الإسلام في اليابان (10)مقالات

أ. د. صالح مهدي السامرائي

المصدر: شبكة الألوكة، التاريخ: 11/1/2011

 

ثانيًا: المسلمون المهاجرون:

1 - إنَّ طلائع المسلمين المهاجرين إلى اليابان هم من شبه القارة الهنديَّة قبل الاستقلال، جاؤوا لليابان في أواخر القرن التاسع عشر، واشتغلوا بالتجارة، وأقاموا في "طوكيو" و"يوكوهاما" و"كوبي"، وهم الذين بنوا أول مسجد دائم في اليابان، وذلك في مدينة كوبى عام 1935، وصمد هذا المسجد شامخًا برغم قنابل الحرب العالمية الثانية التي حطَّمت كنيسة مجاورة له، وبرغم الزلزال الكبير عام 1995 الذي هدم الكنيسة المجاورة للمرَّة الثانية.

2 - أمَّا الدفعة الثانية من المهاجرين فهم المسلمون التتار أو "أتراك القازان"، الذين لجؤوا إلى اليابان فرارًا من الشيوعيَّة، وجاؤوا في أوائل العشرينيات من القرن الماضي، وعاشوا مع الهنود في "كوبي" وضمَّ الجميعَ مسجدُها، وأقاموا مسجدًا في "ناغويا" (دمَّرته الحرب العالمية الثانية)، وأقاموا مسجدَ طوكيو عام 1938، قائدهم في العمل المرحوم "عبدالحي قربان علي"، ومن بقاياهم حتى الآن الأستاذ تميم دار محيط، متَّعه الله بالصحَّة والعافية، ونستطيع أن نقول: إنَّهم هم أول جالية إسلاميَّة تستقر في اليابان، ولقد هاجر شبابهم إلى تركيا وأوروبا وأمريكا، والقليل منهم موجود الآن في اليابان.

3 - الإندونيسيون والماليزيون هم ثالث جالية تَرِدُ اليابان، وهم الذين حدث خلاف مذهبي بينهم (وهم على مذهب الإمام الشافعي) وبين التتار وهم (أحناف)، مما دفع المرحوم "عبدالحي قربان علي" الإمام التتاري أن يكتب لإمام الحرمين "المعصومي" عن هذا الخلاف، فأجابه المعصومي برسالة "هدية السلطان إلى بلاد اليابان"، وذلك في الثلاثينيات من القرن العشرين، وقد أعيد طبع هذه الرسالة عدة مرات، وهي متداولة الآن.
ولا تزال الجالية الإندونيسية من أكبر الجاليات، ولهم مدرسة ومسجد في طوكيو أدى دورًا كبيرًا حين افتَقَد المسلمون مسجدَ طوكيو.

4 - أمَّا الهجرة الكبرى فهي التي حدثت منذ الثمانينيات، والتي سبق ذكرُها، وتمثل مختلف الجنسيات، والكثير منهم استقر بعد زواجه من اليابانيات، ويوجد اتجاه جديد وهو زواج اليابانيين بعد إسلامهم من المسلمات، وأكثرهن من إندونيسيا، وماليزيا، والفلبين، ومن العربيات المسلمات، ومن آخر الزيجات زواج ياباني بعد إسلامه من مسلمة روسيَّة.

 

ثالثاً: الطَّلبة المسلمون القادمون من البلدان الإسلاميَّة:

في المادة القادمة بإذن الله تعالى...