الفقر يحرم مسلمي كمبوديا من التعليممقالات

هاني صلاح

المصدر: موقع مسلمون حول العالم - يناير 2020

 

حوار مع الشيخ موسى أحمد؛ أحد أئمة مسجد "نور الإحسان" بالعاصمة:

“مسلمو كمبوديا معظمهم فقراء، وقليل من أبنائهم مَن يستطيع فقط تكملة دراسته الثانوية والجامعية في المدارس الحكومية؛ لصعوبة تحمل تكاليفها”.. بهذه الكلمات، ألقى الشيخ موسى أحمد؛ أحد أئمة مسجد “نور الإحسان” بالعاصمة الكمبودية “فنوم بنه”، الضوء على تداعيات الوضع الاقتصادي المتدنِّي لمسلمي كمبوديا، وهو ما ينعكس على المستوى التعليمي والوظيفي لأبنائهم في البلاد.

وفي الوقت الذي تتوقف فيه دراسة أبناء المسلمين عند المرحلة المتوسطة في المدارس الحكومية، فإنها لا تتعدى أيضًا المرحلة الثانوية في المدارس الدينية الشرعية المنتشرة في البلاد؛ وذلك لعدم وجود جامعة إسلامية في كمبوديا، وَفقًا للشيخ موسى.

وهو ما دفعه لتوجيه نداء عبْر “المرصد” إلى المحسنين من الدول الإسلامية والعربية؛ كي “يساعدوا في إنشاء الجامعة الإسلامية لأبناء المسلمين في هذه الدولة، وللمساعدة في رفع مستوى التعليم الديني عندهم”.

وأشار الداعية الكمبودي إلى أن: “دين الدولة هو البوذية، لكن حرية الاعتقاد مكفولة للمسلمين وغيرهم وبشكل واسع”، مؤكِّدًا بأن: “حكومة مملكة كمبوديا مَنحتْ حقًّا تامًّا للمسلمين في هذه الدولة – كغيرهم من أبناء الشعب الكمبودي – في المشاركة في الأعمال السياسية والاجتماعية”.

جاء ذلك في سياق حوار: “الإسلام والمسلمون في كمبوديا”، وهو الحوار الأول عن كمبوديا، والحادي والعشرون في سلسلة: “حوارات الأقليات المسلمة على الفيسبوك”، والتي تأتي في سياق برنامج للتعريف بواقع الإسلام والمسلمين حول العالم.

وقد أُجري الحوار على الفيسبوك خلال شهر إبريل 2015م، ونشر على موقع مرصد الأقليات المسلمة، وإلى الحوار..

المشاركة الأولى.. من: هاني صلاح؛ مُنسّق الحوار، ورئيس تحرير الموقع الإلكتروني لـ”مرصد الأقليات المسلمة”:

المحور الأول: التعريف بدولة كمبوديا

1 ـ بدايةً أستاذنا.. نحب أن نسمع منكم:

ـ نبذة مختصرة عن أهمية دولة كمبوديا، وعلى الخريطة العرقية التي يتكون منها شعبها.

تقع “مملكة كمبوديا” في جنوب شرق آسيا، وتحُدها “تايلاند” من الشمال الغربي، و”لاوس” من الشمال الشرقي، و”فيتنام” من الشرق، ومساحتها 181035 كيلومترًا مربعًا، وسكانها حاليًّا أكثر من (15) مليونًا، وهي في المرتبة 69 من البلدان الأكثر كثافةً سكانيةً في العالم، منهم نحو 5% من المسلمين، والغالبية العظمى من البوذيين، مع وجود أقلية مسيحية كاثوليكية، وأرضها سهلية واسعة تجري فيها عدة أنهار، وأشهرها نهر ميكونغ.

ويتكون شعبها من عرقية “خميري”، وهي أصل الشعب الكمبودي، وعرقية “تشام”، وينحدر منها مسلمو كمبوديا، إضافة إلى عرقيات أخرى مثل: “صيني”، و”فيتنامي” وغيرهما.

كمبوديا دولة جميلة وخلابة، وأرضها خصبة، فالأشجار كثيرة، وجبالها كُسيت بالخُضَر والشجر، وتتفجر منها ينابيع الماء، كما يكثُر المطر، فهي بلد تجمع بين الخضرة والماء، وهي إحدى دول آسيا التي تستقطب أعدادًا كبيرةً من السياح طَوال العام، فهي تضم إرثًا تاريخيًّا، وحضارةً قديمةً، كما تتعدد وتتنوع الأماكن والمعالم السياحية التي تعتبر مراكز سياحية هامةً للمنطقة والعالم.

ـ ما أهميتها الإقليمية بين دول المنطقة؟

مملكة كمبوديا دولة مهمة إقليميًّا بين دول المنطقة الأخرى على المستوى الاقتصادي؛ مثل: فيتنام، وتايلاند، وماليزيا؛ فهي سوق للتجارة لتلك الدول وبضائعها الصناعية وبعض منتجاتها الزراعية، وكما أن تايلاند وفيتنام أيضًا سوقان تجاريان لدولة كمبوديا لبعض المنتجات الزراعية؛ مثل: البطاطس والمانجو وغيرهما.

ـ أيضًا ما أهميتها بالنسبة لدول العالم الإسلامي والعربي، وما مدى علاقتها بهم؟

علاقة مملكة كمبوديا مع الدول الإسلامية في المنطقة – مثل ماليزيا وإندونيسيا وبروناي – قوية، ولكن علاقتها مع الدول الإسلامية الأخرى والعالم العربي ضعيفة، وذلك يرجع إلى عدة أمور؛ منها:

ـ بُعدها عن تلك الدول.

ـ الحروب الأهلية التي دامت لفترة طويلة من الزمن؛ فمسئولو الدولة كانوا مشغولين بالحرب الداخلية، وليس لديهم وقت للتعرُّف وتقوية العلاقات مع الدول البعيدة.

ـ قلة اهتمام تلك الدول بكمبوديا؛ لعدم حاجتهم إليها، وفقرها.

ـ ضعف وسائل الإعلام الكمبودي سابقًا.

المحور الثاني: التعريف بمسلمي كمبوديا

2 ـ برجاء إلقاء الضوء على مسلمي كمبوديا من خلال توضيح الخريطة العرقية لمسلمي كمبوديا.

