غايانا والدين الإسلامي: التاريخ، التقاليد، الصراعات، التغيراتمقالات

ريموند تشيكري

مترجم عن اللغة الإنجليزية

 

غايانا والدين الإسلامي: التاريخ، التقاليد، الصراعات، التغيرات[1]

ريموند تشيكري

 

كانت ولادة الدين الإسلامي من شبه الجزيرة العربية، وانتشر بعد ذلك في جميع الأرض بما فيها جنوب آسيا وأفريقيا، وترك الإسلام آثار إيجابية في المجتمعات من الناحية الاجتماعية والسياسية وغيرها من جوانب الحياة.

وبالنظر في حالة دولة غايانا، نلحظ أن الإسلام وصل إلى غايانا عبر المهاجرين إليها، فغايانا الآن دولة متعددة الأعراق والأجناس. يقطن غايانا حالياً ما يقرب من مليون شخص من الهنود والباكستانيين وهؤلاء يشكلون أكثر من نصف السكان حوالي 55% من جملة سكان البلاد، ويشكل الأفريقيون ثلث السكان وهناك أكثر من ثلاثين ألفا من الهنود الأمريكيين، وهم البقية الباقية من سكان البلاد الأصليين وحوالي 2000 من الأوروبيين، ويوجد حوالي عشرة آلاف من أصل صيني.

ظلت غيانا مستعمرة بريطانية حتى عام 1966، وبعدها حصلت على حق الاستقلال الذي شهد انتقال السلطة السياسية إلى السكان الأفرو-المسيحيين. وبالنظر في العلاقة بين الهندوس والمسلمين، يلحظ أنها كانت علاقة ودية من دون مشاكل ونزاعات، قد يعود ذلك إلى العلاقة الطيبة التي تكونت بدايةً عندما هاجروا من مناطق ريفية في الهند البريطانية ووصلوا إلى غايانا بنفس السفن، بالإضافة إلى أنهم عملوا في نفس المهن حيث تم تجنيدهم في العمل في مزارع قصب السكر وغيره من الحرف الشاقة. لم تحدث أية حرب بين المسلمين والهندوس في غايانا، قد يُعزى ذلك إلى تركيز الفريقين أحقادهم نحو عدوهم المشترك وهي الحكومة التي يهيمن عليها الأفرو، حيث أنها مارست جميع أشكال التمييز والقهر ضدهم.

ووفقًا للمنظمة الإسلامية المركزية في غيانا (CIOG) ، هناك حوالي 125 مسجدًا منتشرًا في جميع أنحاء غيانا. ويشكل المسلمون حوالي 12 ٪ من إجمالي السكان. يوجد اليوم في غيانا العديد من الجماعات الإسلامية النشطة التي تشمل المنظمة الإسلامية المركزية في غيانا (CIOG)، ومنظمة الشباب المسلم ( MYO) ، ومركز روز هول تاون الإسلامي. كما أنه تم الاعتراف على الصعيد الوطني بعطلتين إسلاميتين في غايانا: عيد الأضحى ويوم المولد النبوي الشريف. وفي منتصف عام 1998، أصبحت غيانا العضو السادس والخمسين الدائم في منظمة المؤتمر الإسلامي.

 

المولد النبوي ودوره في المجتمع الغاياني

تنقسم الآراء في غايانا حول الاحتفال بالمولد النبوي، ولكن غالبية الشعب يحتفلون به. حيث يرى العديد من الطرق الصوفية مثل الجشتية والنقشبندية جواز الاحتفال بهذه المناسبة.

لكن بالمقابل هناك تيار يرى أن الاحتفال بدعة، معللين ذلك بعدم احتفال النبي صلى الله عليه وسلم بهذه المناسبة كما أنه لم يأمر بها في فترة حياته.

يذكر بعض أهل غايانا الأثر الإيجابي للتجمعات الدينية ودورها في بقاء الإسلام في غيانا، حيث إن التجمعات الدينية كصلاة التراويح والإفطار خلال شهر رمضان المبارك فرصة عظيمة لاجتماع المسلمين سوية وخلق نوع من التكافل والتآلف بينهم وإشعارهم بأن هناك شيء مشترك بينهم، هذا له دور في تقوية الجالية المسلمة في غايانا، بالإضافة إلى أن الجيل الجديد من الأطفال يرى ويتعرف على المسلمين ويدرك أنه ينتمي إلى هذا الدين، وسيكون لذلك تأثير في تكوين شخصيته المسلمة. 

 

[1] الترجمة نقل دقيق لمحتوى المقالة ولا يعني ذلك بالضرورة الموافقة على آراء الكاتب. يمكنكم الوصول إلى المقالة عبر الرابط التالي: https://www.tandfonline.com/doi/abs/10.1080/13602009908716435?needAccess=true&journalCode=cjmm20

4 شخص قام بالإعجاب