنصَّر هو وقبيلته، وفي يوم الأحد 31 من نفس الشهر شهدت الأرض الفلبينية أول قداس نصراني أقامه ماجلان، كما تم في مساء اليوم أيضًا غرس أول صليب في الجزيرة فوق تل من تلالها المطلة على البحر[9]، ومثل ما حدث من خديعة مع ملك "كولامبو"، تم عقد اتفاق بين "ماجلان" وحاكم "سيبو"، وقام ماجلان بتعميد 800 شخص من سكان تلك المنطقة، على رأسهم "راجاهومابون" ملك "سيبو" وزوجته "جوانا"[10].
وأراد "ماجلان" دخول حاكم جزيرة "ماكتان" - التابع لملك "سيبو" - النصرانية، وإعلانه ولاءه للإسبان، وكان هذا الحاكم اسمه "لابو لابو" Lub Lub، فرفض "لابو لابو" بإباء، وأعلن أنه يعبد إلهًا واحدًا، لا يدين بالولاء إلا له، ويأبى أن يخضع لحكم "كافر"؛ وهنا قرر ماجلان تأديبه، وذهب بقوة عسكرية مؤلفة من 50 جنديًّا إسبانيًّا مدججًا بالأسلحة الحديثة، مع ألف محارب من جزيرة "سيبو"، وقابله أهل جزيرة "ماكتان" بالحراب والرماح، وقاموا بتقطيعه وفرقته العسكرية إرْبًا إرْبًا[11]، بينما فر الباقون إلى سفنهم، وكانت هذه ضربة قاصمة لأول حملة صليبية على أرض الفلبين، وقد حاول الإسبان استرداد جثة "ماجلان" بكافة الطرق، لكن "لابو لابو" رفض كل عرض تقدموا به فيما بعد للحصول عليها، وذكر أنه سيحتفظ بالجثة حتى تكون عبرةً لكل غازٍ لأرضه[12].
أربع حملات صليبية جديدة:
ونتيجة لذلك أرسلت إسبانيا أربع[13] حملات صليبية متوالية إلى الفلبين، كانت ذات نتائج هزيلة؛ لكون المستعمرين كانوا ينزلون بشواطئ جزر "منداناو" التي كان أهلها على تأهُّب شديد لطرد أي أوروبي يطأ أرض الفلبين، وهذه الحملات هي:
الأولى: بقيادة (جارسيا دي لويسيا) (1525 م).
الثانية: بقيادة (البارودي سابيدرا) (1527 م).
الثالثة: بقيادة (لوبيز دي فيلالوبوس) (1542 م).
الرابعة: بقيادة (ميجل لوبيز دي ليغاسفي) (1564 م)، وهي الحملة التي حققت لإسبانيا إخضاع بعض جزر الفلبين للتاج الإسباني الصليبي ما عدا منطقتي "منداناو" و"صولو" فقد بقيتا بعيدتين عن الخضوع للتاج الصليبي؛ ولهذا جاءت الحروب المتكررة المشتعلة لإخضاع هاتين المنطقتين إلى السلطات الصليبية الاستعمارية[14].
مراحل الاحتلال الإسباني للفلبين:
وقد بدأت ما يعرف بحروب المورو سنة 1565 م، وقسم المؤرخون هذه الحروب إلى ست مراحل على مدى ثلثمائة سنة، فقد فيها المسلمون أرواحَ الألوف من المسلمين، لكنهم دافعوا ببسالة منقطعة النظير عن جزرهم، وكانوا حائطَ صدٍّ أمام تقدُّم الإسبان لباقي ممالك الإسلام وقتذاك، حتى قال المؤرخ الفلبيني Renato Constantin: "من المتوقع أن ينظر المؤلف الأمريكي "فيك هيرلي" إلى حكام المسلمين والجماعات المقاومة الفلبينية على أنهم قُطَّاع طرق وإرهابيون. ولكن إذا قرأنا رواياته عن المقاومة الإسلامية من وجهة نظر أخرى، فسنرى أن هذه المعارك في حقيقتها دفاعٌ بطوليٌّ حازمٌ من قِبَل المسلمين عن سلامة مجتمعاتهم...، وعلى الرغم من التحيز الاستعماري نجد في روايات المؤلف الاعتراف بالبراعة القتالية للمسلمين الفلبينيين"[15]:
المرحلة الأولى: تبدأ هذه المرحلة من الغزو الإسبانيّ سنة 1565 م، وتنتهي بغزو "بورنيو" سنة 1578 م أو بالأحرى سنة 1581 م.
