الولايات المتحدة الأمريكية (أمريكا): هي جمهورية دستورية اتحادية تضم 50 ولاية، تحدها كندا من الشرق والشمال، وروسيا من الغرب، والمكسيك من الجنوب، أما أكبر ولاياتها فهي ألاسكا، وهي منفصلة عن بقية أراضي أمريكا، وتقع في شمال غرب كندا، وتقع ولاية وأرخبيل هاواي في منتصف المحيط الهادئ، وتضم هذه الدولة أيضاً عدداً من الأراضي والجزر في الكاريبي والمحيط الهادئ، وتبلغ مساحة أمريكا 9,826,675 كلم²، ويقترب عدد سكانها من 340 مليون نسمة.
وسيتم الحديث عن هذه الدولة ذات المساحة الواسعة باختصار شديد في النقاط المختارة التالية، وهناك مصادر كثيرة يمكن للقارئ الرجوع إليها للاستزادة، إذ لا يمكن لمقال قصير أن يستوعب إلا القليل عن هذه الدولة.
- الولايات المتحدة هي أكبر قوة اقتصادية وعسكرية في العالم، ولها مصالح تمتد إلى جميع دول العالم.
- يختلف مناخ هذه الدولة من ولاية إلى ولاية، نظراً للاختلافات في خطوط العرض، ولخصائصها الجغرافية المختلفة.
- تأسست الولايات المتحدة الأمريكية نتيجة ثورة قام بها المستوطنون الأوروبيون البيض ضد التاج البريطاني، سميت بحرب الاستقلال الأمريكية (1775–1783)، وهي حرب دولية قادها جورج واشنطن قبل أن يكون أول رئيس لأمريكا، نشبت في القرن الثامن عشر بين بريطانيا العظمى ومستعمراتها الثلاث عشرة، المتحالفة مع فرنسا آنذاك، والتي أعلنت استقلالها لتكون نواة الولايات المتحدة الأمريكية، وكان مجموع سكان هذه الولايات آنذاك عدة ملايين، وتلا ذلك شراء أراضي لويزيانا من فرنسا، وأعمال وحروب توسعية أدت إلى الاستيلاء على بقية الولايات الخمسين.
- وقد سبق هذه الحرب الجلب القسري لمئات الآلاف من المستعبدين الأفارقة، وكانت نسبة منهم من المسلمين، إلى مناطق أمريكا للعمل في المزارع وغيرها، وذلك في القرنين 17 و18.
- وقبل وصول الإنسان الأوروبي إلى الأراضي الأمريكية بقرون طويلة، وصل إليها الهنود الحمر واستقروا فيها، وأصبحوا سكان مناطق أمريكا الأصليين و"الأممَ الأولى"، وكانوا وما زالوا يتحدثون بلغات ولهجات كثيرة جدًّا، ولم تصلهم الديانة النصرانية إلا بعد وصول الأوروبيين إليهم، فقد كانوا وثنيين يعبدون الأصنام والنجوم والأرواح، واليوم أصبحت شرائح منهم تعتنق النصرانية.
- في عام 1492 ضلَّ كريسوفر كولومبوس طريقه وهو متجه إلى الهند، ووصل إلى بعض مناطق ما سمي لاحقاً بأمريكا، وهناك تعرف على شعب سمي أولًا بالهنود لأن كريستوفر كولومبوس ظن خطأً أنه وصل إلى جزر الهند الشرقية، ثم سمي فيما بعد بالهنود الحمر (يقال لأنهم كانوا يصبغون وجوههم وشعورهم بصبغ أحمر) وبالهنود الأمريكيين تمييزاً لهم عن الهنود الآسيويين، ثم تتالت الرحلات الأوروبية الاستكشافية إلى أراضي أمريكا الشمالية والجنوبية، وقد لعب التحريض والنظرة الاستعلائية والاستعمارية الشاملة دوراً مهمًّا في تبرير إبادة شاملة ارتُكبت ضد شعب الهنود الحمر.
- وبعد جولات من الصراع بين الهنود الحمر والبريطانيين، وبعد صراعات طويلة أيضاً بينهم وبين الأمريكيين، واصل السكان الأصليون كفاحهم رافضين الخضوع للسلطة التي قامت على أرضهم، ونفذت الحكومات الأمريكية ضدهم حملات إبادة شاملة، وعملت على تدمير مزارعهم وطمس هوياتهم واقتلاعهم من جذورهم وتهجير من بقي منهم من المناطق الخصبة إلى مناطق قاحلة لا تصلح للعيش، وإحلال الشعوب الأوروبية والأمريكية في أماكنهم، وتسمى هذه الحروب بالحروب الأمريكية الهندية، وقد تخللتها مئات المعاهدات التي لم يأبه الأمريكيون إلا بالقليل منها.
