بصمات المؤسسات الإسلامية المباركة في قرغيزستانمقالات

د. عامر الهوشان

المصدر: موقع المسلم: 5 جمادى الثانية 1436هـ

 

كثيرة هي أبواب الخير وأعمال البر التي تقرب إلى الله تعالى إن خلصت النية، ولكن أفضل أبواب الخير وأحسن أعمال البر ما كان أجره وثوابه مستمرًّا وموصولًا إلى ما بعد موت الإنسان وخروجه عن هذه الدنيا، وذلك من خلال الفوز بأحد الاعمال التي أخبر صلى الله عليه وسلم أن خيرها وبرها موصول إلى ما بعد موت فاعلها، ففي الحديث: (إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثَةٍ، إِلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ) صحيح مسلم برقم 4310.

وفي باب الصدقة الجارية يدخل الكثير من أعمال البر والخير التي يدوم نفعها على المسلمين في الدنيا، خصوصا إذا كانت الحاجة شديدة إليها، كما هو الحال في بعض الدول الإسلامية " كقرغيزستان" التي خرجت حديثا – عام 1991م - من سطوة وهيمنة الشيوعية الروسية التي لا تعرف للأديان عموما منزلة ولا مكانة، فضلا عن الإسلام الذي تعاديه وتعتبره أفيون الشعوب كما تزعم، كما يدوم ثوابها بفضل الله تعالى ووعده على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم بعد موت فاعلها.

وقبل أن نتعرف على بصمات المسلمين الخالدة في هذا البلد الإسلامي، لا بد من ذكر بعض المعلومات الموجزة التي تعرف القارئ بقرغيزستان كدولة إسلامية.

التعريف بقرغيزستان:

قرغيزستان رسميا "الجمهورية القرغيزية" هي دولة تقع في آسيا الوسطى، يحدها من الشمال كزاخستان، ومن الجنوب الصين وطاجيكستان، ومن الشرق الصين، ومن الغرب أوزبكستان، عاصمتها بيشكك، واستقلت عن الاتحاد السوفيتي في أواخر 1991م.

تبلغ مساحتها حوالي 200 ألف كم2، وعدد السكان 5,431,747 حسب تقديرات عام 2009م، منهم الأتراك والأوزبك والقزق والروس والصينين والكوريين وغيرهم، وعلى الرغم من أن بعض الإحصائيات تشير إلى أن المسلمين هناك حوالي 80% والنصارى 16%، و4% ديانات أخرى، إلا أن بعض التقديرات الأخرى تؤكد أن نسبة المسلمين هناك تقارب 95% من عدد السكان، وهم بمعظمهم يتبعون المذهب الحنفي – دون تعصب - كونهم امتدادا للدولة العثمانية.

منذ أن نالت قرغيزستان الاستقلال عن روسيا الشيوعية، وهي في إقبال على الإسلام، وفي شوق ولهفة لمعرفة المزيد عن هذا الدين الحنيف، حتى إن إمام مسجد العاصمة "صدر الدين" يذكر أن عدد المصلين في يوم الجمعة قبل عام 1991م كان 26 مصليا فقط، ليصل هذا العدد الآن إلى حوالي 30 ألفًا.

والحقيقة أن هذا الإقبال الشديد على الإسلام في قرغيزستان، ينقصه الكثير من الإمكانيات المادية والمعنوية التعليمية، فالناس هناك بأمس الحاجة لمن يعلمهم أمور دينهم، ويوفر لهم الوسائل التي تساعدهم على تطبيق شعائر الإسلام والالتزام بأهم أركانه "الصلاة"، وغير ذلك.

وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار التسهيلات التي توفرها الحكومة القرغيزستانية الحالية مقارنة بنظيراتها من دول آسيا الوسطى للجهات الإسلامية الدعوية والإغاثية، من خلال تعاون معظم وزارات الدولة مع المؤسسات الإسلامية التي تريد العمل هناك، بدءا بوزارة الأوقاف مرورًا بوزارة الداخلية والبلدية، وليس انتهاء بالخارجية التي تسمح بدخول من يريد إلى هذا البلد دون تأشيرة "فيزا"، فإن ذلك يحمّل المسلمين مسؤولية كبيرة في المزيد من استثمار هذا المناخ المناسب لخدمة الإسلامية والمسلمين، وهو في الحقيقة ما فعلته الكثير من المؤسسات الإسلامية الخيرية، وعلى رأسها الخليجية.