يُعرف مسلمو كمبوديا بـ”التشاميين”؛ نسبة إلى عرقيتهم ودولتهم (تشامبا) سابقًا (جزء من دولة فيتنام حاليًّا، ولكن مُسِحت من خريطة العالم قبل قرون)، وعمومًا فإن المسلمين في كمبوديا ثلاثة أصناف:

ـ الصنف الأول: “تشام”؛ من أصل دولة “تشامبا”، وهم يمثلون غالبية مسلمي البلاد بنحو 85% منهم، ويتكلمون لغتَي الكمبودية/الخميرية والتشامية.

ـ الصنف الثاني: “جاوي”؛ من أصل “جاوا” في إندونيسيا، وهم لا يعرفون اللغة التشامية، لا يعرفون سوى الكمبودية/الخميرية فقط.

ـ الصنف الثالث: “خميري”؛ وهم أصل “الشعب الكمبودي”، والذي اعتنق الإسلام بسبب الزواج من المسلمين، أو بسبب المساعدات التأليفية للقلوب، أو بفهمهم الدين الإسلامي.

ولا يُعرف بالضبط تاريخ دخول الإسلام في كمبوديا، ولكن بناءً على القرائن والشواهد؛ فإن بعض المؤرِّخين يعتقدون أن أول وجود إسلامي في كمبوديا كان إبَّان ازدهار دولة “تشامبا” التي كانت تقع بين كمبوديا وفيتنام.

وقالوا بأن الإسلام دخل كمبوديا عن طريق قوافل التُّجار المسلمين الذين دَلَفُوا إليها عبْر السواحل التايلاندية – وإن كانوا بأعداد قليلة – إلا أن الإسلام أخذ في الانتشار في القرن التاسع الهجري، خصوصًا بعد سقوط “إمارة تشامبا” وهجرة بعض شعبها إلى كمبوديا.

ـ ما هي الخريطة الجغرافية لمناطق وجود مسلمي كمبوديا؟

المسلمون في مملكة كمبوديا يَقْطُنون في جميع أنحاء كمبوديا مع الشعب الكمبودي؛ ففي جميع المحافظات يوجد مسلمون بنسبة قليلة أو كثيرة؛ إلا أن أشهر المناطق التي يتواجدون فيها هي:

ـ محافظة كمبونج تشام: ومعظم مسلمي كمبوديا يعيشون في هذه المحافظة، ويُمثلون حوالي 50% من مسلمي البلاد، وقد تم تقسيم هذه المحافظة في العهد القريب إلى محافظتين هما: تبونج خموم، وكمبونج تشام.

ـ محافظة كمبونج جهنانج: وهي ثاني كبرى المحافظات التي يوجد فيها المسلمون، وغالبيتهم من الزاهدين (جاهيت).

ـ محافظة كمبوط: وهي تُعدُّ ثالث كبرى المحافظات تواجدًا للمسلمين، وغالبيتهم من الجاويين.

ـ محافظة كراجيه.

ـ العاصمة الكمبودية “فنوم بنه”.

ـ محافظة كندال: غالبيتهم في منطقة قه تهوم.

ـ محافظة براه سيهانوك: (كمبونج صوم).

ـ محافظة بور سات.

ـ محافظة باتمبونج.

ـ محافظة سيم ريب.

ـ محافظة قه كونج.

ـ محافظة تاكياو.

ـ محافظة راتنأكيري.

ـ محافظة موندول كيري.

ـ محافظة سدانج ترينج.

ـ محافظة بري وينج.

ـ محافظة كمبونج تهوم.

وغيرها.

ـ ماذا عن الخريطة الاجتماعية لمسلمي كمبوديا.. الوضع التعليمي والوظيفي والاقتصادي؟

أولًا- الوضع التعليمي:

التعليم عند أبناء مسلمي كمبوديا قسمان: “ديني” و”عصري”، وذلك راجعًا لكونهم مسلمين؛ فلابد من الاهتمام بالإسلام دينهم، ولكونهم مقيمين في دولة تُستخدم فيها اللغة الرسمية “الخميرية”، وهي غير لغتهم، والدراسة في المدارس العصرية لا غنى عنها لكونهم جزءًا من الشعب الكمبودي، فهذه الشهادة العصرية التجريبية هي فقط المعْترَف بها مِن قِبَل مؤسسات الدولة الكمبودية، أما شهادات المدارس الدينية، فمعترَف بها لدى المؤسسات الدينية فقط.

1ـ التعليم العصري:

أما التعليم العصري، فإن أبناء المسلمين – كغيرهم من أبناء الشعب – يتلقونه في المدارس الحكومية، وللمسلمين حقٌّ مثلُ غيرهم من الشعب الكمبودي في الالتحاق بالمدارس الحكومية؛ لدراسة العلوم العصرية فيها. ونظرًا لوجود مدارس التعليم الأساسي في أكثر القرى، فإن أبناء المسلمين وبناتهم يجتازون تعليمهم الأساسي، إلا أن القليل منهم فقط هم من يستطيعون إكمال دراستهم الثانوية والجامعية؛ وذلك لارتفاع التكاليف التي لا يستطيعون تحمُّلها في سبيل إكمال التعليم، إلا من خلال تقديم المعونة المالية لهم، وهو ما توفَّر مؤخَّرًا لبعض الطلاب من خلال تقديم الكفالات لهم.

2ـ التعليم الديني:

وأما العلوم الدينية فيَدرُسُها أبناء المسلمين في قُراهم في المدرسة الإسلامية التي أنشأها أهل القرية بأنفسهم، أو بالدعم من إخوانهم المتبرعين، أو في مسجد، أو في المركز الإسلامي الذي أنشأته جمعيات ومؤسسات خيرية.

وغالب الأحيان، فإنهم يدرسون نصف اليوم في المدارس العصرية، والنصف الآخر في المدارس الدينية، عِلمًا بأنه لا يوجد نظام تعليمي موحَّد، أو مقرر دراسي رسمي متكامل لجميع المسلمين في كمبوديا، فكل مركز له نظام ومقرر خاص به، وكل مدرِّس في القرية يدرِّس على حسَب الخبرات والإمكانيات والمقررات التي يراها مناسبةً.

