الإسلام في اليابان من رؤية يابانيةمقالات

سليمان أكيرا هاماناكا

المصدر: موقع مشاهد 24، بتاريخ 17 ديسمبر 2014م.

 

سجل التاريخ أن وصول الإسلام في اليابان كان متأخراً بالنسبة للأديان الداخلية الأخرى مثل البوذية والمسيحية، ولم ينتشر فيها انتشاراً واسعاً وسريعاً كما كان يحدث في جنوب شرقي آسيا حيث بدأ دخول الإسلام فيها قبل قرابة قرن من الزمن حتى الآن ولم يعتنق من اليابانيين الإسلام إلا أفراد قلائل، وقد أثبت التاريخ أيضاً أن وصوله إلى اليابان كان بطرق متعددة يمكن تلخيصها في ثلاثة طرق:

1- عن طريق احتكاك جيوش اليابان بالمجتمع الإسلامي الموجود في الجزء الشمالي من الصين عندما احتلته اليابان قبل الحرب العالمية الأولى، وقد أسلم بعض أفراد الجيش الياباني نتيجة لهذا الاحتكاك ولكن عددهم ضئيل جداً

2- عن طريق هجرة التركستانيين إلى اليابان وحدث ذلك بعد الثورة الروسية حيث فروا أمام ضغط واضطهاد الروس الشيوعيين في تركستان ومنشوريا، ولعب هؤلاء المهاجرون بعد ذلك دوراً مهماً في التعريف بحقيقة الإسلام في جميع جوانبه.

3- عن طريق الكتب والأبحاث المتعلقة بالإسلام، وظهر هذا مع الحدثين المهمين في دخول الإسلام إلى البلاد وهما كما ذكرت احتكاك جيوش اليابان بالمجتمع المسلم الصيني وهجرة التركستانيين، حيث إن هاتين الظاهرتين جعلتا علماء اليابان ومثقفيها يلتفتون إلى الدين الجديد ويتناولونه في مؤلفاتهم وأبحاثهم تعريفاً ونقداً. ولقيت هذه النشاطات تشجيعاً مادياً ومعنوياً من الحكومة الإمبراطورية آنذاك لأنها تريد استخدامها كذريعة لسياستها التوسعية، فقد أصبحت في حاجة إل كل المعلومات المتعلقة بالدين الإسلامي ولاسيما عندما بسطت نفوذها على أرض مستعمراتها في شرق آسيا.

ومع مرور الزمن كان المسلمون جادين في نشر هذا الدين، يتحركون باستمرار وان كان تحركهم بطيئاً، حتى ظهرت النتائج الطيبة في الثلاثينات من هذا القرن متمثلة في بناء ثلاثة مساجد في طوكيو العاصمة وكوبي وناغويا، وترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة اليابانية (على يد مستشرق ياباني)، ومنها إقامة المعرض الإسلامي في طوكيو وأوساكا وهما المدينتان الرئيسيتان في اليابان وقد حضر افتتاح هذا المعرض جمع غفير من كبار علماء المسلمين. وفي هذا المعرض ما يجعل هؤلاء الزوار من شخصيات إسلامية يتفاءلون بعض الشيء في أول وهلة إزاء هذه الانجازات العظيمة ولاسيما عندا رأوا المساجد في طوكيو وغيرها. وقد قال أحد علماء أندونيسا ” السيد أ. كاسمات A. Kasmat ” في مجلة ” الإٍسلام يتحرك” الصادرة سنة 1940م ” خلال زيارتنا وصلاتنا في المسجد الضخم الموجود في اليبان كنا نلتفت يميناً ويساراً لكي نرى هل يوجد المسلمون اليابانيون بين هؤلاء المصلين وأخيراً تبين أن عدد المسلمين اليابانيين كان ضئيلاً” وهذا يرجع، إلى أن الدعوة الإسلامية في هذا البلد لم تكن كبيرة ومكثفة كبقية الدول الآسيوية وبرغم هذه النواقص التي عانت وتعاني منها قضية الدعوة الإسلامية في هذا البلد ورغم أن اليابانيين كانوا يجهلون كثيراً عن الإسلام وعن العرب إلا أنه بعد أن تمكن الإسلام فيها صار يتطور شيئاً فشيئاً. وهذا التطور يظهر بوضوح عقب الحرب العالمية الثانية حيث ازداد عدد المسلمين بسبب احتكاك جيوش اليابان بالمجتمع في جنوب شرقي آسيا مثل ماليزيا وأندونيسيا. وبعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها بسبع سنوات تم بجهود المسلمين تشكل أقدم المنظمات الإٍسلامية في اليابان.

