رئيس مجلس علماء الإسلام في زيمبابوي: 7 ملايين مهيؤون لاعتناق الإسلاممقالات

محمود بيومي

المصدر: موقع مداد، منشور بتاريخ 8-11-2007م.

 

أكد الشيخ عمر بيري رئيس مجلس علماء الإسلام في زيمبابوي، ورئيس قسم الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة زيمبابوي: أن أحوال المسلمين في بلاده قد تحسّنت بشكل ملحوظ، وأن المؤسسات الإسلامية العاملة هناك تؤدي دوراً مهماً ونشطاً في نشر المعارف الإسلامية الصحيحة بين المسلمين، والتعريف الصحيح بهدايات الدين الإسلامي الحنيف بين غير المسلمين، والتصدي لكل المحاولات المعادية التي تستهدف تشويه الإسلام.

وأوضح أن المأساة التي تعرّض لها المسلمون في زيمبابوي - في فترة الحكم الاستعماري - لن تتكرر - إذ كانت ُتقام حفلات ترفيهية للتسلية بقتل المسلمين ببنادق الصيد، وأن الأقلية المسلمة في زيمبابوي من الأقليات النشطة في القارة الأفريقية التي استطاعت - في وقت قياسي - أن تستردّ مكانتها اللائقة بها بين طوائف المجتمع هناك، وأن دعاة الإسلام يقومون بدور إيجابي للتعريف بالإسلام ونشره بين القبائل الوثنية.

وأضاف أن سبعة ملايين نسمة من القبائل الوثنية مهيؤون لاعتناق الدين الإسلامي الحنيف، مما يدعم المجتمع الإسلامي في زيمبابوي، ويزيد من رقعة الخصوبة الإسلامية في البلاد وفي القارة الأفريقية، وأن حركة نشطة تجري لترجمة معاني القرآن الكريم باللغات المتداولة في جنوب القارة الأفريقية.

وتناول الحوار مع الشيخ عمر بيري رئيس مجلس علماء الإسلام العديد من القضايا الإسلامية المهمة في زيمبابوي.

المعروف أن زيمبابوي أو روديسيا الجنوبية قد تعرّضت لهجمة استعمارية شرسة عانى المسلمون بسببها ألواناً متباينة من الاضطهاد دون ذنب سوى عقيدتهم، نرجو تسليط الضوء على معاناة المسلمين خلال الفترة الاستعمارية، وما الدروس المستفادة من ذلك؟

أدّى وقوع بلادنا زيمبابوي - أو روديسيا - في براثن المستعمر الإنجليزي إلى عُزلة المسلمين، وإبعادهم عن مصادر العلم والمعرفة، كما حُرم المسلمون في بلادنا - طوال الفترة الاستعمارية - من التعليم، إذ أغلق المستعمر ألف مدرسة حتى أصبح 97 % من عدد المسلمين أمّيين، كما عانى المسلمون من ويلات التفرقة العنصرية التي مارسها المستعمر بكل شراسة، وقد امتدت لتشمل المجتمع الأفريقي كله في زيمبابوي.

وأضاف الشيخ عمر بيري: لقد عانينا - كثيراً - من التفرقة العنصرية، وعدم المساواة في الحقوق والواجبات بين الأفارقة والأوروبيين، خاصة بعد أن تمرّد الحاكم الإنجليزي لروديسيا الجنوبية على بلاده، وأعلن استقلال هذه الدولة عن بريطانيا، وشكّل حكومة لحكم البلاد دون أن يسمح للأفارقة بالمشاركة فيها، وكان ذلك في نوفمبر عام 1965 ميلادية، وقد أدى هذا إلى معارضة وغضبة عالمية، ولم يعترف المجتمع الدولي بهذه الحكومة، كما أصدر مجلس الأمن - في هذا الوقت - العديد من القراراتº بإيقاع العقوبات والمقاطعات الاقتصادية ضد حكومة الأقلية البيضاء في بلادنا، وقد قاد المسلمون الجهاد الذي أعلنه شعبناº للتصدي لهذه الحكومة غير الشرعية، حتى حصلنا على الاستقلال في 18 أبريل عام 1980 ميلادية، وخلال الفترة الاستعمارية كان " سيسل رودس " - الحاكم الإنجليزي - يتسلى بقتل المسلمين ببنادق الصيد!