وبعد انتهاء المرحلة الثانوية تتوقف دراستهم الدينية لعدم وجود جامعة إسلامية في كمبوديا، إلا مَن يتحصل على منحة دراسية في جامعة إسلامية بالدول الإسلامية؛ مثل المملكة العربية السعودية أو ماليزيا أو غيرهما، فيُواصلون دراستهم الجامعية فيها.

ثانيًا: الوضع الاقتصادي والوظيفي:

إن الحكم الغالب على المسلمين في كمبوديا أنهم فقراء ومساكين، وغالبيتهم فلاحون وصيادو سمك، وقليل منهم موظفو شركات أو عمال أو أصحاب مناصب سياسية، ولكن إن شئنا التفصيل فسنجد أنهم على فئات:-

الفئة الأولى: هم أصحاب المناصب السياسية في الحكومة؛ كالوزراء ونُواب الوزراء وغير ذلك، وعلى شاكلتهم أصحاب التجارات الكبيرة، وهم في رغَد من العيش، ولكنهم قليلون جدًّا.

الفئة الثانية: هم موظفو الشركات والمؤسسات وغيرهم مِمن يشتغلون بالتجارات البسيطة، وهم في المرحلة المتوسطة من المعيشة.

الفئة الثالثة: هم العمال والمغتربون في الخارج؛ كماليزيا وتايلاند وغيرهما، وغالبيتهم فقراء.

الفئة الرابعة: الفلاحون وأصحاب المزارع وصيادو السمك، وغالبيتهم فقراء، ومعظم المسلمين في كمبوديا يندرجون تحت هذه الفئة الأخيرة.

ـ وما هي الخريطة الدينية للمسلمين: هل هم سنة أم شيعة، وما هي أبرز مؤسساتهم؟

إن غالبية المسلمين في كمبوديا يعيشون في جهل بأحكام دينهم، والكثير من الأحكام والسنن غائبة عنهم، وتنتشر بينهم البدع والمخالفات في المعتقدات والعبادات والأخلاق؛ وذلك للأسباب التالية:

ـ بُعدهم عن ديار الإسلام، وكونهم أقليةً في بلاد الكفار.

ـ قلة الدعاة المؤهَّلِين للقيام بالدعوة إلى الله وتوعية المسلمين بأمور دينهم.

ـ المصدر الأساسي لفهم الدين عندهم كُتُب باللغة الماليزية الجاوية؛ لقلة الكتب الشرعية باللغة العربية، وقلة مَن يُجِيدها.

ـ فقرهم يدفعهم للاهتمام بكسب المعيشة والتخلي عن العلم الشرعي.

إلا أنه في الآونة الأخيرة بدأ يكثُر عدد الطلاب الذين تخرجوا من جامعات المملكة العربية السعودية؛ مثل الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض، وكذلك جامعة الأزهر في مصر، وجامعات الدول الإسلامية الأخرى، مثل: ماليزيا وليبيا وغيرهما؛ لذا فإن الوضع الديني عندهم قد تحسن شيئًا فشيئًا، ولله الحمد.

يُوصف المسلمون في مملكة كمبوديا بأنهم من أهل السنة – وإن كان فيهم بعض المخالفات – وغالبيتهم من الأشاعرة في العقيدة، والشافعية في الفقه المختلط ببعض تقاليد الآباء والأجداد، وحوالي 35% منهم يتمسكون بمنهج الكتاب والسنة الصحيحة بفهم السلف الصالح.

ويوجد بها “الزاهدون”، وهم فرقة ينتسبون للإسلام، لكن لا يُصلون الصلوات الخمس إلا الجمعة فقط، وأفرادها في غاية الجهل والبُعد عن تعاليم الشريعة، ويدَّعون أنهم يتمسكون بما كان عليه المسلمون في مملكة “تشامبا” دون غيرها، ولا يتمسكون بالإسلام الذي جاء به أجنبي من عرب وغيره.

لم تكن الشيعة موجودةً في مملكة كمبوديا إلا بعد عام 2009م، وقد بدأت نشأتها في إحدى القرى الواقعة في دائرة تبونج خموم، بمحافظة “تبونج خموم” (جزء من محافظة كمبونج تشام سابقا)، ولكن ليس للشيعة تأثير كبير على الشعب المسلم الكمبودي حتى تاريخه. والأحمدية، والصوفية، وجماعة التبليغ، كلها موجودة في كمبوديا أيضًا، ولكن ليس للأحمدية أو القاديانية ولا للصوفية أثر كبير على نفوس المسلمين، إلا جماعة التبليغ، فإن لها تأثيرًا كبيرًا في نفوس الشعب المسلم الكمبودي.

وأبرز المؤسسات التي تعمل لنشر الدين الإسلامي على نهج السلف الصالح في كمبوديا هي: “جمعية منابع الخير” بكمبوديا، و”جمعية البركة الخيرية”، و”جمعية التضامن الاجتماعي”، و”جمعية خريجي الدول العربية”، و”رابطة المثقفين المسلمين” في كمبوديا، و”جمعية تطوير المجتمع المسلم” في كمبوديا، و”جمعية الرحمة” وغيرها.

وأما بالنسبة للشيعة، فليس لهم حاليًّا جمعية رسمية في هذه الدولة، ولكن توجد للأحمدية.

المحور الثالث: التعريف بضيف الحوار من كمبوديا

3 ـ أستاذنا الفاضل، نرجو التعريف بكم لجمهورنا الكريم.. تعريف إنساني، واجتماعي، ووظيفي، ودعوي..

أخوكم الداعية/ موسى بن أحمد بن إسماعيل الكمبودي، متزوج، وقد تخرجت في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في عام 2006م، في كلية الحديث والدراسات الإسلامية، وتخرجت أيضًا في إحدى الجامعات في مملكة كمبوديا في تخصص التربية باللغة الإنجليزية عام 2013م.

ـ ما هي أهم المهام التي تقومون بها حاليًّا؟

وأما بالنسبة لعملي حاليًّا، فداعية إلى الله – عز وجل – ومن أهم المهام التي أقوم بها حاليًّا:

ـ إمام وخطيب في المساجد.

ـ إلقاء المحاضرات في الإذاعة.

ـ إلقاء المحاضرات في المناسبات.

ـ تدريس للطلبة في المرحلة الثانوية، ولطالبات الجامعة في مختلف العلوم العصرية، ومرحلة الأساس.

ـ إقامة الدرس العلمي في المسجد.