في هذه المرحلة سَقَط حكم السلطان "راجا سليمان" في مانيلا، وتمَّ إخضاع "راجا لاكاندولا" في "توندو"، وكانت السيطرة الاقتصادية للبورنويين في زيادة مضطردة قبل الغزو الإسبانيّ[16].
وكانت "بورنيو" مَصدرًا للدعاة المسلمين والإشعاع الثقافيّ؛ لذلك اعتبرهم الإسبان مُنافسين خَطرين لابد من إزاحتهم من الطريق؛ حتى يتمكنوا من إحكام سيطرتهم التجارية والدينية على جُزُر الفلبين.
وعلى الرغم من انتصار الإسبان في بعض المعارك إلا أنهم لم يفلِحُوا في إقامة أي مستعمرة في "بورنيو" أو "بروناي" ولكنهم على أي حال تمكنوا من تقويض السيطرة السياسية والتجارية للبورنويين على الفلبين، على الأقل في المناطق الشمالية والجزر الوسطى الخاضعة للاحتلال الإسباني.
المرحلة الثانية: بدأت هذه المرحلة بعد هزيمة "بروناي" وإزالة نفوذ تجار "بورنيو" سنة 1578 م وحتى 1599 م، حيث راود الإسبانَ الأملُ في القضاء على سلطان المسلمين في جنوب الفلبين كما قضوا عليه في شمالها، وتحرك "دي فيجويرا" بحملة عسكرية إلى جزيرة "صولو" لقتال السلطان "حليم فنجيران"، ولكن مقاومة أهل "صولو" أدت لفشل هذه الحملات المتتالية، ومنيت غزوة الإسبان في "بيوتان" سنة 1596م بكارثة أصابت قواتهم بخسائر فادحة.
قال "قيصر أديب مجول": "في أثناء هذا الصراع الطويل ومن بعده، لم يتردد علماء المسلمين لحظة في القول بأن هذه الحرب هي الجهاد، وأن إعلان الجهاد واجب على الحكومة المسلمة بالدرجة الأولى، وفي حالة تقصير الحكومة أو في حالة عدم وجود حكومة مسلمة يصبح إعلان الجهاد واجبًا على كل فرد مسلم للدفاع عن الإسلام، والفلبينيون (المسلمون) فرقوا دائمًا - بحكم دينهم - بين من مات ميتة عادية، وبين من مات شهيدًا في سبيل الله"[17].
المرحلة الثالثة:
بدأت هذه المرحلة بحملة مُضَادة قام بها المسلمون على الوجود الإسبانيّ في جزر "بيساياس" المجاورة فهاجموا بعض البُلدان لإخضاع سكانها، وتمكنوا من أسْرِ الآلاف منهم، وكان الهدف من هذه الحملة منع الفلبينيين في جزر "بيساياس" من الانخراط في صفوف الجيش الإسبانيّ الذي كان يجندهم لحرب المسلمين. ولكن غزو الإسبان لجزر "الملوكاس" سنة 1606 م تسبب في كشف الجناح الجنوبي لأهل "ماجندناو"، وقطع إمدادات الرجال والمؤن التي كانت تَرِدُ إليهم من الجزر المسلمة المجاورة.
ولا شك أن هذه الهجمات المضادة كانت سياسة حكيمة من جانب القادة المسلمين؛ لردع الإسبان وضمان عدم مواصلة حملاتهم على أراضيهم، وقد انتهت هذه المرحلة سنة 1632 م، عندما أَنصَت الإسبان لنصائح المبشرين الجزويت اليسوعيين، وتَلَقَّوا مساعداتهم في إقامة قلعة حصينة في "زامبوانجا" لمراقبة حركة الأساطيل البحرية للمسلمين والسيطرة عليها[18].
