اختلف العلماء في التعريف الاصطلاحي للخوارج، وحاصل ذلك:
1. منهم من عرفهم تعريفًا سياسيًا عامًّا، اعتبر الخروج على الإمام المتفق على إمامته الشرعية خروجاً في أي زمن كان.
2. ومنهم من خصهم بالطائفة الذين خرجوا على الإمام علي رضي الله عنه.
3. وعرفهم بعض علماء الإباضية بأنهم طوائف من الناس في زمن التابعين وتابع التابعين.
والراجح هو التعريف الثاني؛ لكثرة من مشى عليه من علماء الفرق في تعريفهم بفرقة الخوارج
- للخوارج أسماء كثيرة، بعضها يقبلونه وبعضها لا يقبلونه، ومن تلك الأسماء: 1- الخوارج. 2- الحرورية. 3- الشراة. 4- المارقة. 5- المحكمة. 6- النواصب.
اختلف المؤرخون وعلماء الفرق في تحديد بدء نشأتهم وخلاصة ذلك ما يلى:
1- أنهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
2- أنهم نشأوا في عهد عثمان رضي الله عنه.
3- أنهم نشأوا في عهد علي رضي الله عنه حين خرج عليه طلحة والزبير، كما يزعم بعض علماء الإباضية.
4- أو حين خرج الخوارج من المحكمة عن جيشه كما هو الراجح.
5- أنهم ظهروا في عهد نافع بن الأزرق ابتداء من سنة 64هـ.
ومهما يكن فإنهم أول الفرق الإسلامية ظهورًا.
إن الله لم يعلم حتى خلق لنفسه علمًا ، وأن الأشياء إنما تصير معلومة له عند حدوثها.
فإن صفات الله عز وجل قديمة النوع غير مخلوقة، وما يخلق الله من الموجودات فإنما يخلقه عن علم وإرادة، إذا يستحيل التوجه إلى الإيجاد مع الجهل، ثم كيف علم الله أنه بغير علم حتى يخلق لنفسه علماً ؟ هذا تناقض ظاهر .
1- الفريق الأول: وهم عامة الخوارج، وهؤلاء يوجبون نصب الإمام، والانضواء تحت رايته، والقتال معه ما دام على الطريق الأمثل الذي ارتأوه له .
2- الفريق الثاني: وهم المحكمة والنجدات والإباضية فيما قيل عنهم، وهؤلاء يرون أنه قد يستغنى عن الإمام إذا تناصف الناس فيما بينهم، وإذا احتيج إليه، فمن أي جنس كان ما دام كفؤًا لتولي الإمامة.
1- استنادهم إلى المبدأ القائل لا حكم إلا لله.
2- أن الحكم ليس من اختصاص البشر بل تهيمن عليه قوة علوية .
3- إن الضروري هو تطبيق أحكام الشريعة ، فإذا تمكن الناس من تطبيقها بأنفسهم فلا حاجة إلى نصب خليفة .
4- ربما ينحصر وجود الإمام في بطانة قليلة وينعزل عن الأعلبية فيكون بعيداً عن تفهم مشاكل المسلمين فلا يبقى لوجود فائدة .
5- أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشر صراحة.
6- أن كتاب الله لم يبين حتمية وجود إمام.
1- أن يكون شديد التمسك بالعقيدة الإسلامية .
2- أن يكون قوياً في نفسه ذا عزم نافذ وتفكير ناضج وشجاعة وحزم .
3- أن لا يكون فيه ما يخل بإيمانه من حب المعاصي واللهو .
4- ألا يكون قد حد في كبيرة حتى ولو تاب .
5- أن يتم انتخابه برضى الجميع ، لا يغنى بعضهم عن بعض .
ومن غرائبهم ما يروى عن فرقة البيهسية منهم والعوفية ، فقد اعتبر هؤلاء كفر الإمام سبباً في كفر رعيته ولا شك أن هذا جهل بالشريعة الإسلامية.
1- ذهب فريق منهم إلى عدم الجواز وأن إمامة المفضول تكون غير صحيحة مع وجود الأفضل.
2- وذهب الفريق الآخر منهم إلى صحة ذلك وأنه تنعقد الإمامة للمفضول مع وجود الأفضل ، كما هو الصحيح.
1- منهم من اعتبرهم في حكم آبائهم.
2- ومنهم من جعلهم من أهل الجنة ولم يجوز قتلهم .
3- واعتبرهم بعضهم خدما لأهل الجنة .
4- ومنهم من توقف فيهم إلى أن يبلغوا سن التكليف ويتبين حالهم .
5- والإباضية تولوا أطفال المسلمين وتوقفوا في أطفال المشركين.
الخوارج فرقة كبيرة من الفرق الاعتقادية، وقد بسطوا نفوذهم السياسي في عمان وحضرموت وزنجبار، وما جاورها من المناطق الإفريقية وفي المغرب العربي، ولا تزال لهم ثقافتهم المتمثلة في المذهب الإباضي المنتشر في تلك المناطق.