- اشتهر عن الشاذلية أوراد عديدة منها حزب البر وحزب البحر والحزب الكبير وغيرها من الأحزاب والأوراد، اختلقوا لها فضائل ومناقب لم ينزل الله بها من برهان، ذكرها كل من عطاء الله الإسكندري في كتابه (لطائف المنن) والدكتور عبدالحلم محمود في كتابه (المدرسة الشاذلية وإمامها أبو الحسن الشاذلي) والآخر في (النفحة العلية في الأوراد الشاذلية).
- ومن الأوراد الشاذلية (وغيرهم يستعملها): قولهم في الصلاة البشيشية- أو المشيشية-: وزج بي في بحار الأحدية، وانشلْني من أوحال التوحيد، وأغرقني في عين بحر الوحدة، حتى لا أرى ولا أسمع ولا أحس إلا بها.
- ومما جاء في الوظيفة الشاذلية (الممزوجة بصلاة سيدي عبد السلام بن بشيش، وتقرأ صباحاً ومساءً):
- اللهم صل وسلم بجميع الشئون، في الظهور والبطون، على مَن منه انشقت الأسرار الكائنة في ذاته العلية ظهوراً.. وفيه ارتقت الحقائق منه إليه، وتنزلت علوم آدم به فيه عليه.. ولا شيء إلا وهو به منوط، وبسره الساري محوط.. اللهم إنه سرك الجامع لكل الأسرار، ونورك الواسع لجميع الأنوار... اللهم ألحقني بنسبه الروحي.. وعرفني إياه معرفة أشهد بها محياه وأصير بها مجلاه...وسر بي في سبيله القويم وصراطه المستقيم إلى حضرته المتصلة بحضرتك القدسية...وزج بي في بحار الأحدية المحيطة بكل مركبة وبسيطة، وانشلني من أوحال التوحيد إلى فضاء التفريد المنزه على الإطلاق والتقييد، وأغرقني في عين بحر الوحدة شهوداً، حتى لا أرى ولا أسمع ولا أجد ولا أحس إلا بها نزولاً وصعوداً، كما هو كذلك لن يزال وجوداً...وأيدني بك لك بتأييد من سَلَك فملك، ومن ملك فسلك، واجمع بيني وبينك، وأزل عن العين غينك، وحل بيني وبين غيرك.. الله، منه بدأ الأمر، الله، الأمر إليه يعود، الله، واجب الوجود وما سواه مفقود
- ومن أورادهم (مناجاة ابن عطاء الله وتُقرأ وقت السحر):
- ...إلهي كلما أخرسني لؤمي أنطقني كرمك، وكلما أيأستني أوصافي أطمعتني منتك.. وتردّدي في الآثار يوجب بُعد المزار، فاجمعني عليك بخدمة توصلني إليك...أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك، حتى يكون هو المظهر لك؟ متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك؟ ومتى بعُدت حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك...وحققني بحقائق أهل القرب واسلك بي في مسالك أهل الجذب.. أنت الذي أشرقت الأنوار في قلوب أوليائك، وأنت الذي أزلت الأغيار من أسرار أحبائك...يا من أذاق أحبّاءه حلاوة مؤانسته فقاموا بين يديه مؤتلفين، ويا من ألبس أولياءه ملابس هيأته فقاموا بعزته مستعزين...فاطلبني برحمتك حتى أصل إليك، واجذبني بمنتك حتى أُقْبلَ عليك...وأنت تعرفت لي في كل شيء فرأيتك ظاهراً في كل شيء...ومحوت الأغيار بمحيطات أفلاك الأنوار
- ومن حزب الفتح لأبي الحسن الشاذلي: .. ونسألك الإحاطة بالأسرار.. وجلّت إرادتك أن يوافقها أو يخالفها شيء من الكائنات، حسبي الله (ثلاثاً) وأنا بريء مما سوى الله..
- يُرجى من القارئ أن ينتبه لقوله: (وأنا بريء مما سوى الله) في معنييها، الظاهر والصوفي، وأن يلاحظ مدى شمول البراءة في المعنى الظاهر!!
- ومن حزب اللطيف لأبي الحسن الشاذلي:
...إلهي لطفك الخفي ألطف من أن يُرى، وأنت اللطيف الذي لطفت بجميع الورى، حجبت من سريان سرك في الأكوان فلا يشهده إلا أهل المعرفة والعيان، فلما شهدوا سر لطفك بكل شيء أَمنوا به من سوء كل شيء..
- يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:
ومن سلك مسلكهم غايته إذا عظم الأمر والنهي أن يقول كما نقل عن الشاذلي يكون الجمع في قلبك مشهودا والفرق على لسانك موجودا كما يوجد في كلامه و كلام غيره أقوال و أدعية تستلزم تعطيل الأمر و النهي مما يوجب أن يجوز عنده أن يجعل الذين آمنوا و عملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض و يدعون بأدعية فيها اعتداء كما في حزب الشاذلي، وآخرون من عوامهم يجوزون أن يكرم الله بكرامات الأولياء لمن هو فاجر و كافر و يقولون هذه موهبة ويظنونها من الكرامات وهي من الأحوال الشيطانية التي يكون مثلها للسحرة و الكهان كما قال تعالى: (وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ [البقرة: 101] إلى قوله هَارُوتَ وَمَارُوتَ) [البقرة:101]
- ومما يذكر عن الشاذلية الغلو في الشاذلي، وشيوخهم الآخرين، حتى أوصلوا بعضهم إلى مرتبة الربوبية، فقد قالوا أن مقام الشاذلي هو عند العرش، وأن الله كلّمه في جبل زغوان، الذي اعتكف فيه. وزعموا أنه ما من كائن أو ولي لله، إلاّ وأطلع الله شيخهم أبا العباس المرسي عليه وعلى اسمه ونسبه وكم حظه من الله.
- وكان الشاذلي يقول مفتخراً بتلميذه أبي العباس المرسي: يأتي الأعرابي إليه يبول على ساقيه فيخرج من عنده عارفاً بالله .
- ويزعم الصوفية أن المرسي كان يتكلم في سائر العلوم وكل اللغات والألسن، ويقول: شاركنا الفقهاء فيما هم فيه ولم يشاركونا فيما نحن فيه. وكان يقول وهو يمسك بلحيته: لو علم علماء العراق والشام ما تحت هذه الشعرات لأتوها ولو على وجوههم.
بعض كراماتهم المزعومة:
- زعم أتباع هذه الطريقة لشيخهم الشاذلي وشيوخهم الآخرين كرامات تفوق الخيال، كما هي عادة جميع فرق التصوف:
- فقد زعموا أن الذين يتبعون هذه الطريقة لا يدخلون النار، مستندين إلى قول الشاذلي:
"أعطيت سجلاً مدّ البصر، فيه أصحابي وأصحاب أصحابي إلى يوم القيامة عتقاء من النار".
- ومما نسبوه لشيخهم من الكرامات، أن كبير قضاة تونس ابن البراء كان مخالفاً للشاذلي، وقد شكاه إلى حاكمها، لكن الحاكم لم يمس الشاذلي بسوء، إلاّ أنه منعه من الخروج، وما أن منعه إلاّ وماتت جاريته في ذاك الوقت، ثم احترق البيت دون أن يشعروا، فعلم الحاكم أنه أصيب من قبل هذا الولي المزعوم.
- وبعد أن أورد الكرامة السابقة، يبدي الشيخ إحسان إلهي ظهير استغرابه لأن القاضي ابن البراء لم يصب بسوء، رغم أنه هو الذي عادى الشاذلي!!
- كما زعموا أنهم أعطوا ثلاثاً لم تحصل لمن قبلهم، ولا لمن بعدهم:
الأول: أنهم مختارون في اللوح المحفوظ.
الثاني: إن المجذوب منهم يرجع إلى الصحو.
الثالث: إن القطب منهم إلى يوم القيامة. وهذه تشترك بها جميع الطرق الصوفية.
- وزعم ابو العباس المرسي أن الله عز وجل أطلعه على الملائكة ساجدة لآدم عليه السلام فأخذ قسطه من ذلك ثم أنشد يقول:
- ذاب رسمي وصح صدق فنائي..وتجلت للسر شمس سمائي
- و تنزّلت في العوالم أبدي..ما انطوى في الصفات بعد صفائي
- ومن الكرامات المنسوبة للسكندري أن رجلاً من تلامذته حج فرأى الشيخ في المطاف وخلف المقام وفي المسعى وفي عرفة. فلما رجع سأل عن الشيخ هل خرج من البلد في غيبته في الحج فقالوا لا ، فدخل وسلم على الشيخ فقال له: من رأيت في الحج في سفرتك هذه من الرجال؟ فقال الرجل يا سيدي رأيتك. فتبسم وقال: الرجل الكبير يملأ الكون.
- ومن كراماته المزعومة: أن الكمال بن الهمام زار قبره فقرأ عنده سورة هود حتى وصل إلى قوله تعالى ( فمنهم شقي وسعيد ) فأجابه من القبر ابن عطاء الله بصوت عال: يا كمال ليس فينا شقي. فأوصى الكمال بن الهمام أن يدفن هناك .
