- مؤسس هذه الطريقة أبو العباس أحمد بن أبي الحسين الرفاعي، المولود سنة (512هـ - 1118م)، قرب واصل في محافظة البصرة التي قدم إليها والده من المغرب. وهي ثاني الطرق الصوفية ظهوراً بعد الطريقة القادرية المنسوبة لعبد القادر الجيلاني.
- وقد أحاط الرفاعية مولد شيخهم بجملة من الأكاذيب والخرافات، فادّعوا أن الله سبحانه وتعالى خلقه من نوره، فقد نسب الصيادي، وهو أحد شيوخهم، إلى الرفاعي قوله:
قبض العزيز جلّ جلاله من نور وجهه قبضة فخلق منها سيدنا محمد المصطفى محمداً، فرشحت فخلقني منها.
- كما ادّعوا أن منصور البطايحي، خال الرفاعي، رأى الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام، وبشره بأن أخته ستنجب ولداً بعد (40) يوماً سيكون رأس الأولياء مثلما أن النبي صلى الله عليه وسلم رأس الأنبياء، يكون اسمه أحمد الرفاعي.
الإمام القدوة، العابد، الزاهد، شيخ العارفين، أبو العباس أحمد بن أبي الحسن علي بن أحمد بن يحيى بن حازم بن علي بن رفاعة الرفاعي المغربي ثم البطائحي، وكان قدم أبوه من بلاد المغرب وسكن البطائح في قرية «أم عبيدة» وهي قرية من قرى واسط بالعراق. ثم توفي وأم أحمد حمل به . ونشأ في كنف خاله الشيخ منصور الزاهد الذي اعتنى به. وكان شافعيًا تفقه قليلاً على مذهب الشافعي رحمه الله.
ويقال إنه حفظ التنبيه في الفقه على مذهب الشافعي.
وكان كثير الاستغفار عالي المقدار، رقيق القلب، غزير الإخلاص، وكان متواضعا يجمع الحطب ويجيء به إلى بيوت الأرامل. وكان يقول: «أقرب الطريق الانكسار والذل والافتقار، تعظم أمر الله، وتشفق على خلق الله - وتقتدي بسمة رسول الله صلى الله عليه وسلم». وكان لا يجمع بين لبس قميصين، ولا يأكل إلا بعد يومين أو ثلاثة أكلا، وإذا غسل ثوبه ينزل في الشط كما هو قائم يفركه، ثم يقف في الشمس حتى ينشف، وإذا ورد ضيف يدور على بيت أصحابه يجمع الطعام في مئزر.
وقيل أحضر بين يديه طبق تمر، فبقي ينقي لنفسه الحشف يأكله، ويقول: أنا أحق بالدون، فإني مثله دون .
وكان لا يقوم للرؤساء، ويقول: «النظر إلى وجوههم يقسي القلب» .
توفي سنة ثمان وسبعين وخمس مائة في جمادى الأولى رحمه الله .
وكان إليه المنتهى في التواضع والقناعة ولين الكلمة والذل والانكسار والإزراء على نفسه وسلامة الباطن ولكن أصحابه فيهم الجيد والرديء، وقد كثر الزغل فيهم، وتجددت لهم أحوال شيطانية منذ أخذت التتار العراق: من دخول النيران وركوب السباع واللعب بالحيات، وهذا: «ما عرفه الشيخ ولا صلحاء أصحابه، فنعوذ بالله من الشيطان.