وقد تَعَزَّز أَمل الإسبان بانتصارهم - بعد ذلك بسنوات - في بعض المعارك على سلطان ماجندناو "قُدْرتْ" سنة 1637 م، وعلى السلطان "راجابنحسو" سلطان صولو في العام التالي 1638 م.
وحاول المنصِّرون الجزويت العمل بجانب الغزاة الإسبان في عمليات التنصير، لكنها توقَّفَت أمام حرب العصابات الضارية التي شنها المسلمون على الإسبان، فردَّ الإسبان على ذلك بإشعال حرائق منظمة لمساكن المدنيين، كما قاموا بتجريف المزارع وحدائق الفاكهة ونَسف قوارب الصيد والسُّفن التجارية التي يملكها المسلمون.
وعمد الإسبان بعد ذلك إلى طرد جميع السكان من المناطق الساحلية كجزء من سياسة مدروسة لحكومة الاحتلال، ولم يعترض الإخوة اليسوعيون على هذه السياسة الإجرامية.
المرحلة الرابعة:
بدأت هذه المرحلة عام 1635 م حينما أدرك الإسبان صعوبة احتلال الجنوب لقوة مقاومة المسلمين، ففكروا في الهجوم من داخل البلاد نفسها واتخاذها منطقة مركزية لمهاجمة باقي الجزر الفلبينية ووقع اختيارهم على "زامبوانجا" للقضاء عليها، لكن وقف أمامهم السلطان "قُدْرتْ" الذي يعد من أبرز المجاهدين المسلمين في الفلبين في مسرح أحداث تلك الفترة؛ حيث قاد المقاومة ناجحًا في توحيد صف المسلمين في "منداناو" و"صولو" في جبهة موحدة ضد الإسبان[19].
ويُحكى عنه أنَّ المُبَشِّرين اليَسُوعيين ذهبوا إليه ليحذروه أنه إذا لم يَستجِبْ لمطالب الحاكم العام الإسبانيّ في فتح بلاده للتبشير الكاثوليكيّ، فإن القوات الإسبانية سوف تعود مع حُشود المتنصِّرين الفلبينيين لغزو بلاده مرة أخرى، وأنهم سوف يحرقون المنازل والمزارع والقرى، فأجَابَهم السُّلطان "قدرت" بهدوئه المعتاد: "فليفعل الإسبان ما يحلو لهم.. إنني لا أعتزم الدفاع عن المنازل والمزارع على حساب أرواح رجالي المقاتلين كما فعلت من قبل، فسوف نترك هذه المنازل، ونلجأ إلى الجبال والغابات لنشن عليكم حرب عصابات لا قِبَل لكم بها، أما المنازل والقرى فإن لدينا بالغابة أخشابًا تكفي لإعادة بنائها من جديد".
ونتيجة لصلابة موقف السلطان "قدرت" لجأ الإسبان إلى عقد هدنة معه، وانسحبوا من قلعة "زامبوانجا" سنة 1663 م، ولم يتدخل الإسبان بعد ذلك في شئون السلطنات المسلمة بجنوب الفلبين لمدة تقرب من خمسين سنة نَعِمَ فيها المسلمون بالأمن والسلام.
وقد خاف الإسبان من اتفاق سلاطنة المسلمين مع الهولنديين - الغزاة الآخرين في المنطقة - لإمدادهم بالسلاح لردع نفوذ الإسبان وتوسعاتهم؛ لذا اضطروا إلى توقيع هذه الهدنة مع الماجندناو سنة 1645 م، وأخرى مع سلطان صولو سنة 1646 م، ثم انسحبوا من قلعة "زامبوانجا" ليركزوا قواهم في الجزر الشمالية[20].
وقد أصبحت سلطنة "صولو" أكثر قوة عن ذي قبل، حتى إنها حاولت أن تملأ الفراغ السياسيّ في جزيرة "برونيو" التي هجرها حكام "بروناي"، الذين ضعفوا بسبب تدهور اقتصادهم، فمزّقتها الحرب الأهلية والنزاع المسلح بين أفراد الأسرة الحاكمة.