بصمات المؤسسات الإسلامية الواضحة في قرغيزستان:

بداية لا بد أن نؤكد أن المؤسسات الإسلامية الخيرية الخليجية تحديدا كانت سباقة إلى العمل الإسلامي الخيري في قرغيزستان، وبصماتها الخالدة هناك ستكون في الحقيقة محور حديثنا، حيث سيكون التركيز ثلاث مؤسسات فقط هي: مؤسسة تبارك التي تعمل تحت مظلة مؤسسة فهد الأحمد الإنسانية، وجمعية السلام للأعمال الإنسانية والخيرية، والندوة العالمية للشباب الإسلامي.

مشاريع مؤسسة تبارك الإسلامية في قرغيزستان

يتحدث الدكتور طارق الطواري الأستاذ في جامعة الكويت والمشرف العام على مؤسسة تبارك الخيرية في قزغيزستان عن هذه المشروعات الخيرية الإسلامية، وذلك بمناسبة صدور العدد الثاني من مجلة المؤسسة منتصف الشهر الماضي، التي تشرح بالتفصيل جهود المؤسسة في ذلك البلد الإسلامي.

ويمكن إيجاز المشاريع الإسلامية والدعوية التي قامت بها المؤسسة كما ذكر الدكتور طارق بأمور هي:

1- بناء وعمارة المساجد: حيث المئات من القرى والبلدات هناك ليس فيها مسجد واحد، فالمساجد – إن وجدت – فهي محصورة بالعاصمة والمدن الكبرى، أما القرى فتخلو تماما من المساجد، الأمر الذي يمنع الناس من أداء شعائر الإسلام والتفقه في الدين، وهو ما دفع مؤسسة تبارك للاهتمام بهذا الجانب بشكل كبير، حيث إن كثيرا من القرى الممتدة من العاصمة إلى الجنوب "أوش" على مسافة 1000كم، لم تسمع الأذان منذ 100 عام، وهو ما يؤكد الحاجة الماسة لهذا العمل الإسلامي.

ويؤكد الدكتور طارق أن مؤسسة تبارك استطاعت - بفضل الله – بناء وإعمار 100 مسجد في مختلف مناطق قرغيزستان، من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب فالوسط.

وعن خطوات بناء المساجد هناك، شرح الدكتور طارق ذلك بأن الخطوة الأولى تكون ميدانية قانونية، من خلال معرفة القرية أو البلدة التي هي بحاجة ماسة لبناء مسجد، من خلال الطلبات التي تأتي لمكتب المؤسسة الدائم في قرغيزستان، ومن ثم استخراج الأوراق الدينية بالعاصمة، والشرو والأوراق القانونية الضرورية، ليبدأ بحث المؤسسة بعد ذلك عن متبرع، حيث تتراوح كلفة المسجد الذي يتسع ل 300 – 400 مصلي حوالي 27-30 ألف دولار أمريكي تقريبًا.

2- حفر الآبار السطحية وإصلاح الآبار الإرتوازية: وتشتد الحاجة لهذه الآبار في القرى والمدن والبلدات إذا علمنا أن تلك البلاد يستمر فيها تساقط الثلوج إلى ستة أشهر تقريبا، ومع تعطل الآبار الإرتوازية الكبيرة المحفورة منذ زمن الاتحاد السوفيتي، فإن الناس ينقطعون من المياه بشكل شبه تام، الأمر الذي تصعب معه حياة المسلمين هناك، فالماء كما نعلم سر الحياة.