ومنذ أوائل هذا القرن جرت محاولات عديدة لإدخال الإسلام من قبل الدعاة الأجانب إلى هذا البلد ومنهم الداعية المصري علي أحمد الجرجاوي 1907م وعبد الرشيد إبراهيم مفتي مسلمي روسيا 1909م وجماعة التبليغ 1956م إلا أن عدد المسلمين اليابانيين في عام 1970 لم يتجاوز الأربعمائة شخص.

وبعد عام 1970م تغيرت الأمور بحيث تزايد عدد المسلمين تزايداً ملحوظاً وهذا يرجع إلى عوامل عدة، منها زيادة عدد المسافرين اليابانيين إلى الخارج وتعارفهم مع شعوب العالم واكتشافهم تقاليد ديانات مختلفة منها الإٍسلام، واهتمامهم بالعرب وقضيتهم ودينهم بعد أزمة البترول التي حدثت في عام 1973م، وازدياد عدد الكتب والمؤلفات المتعلقة بالدين الإسلامي والدول الإسلامية.

المسلمون اليابانيون اليوم

إن عدد المسلمين اليابانيين لا يمكن تحديده بالضبط نظراً لعدم وجود رابطة متينة واتصال راسخ ببعضهم بعد اسلامهم وكل الاحصائيات المتعلقة به متعارضة ومتناقضة منها ما يصل به إلى عشرات الآلاف ومنها آلاف ومنها المئات. أما الأرقام الموجودة في سجل جمعية مسلمي اليابان فتشير إلى أن عددهم يصل إلى ثلاثة آلاف شخص، ويقول أحد موظفي هذه الجمعية إن عددهم يقرب من ألف شخص فقط ولعل هذا أصح عدد. ومعظمهم موزعون ومتفرقون في العاصمة وما حولها ومعظمهم من المسلمين الجدد. وهذه الحالة تجعلهم غير قادرين على تشكيل مجتمع مسلم في منطقة معينة. ويوجد في اليابان الآن مسجدان هما مسجد طوكيو ومسجد كوبي بالقرب من أوساكا والجدير بالذكر في هذا الصدد أن عدد المسلمين بدأ يتزايد تزايداً مستمراً في الآونة الأخيرة في جزيرة هوكايدوا الشمالية وغيرها وهذا يدل على أن الإسلام بدأ يدخل محافظات أخرى غير طوكيو.

أما من ناحية وضع المسلمين بصفة عامة فإنهم من الطبقة الوسطى، ولكنهم على أية حال نشيطون في نشر الدعوة الإسلامية والاحتفاظ بها ويحاولون باستمرار تعميم نور الإسلام في اليابان، وهو ما نلاحظه خلال نشاطهم في تشكيل الجمعيات المختلفة. فالجمعيات الإسلامية موزعة في مناطق عديدة، في طوكيو فقط توجد سبع جمعيات منها:1

– جمعية مسلمي اليابان، وهي أقدم الجمعيات وأكبرها ومعظم أعضائها وموظفيها من أبناء اليابان وأهم نشاطات هذه الجمعية:

القاء المحاضرات الدينية، وتدريس اللغة العربية، وإصدار جريدة شهرية، ويبذل فضل الله تشانج خريج كلية الدعوة الإسلامية جهده في تدريس اليابانيين المسلمين وإرشاد أبناء اليابان كأحد المدراء في هذه الجمعية وفي الجمعيات الأخرى.

2- المركز الإسلامي في اليابان: ومعظم رواده من كبار مسلمي اليابان والدعاة الأجانب وأهم نشاطاته، نشر الكتيبات الإسلامية وإصدار مجلة الإسلام وفتح اعداد فصول اللغة العربية.

3- الجمعية الإسلامية اليابانية: وقد شكلت في منتصف السبعينيات فكانت متأخرة عن الجمعيات الأخرى ويترأسها الدكتور شوقي فوتاكي الطبيب.

وأهم أنشطتها: اتصالها بالدول العربية وفتح المستشفيات لمساعدة المرضى المسلمين.