- ويختلف الباحثون اختلافاً كبيراً حول عدد قتلى الهنود الحمر، من عدة ملايين إلى عشرات ثم مئات الملايين (إبادة أكثر من 95% من السكان الأصليين)، واليوم يبلغ تعداد الهنود الحمر نحو 90 مليون نسمة يتوزعون على أمريكا الشمالية والجنوبية، ووفق أرقام رسمية نشرت عام 2010 فإن تعداد الهنود الحمر في أمريكا يبلغ 5.2 ملايين نسمة، يعيش 22% منهم في التجمعات القبلية أو "الأمم المحلِّية"، ويعيش الباقون في مختلف المدن الأمريكية، ولكن مصادر أخرى تشير إلى أن عددهم في أمريكا يتراوح بين 4 - 7 ملايين نسمة.
كانت هذه لمحة قصيرة عن البدايات، ولنختصر الأحداث وننتقل مباشرة إلى الإسلام والمسلمين وأوضاعهم في أمريكا، والتفاصيل حولهم كثيرة جدًّا، فلنختر بعضها:
- عن أوائل المسلمين وصولًا إلى مناطق أمريكا، يذكر مقال نشر بعنوان "What Happened to America's First Muslims?" أن العبيد المسلمين كانوا هناك منذ بداية ظهور أمريكا، ولكن نادراً ما استمروا على معتقداتهم الدينية، ويذكر المؤرخون أنهم كانوا يقدَّرون بعشرات الآلاف، وقد تم تأكيد وجودهم هناك في الوثائق التي يعود تاريخها إلى أكثر من قرن، ويذكر مصدر آخر أن نسبة المسلمين من أولئك المستعبدين كانت 30%، وكان كثيرون منهم يعرفون القراءة والكتابة على عكس بعض مالكيهم، بل كان بينهم ذوو ثقافة عالية.
- ولا شك في أن للمسلمين وجوداً في تلك المناطق قبل ذلك، فعلى سبيل المثال يشير كتاب "الإسلام والمسلمون في أمريكا/ جين سميث" إلى أن هناك عدداً قليلًا من مسلمي إسبانيا المطرودين منها ربما يكونون قد وصلوا إلى السواحل الأمريكية في سنة 1492 وما بعدها، ويشير إلى أن جلب العبيد إلى أمريكا كان بين سنتي 1700-1800، وأن بداية هجرة المسلمين من سوريا إلى أمريكا كانت نحو سنة 1875، وأن أول مجتمع مسلم هناك تشكل في مطلع سنة 1900، وأن ثاني أكبر موجة للمهاجرين المسلمين وصلت بدءًا من سنة 1918 وما بعدها.
- ويذكر مقال مترجم بعنوان "الإسلام في أمريكا: الواقع المعاصر" أن الموجة الحقيقية الأولى للمسلمين في الولايات المتحدة كان من قبل العبيد الأفارقة الذين قيل إن 10٪ إلى 15٪ منهم مسلمون، وقد كان الحفاظ على دينهم أمراً صعباً بالنسبة إليهم، فكانوا يلجؤون إلى إخفاء مظاهر التديُّن خشية العقاب، بل إن كثيرين منهم أُجبروا على اعتناق النصرانية قسراً، ويذكر أنه بين عامي 1878 و1924 وصل مهاجرون مسلمون من الشرق الأوسط، ولا سيما من سوريا ولبنان.
- وعن أحد أوائل من دخلوا في دين الإسلام بعد تأسيس أمريكا، يشير باحث إلى أن "أول أمریکي نسمع أن الله شرح صدره للإسلام هو السيد ألكسندر رسل ويب (Alexander Russel Webb) وكان شخصية دبلوماسية صحافية، عيِّن في عام 1887م قنصلًا عامًّا لبلاده في مانيلا عاصمة الفلبين، وهناك تیسر له الاتصال بالمسلمين من أهل البلاد، فأعجبه دینهم وسلامته وبساطته، وفي العام التالي (1888) أصدر كتيباً أعلن فيه إسلامه، وذكر فيه أسباب اختياره لهذا الدين" (من مقال: الإسلام والمسلمون في أمريكا - 1/ د. محمد عبدالرؤوف)، وقد تسمى باسم محمد، مقروناً باسمه الأصلي، فأصبح يدعى: محمد ألكسندر رسل ويب.
