نمو الجالية الإسلامية عالمياً – اليابان أنموذجاًمقالات

هيروفومي تانادا

مترجم عن اللغة الإنجليزية

 

نمو الجالية الإسلامية عالمياً – اليابان أنموذجاً[1]

البروفيسور هيروفومي تانادا

كلية العلوم الإنسانية – جامعة واسيدا

 

الإسلام الدين الأسرع نموًا في العالم

في عام 2016 زار اليابان أكثر من 20 مليون سائح ومن بينهم سائحون مسلمون، ففي جنوب شرق آسيا على وجه الخصوص كان هناك ارتفاع في عدد السياح المسلمين القادمين من الشرق الأوسط منذ بداية القرن الحادي والعشرين، ومع وجود أكثر من مليوني مسلم يؤدون فريضة الحج إلى مكة، فضلاً عن عدد متزايد من السياح المسلمين الذين يسافرون إلى الخارج كل عام، فقد أدى ذلك إلى جذب المسلمين الانتباه في سوق السياحة الدولية، حيث تزايد عدد المسلمين في العالم بشكل كبير منذ العقد الماضي، وبلغ عددهم في العالم 1.6 مليار نسمة تقريبًا في عام 2013، ويُقدر أن يصل إلى 2.9 مليار (أي ما يعادل 26٪ من سكان العالم) بحلول عام 2050، ويوجد حاليًا 21 دولة آسيوية وأفريقية ذات أغلبية مسلمة متأثرة بشدة بالإسلام، إذ من المتوقع أن تنمو دول مثل بنغلاديش ومصر وإندونيسيا وإيران وباكستان وتركيا كسوق استهلاكي 1.2 مليار من حيث عدد السكان المستهلكين، فالناتج المحلي الإجمالي (GDP) لكل رأس مال (وهو مقياس يستخدم عادة لتحديد القوة الشرائية للأفراد) للبلدان ذات الأغلبية المسلمة مثل قطر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية أعلى بكثير من نظيرتها في اليابان، وعلى هذا النحو فإن من المرجح أن يكون للنمو السكاني المتزايد للمسلمين في المستقبل تأثير قوي على المجتمع والاقتصاد العالميين، وبخاصة في آسيا التي تضم 70٪ من المسلمين في العالم.

دول الأقلية المسلمة

مع وجود المسلمين في أكثر من 200 دولة في العالم، فإنهم يتمتعون بحضور عالمي قوي للغاية حتى في البلدان ذات الأقلية المسلمة، حيث أصبح المسلمون يحملون أهمية قوية للوجود والأنشطة الإسلامية في هذه البلدان؛ نظرًا لأسباب مثل الهجرة الشديدة للمسلمين إلى أوروبا الغربية بعد الحرب العالمية الثانية عندما كانت أوروبا تشهد نموًا اقتصاديًا ونقصًا في القوى العاملة، ويوجد حاليًا أكثر من 15 مليون مسلم يعيشون في أوروبا الغربية، بالإضافة إلى ذلك يعيش ملايين المسلمين حاليًا في فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة على التوالي، إذ يوجد في هذه البلدان الثلاثة أيضًا العديد من متاجر الحلال، وأكثر من 2000 مسجد إسلامي، وقد أصبح انتشار المسلمين أكثر وضوحًا من أي وقت مضى، وشهدت اليابان وهي أيضًا دولة ذات أقلية مسلمة نموًا في عدد السكان المسلمين عبر اقتصاد الفقاعة استنادًا إلى بيانات عام 2016، ويوجد حاليًا ما يقرب من 120.000 مسلم في الخارج، و 10000 ياباني مسلم يعيشون في اليابان، وبالرغم من أن معظم المسلمين في اليابان يعيشون في ثلاث مناطق حضرية كبرى (منطقة طوكيو الكبرى، ومنطقة تشوكيو الحضرية، ومنطقة كينكي)، إلا أن الشبكة الإسلامية لم تتوقف أبدًا عن التوسع في جميع أنحاء اليابان منذ بداية التسعينيات، فكان هناك عدد متزايد من المساجد التي يتم بناؤها عبر الأرخبيل الياباني من محافظة أوكيناوا وصولاً إلى محافظة هوكايدو، فعلى الرغم من وجود أكثر من 90 مسجدًا في جميع أنحاء اليابان حاليًا، إلا أن معظم اليابانيين لا يدركون ذلك؛ نظرًا لوجود عدد متزايد من الحركات والمبادرات التي تهدف إلى تعزيز فهم الإسلام والمسلمين في السنوات الأخيرة، فإن المزيد من المساجد تنظم الأحداث لليابانيين للمشاركة فيها.

 

التنوع في المجتمع الإسلامي

ينحدر المسلمون الذين يعيشون في اليابان من خلفيات متنوعة من جهة -الجنسية، والعرق، والثقافة، ونمط الحياة، والملابس، وما إلى ذلك، حيث يتبع بعض المسلمين بدقة العادات والتقاليد مثل الصلاة والصوم، بينما يتمتع الآخرون بمزيد من الحرية، وعلى هذا النحو قد يكون لدى الأشخاص الذين لم يلتقوا أو يتعاملوا مع مسلم مطلقًا مفاهيم خاطئة وصور نمطية عنهم، فمن أجل فهم الإسلام والمسلمين بشكل أفضل لا بد من التفاعل معهم شخصيًا، ومع ذلك؛ ونظرًا لأنهم لا يزالون أقلية في اليابان، فليس من الشائع أن تتاح لهم مثل هذه الفرصة في حياتنا اليومية، في حين أنه ليس من السهل تغيير مفاهيمنا الخاطئة والصور النمطية عن المجتمع المسلم التي رسمتها وسائل الإعلام، والمأمول أن يبدأ الناس بالاهتمام بها، وزيارة المساجد المفتوحة لعامة الناس، إذ تشير التقديرات إلى أن تعداد المسلمين سيستمر في النمو في أوروبا واليابان، ولا يكمن النمو فقط في عدد المهاجرين المسلمين في بلدان مثل إنجلترا التي يولد نصف سكان الجالية المسلمة وينشؤون في هذه البلدان، فحتى في اليابان استقرت حوالي نصف المؤسسات الإسلامية الدائمة وأسست أسرة، مما يشير إلى أن اليابان ستشهد زيادة في عدد المسلمين من الجيلين الثاني والثالث في المستقبل، وهؤلاء المسلمون سيكونون "مسلمين هجينين" ينحدرون من خلفيات ثقافية متنوعة، وسيكونون الأشخاص الرئيسيين للمساعدة في تكييف واندماج المجتمع المحلي مع المجتمع المسلم، ومن ثم سيتمكنون من التعلم والعمل معًا في محبة ووئام في المستقبل القريب.

 


[1] الترجمة نقل دقيق لمحتوى المقالة ولا يعني ذلك بالضرورة الموافقة على آراء الكاتب.