صحبت ثلاثمائة ألف أمّة ممن يأكل ويشرب ويروث وينكح، ولا يكمل الرجل عندنا حتى يصحب هذا العدد ويعرف كلامهم وصفاتهم وأسماءهم وأرزاقهم وآجالهم. قال يعقوب الخادم: يا سيدي إن المفسرين ذكروا إن عدد الأمم ثمانون ألف أمة فقط. فقال: ذلك مبلغهم من العلم. فقلت له هذا عجب. فقال: وأزيدك، أنه لا تستقر نطفة في فرج أنثى إلاّ ينظر ذلك الرجل إليها، ويعلم بها. فقال يعقوب الخادم: فقلت يا سيدي هذه صفات الرب جلّ وعلا، فقال يا يعقوب: استغفر الله تعالى، فإن الله تعالى إذا أحب عبداً صرفه في جميع مملكته، وأطلعه على ما شاء من علوم الغيب.
بيتان حجّ العارفون إليهما: بيت الرسول، وشبله ببطاح. أعني به المولى الرفاعي الذي خلقت أنامله من الأرباح.
قواعدها والدخول فيها:
تبدأ طقوس الانضمام إلى الرفاعية، بالبيعة التي يؤديها المريد للشيخ على السجادة، لاصقاً ركبتيه ويقرأ الفاتحة، كما يقرأ عليه الشيخ البيعة، ويطلب منه الاستغفار والتوبة، ويردد خلفه الرضى بمشيخته وإرشاده بطريقة الرفاعي، ويقيمه المرشد مريداً على هذا العهد. ثم يجلسه ويوصيه بتقوى الله، ويلقنه كلمة التوحيد، ويعلمه الذكر بلا إله إلاّ الله، ثم يضع جبهته على جبهته، ويده على صدره، ويدعو له بالتوفيق والإخلاص والبركة، ويختم دعاءه بالفاتحة، ويقوم مع المريد إلى القبلة ويصليا على النبي (أول الخلق)! وخاتم الرسل والأنبياء أجمعين، ثم يثنيان بالفاتحة. "وينبغي أن يكون المريد صاحب أدب وخشوع وخضوع، وعارفاً بمقدار شيخه، منقاداً له، لا يعترض عليه ... ولا يصاحب له عدواً، ولا يباعد له صديقاً، ولا يزور أحداً من صالحي الوقت بغير أمره وإذنه، ويكون بين يديّ شيخه كالميت بين يدي الغاسل".
"ولأتباعه أحوال عجيبة من أكل الحيات وهي حيّة، والنزول إلى التنانير وهي تضطرم من النار فيطفئونها ويقال: إنهم في بلادهم يركبون الأسود".
وقد ثبت بطلان هذه الكرامات المزعومة، وأنها حيل بيّن شيخ الإسلام ابن تيمية بطلانها في مناظرته لهم.
(إن الله أعطى هذه البقعة خاصية تقرب الخلائق إلى الله، ووعدني أنه يجيب إلى هذه البقعة للزيارة زبدة الخلق لاغتنام بركتها، وأن يجعل خواص خلقه من مشارق الأرض ومغاربها في هذه البُقعة).
وقد اشتهر عن الرفاعية لعبهم بالحيّات، وأكلهم لها، ودخولهم إلى النار وهي مشتعلة.
من كراماتهم المزعومة:
أذكارهم وأورادهم وبعض طقوسهم:
1. "قلائد الزبرجد في حكم الغوث الشريف الرفاعي أحمد".
2. "قلادة الجواهر في ذكر الغوث الرفاعي وأتباعه الأكابر".
3. "تنوير الأبصار في طبقات السادة الرفاعية الأخيار".
4. هداية الساعي في سلوك طريقة الغوث الرفاعي".
5. الفجر المنير فيما ورد عن لسان الغوث الرفاعي الكبير".
1- جعل أحمد الرفاعي في المنزلة بعد الأئمة الاثني عشرة مباشرة .
2- إسناد الطريقة الرفاعية عن الإمام الغائب مهدي الشيعة المنتظر .
3- لبس السواد صفة مشتركة بين قادة الرفاعية والشيعة .
4- تبدأ الخلوة الرفاعية السنوية في اليوم لثاني من عاشوراء يعني الحادي عشر من محرم، وهي ضرورية لكل من دخل في الرفاعية .