الإسلاموفوبيا في كندامقالات

عزيزة كانجي

مترجم عن اللغة الإنجليزية

 

الإسلاموفوبيا في كندا[1]

عزيزة كانجي

 

الإسلاموفوبيا في كندا أو رهاب الإسلام في كندا: يشير إلى مجموعة من الخطابات والسلوكيات وغيرها مما يعبر عن مشاعر القلق والخوف والعداء والرفض تجاه الإسلام و/أو المسلمين في كندا. لا سيما منذ 11 سبتمبر 2001 وهو موعد الهجمات التي حدثت في الولايات المتحدة، أكدت مجموعة متنوعة من الدراسات والاستطلاعات وكذلك الحوادث باستمرار وجود الإسلاموفوبيا في كندا. تتجلى الإسلاموفوبيا في تخريب المساجد والاعتداءات على المسلمين، بما في ذلك العنف ضد النساء المسلمات اللائي يلبسن الحجاب أو النقاب. في كانون الثاني/يناير 2017 قُتل ستة من المسلمين في إطلاق نار في مسجد بمدينة كيبيك. ازداد عدد الحوادث المعادية للمسلمين بشكل ملحوظ في العامين الماضيين، وقد أدينت الإسلاموفوبيا من قبل الحكومات الكندية على مستوى الاتحاد والمقاطعات والبلديات. لعبت وسائل الإعلام الكندية دورًا مختلطًا في تغطية الإسلاموفوبيا، وقد وصفت بأنها مؤيدة لها في أحيان ومعارضة في أحيان. كذلك نظام التعليم العام في كندا قد تمت الإشارة إليه كموقع لحوادث معادية للمسلمين ودور في تنمية المواقف المعادية للمسلمين في الشباب.

إليكم التصورات العامة حول الإسلام والمسلمين حسب نتائج المسح:

  • 46٪ من الكنديين لديهم وجهة نظر سلبية حول الإسلام – هذه النسبة هي الأعلى مقارنة بالديانات الأخرى.
  • أقل من نصف الكنديين يجدون أنه من "المقبول" أن يتزوج أحد أبنائهم من مسلم.
  • يعتقد 56٪ من الكنديين أن الإسلام يقمع حقوق المرأة.
  • يشعر أكثر من نصف الأشخاص الذين يعيشون في أونتاريو بأن المذاهب الإسلامية السائدة تشجع على العنف.
  • يشعر 52٪ من الكنديين أنه لا يمكن الوثوق بالمسلمين.
  • يعتقد 42٪ من الكنديين أن التمييز ضد المسلمين هو "خطأهم" بشكل رئيسي.
  • يؤيد 47٪ من الكنديين حظر الحجاب في الأماكن العامة.
  • يؤيد 51٪ الرقابة الحكومية على المساجد.

وبالنسبة لجرائم الكراهية، كانت هناك 349 جريمة كراهية في تقرير الشرطة ضد المسلمين في عام 2017 و 173 في عام 2018، وفقًا لأحدث بيانات إحصائية كندا المتاحة. تضاعف عدد جرائم الكراهية ضد المسلمين بأكثر من ثلاثة أضعاف بين عامي 2012 و 2015، حتى مع انخفاض معدل جرائم الكراهية بشكل عام. بالمقارنة مع المجموعات الأخرى المستهدفة بالكراهية ، كان لدى المسلمين أعلى نسبة من النساء الضحايا (45٪) بين عامي 2010 و 2018.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الإحصاءات الرسمية حول الكراهية ضد المسلمين في كندا غير كاملة: أولاً؛ لأنه يتم الإبلاغ عن نسبة صغيرة فقط (حوالي الثلث) من أعمال الكراهية؛ وثانيًا، لأن حوادث الكراهية التي لا تعتبر جرائم كراهية ولا يتم تسجيلها وتعقبها بشكل منهجي. وقد أفاد بعض المسلمون بأن الشرطة تثنيهم عن الإبلاغ عن حوادث الكراهية.