- وعن عدد المسلمين في أمريكا، يذكر مقال بعنوان "Muslims are a growing presence in U.S., but still face negative views from the public" أنه كان هناك حوالي 2.35 مليون مسلم بالغ وطفل يعيشون في الولايات المتحدة في عام 2007، أي 0.8٪ من إجمالي السكان، وكان نموهم مقترناً بشكل أساسي بعاملين، وهما التدفق المستمر للمهاجرين المسلمين، وميل المسلمين إلى إنجاب أطفال أكثر من الأمريكيين من أتباع الديانات الأخرى، وفي عام 2015 توقع مركز بيو للأبحاث أن يصل عدد المسلمين هناك إلى 3.85 مليون نسمة بحلول عام 2020، أي ما يقرب من 1.1٪ من إجمالي السكان، هذا وقد تباطأ النمو السكاني للمسلمين نتيجة عامل الهجرة مؤخراً بسبب التغييرات في سياسة الهجرة، كما ازداد عدد المساجد والمصليات على مدار العشرين عاماً الماضية، إذ حددت دراسة أجريت عام 2000 أن هناك 1209 مساجد في أمريكا، ووجدت دراسة صدرت عام 2011 أن عدد المساجد قد ارتفع إلى 2106 مساجد، ووجدت دراسة أجريت عام 2020 أن هناك 2.769 مسجداً.
- ويشير مقال "الإسلام في أمريكا" المذكور آنفاً إلى تنوع الروايات حول العدد المقدر للمسلمين في أمريكا، إذ يبلغ عددهم عند المجلس الإسلامي الأمريكي 5 ملايين، وعند المركز غير الحزبي لدراسات الهجرة ما بين 3 - 4 ملايين مسلم، وقدرت دراسة حول الهوية الدينية الأمريكية، أجرتها جامعة نيويورك في عام 2001، عدد المسلمين بـ1,104,000 مسلم، وكما هو ملاحظ فالأرقام متضاربة، ولكن الخبراء يقدرون عدد المسلمين الأمريكان ما بين 4 و7 ملايين، ومن المتوقع أن يصبح الدين الإسلامي ثاني أكبر ديانة في أمريكا قريباً.
- ويشير أيضاً إلى أنه خلال ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، بدأ المهاجرون العرب في إنشاء الجمعيات الإسلامية وبناء المساجد، وكان المسلمون الأمريكيون من أصول إفريقية قد بنوا مساجد خاصة بهم، وبحلول عام 1952 كان هناك أكثر من 1000 مسجد في أمريكا الشمالية.
- وقد شكل الأمريكيون من أصل إفريقي في عام 2012 نسبة 12,4% من السكان (41 مليون نسمة)، بينما ارتفع عدد السكان الآسيويين بنسبة 35,5% إلى حوالي 20 مليون نسمة (6% من السكان)، ويشير بحث "الوضع الديموجرافي لمسلمي أمريكا/ د. عبدالرزاق بن حمود الزهراني" إلى أن تقدير كارل ستون (C. Stone) لمسلمي أمريكا في عام 1980 كان 3.317 مليون مسلم، وأنهم يتوزعون كما يلي: 26.6% من شرق آسيا، 28.4% من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، 2.8% من الصحراء الإفريقية، 11.5% من آسيا، 0.4% من دول الكاريبي، 30.2% أمريكيون أفارقة، (وبذلك يكون مسلمو أمريكا السود هم أكثر المسلمين عدداً هناك)، ويشير البحث أيضاً إلى أن تقدير ستون لمسلمي أمريكا عام 1986 هو 4 ملايين نسمة، وأن نسبة المسلمين قد زادت بمقدار 21%، وقال كاتب البحث: "وإذا افترضنا استمرار هذا المعدل بطريقة ثابتة فإن عدد المسلمين سيتضاعف مع بداية الألفية الثالثة ليزيد عن ثمانية ملايين نسمة تقريباً"، "وفي عام 1988 عقد مؤتمر إسلامي أكاديمي... وقدمت فيه كارل ستون تقريراً يقول: إن عدد المسلمين في الولايات المتحدة حاليًّا يبلغ حوالي 4.7 مليون مسلم، يشكلون نسبة 1.6% من مجموع السكان الكلي"، ثم يشير البحث إلى عدد المسلمين في تقرير فريد نعمان عام 1990 وهو 5 ملايين، من بينهم 42% أمريكيون أفارقة.