تؤكد المصادر التاريخيّة أن زيمبابوي كانت دولة إسلامية في الفترة السابقة على احتلال البلاد فما مدى صحة ذلك؟

هذا صحيح فلقد كانت زيمبابوي - أوروديسيا الجنوبية - دولة إسلامية، فقد كانت أعداد المسلمين مليون نسمة من إجمالي عدد السكان البالغ عددهم نحو مليوني نسمة في عام 1888 ميلادية، أي أن عدد المسلمين - في هذا الوقت - كان أكثر من نصف عدد السكان، فإذا عرفنا أن باقي السكان كانوا من القبائل الوثنية أدركنا أن زيمبابوي كانت دولة إسلامية خالصة في جنوب القارة الأفريقية.

حملة عسكرية لتأديب المسلمين!

ما الأسباب التي أدت إلى اضطهاد المستعمر الإنجليزي للمسلمين في زيمبابوي؟

يرجع ذلك إلى معارضة المسلمين للاتفاقية التي عقدها "سيسيل رودس" مع ملك زيمبابوي "لو بنجويلا"، والتي أدّت لتأسيس شركة إنجليزية لاستغلال الثروات المعدنية للبلاد، كما اتبع المسلمون أسلوب المفاوضات لإلغاء هذه الاتفاقية، إذ أرسل المسلمون وفداً للملك لإقناعه بإلغاء المعاهدة، ولكنه رفض، فأرسل المسلمون وفداً آخر إلى الملك يضم شخصيات قومية فرفض أيضاً.

كما ضاق المستعمر من إصرار المسلمين على إلغاء معاهدة الصداقة هذه، فقامت بريطانيا بإعداد حملة عسكرية لمعاقبة المسلمين وتأديبهم بعد أن شكّلوا فرقاً للمقاومة، فقتلت آلافاً من المسلمين، وسيطرت على الأراضي التي يملكها المسلمون خاصة من أبناء قبائل "ما شونا" و"منا بيل"، وطردتهم من هذه الأراضي التي يمتلكونها، وزجّت السلطات الاستعمارية بعدد كبير من المسلمين في المعتقلات والسجون، حيث كانت تُقام بها حفلات دورية للتسلي بفنون قتل المسلمين، كما استولى الإنجليز على مزارعنا بالقوة، وقاموا بتوزيعها على أنفسهم بدون وجه حق.

هل قام الأفارقة باسترداد حقوقهم في مزارعهم التي استولي عليها الإنجليز؟ وما هو موقف المسلمين من هذه المسألة؟

بالرغم من أن موضوع المزارع الجماعية من الموضوعات الداخلية، والتي يمكن الفصل فيها بمعرفة القضاء، إلاّ أن بريطانيا تهدد بحماية حقوق الأقلية البيضاء في زيمبابوي، وكأن المزارع التي اغتصبوها قد أصبحت حقاً خالصاً لهم!

وقد أجرينا العديد من المفاوضات مع الحكومة البريطانية في محاولة لوضع تسوية مقبولة لمشكلة هذه المزارع.

وأضاف الشيخ عمر بيري: أما موقف المسلمين من قضية المزارع التي اغتصبت من أبناء زيمبابوي فينبع من هدايات الدين الإسلامي الحنيف، الذي لا يقر العدوان على ممتلكات الغير، وقد بلغ عدد المزارع التي استردها الأفارقة من البيض الذين اغتصبوها من أصحابها أكثر من ألف مزرعة حتى الآن.

حقوقنا في خطر:

هل يوجد لدى البيض أي وثائق تثبت ملكيتهم لهذه المزارع؟

لا توجد - لدى البيض - أي وثائق تثبت ملكيتهم لهذه المزارع، وملكيتها ثابتة للمسلمين وللأفارقة من أبناء شعب زيمبابوي، وبالرغم من أن حقوقنا هي التي في حاجة دائمة للحمايةº إلا أن السلطات البريطانية يحلو لها أن تردّد أن المزارعين البيض في زيمبابوي مواطنون يستحقون الحماية، وتهدّد بأن حقوقنا سوف تكون في خطر!!

ونحن نحترم حقوق الجميع لأن الأفريقي لا يعتدي على حقوق الغير، ونحن نعيش في ظل دولة إفريقية يتمتع فيها جميع المواطنين بحقوق متساوية، سواء كانوا سوداً أم بيضاً.

