الإسلام في هونغ كونغ (1)مقالات

هو واي يب

مترجم عن اللغة الإنجليزية

 

الإسلام في هونغ كونغ (1) [1]

 

هونغ كونغ هي مدينة عالمية تخضع لسيادة جمهورية الصين الشعبية منذ عام 1997، وهي الآن موطن لأكثر من ربع مليون مسلم، وكان هناك اتجاه نمو في عدد السكان المسلمين في هونغ كونغ طوال القرن العشرين، ويستمر حتى الوقت الحاضر، فوفقًا للإحصاءات الحكومية في عام 2012 بلغ عدد السكان المسلمين 270.000، ويشكلون 3.76٪ من سكان هونغ كونغ البالغ عددهم 7.1739 مليون، في حين أن المجتمع المسيحي (البروتستانت والكاثوليك) لديه 843.000 معتنق، ويشكلون 11.75٪ من السكان في هونغ كونغ، كما تعتبر البوذية، والطاوية، والكونفوشيوسية ديانات محلية أصلية، وعلى الرغم من أن الإسلام هو أقدم دين أجنبي وصل إلى هونغ كونغ (قبل البروتستانتية والكاثوليكية)، فقد يكون أكثر الديانات التي يساء فهمها، إذ لطالما تجاهل الجمهور الإسلام كدين، والمسلمين كأقلية اجتماعية، ولم يكن الأمر كذلك حتى هجمات 11 سبتمبر في عام 2001، وقد بدأ مجتمع هونغ كونغ في إيلاء المزيد من الاهتمام للإسلام والمجتمع المسلم بعد تولي السلطة من قبل حكومة محلية هناك في عام 1997، ومع زيادة التغطية الإعلامية للإسلام وظهور المسلمين، فقد تغيرت النظرة العامة، مما أدى إلى زيادة إشراك المجتمع المحلي للمسلمين.

وعلى الرغم من أن المجتمع المسلم واحد في هونغ كونغ، فإن غالبيته من السنة، ويتبعون المذهب الحنفي (الصيني)، والشافعي (جنوب شرق آسيا)، ومن بين 270 ألف مسلم في هونغ كونغ هناك 30 ألف باكستاني، و30 ألف صيني، و140 ألف إندونيسي، وهناك أيضًا مسلمون من الهند، وماليزيا، والشرق الأوسط، وأفريقيا، وقد ساهمت التقاليد الثلاثية لإسلام جنوب آسيا، وهوي الصيني، وإسلام جنوب شرق آسيا الإندونيسي بدورها في تشكيل الثقافة الإسلامية المميزة في هونغ كونغ الصينية.

 

التراث الإسلامي الثلاثي: من فترة الاستعمار إلى فترة ما بعد الاستعمار

كانت الفترة التكوينية للمجتمع تتكون في البداية من وصول مسلمي جنوب آسيا مدفوعين بالقوة الاستعمارية البريطانية، وأعقبها وصول مسلمي الهوي الصينيين المنفيين بسبب الحربين العالميتين، والاضطرابات الاجتماعية في ظل الحكم الشيوعي في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، ويُعتقد على نطاق واسع أن الجالية المسلمة في هونغ كونغ لها أصول مزدوجة، متمثلة بهيمنة مسلمي شبه القارة الهندية أولًا، وتشكل المرحلة الثانية وصول مسلمي الهوي الصينيين، وقد ميزت هاتان المجموعتان الفترة التكوينية لإسلام هونغ كونغ، وكان يُشار إلى المسلمين من شبه القارة الهندية باسم "المور"، ولديهم تاريخ طويل من الروابط التجارية مع جنوب الصين يعود تاريخها إلى عهد أسرة تانغ في القرن السابع، فكان المسلمون نشيطين للغاية في التجارة الصينية وأبحروا إلى سواحل الصين في سفنهم الخاصة، فدخل الإسلام إلى هونغ كونغ ورسخ جذوره فيها خلال الفترة من 1841 إلى 1880، فبنوا مجتمعًا متميزًا ومتماسكًا جيدًا في Lascar Row، والذي يُعرف الآن باسم صف لاسكار العلوي والسفلي في شيونغ وان اليوم بجزيرة هونغ كونغ، وأما مسلمو هوي من البر الرئيس للصين، فقد بدأوا الهجرة إلى هونغ كونغ قبل فترة طويلة من معاهدة نانجينغ في عام 1842 في نهاية حرب الأفيون الأولى، وعلى الرغم من أنه يمكن إرجاع أوائل المسلمين الصينيين في هونغ كونغ إلى وصول المسلمين من مقاطعة يوننان، إلا أنه يُعتقد أن أكبر عدد من المسلمين الصينيين كانوا منتشرين في جميع أنحاء جنوب الصين في كانتون قوانغتشو، وهونغ كونغ، وماكاو بسبب ما تعرضوا له من القهر، والاضطراب الاجتماعي، والتي نتج عنها تمرد بانثي (1856-1873)، وهي حركة انفصالية لمسلمي الهوي بقيادة دو وينكسيو ضد أسرة تشينغ في مقاطعة يونان في جنوب غرب الصين، وقد أسفرت عن مذبحة لمسلمي الهوي على يد الهان الصينيين، فاتجهت أبصارهم صوب هونغ كونغ، ونظروا إليها على أنها قارب نجاة في سعيهم للبقاء والأمن، ولاحقًا خلال الثورة الثقافية الفوضوية ( 1966–1976) عقب تولي الحزب الشيوعي الصيني السلطة فروا إلى هونغ كونغ، واجتمعوا فيها معًا كمجتمع له نفس العقيدة الإسلامية، وقاموا بصياغة اقتراح لإنشاء مركز إسلامي هناك للمسلمين الصينيين، فكان هذا نقطة تحول في التاريخ الإسلامي في هونغ كونغ، ومنذ عام 1917 تم الاعتراف بمسلمي الهوي الصينيين كجزء لا غنى عنه من المجتمع المسلم فيها، في عام 1922 ، وفي عام 1938 لجأ تدفق آخر للاجئين المسلمين الصينيين إلى هونغ كونغ من أجزاء مختلفة من الصين، ولاسيما من تشاو تشينغ، وغوانغدونغ، وخلال السنوات الثلاث والثمانية أشهر من الاحتلال الياباني لهونغ كونغ (1941-1945) سعى العديد من مسلمي هونغ كونغ إلى ملاذ مؤقت في ماكاو، ثم عادوا واستقروا في هونغ كونغ عندما انتهت الحرب العالمية الثانية... يتبع.

 

[1] الترجمة نقل دقيق لمحتوى المقالة ولا يعني ذلك بالضرورة الموافقة على آراء الكاتب. يمكنكم الوصول إلى المقالة عبر الرابط التالي: http://www.oxfordislamicstudies.com/print/opr/t343/e0156