ـ ترجمة الكتب والكتيبات والمطويات الشرعية إلى اللغة الكمبودية، ومِن الكتب التي ترجمتها: رياض الصالحين.

ـ وما هي أبرز المسئوليات التي قمتم بها سابقًا؟

ـ منذ عام 2013م حتى الآن: داعية.

ـ ما بين عامي 2010-2012م: رئيس قسم الإعلام وسكرتير لإحدى كبرى الجمعيات في كمبوديا، وخطيب لمسجدي المنان ونور الإحسان.

ـ في الفترة: 2006م-2010م: مدرس بمعهد إعداد الدعاة والمعلمين، ومدرس في أحد المعاهد الثانوية، وخطيب لمسجدي المنان ونور الإحسان.

ـ خلال عامي: 2005م-2006م: محاسب لمندوب الطلبة الكمبوديين في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.

ـ وفي عامي: 2004م -2005م: رئيس قسم التربية لإحدى الجمعيات في كمبوديا.

المشاركة الثانية.. من: الشيخ د. عماد أبو الرب؛ من أوكرانيا، وتتضمن سؤالين (أرقام 4-5):

أشكركم على إتاحة الفرصة للقاء أئمة وعلماء ودعاة من الأقليات المسلمة، ولدي سؤالان لفضيلة الشيخ موسى:

4 ـ ما هو عدد المراكز والمؤسسات الإسلامية الكبرى في كمبوديا؟ وهل تستطيع أن تقدّم الخدمات اللازمة للمسلمين فيها وللمجتمع ككلٍّ، أم هناك نقص؟

عدد المراكز والمؤسسات والجمعيات الإسلامية في كمبوديا لا يقل عن ثلاثين، ولكن أشهرها حوالي 10، وهي:

ـ جمعية منابع الخير بكمبوديا.

ـ جمعية البركة الخيرية في كمبوديا.

ـ جمعية التضامن الاجتماعي للمسلمين في كمبوديا.

ـ رابطة المثقفين المسلمين في كمبوديا.

ـ الجمعية الإسلامية في كمبوديا.

ـ جمعية تطوير المجتمع المسلم في كمبوديا.

ـ مؤسسة تنمية المسلمين في كمبوديا.

ـ جمعية خريجي الدول العربية.

ـ جمعية الرحمة.

ـ جمعية الإحسان للتربية.

هذه الجمعيات – وغيرها من الجمعيات والهيئات والمؤسسات الخيرية في هذه المملكة – تعمل بجِدٍّ في البحث عن المساعدات والدعم من الخارج؛ لخدمة الإسلام والمسلمين في كمبوديا في مختلف المجالات التربوية، والتعليمية، والخيرية، والإنشائية، وغيرها من الخدمات اللازمة لهم، ولكن لا زال النقص موجودًا، وخاصةً في مجال الدعوة والتربية والتعليم.

5 ـ ما أبرز البرامج التي تُقِيمونها لتوعية المسلمين بدينهم؟

أبرز البرامج التي يقوم بها أصحاب الجمعيات والمؤسسات الخيرية والدعاة في هذه الدولة لتوعية المسلمين بدينهم هي:-

ـ البرنامج الديني عبر الإذاعة: للمسلمين ساعتان في الإذاعة التي تُبثُّ يوميًّا ـ منحتهما الحكومة الكمبودية للمسلمين مجانًا – إحداهما باللغة التشامية، والأخرى باللغة الكمبودية/الخميرية، وهي اللغة الرسمية للدولة).

ـ الدورات والملتقيات.

ـ الجولات الدعوية.

ـ كفالة الدعاة والمدرسين ليقوموا بالدعوة والتدريس لأبناء المسلمين في قُراهم.

ـ فتح المراكز الإسلامية لجمع الطلبة فيها، وخدمتهم سكنًا وطعامًا، والدراسة فيها دينية وعصرية.

ـ الدروس العلمية في المساجد.

ـ المحاضرات في المناسبات.

ـ توزيع المُترجَم من الكتب والكتيبات والمطويات الشرعية وغيرها.

المشاركة الثالثة.. من: سعيد كريديه؛ رئيس قسم المَراجِع في مكتبة الجامعة اللبنانية الأمريكية ـ بيروت، وتتضمن ثلاثة أسئلة (أرقام 6- 8):

السلام عليكم، أود أن أسأل ضيفنا الكريم من كمبوديا:

6 ـ عن أصول مسلمي كمبوديا؛ هل هم من عرق يختلف عن باقي شعب كمبوديا؟

إن أصل مسلمي كمبوديا هم “التشاميون”؛ من مملكة “تشامبا”، وهم يختلفون تمامًا عن باقي الشعب الكمبودي من خميريين، وصينيين، وفيتناميين وغيرهم.

ولا يُعرف بالضبط تاريخ دخول الإسلام إلى كمبوديا، ولكن بِناءً على القرائن والشواهد، فإن بعض المؤرخين يعتقدون أن أول الوجود الإسلامي في كمبوديا كان إبَّان ازدهار دولة تشامبا التي كانت تقع في السابق بين دولتي كمبوديا وفيتنام.

وقالوا: إن الإسلام دخل كمبوديا عن طريق قوافل التجار المسلمين الذين دلفوا إليها عبر السواحل التايلاندية، وإن كانوا بأعداد قليلة، إلا أن الإسلام أخذ ينتشر في القرن التاسع الهجري، خصوصًا بعد سقوط إمارة تشامبا وهجرة بعض شعبها إلى كمبوديا، والمسلمون فيها حاليًّا ثلاثة أصناف:

1 ـ تشاميون: ومعظم المسلمين في هذه الدولة منهم، حتى إنه يُطلق على المسلمين في هذه الدولة: التشام أو الإسلام.

2 ـ جاويون: وهؤلاء ينتمون إلى العناصر الإندونيسية، وتواجدهم في المناطق الساحلية؛ مثل: محافظة كمبوط، محافظة كيب، محافظة براه سيهانوك، ومحافظة قه كونج.

3 ـ خميريون: وهم من أصل الشعب الكمبودي، وغالبيتهم دخلوا في الإسلام بسبب الزواج من مسلمين، وقليل منهم دخلوا فيه بسبب المساعدات، أو الكفالات الدراسية، أو فهمهم الإسلام.

