مترجم عن اللغة الإنجليزية
الإسلام في جامايكا: الواقع والتحديات[1]
إيرون هنري
على الرغم من أن الإسلام لم يكن له جذور عميقة في جامايكا، إلا أنه كان له وجود طويل الأمد في الجزيرة، مع استقدام الآلاف من المستعبدين من أفريقيا، والذين تم جلبهم إلى جامايكا لأكثر من ثلاثة قرون، حيث كان بعضهم مسلمين، وتشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 16 في المائة من العمال بعقود من الهند أتوا إلى جامايكا عام 1838 كانوا من المسلمين، كما كان من بين اللبنانيين الذين هاجروا إلى جامايكا في النصف الأخير من القرن التاسع عشر بعض المسلمين، وهناك بعض الأدلة ليست قاطعة تشير إلى أن الوجود الإسلامي في جامايكا يعود إلى عهد الاحتلال الإسباني للجزيرة، والذي بدأ عام 1494 وانتهى عام 1655، حين استولى البريطانيون على الجزيرة بالقوة وانتزعوها من السيطرة الإسبانية.
ويقول موقع جامايكا الرسمي : "مورس الإسلام في جامايكا منذ القرن الخامس عشر الميلادي عندما جلبه العبيد الأفارقة معهم خلال تجارة الرقيق الأفارقة، وقد تمت ممارسة الدين على نطاق واسع بعد إلغاء العبودية عام 1834 مع وصول العمال الهنود"، وفي عام 2000 أشارت سلطانة أفروز، وهي مسلمة من بنغلاديش، ومحاضرة في جامعة جزر الهند الغربية في جامايكا إلى أن بعض الجامايكيين من المارون كانوا مسلمين، وواصلت القول: "السلام عليكم، هي التحية الإسلامية بالعربية، كونها التحية الرسمية بين أعضاء مجلس المارون في موري تاون، بورتلاند، جامايكا"، وفي عام 2001 كتبت أفروز أنه: "في وقت سابق للأمة المسلمة المارونية المستقلة عمل مئات الآلاف من المسلمين من أصل أفريقي كعبيد في المزارع في جامايكا"، وأثبتت أن سام شارب كان مسلمًا... فكان أن سببت تلك الأعمال في دمار في نظام العبودية في المزارع، وسرع قانون التحرر لعام 1833، وأكدت أفروز أنه: "مع وصول المسلمين المتعاقدين من الهند، بدأ الإحياء السلمي للإسلام في جامايكا".
في حين قال جوردون مولينجز: "إن مزاعم أفروز تستند إلى "أساس تاريخي وثقافي هش"، "بالإضافة إلى الدليل التاريخي والأنثروبولوجي الساحق على أن أسلافنا الأفارقة المسلمون كانوا في الغالب من "الروحانيين"، وأن الإسلام اكتسب لأول مرة وجودًا مؤسسيًا كبيرًا في المنطقة مع توطين العمال الهنود المستأجرين في القرن التاسع عشر".
كما اتهمت مورين وارنر لويس أستاذة جامعية أمريكية أفروز بالمبالغة في القضية وبإساءة قراءة التاريخ؛ نظرًا لعدم دقة البيانات التي أوردتها، وقالت: "إن أفروز استخدمت منطقًا مشكوكًا فيه لكتابة تاريخ مشكوك فيه، إذ إنها ضخمت عدد المسلمين المستعبدين في جامايكا".
وقد كان بعض هؤلاء المسلمين المستعبدين يعرفون القراءة والكتابة، وحول ذلك قالت وارنر لويس: "إن الأفكار الدينية لهؤلاء المسلمين، بالإضافة إلى مهارات الكتابة باللغة العربية التي يمتلكها العديد منهم جذبت انتباه المزارعين الأوروبيين، ومن بينهم برايان إدواردز (1819) المقيم في جامايكا، حيث سمحت لهم مهاراتهم في الحساب والكتابة بالحصول على وظائف كأمناء مخازن، وكتّاب في مجال العقارات".
وذهبت مارثا وارين بيكويث، وهيلين هيفرون روبرتس في عام 1922 إلى القول بأن أحفاد العمال الهنود المتعاقدين في جامايكا احتفلوا بمهرجان هوساي، والذي يحيي ذكرى استشهاد الحسن والحسين ابنا علي بن أبي طالب، وفي اليوم الأخير من هذا المهرجان حمل موكب المعزين قبرًا مصنوعًا من الخيزران والورق الملون، وأشارت الكاتبتان إلى أن الحكومة الجامايكية منعت مواكب هوساي في كل من كينغستون وسافانا لا مار.
ويوجد حاليًا حوالي 5000 مسلم فقط في جامايكا من أصل 2.7 مليون نسمة، كما توجد خمسة مساجد في كينغستون، وسبانيش تاون، وألباني، وبورت ماريا في سانت ماري، وثري مايلز في ويستمورلاند، وتوجد أماكن عبادة أخرى في سانتا كروز، ومورانت باي، ونيجريل، ولديهم كذلك مدرستان أساسيتان.
وقد تم طرح العديد من العوامل حول سبب إهمال وجود الإسلام في الجزيرة الكاريبية رغم تاريخها الطويل هناك خارج العالم العربي، وحول ذلك أكد إنغفار سفانبرغ، وديفيد فيسترلوند أنه وبعد إلغاء العبودية اعتنق المسلمون المسيحية، أو عادوا إلى أفريقيا أو إلى أماكن أخرى في أمريكا اللاتينية، فأخفوا حقيقة أنهم مسلمون حتى الربع الأخير من القرن 20، وكان الإسلام غير معروف تقريبًا في جامايكا خارج المجتمع المسلم الهندي الشرقي الصغير المتعاقد عليه.
هذا ويسعى المجلس الإسلامي في جامايكا الذي تأسس عام 1981 إلى توحيد مسلمي جامايكا، ويتألف بشكل أساسي من أشخاص من أصول أفريقية وهندية وبعض العرب، ومن بين المسلمين الأكثر شهرة في جامايكا (جيمي كليف)، والأمير الراحل (الأمير باستر) الذي توفي عام 2016.
[1] الترجمة نقل دقيق لمحتوى المقالة ولا يعني ذلك بالضرورة الموافقة على آراء الكاتب. يمكنكم الوصول إلى المقالة عبر الرابط التالي: https://oletimesumting.com/2017/10/28/islam-in-jamaica/
المستودع الدعوي الرقمي نسعى لتكوين أكبر مستودع معرفي ومعلوماتي للدعوة والدعاة حول العالم، من خلال توفير الملفات والتقارير والبيانات الخادمة للعاملين في الدعوة إلى الله.