الإسلام في جامايكا: القصة المنسيةمقالات

مهدي – موقع أرشيف الإسلام

مترجم عن اللغة الإنجليزية

 

الإسلام في جامايكا: القصة المنسية[1]

مهدي – موقع أرشيف الإسلام

 

هل كان أسلافنا في غرب أفريقيا مسلمين بالفعل؟

تقول الدكتورة سلطانة أفروز الأكاديمية البنغلاديشية التي تعيش في جامايكا منذ 25 عامًا: "نعم كانوا كذلك"، وقد كانت الدكتورة أفروز مفصولة عن جامعة جزر الهند الغربية، قسم "مُنى" للتاريخ لفترة، والآن وقبل أن تتجه إلى منزلها الأول تغادر جامايكا مع ما بقي في ذاكرتها من أمر مثير للاهتمام وهو التراث الإسلامي للمارون، واستعباد الأفارقة في جامايكا.

وتفترض الدكتورة أفروز في كتابها عدة ادعاءات توجه ضربات قوية للخطاب التاريخي والثقافي المعاصر في جامايكا، ومن أحد أهم هذه المواقف هو أن العديد من قادة جامايكا المحبوبين والمناضلين ضد الاستعمار مثل كودجو، وسام شارب، وبول بوغل، وغيرهم كانوا في الواقع مسلمين، وأتباع الدين الإسلامي، ويكمن منطقها في حقيقة أن معظم الأفارقة المستعبدين الذين تم إحضارهم إلى جامايكا كانوا من غرب إفريقيا (الساحل الذهبي)، أي من غانا، ونيجيريا، ومالي، وبنين، وتوغو، فالحقيقة التي تزعمها هي أنه خلال القرن الخامس عشر كانت جميع هذه الدول إسلامية، كما قالت علاوة على ذلك إن إفريقيا بها أقدم أربع جامعات في العالم، وهذا يعني أن الكثير من هؤلاء الأشخاص الذين تم إحضارهم إلى جامايكا كانوا متعلمين وذو ثقافة إسلامية عالية.

وحين سُئِلت: لماذا ليس الإسلام هو الدين الرئيسي في جامايكا؟ أجابت بأن أولئك المستعبدون لم يُسمح لهم بتعليم أطفالهم مبادئ الإسلام، وتربيتهم تربية إسلامية، بل أُخبروا على تعلم الثقافة الجديدة السائدة في المجتمع الجامايكي المسيحي.

ولقد روي عن العديد من الأكاديميين الآخرين وليس فقط من قبل الدكتور أفروز أن أحفاد العبيد في الغرب مثل منطقة البحر الكاريبي، والولايات المتحدة، والبرازيل يواجهون مشكلة فريدة للغاية فيما يتعلق بهويتهم الدينية والثقافية، حيث ذهب أحد الباحثين في منطقة البحر الكاريبي إلى حد القول إنه ليس لدينا هوية فريدة؛ لأن الآليات الثقافية لشعبنا الذين تم إحضارهم إلى هنا منذ فترة طويلة قد تم تدميرها تمامًا، وأعيد كتابتها وصياغتها بتحيز وعنصرية مثيرة للاشمئزاز، وتزداد المشكلة تعقيدًا بسبب حقيقة أن تاريخنا في الغرب قد كتب في معظمه أو بشكل كامل من قبل الغربيين؛ ولذلك عندما يقرأ الأطفال السود كتب "التاريخ"، فإنهم يتعرضون لوابل من السخرية من أسلافهم وتاريخهم.

وتبقى الحقيقة أن لدينا تاريخًا مدمرًا في الغرب، وهو تاريخ قد لا يُخاض الحديث فيه أو لا يُفهم أبدًا، وبغض النظر عن هذه الحقيقة المرة، فإنه يجب الدفاع عن هذا التاريخ وإحياؤه في المجتمع الأفريقي حتى تتم معرفة ونشر حقيقة تاريخنا.

وهناك كلام رائع للسيد ماركوس موسيا غارفي يقول فيه: "حرر نفسك من العبودية العقلية، فلا أحد سيدفعنا لتحرير عقولنا"، وقد اشتهرت أنشودة الفداء التي ألفها بوب مارلي، والتي وصفت الرحلة الجسدية والنفسية للإفريقي، والتي يقول فيها: "نعم! القراصنة القدامى، نعم لقد سرقونا وباعونا إلى السفن التجارية لنسقط بعد أمد قصير في هاوية العبودية"، ودعا هؤلاء المستعبدين إلى عدم الخوف من أي شيء حتى من القنبلة الذرية.

 

[1] الترجمة نقل دقيق لمحتوى المقالة ولا يعني ذلك بالضرورة الموافقة على آراء الكاتب. يمكنكم الوصول إلى المقالة عبر الرابط التالي: https://archiveislam.com/the-lost-story-of-islam-in-jamaica.html