وبجانب الجمعيات توجد هناك جمعيات أخرى في كل من مدينة كيوتو وتوكوشيما وكانازاوا وسينداي، بمعدل جمعية واحدة في كل منها وتوجد في جزيرة هوكايدو جمعيتان.

بعض قضايا المسلمين في اليابان

واذا لاحظنا المسلمين اليابانيين ملاحظة دقيقة فسنجد قضايا ومشكلات متعددة لا تحصى لكنني سأتناول بعض تلك القصايا والمشكلات التي أراها مهمة أكثر من غيرها.

1- مفهوم الدين عند اليابانيين: وبما أن الدين في معناه اللغوي يختلف من مجتمع إلى مجتمع آخر فلا داعي للاستغراب إذا وجدنا بوناً شاسعاً في معناه الاصطلاحي من بلد إلى آخر.

فالعرب على سبيل المثال باعتبار جزيرتهم موطن الأديان السماوية يستعملون كلمة الدين في لغتهم التي تقابلها كلمة (Religio) باللغة اللاتينية عند الغرب ولهاتين الكلمتين العربية والغربية مدلول مشترك يدور حول علاقة الإنسان بربه، بينما كان مفهوم الدين لدى الهنود أصحاب الديانة الوضعية هو ( سيدانتا ) باللغة السنسكريتية أي تحقيق الغاية. وأما إذا نظرنا إلى مفهوم الدين لدى الصينيين واليابانيين فسنجد اختلافاً واضحاً بينه وبين المفهوم الديني لدى العرب والغرب وتشابهاً كبيراً بنهم وبين الهنود نتيجة لاعتناق عدد هائل منهم للديانة الوضعية.

فالدين في اللغة اليابانية هو (شيوكيو) أي كلمة مركبة من (شيو) بمعنى الغاية التي يستنير بها الإنسان وكلمة ( كيو ) أي موضع الشرح والتوضيح. ولعل مفهوم هذا جعل عامة اليابانيين والصينيين معتنقين أكثر من عقيدة دينية في وقت واحد.

وأما كلمة ( الله ) باللغة العربية فتقابلها كلمة ( كامي ) عند اليابانيين التي تعني الرب الخالق لدى المسلمين، بالإضافة إلى أنها تطلق على أهل البيت الامبراطوري وتستعمل أيضاً لقباً خاصاً بالأجداد الأشراف. والجدير بالملاحظة أن هذه الاستعمالات الثلاثة كانت هي مفهوم الشينتوي لكلمة ( إله ).

يتركز المسلمون غالباً في العاصمة وما حولها ولم يتمكنوا من تشكيل ما يسمى بالمجتمع المسلم في منطقة معينة. هذا الواقع ليس غريباً ولا عجيباً لأن سكان المدينة الكبرى إذا قورنوا بسكان الأرياف بصفة عامة فإنه يشغلون بأمورهم الشخصية ويهتمون بمهامهم الخاصة ويعيشون عيشة منفردة حتى لا يعرفوا من يسكن في جوار بيوتهم. فهذه الظاهرة المدنية جعلت المسلمين اليابانيين أيضاً مجبورين أمام هذا الواقع، ونجد بجانب الظاهرة المدنية أنهم موزعون في أماكن عديدة، وهذا السببان جعلا الترابط بينهم ضعيفاً. فالفرصة التي يتمكن المسلمون اليابانيون من أن يلتقوا فيها بإخوانهم هي عند زيارتهم إلى الجمعيات الإسلامية ومن المعلوم أن هذه الجمعيات قامت بإعداد الدراسات الإسلامية وتعليم اللغة العربية إلا أن اشتغالهم بأنفسهم بجانب كونهم مسلمين جدداً لم يمكنهم من استيعاب هذه العلوم، ولذلك نجدهم تارة يخطئون في أمور دينية كزواج المسلم بالمشركة والعكس.

وبالمناسبة أود أن أقول بأن العلاقة القائمة بين المسلمين اليابانيين والأجانب لم تصل إلى المستوى المطلوب والسبب في ذلك يرجع إلى كلا الجانبين.