7 ـ كيف كانت معاملة فرنسا مع مسلمي كمبوديا أثناء الاستعمار الفرنسي؟

الاستعمار الفرنسي لدولة كمبوديا استمر لمدة 90 سنة في الفترة (1863م-1953م)، وفيها كانت معاملتهم لمسلمي كمبوديا كغيرهم من الشعب الكمبودي؛ من حيث فرض الضرائب، وحشد بعض الناس لغرض أعمالهم، وفرض الدراسة باللغة الفرنسية، وليس هناك فرق في التعامل معهم دون غيرهم من الشعب الكمبودي.

8 ـ هل هناك نيَّة لديكم لوضع كتاب عن مسلمي كمبوديا بالعربية أو الإنكليزية؛ حيث لا يوجد في العربية إلا كتاب واحد هو: المسلمون في الهند الصينية: فيتنام، كمبوديا، لاوس، لمحمد يحيى صالح التشامبي، ومحمود شاكر؟

نعم أكيد، وبِودِّنا أن يكون الكتاب شاملًا كل شيء عن مسلمي كمبوديا منذ بداية تاريخهم فيها وحتى تاريخه، وأن يكون مفصَّلًا عن عرقهم وأحوالهم ومعاناتهم وغيرها، وإن كان الكتاب بشكل البحث العلمي فهو جيد.

المشاركة الرابعة.. من: محمد سرحان؛ مراسل “علامات أونلاين” في إسطنبول، وتتضمن ثلاثة أسئلة (9 – 11):

مرحبًا بضيفنا الكريم وبأهلنا من مسلمي كمبوديا..

9 ـ حدِّثنا عن معاناة الشعب الكمبودي تحت حكم “الخمير الحمر” الشيوعيين خلال الفترة من 1975 حتى 1979، مع التركيز على معاناة المسلمين؟

عانى المسلمون في كمبوديا من بطش الحكومة الشيوعية (الخمير الحمر خلال عام 1975-1979م) التي عملت على إبعادهم عن الإسلام بكل الطرق، بدءًا من قتل قادتهم وعلمائهم وأساتذتهم وطلبة العلم منهم، وهدم المساجد أو تحويلها إلى حظائر، ومنعهم من تأدية الصلاة في أي مكان، ومن إقامة شعائر الدين كلها؛ مثل: الصيام وإقامة حفلات أعيادهم، ولبس لباس الإسلام، وإجبار بناتهم على الزواج بغير المسلمين، كما حرموا المسلمين الذين ينتمون إلى جماعات “تشام” من التحدث بلغتهم.

كما قامت السلطات الشيوعية بمنع الشباب المسلم ممَّن تزيد أعمارهم عن خمسة عشر عامًا من الإقامة مع والديهم، وإجبارهم على الإقامة في معسكرات الشباب الوثنية؛ حتى يُضعفوا إيمانهم بالدين، ويَفتنوهم عن إسلامهم، إلى إجبارهم على أكل لحم الخنزير وغير ذلك، فمَن خالف أمرَهم قُتل مباشرة.

وبالإضافة إلى كراهية الخمير الحمر لكل دين، فإن قتلهم للمسلمين كان بأشكال أبشع، وتنوعت من مكان لآخر، ومن وقت لآخر، وكانت بشكل عام في هذه المرحلة توصف بمرحلة حقول الموت في تاريخ كمبوديا.

وخلال حكم “بول بوت” قُتل 90% من المثقفين والعلماء وأساتذة المسلمين، وأُحرقت بعض الكتب الإسلامية بأي لغة أو رُميت في الأنهار، ويقال: إن نحو 300 ألف مسلم قُتل في تلك الفترة؛ ولهذا فإن الإسلام كاد أن يذهب بكامله عن هذه الدولة.

10ـ كيف أثَّرت الحرب الأهلية في كمبوديا على المسلمين خلال سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين؟

تحررت كمبوديا من قبضة الشيوعيين (الخمير الحمر) في السابع من يناير عام 1979م، وكان حينها مجموع عدد السكان الذين بقوا على قيد الحياة حوالي 4 ملايين فقط، ومن هؤلاء لا يزيد عدد المسلمين عن 200 ألف، وكان المرض والجهل وسوء التغذية علامة المواطن الكمبودي بعد خروجه من السجن الدموي الكبير، ومعظم المسلمين في ذلك الوقت وقعوا في حيرة من أمور دينهم؛ لفقد علمائهم ومثقفيهم في العهد الشيوعي (عهد “بول بوت”)، وعاشوا على ذلك فترة من الزمن.

ثم بدأت الحكومة الجديدة بالاهتمام بأوضاع الصحة العامة للمواطنين، بمن فيهم المسلمون، وتحسين الأوضاع المعيشية؛ بتحسين مستوى الغذاء، وتوفير المياه النظيفة، والملبوسات، وأدوات الزراعة والصيد وغير ذلك، وفي تلك الفترة عادت جهود الكمبوديين المسلمين لتتحد من أجل إعادة إحياء دينهم؛ فأُعيد بناء المدارس الدينية والقرآنية والمساجد والمصليات، ولكن تَقدُّمه كان بشكل ضعيف؛ لأن الدولة لم تزل فيها الحرب الأهلية، فلم تصل إليها المساعدات الخارجية، ولم يتوفر بها إلا عدد قليل – لا يبلغ أصابع اليدين – من الدعاة والأساتذة المؤهلين حتى عام 1993م.

وبدءًا من عام 1993م، وحين أراد الله أن ينقذ مسلمي كمبوديا من تلك الظلمات على يد العلماء والدعاة من الخارج والخريجين من الدول العربية والإسلامية، وخاصة دولة السعودية؛ أُنشئتْ جمعيات خيرية، وفَتحت الجامعات الإسلامية في السعودية باب قبول الطلبة الكمبوديين للدراسة فيها، وخاصةً الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وجامعة الإمام بالرياض، وغيرهما، وبدأت المساعدات تصل من الخارج إلى مسلمي كمبوديا عام 1994م، لكنها كانت قليلة، وبدأت تزداد شيئًا فشيئًا إلى يومنا هذا.

وحسب الدستور الكمبودي الحالي؛ فإن دين الدولة هو البوذية، لكن حرية الاعتقاد مكفولة للمسلمين وغيرهم وبشكل واسع.