ومن هنا كانت بصمات مؤسسة تبارك الخالدة في هذا المجال، حيث أكد الدكتور طارق أن المؤسسة حفرت أكثر من 2000 بئر سطحي في البلاد ليشرب منه المسلمون، بجهود وأموال المسلمين من دول الخليج على وجه الخصوص، ومساهمة بعض المتبرعين من مصر والأردن و المغرب، حيث تقدر تكلفة حفر البئر السطحي 500 دولار تقريبا كما ذكر الدكتور طارق.

وبالإضافة إلى حفر الآبار السطحية ساهمت مؤسسة تبارك في مشاريع إسلامية أخرى في هذا المجال، كمشروع "حقيبة الماء"، وهو عبارة عن سلة تجمع فيها المؤسسة أسهما مادية لإعادة إصلاح الآبار الإرتوازية التي تحدثنا عنها، وهي مخصصة لمن لا يستطيع التبرع بتكلفة حفر بئر سطحي أو إصلاح بئر إرتوازي بمفرده.

3- مشاريع موسمية: كمشروع إفطار الصائم التي كانت المؤسسة من خلاله تجمع المسلمين هناك على مائدة الإفطار، ليصار بعد ذلك إلى مشروع "الحقيبة الرمضانية" الذي بدا أنجع وأفضل، حيث تأخذ المؤسسة كشفا بالعائلات الفقيرة من البلديات، ليصار إلى توزيع حقيبة غذائية تكفي العائلة الشهر الكريم كله، وقد أكد الدكتور طارق أن "تبارك" وزعت العام الماضي أكثر من 1800 حقيبة رمضانية.

4- مشروع البقرة الحلوب: وهو يستهدف الأسر التي لا تستطيع إعالة نفسها، كأن يكون الأب أو الأم مقعد، أو به مرض مزمن لا يستطيع معه العمل وكسب الرزق، وذلك بناء على كشف من البلديات بهذه العائلات، فتقوم المؤسسة بشراء بقرة حلوب لهذه العائلة بتكلفة تقدر بحوالي 1000دولار، لتستفيد منها في إعالة الأسرة.

5- مشروع الأضاحي: حيث تقوم المؤسسة من خلال المساجد في القرى والبلدات بذبح الأضاحي وتوزيعها على المسلمين هناك، حيث يقوم كل مسجد بذبح ما يستطيع من الأضاحي 4- 15 أضحية، بكلفة 100 دولار للأضحية الواحدة.

مشاريع جمعية السلام للأعمال الإنسانية والخيرية:

ويحدثنا عن هذه المشاريع الأمين العام ورئيس مجلس أمناء جمعية السلام للأعمال الإنسانية والخيرية في قرغيزستان د. نبيل العون، الذي أكد اختتام الجمعية و بنجاح كبير أعمال قافلة الخير السابعة عشرة بالتعاون مع الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، وذلك في أكتوبر من العام الماضي 2014م، مشيرا إلى أبرز المشروعات التي تناولتها الجمعية وهي:

1- بناء المساجد وعمارتها أيضا: حيث أعلن الدكتور العون أن القافلة افتتحت مسجدا جامعا مع 4 فصول لتحفيظ القرآن في مدينة تاكماك، وكذلك تم افتتاح مسجد جامع في قرية كيك آيل في محافظة أوش، وأيضا افتتاح مسجد جامع في محافظة أوش، بالإضافة لوضع حجر الأساس لمسجد جامع في محافظة جلال أباد في قرية آرقالاك، و وضع حجر الأساس أيضا لمسجد جامع في محافظة جلال أباد.

2- افتتاح مركز فهد عبدالله العناز الطبي في محافظة نارين: والذي يحتاجه المسلمون هناك بشدة، حيث كانت فرحة أهل القرية لا توصف ببناء هذا المركز الذي كان مثل الحلم لأهل القرية.

3- افتتاح المشروع الكبير لتوصيل الماء في محافظة آلاي في قرية شيبا: حيث تم توصيل خطوط أنابيب من الجبل إلى أسفل قرية شيبا بمسافة 7000 متر، وهو ما يعتبر إنجازا بكل المقاييس، وخدمة جليلة لأهالي القرى التي تعاني من أزمة المياه بشكل أساسي.