ما عدد المسلمين - اليوم - في زيمبابوي؟ وما المؤسسات التي تتولى الإشراف على شؤون المسلمين؟

بداية أود أن أوضح أن المسلمين في زيمبابوي كانوا أغلبية حتى عام 1888 ميلادية - كما سبق القول -، أما اليوم فإن أعداد المسلمين لا تتجاوز نسبة 2% فقط من إجمالي عدد السكان البالغ أكثر من عشرة ملايين نسمة!

وبالرغم من أن المسلمين - اليوم - قد أصبحوا أقليةº لكنهم نشطاء في تبليغ دعوة الإسلام، وفي الحفاظ على هويتهم العقائدية، وتربية أولادهم تربية إسلامية صحيحة، وأضاف الشيخ عمر بيري: وتوجد - اليوم - في زيمبابوي العديد من المؤسسات الإسلامية العاملة في مجالي الدعوة والتعليم الإسلاميين، فيوجد مجلس علماء الإسلام، والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، ودار الإفتاء، وجمعية مسلمي زيمبابوي، وهناك عدد من الجمعيات الإسلامية الأخرى التي تعمل في مجالات نشر الوعي الديني، وإنشاء الكتاتيب القرآنية، والإشراف على بناء المساجد والمدارس القرآنية، وأعمال البر والخيرات، ورعاية النشء المسلم، وتطعيمه بالآداب والسلوكيات الإسلامية القويمة.

واقع التعليم الإسلامي:

قلتم: إن المستعمر حارب التعليم الإسلامي، وأغلق عدداً كبيراً من المدارس الإسلاميةº فما هو واقع التعليم الإسلامي في زيمبابوي اليوم؟

لقد كان التعليم الإسلامي بصفة خاصة، والتعليم - بصفة عامة - في حالة يُرثى لها في زيمبابوي حتى إبريل عام 1980 ميلادية - وهو العام الذي حصلنا فيه على استقلالنا -، ومنذ هذا التاريخ تمكنَّا من تحقيق نتائج إيجابية لصالح التعليم الإسلامي، فبعد أن كنا نعيش في ظل واقع تعليمي هشّ للغايةº فقد كان التعليم حكراً على أبناء الأقلية البيضاء، إذ بلغت نسبة تعليمهم 100% بالمراحل الدراسية الابتدائية، و90% في المراحل الدراسية الثانوية، أما الأفارقة فكانت نسبة التعليم العام 3 % فقط، إذ وُضعت خطة التعليم لإبعاد المسلمين والأفارقة عن التعليم.

وأضاف الشيخ عمر بيري: لقد أُغلقت ألف مدرسة إسلامية في العام 1978 ميلادية، وطُرد أكثر من (350) ألف تلميذ من مدارسهم، أما واقعنا التعليمي - اليوم - فقد تحسّن بشكل واضح، حيث تأسست في جميع أنحاء البلاد مئات المدارس الإسلامية، كما بُنيت مئات المساجد، وملحق بكل مسجد منها مدرسة قرآنية لتحفيظ القرآن الكريم، وتعليم اللغة العربيةº باعتبارها لغة القرآن الكريم.

وقال: كما أنشأ مجلس علماء الإسلام في زيمبابوي الكثير من المعاهد الإسلامية الثانوية للبنين والبنات، كما أسست المؤسسات الإسلامية الأخرى في بلادنا العديد من المعاهد الإسلامية المماثلة، وتأسس في جامعة زيمبابوي قسم للدراسات الإسلامية والعربية - أتولى رئاسته -، وقد تخرّج في هذا القسم عدد لا بأس به من الدعاة والمعلمين والباحثين المسلمين، كما خصصت الكليات الإسلامية - في بعض بلدان العالم العربي - العديدَ من المنح الدراسية لأبناء المسلمين في زيمبابوي لدراسة علوم الإسلام واللغة العربية.

جهود لنشر اللغة العربيّة:

ما دور المؤسسات الإسلاميّة في زيمبابوي لنشر اللغة العربيّة بين المسلمين؟

لا أخفي عليكم أن جهودنا في مجال نشر اللغة العربيّة في زيمبابوي لا تزال في المهدº فالجهود قاصرة إلى حد كبير، بسبب عدم وجود المعلمين اللازمين للعمل في مجالات التعريب، ولاشك أن المدارس القرآنية المنتشرة في كافة أنحاء البلاد تقوم بدورها المحدود في نشر اللغة العربية مع جهودها الإيجابية في مجال تحفيظ القرآن الكريم، بل لا أخفيكم القول: إن عدداً من علماء الإسلام في بلادنا في حاجة ماسة إلى تعلّم اللغة العربيّة.