11ـ قرأت أن مسلمي كمبوديا يعانون الفقر وقلة الإمكانات، وعدم وجود مدارس لتعليم أبنائهم، فما حاجاتكم من بلدان العالم الإسلامي؟ وما الدور الذي ترجونه من هذه الدول؟

أولًا.. نشكركم على اهتمامكم بالمسلمين في هذه الدولة، وتفقُّدِكم أحوالهم فيها.. ثم إن ما تعرفه عنهم من الفقر وقلة الإمكانات صحيح.. وأما بالنسبة للمدارس الإسلامية فيها، فهي موجودة، ولكنها قليلة لا تسد حاجات أبنائهم، ومن أوجه النقص الموجودة أيضًا في المجال التعليمي ما يلي:

ـ لا توجد في كمبوديا جامعة إسلامية؛ لذا تتوقف الدراسة الإسلامية عند المرحلة الثانوية، وبعض الطلاب فقط يستطيعون الحصول على منح لدراسةٍ جامعيةٍ بالدول الإسلامية، بينما الآخرون ـ وهم الأكثرية ـ لا يستطيعون ذلك.

ـ توجد 4 مدارس ثانوية فقط في كافة أنحاء كمبوديا، وكل مدرسة لها مقرراتها الخاصة.

ـ لا يوجد بها مقرر ديني موحَّد؛ فكل مدرسة لها مقرراتها، وغالب الأحيان فإن كل مدرس في القرية يُدرِّس على حسب قدراته ومقرراته، وهذا في حد ذاته مشكلة.

ـ قلة المدرسين المؤهلين لتعليم الطلاب؛ فهم في حاجة لمنهج إعداد للمعلم.

ـ رواتب المدرسين متدنية جدًّا لا تسد حاجاتهم المعيشية؛ مما يجعلهم لا يتفرغون للتدريس، بل خصصوا بعض الأوقات لكسب العيش.

ـ المدارس الإسلامية قليلة؛ فبعض القرى تدرس للطلاب في المساجد أو في بيوت المسلمين بها.

وبِناءً على ما سبق، نرجو من المحسنين من الدول الإسلامية والعربية أن يساعدوا في إنشاء جامعة إسلامية لأبناء المسلمين في هذه الدولة، وكذلك المساعدة في رفع المستوى التعليم الديني عندهم.

المشاركة الخامسة.. من: أحمد التلاوي؛ باحث مصري في التنمية السياسية، وتتضمن ثلاثة أسئلة، أرقام (12-14):

12ـ ماذا عن حال المشاركة السياسية والاجتماعية لمسلمي كمبوديا؟

إن حكومة مملكة كمبوديا – ولله الحمد – منحت حقًّا تامًّا للمسلمين في هذه الدولة -كغيرهم من الشعب الكمبودي – في المشاركة في الأعمال السياسية والاجتماعية؛ لذا رأينا أن من المسلمين من وصل منصبه إلى نائب رئيس الوزراء أو الوزير، أو عضو في مجلس الشيوخ أو البرلمان، أو نائب قائد جيش الدولة، أو نائب قائد شرطة الدولة، أو نواب الوزراء وغيرها من المناصب في المؤسسات الحكومية.

13ـ هل لكم تواصل مع المؤسسات الإسلامية الكبرى في العالم العربي والإسلامي؟ وماذا تطلبون منها؟

نعم، لبعض الجمعيات والهيئات الخيرية الإسلامية العاملة في كمبوديا تَواصلٌ مع المؤسسات الإسلامية الكبرى في العالم العربي؛ مثل: جمعية إحياء التراث الإسلامي الكويتية، وجمعية الإصلاح الاجتماعي الكويتية، ورابطة العالم الإسلامي، وهيئة التعريف بالإسلام وغيرها.

وغالبية المساعدات التي طُلبت من تلك المؤسسات هي الدعم في المشاريع الإنشائية من بناء المساجد والمراكز والمدارس الإسلامية، وحمامات، ودورات مياه، وحفر آبار، وكفالة الأيتام والدعاة والمدرسين، ومساعدة المتضررين والمحتاجين من الفقراء والمساكين، وكذلك المشاريع الموسمية كإفطار الصائم والأضاحي وغيرها.

14 ـ ما أهم مطالبكم في الوقت الحالي؟

إن أهم مطالبنا في الوقت الحالي: المساعدة في رفع المستوى التعليمي الشرعي لأبناء المسلمين في كمبوديا، ومن ذلك:

ـ إنشاء جامعة إسلامية في هذه الدولة، وإتاحة الفرصة لخريجي الثانوية لمواصلة دراستهم في المرحلة الجامعية في بلدهم.

ـ إنشاء معهد إعداد الدعاة والمعلمين في هذه الدولة.

ـ إنشاء مركز تحفيظ القرآن الكريم.

ـ بناء المدارس الإسلامية في قرى المسلمين مع كفالة المدرسين المؤهلين للتدريس في تلك المدارس.

ـ كفالة الدعاة والمدرسين في العلوم الدينية.

ـ إيجاد مشاريع الاستثمار الوقفي لمسلمي كمبوديا، ويخصص نفعها للإنفاق على أوجه الخير فيها؛ نحو كفالة الدعاة والمدرسين وأئمة المساجد، وبناء المساجد والمدارس الإسلامية.

ـ دعم وتمويل مشروع لتأسيس قناة تلفزيونية إسلامية فيها.

ـ كفالة الطلبة لمواصلة الدراسة في المرحلة الجامعية داخل البلد وخارجها.

ـ زيادة المنح الدراسية للطلاب للدراسة في الجامعات الإسلامية بالدول العربية والإسلامية.

المشاركة السادسة.. من: شادي الأيوبي؛ صحفي لبناني مقيم في اليونان، وتتضمن السؤال رقم (15):

15 ـ أود السؤال عن حضور المسلمين في الدولة الكمبودية، وهل لهم تأثير في صناعة السياسة فيها؟

إن حضور المسلمين في مملكة كمبوديا قائم منذ العهد القديم؛ فقد عاش المسلمون في هذه الدولة مع الشعب الكمبودي قرونًا بأمن وسلامة دون تمييز عنصري؛ إلا في حالات نادرة جدًّا، وعلاقتهم مع الحكومة الكمبودية هي علاقة صداقة جيدة منذ ذاك الوقت.

