مترجم عن اللغة الإنجليزية
المسلمون في الولايات المتحدة: بين إيجابية النمو وسلبية الرأي العام[1]
جرى تركيز غير مسبوق على الاهتمام العام بوضع المسلمين الأمريكيين في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001، حيث نما عدد السكان المسلمين في الولايات المتحدة في العقدين الماضيين، ولكن لا يزال الكثير من الأمريكيين يعرفون القليل عن الإسلام، ولقد أصبح المسلمون ووجهات النظر تجاههم أكثر استقطابًا على أسس سياسية.
وقد كان هناك حوالي 2.35 مليون مسلم بالغ وطفل يعيشون في الولايات المتحدة في عام 2007 وهو ما يمثل نسبة 0.8٪ من سكان الولايات المتحدة، وكان نموهم مقترنًا بشكل أساسي بعاملين: هما التدفق المستمر للمهاجرين المسلمين إلى الولايات المتحدة، وميل المسلمين لإنجاب أطفال أكثر من الأمريكيين من الديانات الأخرى، وفي عام 2015 توقع مركز بيو للأبحاث أن يصل عدد المسلمين إلى 3.85 مليون نسمة في الولايات المتحدة بحلول عام 2020، أي ما يقرب من 1.1٪ من إجمالي السكان، هذا وقد تباطأ النمو السكاني للمسلمين نتيجة عامل الهجرة مؤخرًا بسبب التغييرات في سياسة الهجرة الفيدرالية، كما زاد عدد دور العبادة الإسلامية في الولايات المتحدة على مدار العشرين عامًا الماضية، إذ حددت دراسة أجريت عام 2000 من قبل الشراكة التعاونية للدراسات التجميعية "1209" مسجد هناك في ذلك العام، ووجدت دراسة المتابعة الخاصة بهم عام 2011 أن عدد المساجد قد ارتفع إلى "2106"، ووجدت دراسة أجريت 2020 "2.769" مسجدًا - أي أكثر من ضعف العدد الذي كان عليه قبل عقدين.
وإلى جانب النمو السكاني اكتسب المسلمون حضورًا أكبر في المجال العام، فعلى سبيل المثال في عام 2007 ضم المؤتمر الـ 110 أول عضو مسلم، وهو النائب كيث إليسون الديمقراطي، وفي وقت لاحق من تلك الفترة دخل الكونغرس نائب مسلم ثانيًا، وهو النائب أندريه كارسون الديمقراطي أيضًا، ويضم المؤتمر 117 الحالي مسلمتين أخريين إلى جانب كارسون، وهي أول امرأة مسلمة تشغل هذا المنصب النائبة إلهان عمر، وهي ديمقراطية من مينيسوتا، ورشيدة طليب، وهي ديمقراطية من ولاية ميشيغان تم انتخابها لأول مرة في عام 2018.
ومع تزايد أعدادهم أبلغ المسلمون عن تعرضهم لمزيد من التمييز، ففي عام 2017، وخلال الأشهر القليلة الأولى من إدارة ترامب قال حوالي نصف الأمريكيين المسلمين إنهم عانوا شخصيًا من بعض أشكال التمييز بسبب دينهم في العام السابق، وشمل ذلك مجموعة من العينات من الأشخاص الذين يتصرفون بشكل مشتبه بهم إلى التعرض للتهديد، أو الهجوم الفعلي، وفي عام 2011 على سبيل المقارنة قال 43٪ من المسلمين البالغين أن لديهم تجربة واحدة على الأقل من هذه التجارب، وقال 40٪ ذلك في عام 2007.
وفي استطلاع مارس 2021 سُئل البالغون في الولايات المتحدة عن مدى التمييز الذي يعتقدون أن عددًا من الجماعات الدينية يواجهونه في المجتمع، فكانوا أكثر ميلًا للقول إنهم يعتقدون أن المسلمين يواجهون التمييز أكثر بكثير من الجماعات الدينية الأخرى التي شملها الاستطلاع، بما في ذلك اليهود، والمسيحيون، الإنجيليون، وظهر نمط مشابه في الاستطلاعات السابقة التي تعود إلى عام 2009 حين كان الأمريكيون أكثر ميلًا للقول بأن هناك الكثير من التمييز ضد المسلمين يفوق مثيله من التمييز ضد اليهود، أو المسيحيين الإنجيليين، أو المورمون، أو الملحدين.
هذا وقد طلبت سلسلة من الاستطلاعات التي أجراها مركز بيو للأبحاث في 2014، و2017 و2019 من الأمريكيين بشكل منفصل تصنيف المجموعات الدينية على مقياس يتراوح من 0 إلى 100، إذ يمثل 0 أبرد وجهة نظر ممكنة وأكثرها سلبية، ويمثل 100 وجهة نظر دافئة وإيجابية، فتم تصنيف المسلمين في هذه الاستطلاعات باستمرار من بين الأروع إلى جانب الملحدين.
وقد انقسم الرأي العام الأمريكي على مدى السنوات العشرين الماضية حول ما إذا كان من المرجح أن يشجع الإسلام العنف أكثر من الأديان الأخرى، وقد نجم عن ذلك انقسام حزبي ملحوظ حول هذه المسألة عندما طرح المركز هذا السؤال لأول مرة في استطلاع عبر الهاتف في عام 2002، حيث كان الجمهوريون والمستقلون ذوو الميول الجمهورية أكثر ميلًا من الديمقراطيين والديمقراطيين إل القول بأن الإسلام يشجع على العنف أكثر من الأديان الأخرى، وكانت هذه وجهة نظر أقلية في كلا الحزبين، بيد أنه في غضون سنوات قليلة بدأ تزايد اعتقاد الجمهوريين بأن الإسلام يشجع على العنف، وعلى النقيض من ذلك أصبح الديموقراطيون أكثر ميلًا إلى القول بأن الإسلام لا يشجع على العنف أكثر من الأديان الأخرى.
وبالرغم من أن العديد من الأمريكيين لديهم وجهات نظر سلبية تجاه المسلمين والإسلام، إلا أن 53٪ يقولون إنهم لا يعرفون شخصيًا أي شخص مسلم، وتقول نسبة مماثلة "52٪" إنهم لا يعرفون الكثير عن الإسلام، أو لا يعرفون شيئًا عنه على الإطلاق، وأما الأمريكيون من غير المسلمين الذين يعرفون شخصًا مسلمًا بشكل شخصي من المرجح أن يكون لديهم نظرة إيجابية تجاه المسلمين، وهم أقل عرضة للاعتقاد بأن الإسلام يشجع على العنف أكثر من الأديان الأخرى.
[1] الترجمة نقل دقيق لمحتوى المقالة ولا يعني ذلك بالضرورة الموافقة على آراء الكاتب. يمكنكم الوصول إلى المقالة عبر الرابط التالي: https://www.pewresearch.org/fact-tank/2021/09/01/muslims-are-a-growing-presence-in-u-s-but-still-face-negative-views-from-the-public/
المستودع الدعوي الرقمي نسعى لتكوين أكبر مستودع معرفي ومعلوماتي للدعوة والدعاة حول العالم، من خلال توفير الملفات والتقارير والبيانات الخادمة للعاملين في الدعوة إلى الله.