ويجدر بالذكر أن حادث إطلاق النار على مسجد كيبيك (يناير 2017) تم تغطيته من الإعلام لخمس دقائق من البث على البرنامج الإخباري الرائد لـ CBC ، The National ، في الليلة التي حدثت فيها - بينما تلقت هجمات London Borough في المملكة المتحدة (يونيو 2017) اهتمام كبير وتمت تغطيته لساعات طويلة من مختلف القنوات ووسائل الإعلام.

ذكرت العديد من النساء المسلمات أنهن قد تعرضن إلى أعمال العنف، وخاصة أولئك الذين يرتدون الحجاب أو النقاب.

في عام 2011، حدث أن امرأة مسلمة كانت ترتدي النقاب، وكانت مع أطفالها عندما هوجمت في ميسيساغا مول حيث إنّ المهاجم صرخ في وجهها وسحب حجابها. بعد عرض المقطع المسجل عن الواقعة في المحكمة، كان المهاجم مذنبا في الاعتداء. اعتبر الحادث معاديا للمسلمين من قبل لجنة حقوق الإنسان في أونتاريو.

في أيلول/سبتمبر 2015، تعرضت مرأة حامل ترتدي الحجاب للهجوم من قبل مراهقين في تورونتو، وحاولوا سحب حجابها، وتسبب ذلك في وقوعها. ردت الجمعية الوطنية لكيبيك عن طريق تمرير بالإجماع قرار ضد الإسلاموفوبيا.

أما بالنسبة للمساجد في كندا، فقد كانت هدفا للعديد من الهجمات المعادية للمسلمين. وتكون الهجمات عادة إما كسر النوافذ أو الأبواب أو طلاء رسائل عدائية على المسجد.

 

في 31 كانون الأول/ديسمبر 2013، كان هناك تهديد قنبلة عند مسجد في فانكوفر وتم إخلاء المبنى من قبل شرطة الخيالة الملكية الكندية. في 26 تشرين الثاني 2014، كان هناك تهديد قنبلة آخر عند مسجد مونتريال وعثرت الشرطة على عبوة مريبة. 12 مبنى في المنطقة تم إخلاؤهم حتى تحدد الشرطة نوع العبوة.

في 20 مايو 2014، حاول رجل إلقاء قنبلة حارقة عبر نافذة مسجد في مونتريال، ولكن تم إيقافه من قبل الشرطة التي كانت تراقب المسجد لأنه سبق أن كان هدف لهجمات متعددة.

في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، بعد يوم من هجمات باريس، تم حرق المسجد الوحيد في بيتربرة، أونتاريو، واعتبرته الشرطة الحريق جريمة كراهية.

تعرضت وسائل الإعلام الكندية لانتقادات لدورها في الإسلاموفوبيا بصفة عامة وفي تغطية الأخبار عن أحداث معينة. يؤكد أستاذ الصحافة الكندي كريم كريم أن في مرحلة ما بعد 9/11، حل مفهوم "الخطر الإسلامي" محل "التهديد السوفياتي" في سنوات الحرب الباردة في كندا. بعد مقارنة تغطية وسائل الإعلام الرئيسية في كندا لجماعات الأقليات الدينية في كندا. ويستنتج "محمود عيد" أن وسائل الإعلام الكندية عادة تطبق إطارات من صورة العدو، التطرف، التعصب، عدم المساواة والإسلاموفوبيا عند الحديث عن المسلمين. إن الصور النمطية للمسلمين والعرب وشعوب الشرق الأوسط بشكل عام هي: الإرهابيين، الوحشيين، الطابور الخامس. هذه الصور النمطية كثيرا ما يقال أنها تهدف لزيادة الشك في المسلمين عامة، مما ينتج عنه جرائم الكراهية ضدهم. في الواقع، وجدت دراسة تشابه بين أساطير ذكرت في وسائل الإعلام عن المسلمين وبين عبارات كراهية موثقة في الحوادث المعادية للمسلمين.

 

[1] الترجمة نقل دقيق لمحتوى المقالة ولا يعني ذلك بالضرورة الموافقة على آراء الكاتب.

2 شخص قام بالإعجاب