وفي الربع الأخير من القرن السابع عشر، انتقل جزء من أراضي سلطنة بورنيو إلى سلطان صولو وهي المنطقة التي تُعرَف اليوم باسم "إقليم صباح".
وحاول "الماجندناو" توسيع علاقاتهم التجارية مع إندونيسيا كما حاولت "صولو" مع "مكسّر" و"باتافيا"- "جاكرتا حاليًّا"، ولكن الأوضاع في المنطقة تغيرت، فقد كان الأسطول الهولنديّ يحتكر التجارة في الجزر الإندونيسية فتقَلَّص التبادل التِّجاريّ بين المسلمين في عالم الملايو كله[21].
المرحلة الخامسة: نقض الإسبان عهودهم وعادوا لاحتلال "زامبوانجا" عام 1718 م، لإصرار المنصرين الجزويت اليسوعيين في تحقيق هدفهم الرئيسيّ وهو إخراج المسلمين من دينهم وتَنصيرهم، وذلك عن طريق احتلال "زامبوانجا"؛ لكونها المنطقة الأبرز عسكريًّا لجعلها قاعدة صُلْبة لنشاطاتهم التنصيرية[22]، ورغم محاولة سكان خليج "إليانا وبوتيج" المسلمين لاسترداد القلعة الحصينة، ولكن مدافع الإسبان كانت تحصد قواتهم كلما تجمَّعُوا حولها فاضطر المسلمون إلى التَّراجع، ومع ذلك لم يستطِع المنصرون أن يخرجوا من القلعة إلى الناس الذين أثخنتهم الجراح، فقد كانوا يخشون من انتقام الأهالي الذين امتلأت قلوبهم بثورة الغضب.
وأراد الإسبان احتلال سلطنة "صولو" عام 1851 م، وفي هذه المرحلة كان الإسبان يدفعون بالفلبينيين المتنصرين لمحاربة المسلمين، وكان سلطان صولو "معز الدين" مجاهدًا صادقًا يميل للمصالحة، فمالت الأمور للتهدئة ـاأأواخر عهده.
المرحلة السادسة: ظهر عامل جديد كانت له آثار خطيرة على أَوضاع السَّلطنات المسلمة، متمثلًا في أطماع البريطانيين والهولنديين في المناطق الإسلامية في "بورنيو" و"الفلبين" في النصف الأخير من القرن الثامن عشر؛ ولذا خاف الإسبان وبادروا بالهجوم على "صولو" في الحملة الإسبانية سنة 1851 م، ولكنهم لم يستطيعوا تطوير الحملة فاضطروا إلى عقد اتفاقية سلام جديدة مع السلطان، وعادوا مرة أخرى سنة 1876 م بحملة قوية على "صولو"، واضطر الإسبان للمرة الثانية إلى عقد اتفاقية سلام مع سلطان "صولو" الذي اشترط في هذه المرة أن ينسحب الإسبان نهائيًّا من حامية كان قد تركها لهم في جزيرة "صولو" بمقتضى الاتفاقية السابقة[23].
[1] أحوال الأقليات المسلمة في الفلبين في النصف الثاني من القرن العشرين، د. هيا عبد المحسن محمد البابطين، مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية، العدد الأربعون، رجب 1437 هـ، صـ284.
[2] الإسلام والمسلمون في الفلبين، محمد يوسف عدس، طبعة إلكترونية، صـ5.
[3] دخل مصطلح مورو (موور) حيز الاستخدام خلال فترة الاستعمار الإسباني من طرف الإسبان؛ حيث إنه كان يستخدم في الأصل للإشارة إلى المسلمين البربر والعرب الذين حكموا الأندلس، ويرجع أصلها إلى كلمة Moroccoتشبيهًا لهم بالمسلمين المغاربة من "مراكش" (قبل الاحتلال الإسباني وقبل طرد السكان الأصليين)، ولكن بعد فترة بدأ استخدامها بشكل غير رسمي من قبل الإسبان للإشارة إلى جميع المسلمين.