وأضاف الشيخ عمر بيري رئيس مجلس علماء الإسلام في زيمبابوي: وللتغلب على هذه المشكلة نعقد العديد من دورات تدريب أئمة المساجد ليتدربوا على التحدث باللغة العربية بالتعاون مع بعض المؤسسات الإسلامية مثل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، كما نُوفد العديد من أئمة المساجد للتدرّب بمعهد تدريب الدعاة بالأزهر في مصر.

وقال: واقعنا يؤكد أن اللغة العربية غير منتشرة بين المسلمين في زيمبابوي، والمؤسسات الإسلامية في بلادنا حريصة ومصممة على نشر اللغة العربية بين المسلمين حتى تصبح لغة تداول وتفاهم يومي بين المسلمين في البلاد، وقد بذلنا جهوداً طيبة في هذا المجال، فقد توصلنا إلى إصدار قرار يقضي بأن من حق كل (50) أسرة مسلمة أن تنشئ مدرسة إسلامية عربية في المنطقة التي توجد بها هذه الأسر - بالإضافة إلى حقهم في بناء مسجد -، وقد تمّ إنشاء العديد من المساجد والمدارس فعلاً.

ونحن نناشد الدول العربية أن تدعم مسيرة التعريب في زيمبابوي، عن طريق إيفاد المعلمين والدعاة، والعمل على توسيع دائرة المنح الدراسية لأبنائناº لدراسة الإسلام واللغة العربية بالكليات الإسلامية بدول العالم العربي، فالعرب تقع عليهم مسؤولية مساندة التعريب في كل مكان لأن نشر لغة القرآن الكريم في صميم رسالة الدعوة الإسلامية.

ترجمات معاني القرآن الكريم:

هل تتوفر في زيمبابوي ترجمات معاني القرآن الكريم باللغة الإنجليزية، واللغات الأفريقية المنتشرة في بلادكم؟

نعم توجد ترجمات لمعاني القرآن الكريم باللغة الإنجليزية في زيمبابوي، وهي مهداة إلينا من مؤسسات إسلامية عربية من رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة، ومن الأزهر، ومن المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة، ومن قطر وبعض الدول العربية والإسلامية الأخرى، كما توجد لدينا ترجمات لمعاني القرآن الكريم بلغات " الزولا "، و" الشونا "، وهما من أهم اللغات الإفريقية انتشاراً في زيمبابوي، بالإضافة إلى وجود ترجمات لبعض الأحاديث النبوية الشريفة وبعض الكتب الدينية في العلوم الإسلاميةº مثل: الفقه والشريعة والعقيدة وغيرها، كما توجد لدينا الكثير من المخطوطات الإسلامية النادرة التي عُثر عليها في سراديب بعض المساجد في البلاد، ونقوم بحركة نشطة لتحقيق هذه المخطوطات ونشرها وترجمتهاº لمعرفة دور المسلمين في زيمبابوي في ترقية المعارف الإنسانية في القارة الأفريقية.

القبائل الوثنية تعتنق الإسلام:

ما أهم معالم الخريطة العقائدية في زيمبابوي؟ وما هي الجهود التي تبذلونها لنشر الإسلام بين القبائل الوثنية في بلادكم؟

الحقيقة التي أود أن أؤكد عليها أن أكثر من 75% من سكان زيمبابوي من القبائل الوثنية التي لا تزال تعيش على الفطرة، وأن 2% فقط من عدد السكان هم إجمالي عدد المسلمين في زيمبابوي، وتوجد نسبة 23% من عدد السكان لصالح أتباع الديانات الأخرى، ويقوم الدعاة بدور مهم وإيجابي للتعريف بالإسلام بين القبائل الوثنية في بلادنا، وقد حقق الدعاة نجاحاً كبيراً في مجال نشر الإسلام بين هذه القبائل الوثنية.

وأضاف الشيخ عمر بيري: ومن أبرز النتائج التي تحققت في مجال التعريف بالإسلام أن عدداً كبيراً من أبناء قبيلة " الوارمبا " قد اعتنقوا الإسلام بصورة جماعية، وأصبح جميع سكان قرية "موهير" من المسلمين، وقد غيّر المسلمون الجدد اسم قريتهم إلى "إسلام أباد" لأن الدعاة الذين نشروا الإسلام بينهم من أصول باكستانية.