ولم يكن هذا المشروع المائي الوحيد من نوعه للجمعية، بل تم افتتاح مشروع توصيل الماء أيضا في محافظة آلاي بقرية قاشقا سو، وكذلك افتتاح مشروع توصيل الماء في مدينة قوشقور، حيث تم توصيل خطوط أنابيب من النبع أسفل الجبل إلى مجموعة من النقاط لأهل القرية بمسافة 3000 متر، وغيرها من عشرات المشاريع المائية التي لا مجال لذكرها جميعا في هذا التقرير، والتي تسد حاجة المسلمين الشديدة هناك إلى الماء.

وقد أكدت الجمعية أنه قد تم حفر وتشييد 53 بئر ماء ارتوازية، و95 بئر ماء سطحية، كما تم وضع حجر الأساس لمشروع كبير لتوصيل الماء بمحافظة أوش بقرية آسنجيك حيث عدد المستفيدين يفوق 5000 شخص عن طريق تمديد خطوط أنابيب من النبع إلى مواقع سقاء القرية بمسافة 7000 متر، وينتظر المشروع متبرع كريم.

4- مشروع الأضاحي: حيث أوضح د. العون أنه تم نحر 780 أضحية من أهل الكويت وقطر والسعودية والإمارات، ذاكرا بالتفصيل القرى التي تم فيها الذبح، والعدد المسلمين المستفيدين من هذا المشروع هناك.

5- مساعدة الفقراء والمحتاجين: حيث أكد د. العون أنه تم توزيع عدد 1230 كسوة للأيتام، و420 كسوة للمعاقين، ومساعدة عدد 530 معاقا، كما تم توزيع مواد تموينية لـ 970 أسرة فقيرة ويتيمة وأرملة، وكذلك تمت كفالة الأيتام الجدد ومتابعة الأيتام السابقين، وجار الترتيب لعمل خطة ليتواصل كافل اليتيم مع كافله وإمكانية التواصل معه عبر وسائل الاتصال الحديث.

6- مشروع تقديم الدعم لمدارس تعليم القرآن الكريم: حيث ذكر الدكتور العون أنه تم تقديم دعم لطلاب وطالبات علم ومعلمي القرآن الكريم، بالإضافة لتصليح النوافذ وشراء الغسالات والطباخات والثلاجات لمدرسة عثمان بن عفان للعلوم الشرعية في قرابولتا، ومدرسة أمينة للعلوم الشرعية والدراسة الفقهية وحفظ القرآن في مدينة تاكماك، والمركز الثقافي الإسلامي، ومجموعة من المدارس التي تحتاج دعما وإصلاحات.

كما تم الترتيب مع مجموعة من مدارس تحفيظ القرآن والعلوم الشرعية لتقديم كفالات للطلاب وطالبات العلم ومعلمي القرآن حسب الإمكانيات المتاحة لجمعية السلام للأعمال الإنسانية والخيرية، كما تم الانتهاء من إرسال صور جوازات طلاب وطالبات العلم الذين سيتم إيفادهم من قرغيزستان إلى الكويت عن طريق المركز الثقافي الإسلامي التابع لوزارة الأوقاف، والذين سيأخذون دورة شرعية في اللغة والفقه وعلم الحديث، وبإذن الله يرجعون إلى بلادهم بعد 3 شهور من التحصيل العلمي المكثف دعاة إلى الله، وستتم كفالتهم كدعاة وداعيات إلى الله حسب الإمكانيات المتاحة لدى جمعية السلام للأعمال الإنسانية والخيرية.

7- مساعدة المستشفيات: حيث أكد د. العون أنه بالإضافة لمساعدة مستشفى المعاقين في قرابولتا، يجري عمل صيانة مستعجلة للأعمال التي لها أولوية قبل دخول فصل الشتاء القارص، كما أكد أنه تمت مساعدة مستشفى المعاقين في بيلافوسكي، وجار الترتيب والتنسيق لدعم دار الأمراض النفسية في إيفانوفكا، ومجموعة من مستشفيات ودور المعاقين في مختلف المحافظات، إضافة إلى الترتيب لتقديم الدعم لمساعدة مستشفى أمراض السرطان للأطفال والكبار، ومستشفى الصم والبكم ومرضى الفشل الكلوي.