أما من جهة المواطنين فإن المشكلة الأولى التي تحول دون توثيق العلاقة بينهم وبين الأجانب فهي قضية اللغة حيث إن معظم اليابانيين لا يتقنون إلا لغتهم الأصلية. والمشكلة الثانية التي أصبحت سداً مانعاً من انسجام اليابانيين مع المجتمع الأجنبي تكمن وراء التعصب القومي الذي يكون النفوس اليابانيين بحكم الموقع الجغرافي لبلدهم والتجربة التاريخية التي سجلت في تاريخ اليابان عصر الانقطاع. وأما من ناحية الأجانب فلعل أول سبب لعدم توطيد صلتهم بالمواطنين اليابانيين هو قلة معلوماتهم عن الأوضاع الاجتماعية لليابانيين، الأمر الذي جعل بعضهم يشكون في إسلام الكثير من اليابانيين لأن تصرفهم بعيد كل البعد عن التعاليم الإسلامية الصحيحة.

وانطلاقاً من المنهج الموضوعي للبحث يجب على كمسلم ياباني أن أعترف بأن هذا الواقع ينطبق على كثير من المسلمين اليابانيين وخاصة قريبي العهد بالإسلام غير أنني لا أسلم بحال من الأحوال بأن عدم تمسكهم بالإسلام الصحيح وقع قصداً وعمداً.

وإنما الحقيقة التي يجب أن تقال هي أن جهلهم بأحكام الإسلام وقلة توسعهم في شريعة هذا الدين الحنيف هما السبب في تلك الظاهرة.

حاجة المجتمع الياباني إلى دعاة الإسلام:

وقد أشرت في البداية إلى تزايد عدد المسلمين بشكل متواصل بعد السبعينات، حيث إن عدد علماء الدين من أبناء المسلمين اليابانيين كان نسبة قليلة للغاية إذا قورنت بعدد المسلمين اليابانيين. وهذا من أهم القضايا التي لابد من معالجتها في أسرع وقت ممكن على المستوى الداخلي والخارجي في الوقت ذاته، لأن الحل الأمثل يكمن في تأسيس المدارس الدينية في الداخل، وإرسال العدد الهائل من الشباب المسلم الياباني إلى الدول العربية والإسلامية لعلهم يتفقون في الدين وينذرون قومهم إذا رجعوا إليهم. ولكن الحل الأول لا يتأتى بصورة عاجلة لأن المسلمين في اليابان في عالمنا اليوم تنقصهم الإمكانيات المادية لبناء المدارس وإقامة المراكز الإسلامية.

وأما العلاج الثاني فرأيت أن أتناول بالتحليل والتفصيل في العنصر الأخير من هذا المقال. فمن المؤسف حقاً أن الشركات اليابانية في معظم الشؤون أصبحت صاحبة المصلحة الأول في جذب الشباب اليابانيين المسلمين الذين تلقوا دروسهم في الدول العربية وخاصة منهم من تخصصوا في اللغة العربية لأن هذه الشركات تعطيهم الامتيازات العالية كموظفين ومترجمين، وهو الشيء الذي يجعلهم يتركون جانباً رسالتهم الحقيقية طمعاً في الحياة المادية.

الدعاة ومشكلة اللغة:

أرسلت بعض الدول العربية والإسلامية الدعاة المتخصصين إلى اليابان لنشر دين الحق فيها، وهذه المساعدة الجبارة التي تدعو إلى الإنصاف وتدل على الوعي الحقيقي جدير بالاهتمام والشكر، ولكنهم لم يحققوا نتائج ملموسة رغم أن بعضهم يبذلون قصارى جهودهم في سبيل نشر الدعوة وذلك لعدم إتقانهم اللغة اليابانية واللغة هي أهم وسائل الدعوة، وبدونها لا يستطيعون أ، يقنعوا عامة الناس. ومن هذا المنطلق فلا سبيل للدعاة الأجانب إلا بمزيد من دراسة اللغة اليابانية.

وبعد أن لاحظت أن هذه المشكلة التي واجهها ويواجهها الدعاة في اليابان أقترح انضمام المسلمين اليابانيين إلى صفوف الدعاة ليقوموا بمهمة الدعوة. وبعد ذلك يقسمون الأدوار فيما بينهم حيث يأخذ الدعاة اليابانيون دور الشرح والتوضيح بالإسلام أما الدعاة الأجانب فيقومون بتدريس العلوم الإسلامية واللغة العربية.