وقال: لقد قام مجلس علماء الإسلام بإجراء العديد من الدراسات حول المسلمين الجدد في هذه القرية، وأوضحت الدراسات أن هؤلاء المسلمين تعود جذورهم التاريخية إلى قبائل عربية هاجرت إلى بلادنا منذ سنوات طويلة، لذا تنتشر بينهم الأسماء العربية، كما تشيع بينهم العادات العربية مثل: إكرام الضيف، والشهامة، والكرم، والبطولة، وتشيع بينهم أيضاً العادات الإسلامية التي يمارسونها دون أن يعرفوا أنها عادات إسلامية مثل: دفن موتاهم في اتجاه القبلة، والحرص الدائم على الطهارة، ولا يأكلون الأطعمة التي حرّمها الدين الإسلامي.

زيمبابوي تصبح دولة إسلامية:

قلتم: إن القبائل الوثنية تمثّل ثلاثة أرباع سكان زيمبابوي، وإن هذه القبائل تُقبل على اعتناق الإسلام، ألا ترى ذلك دافعاً لكسب مزيد منهم واستيعابهم لصالح الخريطة العقائدية الإسلامية في زيمبابوي؟

نعم بكل تأكيد، فإن ما نسعى إلى تحقيقه هو استيعاب أبناء هذه القبائل لصالح الإسلام والمسلمين، وقد حققنا نتائج طيبة في هذا الأمر، وقبل أن تُجري معي هذا الحوار بلغني أن (200) شخص من القبائل الوثنية قد أشهروا إسلامهم، فإذا عرفت أن مؤسسات الدعوة الإسلامية في زيمبابوي تعمل جاهدة على استيعاب أكثر من سبعة ملايين نسمة من أبناء القبائل الوثنية، لتأكد لنا أن زيمبابوي سوف تتحول إلى دولة إسلامية في جنوب القارة الأفريقية خلال السنوات القليلة المقبلة - بإذن الله تعالى -.

بعثة دعويّة عالميّة:

هل تستطيع مؤسسات الدعوة الإسلامية في بلادكم إنجاز هذه المهمة وحدها، أم أنكم في حاجة إلى دعم في هذا المجال؟

نحن نتمنى أن ننجح في أداء هذه المهمة السامية، ولكننا في حاجة ماسة إلى دعم من الدول الإسلامية والعربيةº لأن تحويل أبناء هذه القبائل إلى مسلمين أمر يحتاج إلى مزيد من الجهد والوقت، ولاشك أن المؤسسات الإسلامية العالمية يُسعدها أن تشارك معناº لتحقيق هذه الغاية النبيلة، ودعني أذكّر الجميع بأن المؤسسات المعادية للإسلام والمسلمين لا تزال تسعى لتغيير عقيدة المسلمين أنفسهم، فما بالنا لو بادرنا بنشر الإسلام بين القبائل الوثنية المنتشرة في بلادنا، وفي نطاق عريض من بلدان القارة الأفريقية؟!

زيمبابوي.. الدولة والناس:

نرجو إلقاء المزيد من الضوء على زيمبابوي الدولة والناس؟

زيمبابوي هي إحدى دول القارة الأفريقية التي كانت تُعرف باسم "روديسيا الجنوبية" - نسبة إلى الحاكم الإنجليزي " سيسيل رودس " -، أما اسم زيمبابوي الذي تُعرف به الدولة فهو اسم أحد الأنهار الشهيرة في بلادنا، وقد حصلت زيمبابوي على الاستقلال في 18 أبريل عام 1980 ميلادية، وتبلغ مساحة بلادنا 759و390 كيلومتراً مربعاً، ويبلغ عدد السكان عشرة ملايين نسمة.

وتقع زيمبابوي في منطقة الجنوب الأفريقي، والعاصمة هي مدينة "هراري"، والعاصمة القديمة هي مدينة "سالسبوري"، ونظام الحكم جمهوري، تحدها من الشرق موزمبيق، ومن الغرب بتسوانا، ومن الشمال زامبيا، ومن الجنوب جمهورية جنوب أفريقيا، وزيمبابوي ليست لها إطلالات على المحيطين الهندي والهادي، وتعتمد على جيرانها من ناحية الشرق للوصول إلى مياه المحيط الهندي.

وينتمي غالبية سكان زيمبابوي لقبائل " البانتو" و"الماشون " و"وارمبا "، وتوجد في البلاد أقلية بيضاء يبلغ تعدادها نحو ربع مليون نسمة، وأقلية آسيوية بلغ تعدادها أكثر من 30 ألف نسمة.