- وتعتبر أمريكا دولة علمانية رسميًّا، مع أن القيم الأمريكية تقوم على قواعد نصرانية لها تأثير على مختلف المجالات هناك، وتختلف في المصادر نسب الملحدين واللاأدريين، وكذلك غير المنتمين (الذين يؤمن جزء منهم بوجود إله) هناك، فهي تبدأ من 21% وتصل إلى 34% من أجمالي السكان، ويذكر تقرير صدر عن مركز بيو أن عددهم ارتفع من 17٪ في عام 2009 إلى 26٪ في 2019، أما النصرانية فهي الديانة التي تتبعها النسبة الأكبر من السكان، وهي تختلف في التقديرات بين 65% و 71% و73.7% ونسب أخرى مقاربة لها.
- ويذكر مقال مترجم بعنوان "المسلمون في الولايات المتحدة بين إيجابية النمو وسلبية الرأي العام" أنه على الرغم من أن العديد من الأمريكيين لديهم وجهات نظر سلبية تجاه المسلمين والإسلام، إلا أن 53٪ من المشاركين في مجموعة استطلاعات يقولون إنهم لا يعرفون أي شخص مسلم، وتقول نسبة مماثلة (52٪) إن أفرادها لا يعرفون الكثير عن الإسلام، أو لا يعرفون شيئًا عنه على الإطلاق، وأما الأمريكيون من غير المسلمين الذين يعرفون شخصاً مسلماً فمن المرجح أن يكون لديهم نظرة إيجابية تجاه المسلمين، وهم أقل عُرضة للاعتقاد بأن الإسلام يشجع على العنف.
- وورد في مقال مترجم أيضاً بعنوان "الأنشطة المعادية للمسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية" أن أكثر الأنشطة التي تتعرض لها الجاليات الإسلامية في الولايات المتحدة الأمريكية هي: القوانين المناهضة للشريعة الإسلامية، معارضة إعادة توطين اللاجئين، معارضة إنشاء ووجود المساجد والمقابر والمدارس الإسلامية، الإجراءات والتصريحات المعادية للمسلمين من قبل المسؤولين المنتخبين، حالات الكره والعداء ضد المساجد والمراكز الإسلامية، التقارير الإعلامية عن العنف والجرائم ضد المسلمين.
- وذكر مقال نشر بعنوان "The share of Americans who leave Islam is offset by those who become Muslim" أنه حين طُلب من أفراد مجموعة أن يحددوا سبب اعتناقهم للإسلام، قدموا أسباباً مختلفة، فقال حوالي الربع إنهم فضلوا معتقدات أو تعاليم الإسلام على معتقدات دينهم السابق، بينما قال 21٪ إنهم يقرؤون نصوصاً دينية، أو درسوا الإسلام قبل اتخاذ قرار اعتناقه، وقال آخرون إنهم يريدون الانتماء إلى مجتمع إسلامي (10٪)، أو إن الزواج أو العلاقة كانت الدافع الرئيس لهم (9٪)، أو إنهم تعرفوا على العقيدة الإسلامية من قبل صديق، وفي السنوات الأخيرة، تزايد عدد المسلمين الأمريكيين بشكل مطرد بنحو 100,000 سنويًّا، ولكن نسبة الأشخاص الذين يدخلون الإسلام ويخرجون منه متساوية تقريباً، وهو ما يشير إلى أن النمو العام للمجموعة المسلمة في الولايات المتحدة يبقى ضمن نطاق معين، وليس هناك تأثير يذكر للمعتنقين الجدد على النمو العام للمجموعة! (ذكرنا هذه المعلومة لأهميتها، ولا بد للمهتمين من معرفة ومعالجة أسبابها والتأكد من صحتها على أرض الواقع بمزيد من البحث، وبإجراء لقاءات مع شرائح أوسع).
وينظر أيضاً: كتاب: الوجود الإسلامي في أمريكا: الواقع والأمل/ عثمان أبو زيد عثمان، محمد وقيع الله أحمد، وبحث: الدعوة الإسلامية في أمريكا: رؤية من الداخل/ د. أحمد عبدالهادي حمودة، ومقال: من تاريخ الإسلام في الولايات المتحدة/ محمد وقيع الله، وغيرها.
شريحة الدخل incomeLevel
المساحة (كيلومتر مربع) AG.SRF.TOTL.K2
تعداد السكان SP.POP.TOTL
نصيب الفرد من إجمالي الدخل القومي بالدولار الأمريكي NY.GNP.PCAP.PP.CD
يبلغ عدد سكان الولايات المتحدة الأمريكية 321,418,820 نسمة بحسب إحصائية البنك الدولي لعام 2015
تبلغ مساحة الولايات المتحدة الأمريكية 9,831,510 كيلو متر مربع بحسب إحصائية البنك الدولي لعام 2016
يبلغ عدد المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية 2,770,000 شخص وبنسبة < 1.0% من إجمالي السكان