8- مشروع التدفئة: حيث أشار الأمين العام للجمعية إلى أنه تم الترتيب والتجهيز لمشروع توزيع فحم التدفئة لعدد يفوق 13000 أسرة فقيرة، وكذلك لمدارس القرآن وبعض المستشفيات، وخاصة مستشفيات المعاقين والصم والبكم، ومستشفيات الأمراض النفسية، إضافة إلى المستشفيات العامة في المدن البعيدة، حيث يصل معدل درجة الحرارة في فصل الشتاء القارص في القرى إلى 35 درجة تحت الصفر، والإمكانيات متواضعة والفقر شديد، إضافة إلى وجود أزمة كهرباء.

9- مساعدة المركز الثقافي الإعلامي: والذي يديره المستشار الإعلامي للجمعية د. أوزبك عبدالكريم، حيث تم تقديم دعم للبث الديني للمرئي والمسموع للمساعدة في تعليم الناس الصلاة والعبادات وفقه المعاملات، وإمكانية تنمية المجتمع ونشر الثقافة الوسطية المعتدلة، حيث إن الشيوعية السابقة مسحت من عقول الناس كل المبادئ الحميدة والأخلاق والهوية الإسلامية، مما يؤكد الحاجة إلى تكثيف العمل والحلقات المرئية والمسموعة لإعادة هذه القيم والعادات الحميدة والهوية الإسلامية، لكل أفراد المجتمع القرغيزي.

جهود الندوة العالمية للشباب الإسلامي في قرغيزستان:

تمثلت هذه الجهود في تنظيم الندوة العالمية للشباب الإسلامي دورة تأهيلية للأئمة والدعاة في جمهورية قيرغيزيا بآسيا الوسطى في منتصف شهر مارس من عام 2011م، حضرها (34) إماماً وداعية من جميع محافظات البلاد، بهدف رفع كفاءتهم العلمية، وتعليمهم مهارات حياتية جديدة، وصقل مواهبهم الخطابية والدعوية.

وقد أقيمت الدورة في (المجمع الإسلامي بالحي الثاني عشر) في العاصمة (بشكيك)، واشتملت على عدة محاور منها: إتقان تلاوة القرآن، و (الداعية وصناعة الحدث)، و(كيفية إعداد التقارير)، إلى جانب (فتاوى معاصرة)، قدمها مسؤول الفتوى بالإدارة الدينية بقيرغيزيا، و(وقفات مع واقع قيرغيزيا الجديد) قدمها الدكتور أوزبيك تشونوتوف، مدير مركز الثقافة القيرغيزية.

ويعتبر هذا الجهد الدعوي حلقة في سلسلة جهود الندوة العالمية للشباب الإسلامي الدعوية، حيث تعقد العديد من الدورات التأهيلية المنتظمة للأئمة والدعاة في الدول ذات الأقليات المسلمة، وتلك التي تعرض أهلها لتجهيل طويل، وتهدف من هذه الجهود، استعادة هذه الشعوب لهويتها الإسلامية، وخاصة في أوساط الشباب، وتمكينهم من معرفة مبادئ دينهم على هدى الكتاب والسنة، بعيداً عن التطرف والغلو والانحراف.

هذا في الحقيقة غيض من فيض بصمات المؤسسات الإسلامية الواضحة في قرغيزستان - حيث يصعب إحصاء جهود المؤسسات والجمعيات الإسلامية الخيرية الخليجية على وجه الخصوص في تلك البلاد – التي نسأل الله أن يجزيهم عنها خير الجزاء، فأمثال هذه الأعمال المباركة في تلك البلاد التي أُبعد أهلها عن دين الله عقودا من الزمان، هي بأمس الحاجة إلى أمثال هذه المشاريع التي ترسخ انتماءهم لدين الله، وتؤكد هويتهم الإسلامية.