الواقع المعاصر للإسلام والمسلمين في الفلبينمقالات

مايكل بوزا

مترجم عن اللغة الإنجليزية

 

الواقع المعاصر للإسلام والمسلمين في الفلبين[1]

مايكل بوزا

 

كان الإسلام هو أول دين توحيدي مسجل في الفلبين، وقد وصل الإسلام إلى الفلبين في القرن الرابع عشر مع وصول التجار المسلمين من الخليج العربي، وجنوب الهند، وأتباعهم من عدة حكومات في أرخبيل الملايو، وكان أول المسلمين الذين وصلوا هم التجار، ثم تبعهم المبشرون في أواخر القرن الرابع عشر وأوائل القرن الخامس عشر، فقاموا بتسهيل تشكيل السلطنات في مينداناو وسولو، وأصبح الأشخاص الذين اعتنقوا الإسلام يُعرفون باسم الموروس، هذا وقد وصل الفتح الإسلامي إلى منطقة توندو التي حلت محلها ولاية بروناي التابعة مانيلا، وقد بدأت السلطنات المسلمة في التوسع وسط الفلبين في القرن السادس عشر، وحين وصل الأسطول الإسباني بقيادة فرديناند ماجلان إلى الفلبين، حوّل الغزو الإسباني خلال القرن السادس عشر الدين فيها إلى الكاثوليكية الرومانية الديانة السائدة في معظم أنحاء الفلبين، وهكذا أصبح الإسلام دين أقلية.

وفي القرن الحادي والعشرين ظهر الخلاف حول حجم السكان المسلمين هناك، فقد أفاد تعداد عام 2000 أن المسلمين يشكلون حوالي خمسة في المائة من السكان، وأكد تقرير صادر عام 2015 عن هيئة الإحصاء الفلبينية أن 4.1 في المائة من الفلبينيين مسلمون، واعتبارًا من عام 2020 قدرت اللجنة الوطنية للفلبينيين المسلمين (NCMF) رقمًا يتراوح بين 4 و 5 في المائة، ويعيش معظم المسلمين في أجزاء من مينداناو، وبالاوان، وأرخبيل سولو -وهي منطقة تُعرف باسم بانغسا مورو أو منطقة مورو-، وقد هاجر البعض إلى المناطق الحضرية والريفية في أجزاء مختلفة من البلاد، ويمارس معظم الفلبينيين المسلمين الإسلام السني وفقًا للمذهب الشافعي.

نُبذة تاريخية

في عام 1380 وصل مخدوم كريم إلى أرخبيل سولو وجولو في الفلبين، ووضع أسس الإسلام في البلاد من خلال التجارة في عدة مناطق من الجزيرة، وفي عام 1390 بشر مينانجكابو الأمير راجا باغويندا وأتباعه بالإسلام، وكان مسجد الشيخ كريم مخدوم أول مسجد أنشئ في الفلبين في مينداناو في القرن الرابع عشر، وقد ساعدت جهود المبشرين المسلمين الهنود الذين يسافرون إلى ماليزيا وإندونيسيا في تقوية الإسلام في الفلبين التي كانت مستوطنة محكومة من قبل داتو وراجا وسلطان، هذا وتشمل المقاطعات الإسلامية التي تأسست في الفلبين سلطنة ماجوينداناو، وسلطنة سولو، وسلطنة لاناو، وأجزاء أخرى من جنوب الفلبين، وعندما وصل الأسطول الإسباني بقيادة ميغيل لوبيز دي ليجازبي إلى الفلبين عام 1565 استقبلهم داتوس المحلي في الجزر الفليبينية، ولدى وصولهم إلى مانيلا، وهي ولاية تابعة لسلطنة بروناي في عام 1570 التقوا بالراجا المسلم "راجا سليمان".

العصر الحديث

في عام 2012 جرى البحث عن ممتلكات ثقافية مختلفة في المناطق الإسلامية في مينداناو، وقد تضمن البحث مصحف "ماراديكا" لبايانج، ومصحف "ديبولودان" للبيكونج في مارانتاو، ومخطوطة القرآن والصلاة لغورو سا ماسيو في تاراكا، و"قصة النبي محمد" في مركز البحوث التذكارية المتنامية في كلية دانسالان، وفن المخطوطات الإسلامية في الفلبين، في عام 2014 تم إعلان ماراديكا مصحف بايانج كنزًا ثقافيًا وطنيًا، وهو أول مخطوطة إسلامية في الفلبين يتم الإعلان عنها على هذا النحو.

بانغسا سوج وبانغسا مورو

في عام 2018 بدأ تجمع لتوحيد جميع سلاطين أرخبيل سولو، وممثلين عن جميع المجتمعات العرقية في أرخبيل سولو في مدينة زامبوانجا معلنين أنفسهم كشعوب بانغسا سوج، ومعلنين انفصالهم عن شعوب بانغسا مورو في وسط مينداناو، وأشاروا إلى الاختلاف الكامل في الثقافات، وأساليب الحياة، وأنه هو السبب الرئيسي لانفصالهم عن مسلمي البر الرئيسي في وسط مينداناو، كما دعوا الحكومة إلى إنشاء دولة فلبينية منفصلة تسمى "بانغسا سوج"، أو دمج أرخبيل سولو في أي ولاية يتم تشكيلها في شبه جزيرة زامبوانجا إذا تمت الموافقة على الفيدرالية في الفلبين في السنوات القادمة.

باليك إسلام

هناك أيضًا مجتمع متزايد من الفلبينيين المتحولين إلى الإسلام المعروفين باسم إسلام باليك أي (العائدون إلى الإسلام)، وغالبًا ما يقودهم المبشرون المسيحيون السابقون الذين تحولوا إلى الإسلام.

التركيبة السكانية

المجموعات العرقية اللغوية ذات الغالبية المسلمة في الفلبين هي إيرانيون، وجاما مابون، وكالاغان، وكاليبوغان، وماغوينداناو، وماراناو، ومولبوغ، وساما، فضلاً عن مجموعات عرقية صغيرة أخرى تندرج تحت مجموعة ساما المسلمة.

 

[1] الترجمة نقل دقيق لمحتوى المقالة ولا يعني ذلك بالضرورة الموافقة على آراء الكاتب. يمكنكم الوصول إلى المقالة عبر الرابط التالي: https://www.rappler.com/newsbreak/iq/map-islam-philippines