الإسلام في اليابان (12)مقالات

أ. د. صالح مهدي السامرائي

المصدر: شبكة الألوكة، التاريخ: 11/1/2011

 

مداخلة على ما سبق من مواد:
هنا نؤكد مرة أخرى أن الشعب الياباني تتمثَّل به الأخلاق العالية والصفات الكريمة، بل أقول إن الياباني إذا تعرف على الإسلام يجده مطابقًا للمُثل التي يعتنقها مجتمعُه، فينال استحسانه، وإذا أراد الله له الهداية فإنَّه يعتنق هذا الدين الذي أعجب به، وإنَّنا نُرفق وثيقةً تُظهِر الصفات الأصيلة للشَّعب الياباني التي ورثها عن زعمائه الفرسان (السامورائي).

يكتب لنا شخص على البريد الإلكتروني أنَّه درس الإسلام ويريد اعتناقه: هل عليه أن يتعلم الصلاة قبل النطق بالشهادتين، أم يقول الشهادتين ثم يتعلَّم الصلاة؟ وهل الختان لازم؟ وإن كان كذلك: فهل يجب أن يقوم به طبيب مسلم؛ وإلا فهو على استعداد لعمله بأي مستشفى مجاور لمكان تواجده؟ والأخرى تكتب لنا رسالة أنها درست الإسلام استعدادًا لتقديم بحث في جامعتها، فأعجبها الإسلام وتريد أن تدعو طلبة جامعتها إلى الإسلام بطريقة علميَّة، وتقول: إني أعرف أن تحريم الخنزير أمر له علاقة بالصحة، أليس هناك أشياء في الإسلام أثبتها العلم حتى أستطيع بها أن أدعو طلبة جامعتي للإسلام؟

أما محمد داود فقد زار القدس وغزة قبل سنتين: فأحبَّ الإسلام فرجع إلى "كيوتو"، واتصل بالأخت الداعية "زيبا"، وتعلَّم منها الإسلام فأسلم (أقول عن الأخت زيبا كومي: إنَّها تعادل مائة رجل، إن لم يكن ألف)، أمَّا عثمان فهو طالب في السنة الثانية من الجامعة في مدينة "كيوتو" زار تركيا لأسبوع فأحبَّ الإسلام، ورجع وقرأ كتب المركز حيث طلبها من الأخت "زيبا" وأسلم، و"فاطمة ناكسوني" شابة تدرس في "برد فورد" في بريطانيا، كانت مسيحية وصادفت فتاة من أصل باكستاني فأسلمت، وهي تضع النقاب مع أنها في بريطانيا، هكذا كتبت لنا في بريد إلكتروني.

وأخرى كتبت من أمريكا تريد معاني القرآن الكريم في اليابانية، فأرسلنا لها ما تريد، وحينما سألناها عن الجالية الإسلامية في منطقتها قالت: نحن مائة شخص، وأنا المسلمة اليابانية الوحيدة، ونريد بناء مسجد، وذكرَتْ لنا أن لها صفحة إلكترونية خاصة بها، فإذا هي أستاذة للموسيقى في إحدى الجامعات الأمريكية وتعالج بالموسيقى، و"فكتوريا" الروسيَّة كتبت لنا من داخل اليابان تريد بنكًا إسلاميًّا لإيداع نقودها؛ تحاشيًا للربا، فأعطيناها عنوان البنك الوطني الباكستاني، وتحدثت معنا بالتليفون من مدينة لا تبعد كثيرًا عن "طوكيو"، وهي متزوجة من ياباني مسلم، وقلنا لها بعد سبعين سنة من الحكم الشيوعي نرى مسلمة روسية تحرص أن تضع ما تملك في بنك غير ربوي، هذه معجزة الإسلام.

وأرسلنا لها ترجمة معاني القرآن الكريم باليابانية ومنشورات المركز؛ ليقرأها زوجها الياباني، فشكرتنا على ذلك، أما الرسالة التي كتبتها جارة مسجد طوكيو بعد أن دعاها للإسلام الشيخ نعمة الله في صباح ذات يوم قرب مسجد طوكيو، وحينها كان تحت الإنشاء، وأعطاها نشرة ما هو الإسلام، وعليها البريد الإلكتروني للمركز، هذه الرسالة فحواها كالآتي:
نشأتُ وأنا طفلة في بيت مجاور لمسجد طوكيو.
وقد كان منظر قبته الزاهية قبيل غروب الشمس يأخذ بالألباب.
وعندما هدم المسجد انتابَنِي حزن شديد.
وها هو المسجد قد بَدَأَتْ إعادَةُ بنائه، فإنني أشعر بغاية الفرح والسرور.

وقد كتبت السيدة رسالتها على الإنترنت بورق أخضر وهو رمز الجنة عند اليابانيين: ومِثل هذا يحدث يوميًّا لنا في المركز، وفي المعهد العربي الإسلامي، وفي مسجد طوكيو المركزي، ومسجد كوبى، ومع الجمعيات الإسلامية كلها.

إن وجود التَّجمعات الإسلاميَّة العديدة في اليابان، يهيئ فرصة للمسلمين الجدد أن يلتفوا حولها، ويتعلَّموا الحياة الإسلامية منها.

إنَّ المركز الإسلامي في اليابان منارة شامخة للإسلام، يهتدي بها من يريد أن يعرف شيئًا عن الإسلام، ويهتدي بها المسلمون القادمون لليابان، وموقعنا الإلكتروني سهل الوصول إليه، فأي إنسانٍ يضغط زرًّا بسيطًا "إسلام - اليابان" يصل إليه في الحال، وهنا تأتي الأسئلة والطلبات، وهنا تأتي الإجابة السَّريعة، ونحن نحتفظ بكل البريد الإلكتروني الذي وصلنا، وإجماع المرسلين يشكروننا على الاستجابة السريعة.

كتب لنا طالب عربي من سياتل غرب الولايات المتحدة يقول: معنا أعداد من الطلبة اليابانيين يريدون التعرف على الإسلام، ويرجو أن نرسل له كتبًا باللغة اليابانية، وإن طالبة رجعت إلى اليابان وعنوانها كذا، ويرجو أن نرسل لها كتبًا، فما كان منا إلا أن أسرعنا بإرسال مجموعة من الكتب وترجمة معاني القرآن الكريم له، وكذلك للطالبة، فكان تعليقه على ذلك: إنه من بين مليون مسلم يوجد واحد من أمثالكم، ويشكر تجاوبنا السريع معه.

زد على ذلك أن مركزنا يعتبر من أقدم المؤسسات الإسلامية في اليابان، ومعروف لدى الحكومة ووسائل الإعلام، والجامعات والمدارس والجماعات الدينية في اليابان؛ مما جعله مرجعية دينية في اليابان، ونحمد الله العلي القدير أن جعلنا في موضع نتمكن به أن ندعو لدينه القويم، والقيام بفرض الكفاية نيابة عن الأمة الإسلامية، ونشكر كل الذين يقدمون الدعم لنا لتسهيل مهمتنا، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول لسيدنا علي: ((لأنْ يهدي الله بك رجلاً خير لك من الدنيا وما فيها، أو خير لك من حمر النعم)).