[4] -
Majul, Cesar Adib. “An Analysis of the ‘Genealogy of Sulu,’” Archipel, Vol. 22 (1981): 167-182. and Majul, Cesar Adib. Muslims in the Philippines. Quezon City: University of the Philippines, Asian Center,1973.
[5] الإسلام والمسلمون في الفلبين، محمد يوسف عدس، طبعة إلكترونية، صـ5.
[6] تاريخ العالم الإسلامي الحديث والمعاصر، ج 1، محمود شاكر الحرستاني، الرياض، 1984 م، صـ 33.
[7] مستكشف وملّاح برتغالي، تعتبر رحلة ماجلان خلال السنوات (1519-1521 م) هي أول حملة بحرية عبرت المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ (وقد أسماه ماجلان بالبحر الهادئ، وقد مر خلال خروجه من الأطلسي بمضيق أسماه مضيق ماجلان)، وهو أول من عبر المحيط الهادئ، وهو قائد أول رحلة دارت حول الكرة الأرضية، وإن كان ماجلان نفسه لم يتمكن من إتمام الرحلة بسبب مقتله في الفلبين، شارك بأسطوله في غزو عدد من الممالك الإسلامية في جنوب شرق آسيا، وقتل في معركة ماكتان عام 1521 م.
[8] المسلمون في الفلبين، محمد عبد القادر أحمد، مطابع الناشر العربي - القاهرة،1980 م، صـ 21 - 25.
[9] تاريخ الكنيسة، إيرنستو فرالبوينس، 1960 م، دار سانت بول للطباعة، الفلبين، بالإنجليزية، صـ450.
[10] التنصير في الفلبين: نشأته وخطره وكيفية مواجهته، أبو الخير تراسون، رسالة ماجستير، كلية الدعوة وأصول الدين، جامعة أم القرى، 1413 هـ - 1983 م، صـ80.
[11] Zaide Gregorio F ., Philippine Political and Cultural History, Manila, Philippines,1957,vol .II,p. 66.
[12] المسلمون في الفلبين ومغامرة ماجلان الصليبية، مجلة الأمة، العدد 41، السنة الرابعة، 1984 م، صـ56.
[13] جولة في ربوع جزر مورو، محمد أسد شهاب، الطبعة الأولى، هيئة البحوث العلمية بجاكرتا- إندونيسيا، 1399 هـ / 1979 م، صـ 24.
[14] -
Majul, Muslims in the Philippines, p. 108.
[15]- ينظر: مقدمة Swish of the Kris طبعة عام 1997 م لمطبعة باكباكان إنترناشيونال، على الرابط: http://www.bakbakan.com/swishkb.html
[16] أحوال الأقليات المسلمة في الفلبين في النصف الثاني من القرن العشرين، د. هيا عبد المحسن محمد البابطين، مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية، العدد الأربعون، رجب 1437 هـ، صـ286.
[17] الإسلام في الشرق الأقصى: وصوله وانتشاره ودوافعه، قيصر أديب مجول، تعريب: د. نبيل صبحي، مؤسسة الرسالة- بيروت، 1386 هـ - 1966 م، صـ148-149.
[18] المسلمون في الفلبين: الماضي الحافل والحاضر الدامي، د. قيصر أديب مجول، تعريب: د. نبيل صبحي، مؤسسة الرسالة- بيروت، -197م، صـ23-24.
[19] المصدر السابق، صـ96-97.
[20] التنصير في الفلبين: نشأته وخطره وكيفية مواجهته، أبو الخير تراسون ، صـ95.
[21] الإسلام والمسلمون في الفلبين، محمد يوسف عدس، صـ11.
[22] المسلمون في الفلبين: الماضي الحافل والحاضر الدامي، قيصر أديب مجول، صـ27.
[23] الإسلام والمسلمون في الفلبين، محمد يوسف عدس، صـ14.
المستودع الدعوي الرقمي نسعى لتكوين أكبر مستودع معرفي ومعلوماتي للدعوة والدعاة حول العالم، من خلال توفير الملفات والتقارير والبيانات الخادمة للعاملين في الدعوة إلى الله.