- وقالوا في سبب تسمية شيخهم محمد وفا، بهذا الاسم لأن نهر النيل توقف فلم يزد إلى أوان الوفاء فعزم أهل مصر على الرحيل فجاء الشيخ إلى البحر وقال اطلع بإذن الله فطلع ذلك اليوم سبعة عشر ذراعاً وأوفى فسموه وفا. ويقول الصوفية إنه كان أميا وله لسان غريب في علوم القوم ومؤلفات كثيرة ألفها في صباه وهو ابن سبع سنين أو عشر
- ويقولون: جاء أحد المريدين يشكو للشيخ عبد القادر عيسى – أحد مشايخ الشاذلية المعاصرين - طول غياب ابنه في الخدمة العسكرية وإنه مضى على غيابه ثمانية أشهر وأمه متألمة لفقده فأطرق الشيخ ثم قال سيأتي يوم الأربعاء إن شاء الله . وجاء الابن في الموعد الذي حدده الشيخ فسئل كيف جئت؟ فأجاب: صاح بي الضابط ليلاً وقد وقع على إجازة وهو يقول: ما استطعت النوم من شيخ مهيب يقول أرسل هذا إلى أهله!
- ومشى الشيخ عبد القادر عيسى مع أحد مريديه في شوارع عمان بالأردن وأراد أن يقطعا الطريق إلى الجهة المقابلة وبنفس الوقت كان قس يريد أن يقطع إلى الجهة الأخرى فلما أبصر الشيخ القس همس في أذن مريده إن القس مسلم، فصاح القس من الجهة الأخرى (مسلم مسلم). ويقولون إنه عندما زار الباكستان بايعه فيها دفعة واحدة ما يزيد عن مائة ألف شخص.
الانتساب إلى طريقتهم:
- يقول الشاذلية أن أصول طريقتهم تتمثل في تعاليم خمسة:
1ـ تقوى الله في السر والعلانية.
2ـ اتباع السنة في الأقوال والأفعال.
3ـ الإعراض عن الخلق في الإقبال والإدبار.
4ـ الرضا عن الله في القليل والكثير.
5ـ الرجوع إلى الله تعالى في السراء والضراء.
- والانتساب إليهم يكون بالأخذ عنهم، "والأخذ" أقسام:
1ـ أخذ المصافحة والتلقين والذكر، ولبس الخرقة الخاصة بهم.
2ـ أخذ رواية، أي قراءة كتبهم من غير حلّ لمعانيها.
3ـ أخذ دراية، أي حل كتبهم لإدراك معانيها من غير عمل بها.
4ـ أخذ تدريب وتهذيب وترقّ في الخدمة بالمجاهدة والمشاهدة والفناء.
- تفرعت الطريقة الشاذلية في مصر وبلدان المغرب العربي إلى طرق كثيرة:
- أولاً في مصر، وأهم طرقها:
1ـ الحامدية، ويرأسها إبراهيم حامد سلامة الراضي.
2ـ الهاشمية، ويرأسها مصطفى الطاهر الهاشمي.
3ـ الفيضية، ويرأسها محمود أبو الفيض.
4ـ الجازولية، ويرأسها سالم جابر الجازولي.
5ـ الجوهرية، ويرأسها عيسى عبد الرحيم الجوهري.
6ـ السلامية، ويرأسها شريف محمد طه مشينة.
7ـ الفاسية، ويرأسها محمد سمير الفاسي.
8ـ الخطيبية، ويرأسها محمود محمد الخطيب.
9ـ العفيفية، ويرأسها عبد الباقي محمد العفيفي.
10ـ المحمدية، ويرأسها محمد عصام الدين زكي.
11ـ العروسية، ويرأسها علي فكري منصور كريم.
12ـ الحصافية، ويرأسها محمد أبو الأسرار الحصافي.
- ثانيا: في المغرب العربي، وأهم فروعها:
1ـ الجازولية، ومن فروعها: الدرقاوة، والحمارشة، والعيسوية، والشرقاوة، والطيبة.
2ـ العلوية، وهي فرع جزائري من الدرقاوة بمنطقة مستغانم.
3ـ ومن الطرق أيضاً: الدغوغية، والرباحية، والقاسمية، والصداقية، والزروقية، والسهيلية، والناصرية، والشبية، واليوسفية، والدنية، والكرازية، والحبيبية، والسنوسية، وهذه الطرق منتشرة في أنحاء مختلفة من المغرب العربي مثل: مراكش ومكناس وصلا وطرابلس وفاس، وغيرها.