لماذا تعيش المسلمات "في خوف" في هذه المدينة الكندية؟مقالات

جيليان كيستلر دامورز

مترجم عن اللغة الإنجليزية

 

لماذا تعيش المسلمات "في خوف" في هذه المدينة الكندية؟[1]

جيليان كيستلر دامورز

 

دنيا نور كانت تشتري الطلاء حين حدث ذلك، حيث كانت تتحدث الصومالية مع خالتها عبر الهاتف عندما طلب منها رجل في المتجر بقوة أن: "تتحدث الإنجليزية"، وحين حاولت الخروج من الموقف، أغلق عليها الطريق، وهذا ما قالته نور وهي كندية صومالية لقناة الجزيرة: "لقد شعرت بالإهانة لأنني كنت أتحدث لغتي"، وقد حاولت مغادرة المكان لكنه منعني.

وقد قالت نور إن هذه الحادثة تركتها تشعر بعدم الأمان، لا سيما أنها وَقَعَت بعد وقت قصير من دهس عائلة مسلمة من قبل سائق في لندن أونتاريو في هجوم مميت قالت الشرطة إن دافعه هو الكره للمسلمين، وجاء ذلك أيضًا وسط سلسلة من الاعتداءات اللفظية والجسدية ضد النساء المسلمات في الغالب من السود في إدمونتون وما حولها منذ أواخر العام الماضي – وهذا حسب ما قالته نور ترك: إن العديد من أفراد المجتمع يشعرون بالخوف من مغادرة منازلهم.

في أواخر حزيران (يونيو) تعرضت شقيقتان مسلمتان ترتديان الحجاب لهجوم من قبل رجل يحمل سكينًا، وألقى عليهما شتائم عنصرية على طريق خارج المدينة، وفي حالات أخرى، تعرضت نساء مسلمات للتهديد أثناء انتظار وسائل النقل.

وقد تلقت شرطة إدمونتون تقارير عن خمس حوادث تتعلق بنساء سود يرتدين الحجاب منذ 8 ديسمبر 2020، واعتقلت وحدة جرائم الكراهية التابعة لقوة الشرطة المشتبه بهم، ووجهت لهم اتهامات تورطهم في جرائم الكراهية ضد المسلمين.

وقد ذهب ممثلو الجاليات الإسلامية إلى أن الكثير من حوادث العنف لا يتم الإبلاغ عنها، حيث صرحت العديد من النساء أنهن تعرضن للهجوم بالسكاكين، وقد طُلب منهن العودة إلى منازلهن، ولا ريب في أن الدافع الكامن وراء هذه الحوادث هو الكراهية للمسلمين، وقالت نور: "تتعرض المسلمات الأفريقيات للهجوم؛ بسبب العنصرية ضد السود ويتم مهاجمتهن بسبب خطاب الإسلاموفوبيا، ويتعرضن للهجوم لأنهن نساء ... أشعر أننا الآن لسنا متأكدين مما سيحدث لنا عندما نخرج ".

 

النساء في خوف

لكن رغم هذه الإجراءات، قالت الناشطة واتي رحمت لقناة الجزيرة: إن "النساء المسلمات في خوف" في إدمونتون، وقالت رحمت التي أسست Sisters Dialogue  وهي مسلمة: "كان لدي أصدقاء أجروا محادثات حول ما إذا كان ينبغي عليهنَّ تغيير طريقة ارتدائهن للحجاب، أو خلعه، أو الخروج مع صديقة، أو عدم الخروج"، وتعمل هذه المجموعة حاليًا على تأمين خدمة مرافقة النساء المسلمات اللواتي لا يشعرن بالأمان في الخروج بأنفسهن، هذا وتأتي المطالبة بمزيد من الدعم في إدمونتون وسط الدعوات المتزايدة في جميع أنحاء كندا للحكومة الفيدرالية لتنفيذ خطة عمل للقضاء على الإسلاموفوبيا.

بالنسبة للكثيرين، يُظهر هجوم يونيو في لندن أونتاريو، بالإضافة إلى إطلاق النار في عام 2017 في مسجد بمدينة كيبيك، وحادثة الطعن العام الماضي خارج مسجد في الطرف الغربي لتورنتو مدى خطورة المشكلة.

قالت رحمت: "لا أعتقد أنه من الصواب أن تخشى النساء الخروج"، كما دعت بعض جماعات الدعوة الإسلامية بما في ذلك المجلس الوطني للمسلمين الكنديين (NCCM)، إلى تعزيز قوانين التحرش في الشوارع؛ حيث إن معظم الهجمات الأخيرة على النساء المسلمات في ألبرتا حدثت علنًا، وقالت فاطمة عبد الله منسقة الاتصالات بالمجلس القومي للطفولة والأمومة: "إن 15 هجومًا على الأقل على نساء مسلمات تم الإبلاغ عنها في مدينتي إدمونتون وكالغاري خلال الأشهر الستة الماضية".

وقالت (س.أ عبد الله) لقناة الجزيرة: "كانت هؤلاء النساء إما في نزهاتهن اليومية، أو كن في حديقة، أو محطة قطار"، مضيفةً إلى أن المجلس القومي للطفولة والأمومة يتلقى مكالمات كل أسبوع تقريبًا حول حوادث الإساءة اللفظية التي تستهدف أعضاء الجالية المسلمة في جميع أنحاء البلاد، وقالت: "مثل هذه الحالات التي نحتاج إلى منع حدوثها حتى لا تؤدي بعد الآن إلى مثل هذه الهجمات المدمرة مثل تلك التي رأيناها في لندن أونتاريو".

 

العمل المجتمعي المتكامل

وفي هذه الأثناء يتخذ قادة الجالية المسلمة خطوات لمحاولة وقف العنف بأنفسهم، حيث تولد شعور لدى المجتمع أنه من الضروري تزويد النساء بأدوات ملموسة للخروج من وضع سيء، وقد جذبت الدورات اهتمامًا كبيرًا، وقد قالت نور الهنيدي وهي عضوة في قيادة إحدى الفعاليات المسلمة لقناة الجزيرة في مقابلة في مارس: "نحن قلقون بشأن جيل المستقبل، وأضافت: نحن قلقون على بناتنا"، فعندما تأتي فتاة تبلغ من العمر 15 عامًا وتخبرك أنها تخشى عبور الشارع والمشي من المدرسة إلى المنزل فهذا أمر مقلق للغاية، إنه أمر مفجع.

كما قالت نور: "إن المنظمة تعمل أيضًا على تقديم الدعم النفسي، بالإضافة إلى معلومات للنساء المسلمات لمعرفة ما يجب عليهن فعله إذا تعرضن للهجوم، بما في ذلك كيفية الإبلاغ عن حادث عنف"، وقد دعت المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة إلى الضغط على كندا لاتخاذ إجراءات عاجلة للاستجابة للوضع في إدمونتون، حيث قالت: "نحن بحاجة إلى اهتمام وتضامن دوليين؛ لأننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بأنفسنا ومسؤولونا العامون يخذلوننا، لسنا بخير، نحن حقًا لسنا بخير".

 

[1] الترجمة نقل دقيق لمحتوى المقالة ولا يعني ذلك بالضرورة الموافقة على آراء الكاتب.