لذا فإن حكومة مملكة كمبوديا تعرفهم جيدًا، واعتبرتهم كمبوديين مسلمين، ولا تريد أن تذكر أنهم تشاميون أو جاويون؛ مخافة التسبب في التمييز العنصري بين أفراد الشعب الكمبودي الآخرين.

وقد منحتهم – ولله الحمد – حقًّا تامًّا مثل غيرهم من الشعب الكمبودي في المشاركة في الأعمال السياسية؛ لذا رأينا أن من المسلمين من وصل منصبه إلى نائب رئيس الوزراء أو الوزير، أو عضو في مجلس الشيوخ أو البرلمان، أو نائب قائد جيش الدولة، أو نائب قائد شرطة الدولة، أو نواب الوزراء، وغيرها من المناصب في المؤسسات الحكومية.

المشاركة السابعة.. من: بكر العطار؛ مسئول قسم الأقليات بجريدة “الأمة”، وتتضمن أربعة أسئلة (أرقام: 16- 19):

16ـ نريد أن نتعرف أكثر على مسلمي كمبوديا.. كيف يعيشون؟ وما الوضع الاقتصادي لهم؟

يعيش المسلمون في مملكة كمبوديا موزعين على أنحاء كمبوديا، وغالب الأحيان تجدهم يعيشون في تجمعات مع إخوتهم من المسلمين، ولهم قُراهم الخاصة المعروفة، ولا يختلطون مع غيرهم إلا نادرًا.

ولهذا السبب فإن لهم المقدرة على المحافظة على أسلوب حياتهم الخاص؛ حيث إنهم يختلفون عن الخمير البوذيين دينًا وثقافةً، كما أن لهم عاداتهم وتقاليدهم ولغتهم وطعامهم وهواياتهم.

وأما بالنسبة للوضع الاقتصادي لهم؛ فإن معظمهم في مستوى الفقر، وهم الفلاحون وأصحاب المزارع، والعمال، وبعض الموظفين من المدرسين في العلوم الشرعية والموظفين في المناصب الدنيا.

وحوالي الثلث منهم في مستوى المتوسط من المعيشة، وهم أصحاب التجارات البسيطة، وبعض الموظفين ذوي الوظائف.

وقليل منهم أغنياء، وهم أصحاب المناصب السياسية في الحكومة؛ كالوزراء ونواب الوزراء وغيرهما، وعلى شاكلتهم أصحاب التجارات الكبيرة.

17ـ نريد أن نتعرف على شخصيات مسلمة ناجحة حتى وإن لم تكن مشهورة، لكنها مؤثرة حتى نُبرزها للمسلمين؟

من الصعب جدًّا أن نحكم على أي شخص أنه ناجح بإطلاق؛ إذ إن النجاح الحقيقي عندنا ـ المسلمين ـ هو الفوز برضا الله والجنة، والنجاة من النار، ولكن إن قصدنا أعماله وتأثيره، أو شهرته ومنزلته، فعلى حسب تقديرنا كما يلي:-

ـ صاحب السعادة/ عثمان حسن؛ الوزير الملحق لرئيس الوزراء، رجل مشهور لمناصبه وأمواله وخدماته للمسلمين في هذه الدولة.

ـ صاحب السعادة/ زكريا آدم؛ الوزير الملحق لرئيس الوزراء، ونائب المفتي لمملكة كمبوديا، وهو أحد الأساتذة المشهورين منذ زمن بعيد، وخاصة قبل تواجد خريجي الجامعات الإسلامية في هذه المملكة.

ـ صاحب السعادة/ أحمد يحيى؛ عضو في البرلمان سابقًا، ووكيل وزارة الشئون الاجتماعية حاليًّا، مشهور بمنصبه وجُودِه ومساعدته للطلبة في مواصلة دراستهم الجامعية، وخدماته للمسلمين في هذه الدولة.

ـ صاحب السعادة/ سوس محسن؛ وكيل وزارة شئون الأديان، طبيب مسلم مشهور بخدماته للمسلمين في هذه الدولة أيضًا.

ـ سماحة المفتي/ قمر الدين بن يوسف؛ أحد الأساتذة المشهورين منذ زمن بعيد، واشتهر أيضًا بخدماته للمسلمين في هذه الدولة.

ـ الشيخ الفاضل/ محمد بن يوسف؛ مستشار رئيس البرلمان، ورئيس جمعية منابع الخير بكمبوديا، وأحد مؤسسي الدعوة السلفية في هذه الدولة، وقد اشتهر بخدماته للمسلمين في هذه الدولة، وخاصة في المجالات الإنشائية والإنسانية، والتربية والتعليم والدعوة، وكفالة الأيتام، وغير ذلك.

ـ أستاذ/ محمد علي موسى، والمشهور بـ (إمام سا)، وهو أول من بدأ بالدعوة الصحيحة وإنكار الشِّركيات والبدع والمخالفات في هذه الدولة.

ـ أستاذ/ إبراهيم؛ أحد الأساتذة المشهورين فيها منذ عهد قديم.

ـ الحاج/ سليمان؛ رئيس جماعة التبليغ في مملكة كمبوديا، وله تأثير كبير على جماعته فيها.

ـ الشيخ الفاضل/ عبد الحليم بن أحمد نجوين، مشهور بدعوته ومساعدته وخدماته للمسلمين في هذه الدولة، وخاصة المسلمين في محافظة كمبونجتشنانج.

ـ الأستاذ الفاضل/ صالح بن يوسف؛ نائب رئيس جمعية منابع الخير بكمبوديا، مشهور بعلمه ودعوته على المنهج الصحيح، وخدماته للإسلام والمسلمين فيها.

ـ الشيخ الفاضل/ عبد الرحمن بن يوسف؛ خريج جامعة الإمام بالرياض، ومشهور بمحاربته البدع والمخالفات.

ـ الأستاذ الفاضل/ يوسف إسحاق؛ أحد الأساتذة المشهورين أيضًا في كمبوديا بعلمه ودعوته على نهج الكتاب والسنة.

ـ أستاذ/ محمد بن عبد السلام؛ أحد الأساتذة المشهورين منذ زمن قديم، اشتهر بعلمه ودعوته على نهج الكتاب والسنة.

ـ أستاذ/ محمد حسن؛ إمام وخطيب، وأحد الأساتذة المشهورين منذ زمن بعيد أيضًا وغيرهم.