أهمية نشر الكتب الإسلامية

لا تكاد توجد الأمية بين أفراد الشعب اليابانية وكلهم يحبون قراءة الكتب والاطلاع على سبيل الاستفادة منها. فالكتب تؤثر في عقول الناس تأثيراً كبيراً وواضحاً، وخير دليل على ذلك أن المذاهب الجديدة والأديان الحديثة النشأة في هذا القرن تنتشر انتشاراً سريعاً وبشكل خطير لاتخاذها وسيلتين مهمتين: 1) قيام الدعاة بزيارة المنازل 2) نشر الكتب والمطبوعات، ولعل هاتين الوسيلتين أنسب وسائل الدعوة في هذا العصر وفي هذا البلد. وهكذا نجحت دعوة دين باطل فما بال دعوة دين الحق الدعوة الإسلامية؟.. إن الدين الإسلامي أصلاً يستخدم في دعوته النقاش والحوار وإقناع الناس بما جاء من عند الله أيضاً. فالوسيلة الأولى شبه معطلة لأن دعاة الإٍسلام في اليابان لم يستطيعوا القيام بهذه الأعمال لقلة عددهم، وأما الثانية وهي نشر الكتب والمطبوعات فإن تأثيرها على الناس لا يقل عن الوسيلة الأولى حيث أن معظم المسلمين اليابانيين قد اعتنقوا الإسلام بهذه الوسيلة، وهذه الكتب والمطبوعات متوفرة في الأسواق والمكتبات إلا أن معظمها من مؤلفات المستشرقين الملأى بالدس والكيد للدين الإٍسلامي الحنيف، وأما الكتب الإٍسلامية التي ألفها العلماء المسلمون فإنها غير متوفرة، ويصعب الحصول عليها فكيف يملأ المسلمون اليابانيون هذا الفراغ.

الطلاب اليابانيون في الدول الإسلامية:

أشرت سابقاً إلى أهمية إرسال الطلاب اليابانيين إلى الدول العربية والإسلامية لأجل زيادة عدد العلماء والمرشدين، فمنذ الستينات أخذ يتلقى الشبان المسلمون تعليمهم في المدارس والجامعات في الدول العربية والإسلامية، ولا شكل أن بعض هؤلاء الشبان عزموا على الدراسة الإسلامية خاصة ولكن قلما نجد من استمروا في دراستهم الإسلامية. حتى تخرجوا في الجامعات لأن الدراسة الإسلامية غاية في الصعوبة بالنسبة لهم، وهذه الصعوبة جاءت من الأسباب التالية:

1- ليس عندهم أساس من المعلومات الإسلامية لأن جميع هؤلاء الشبان مسلمون جدد.

2- أسلوب الدراسة في الجامعات العربية والإسلامية المعتمد على حفظ الدروس لا تناسبهم لأنهم منذ الصغر لم يتعودوا على ذلك وإنما يركزون على فهم الدرس وتطبيقه.

3- لم يحفظوا آيات القرآن من قبل.

4- ضرورة التحاقهم مدة طويلة بدروس لا تناسب مستواهم الفكري مثل الإعداد بسبب عدم إتقان اللغة العربية تمهيداً للدخول في الجامعة وهذا ما جعلهم يشعرون بالملل لأن معظمهم من خريجي الجامعات أو الكليات في بلدهم.

نظراً لهذه الأسباب نتبين أن هؤلاء المسلمين الجدد كان من الصعب عليهم أن يتلقوا تعاليمهم الإسلامية مع أبناء المسلمين الذين جاءوا من الدول الإسلامية كيفما كان الحال. فأرى أن الحل الوحيد لهذه المشكلة هو تأسيس مدرسة أو جامعة خاصة لهؤلاء المسلمين الجدد تدرس فيها مواد دينية ذات فكرة عميقة وثقافة عالية دون إجبارهم على حفظ النصوص والدروس والاهتمام باللغة العربية.

وإذا فتحت كلية الدعوة الإٍسلامية قسماً خاصاً تجمع فيه المسلمين الجدد من البلدان غير الإسلامية الذين لهم المستوى الدراسي العالي وتمدهم بالمعلومات الإٍسلامية، فلا شك أنهم سيحصلون على كفاءة عالية في مجال الدعوة لأنهم أعلم الناس بأمور مجتمعهم وخاصة ما يتعلق بالديانات التي كانوا عليها قبل إسلامهم وكم من المسيحيين والبوذيين بعد تقبلهم الإسلام يخدمون في مجال الدعوة خير خدمة.

1 شخص قام بالإعجاب