18ـ ما عادات وتقاليد مسلمي كمبوديا في المناسبات الدينية وفي الزواج؟

بالنسبة لعاداتهم وتقاليدهم في المناسبات الدينية والعامة، فعمومًا لا تختلف كثيرًا عما عليه الدول الإسلامية؛ ففي رمضان يفطرون في المساجد جماعيًّا إن حصلوا على المساعدات لإقامة مشروع إفطار الصائم، وإلا يفطرون في بيوتهم، ولكن في غالب الأحيان النساء لا يشاركن الرجال في الإفطار الجماعي في المسجد، إلا إذا كان مبلغ المساعدة متوفرًا للجميع رجالًا ونساءً.

وأما في الأعياد، فيُصلون العيد في المسجد إلا في قريتين أو ثلاث؛ يصلي المسلمون فيها في ساحة عامة، وأما النساء فلا يحضرن في الغالب إلا كبيرات السن وقليل من الشابات والصغار.

وفي الزواج يعقدون العقد في المسجد أو في بيت العروس قبل إقامة حفل الزواج بيوم أو يومين، أو في يوم الحفل، ثم إن أولياء العريس والعروس يحتفلون حفل الزواج في بيت كل منهما، وحتى في الليل من اليوم الأخير من الحفل يؤتى بالعريس إلى بيت العروس، ويعملون وليمة في اليوم الذي يليه بالطعام البسيط، بخلاف حفل الزواج.

19ـ ما هي التحديات التي تواجه المسلمين في كمبوديا في نشر تعاليم الإسلام؟ وهل يوجد عدد كافٍ من المدارس الإسلامية، وهل يملك المسلمون منبرًا إعلاميًّا خاصًّا بهم؟

1 ـ التحديات التي تواجه المسلمين في كمبوديا في نشر تعاليم الإسلام هي:

أولًاـ فقر الدعاة والمدرسين:

إن فقر غالبية الدعاة من أكبر العوامل التي تتسبب في ضعف جهود نشر تعاليم الإسلام في كمبوديا؛ لأنهم مشغولون بكسب العيش، وليس لديهم الوقت الكافي للدعوة والاطلاع على الكتب الشرعية للمزيد من العلم.

ثانيًا- التعصب:

يتعصب بعض الشعب المسلم الكمبودي تعصبًا شديدًا لما تعارف عليه وما تلقاه من آبائه وأجداده؛ فلا يتركون ما يرثون من آبائهم من عادات وتقاليد وإن خالفت الأدلة الصحيحة الصريحة من الكتاب والسنة.

ثالثًا- الجهل باللغة العربية:

بسبب جهل أكثر المسلمين في كمبوديا باللغة العربية، يعتمد معظمهم في فهم دينهم على أساتذتهم، والترجمة للكتب الشرعية باللغة الملاوية (الماليزية)، ونزر من اللغة الكمبودية؛ فإن كان المترجم غير متقن في أعماله، أو يترجم كتابًا غير معتمد لدى العلماء الموثوقين، فيكون لها تأثير كبير على من يقرؤونها.

رابعًا- معارضة حكام بعض القرى للدعاة (وهؤلاء الحكام هم المسئولون عن إدارة المساجد والمسلمين في القرى):

قد يمنع بعض حكام القرى بعض الدعاة من الدعوة في قراهم من إلقاء المحاضرة، أو الخطبة، أو الدرس العلمي في مساجدهم، وخاصة الدعاة الخريجين من الدول العربية، مثل المملكة العربية السعودية والكويت؛ مخافة أن ينكر هؤلاء الدعاة ما ينتشر فيها من تقاليد وعادات باطلة، ويتسبب ذلك في انقسام المسلمين في قراهم بعد معرفة حقيقة تلك الأمور.

خامسًا- النظرة المادية:

يظهر في الوقت الأخير ضعف اهتمام المسلمين بالعلوم الإسلامية، وقلة استماعهم للمحاضرات أو البرامج الدينية؛ لانشغالهم بكسب العيش، وعنايتهم بالأمور المادية.

سادسًا- تنافس الديانات الأخرى:

تتنافس الديانات في كمبوديا في دعوة الناس إلى دياناتها ومذاهبها؛ مثل: النصارى والبوذية، غير أن غالب دعوتهم مقتصرة في الشعب على عرقية الخمير الكمبودية إلا في الآونة الأخيرة، فقد يوجد في بعض الأحيان منهم من يتوسع إلى دعوة المسلمين إلى ديانتهم، وخاصة النصارى؛ لأن لهم القوة المادية ووسائل الإعلام الحديثة، مثل الإذاعات والقنوات التلفزيونية، وعبر المساعدات الإغاثية والتعليمية والمستشفيات المجانية.

سابعًا- الفرق الضالة والمنحرفة:

توجد في كمبوديا فرق ضالة ومنحرفة تعمل ضد الدعوة الصحيحة؛ مثل: الأحمدية والشيعة وغيرهما.

ثامنًا- التقليد لثقافة غير المسلمين:

يقطن بعض مسلمي كمبوديا بين غيرهم من الشعب الكمبودي، فأولادهم يلعبون مع أولاد غيرهم، ويدرسون العلوم العصرية في مدارس غير إسلامية؛ فيتأثر هؤلاء بتقاليد غيرهم شيئًا فشيئًا؛ مما يُسبب غضبهم على من يُنكر التشبه بغير المسلمين.

2ـ التحديات التي تواجه المسلمين في مجال التعليم والمدارس الإسلامية:

المدارس الإسلامية موجودة في مملكة كمبوديا، منها ما أنشأه أهل القرى بأنفسهم، ومنها ما أنشأه لهم أصحاب الجمعيات والهيئات الإسلامية بالدعم من الإخوة المتبرعين من الخارج، ولكن لا يزال العدد الموجود لا يكفي حاجات أبناء المسلمين فيها بخلاف المساجد.

3ـ التحديات التي تواجه المسلمين في مجال الإعلام (غياب المنبر الإعلامي):

ليس للمسلمين في كمبوديا قناة تلفزيونية، ولكن لديهم ساعتان في الإذاعة يوميًّا منحتهما حكومة مملكة كمبوديا مجانًا؛ لنشر أخبارهم، وتعاليم دينهم، ولله الحمد والمنة.

هذا وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.