إغلاق

تابع محتوى الدولة

الطريقة القادرية

وقت الظهور : القرن السادس الهجري
  • التعريف

الطريقة القادرية هي من الطرق الصوفية ومنتشرة في بلاد أفريقيا والبلدان العربية وشبه القارة الهندية الباكستانية نسبة إلى عبد القادر الجيلي، أو الجيلاني نسبة إلى جيل؛ وهي بلاد متفرقة وراء طبرستان ويقال لها جيلان وكيلان.

 
  • أبرز الشخصيات

  • الأفكار والمعتقدات

أذكارهم وعباداتهم:

  • يتمثل الذكر الأساسي في القادرية بـ (لا إله إلاّ الله)، حيث يجلس الذاكرون على الركبة مثل الصلاة، ويتوجهون نحو القبلة، يغلقون أعينهم خلال الذكر.
  • وقد خصصت القادرية بعض أيام الأسبوع ولياليه بصلوات محددة.

من كراماتهم المزعومة:

  • نسب أتباع القادرية لشيوخهم، وعلى الأخص للجيلاني، عدداً لا يحصى من الكرامات، كما هي عادة جميع طرق الصوفية: منها، قولهم أنه صلّى الصبح أربعين سنة بوضوء العشاء، وأنه كان يسير في الهواء، وعلى رؤوس الناس، ويخاطب الجن ويهديهم، وأنه صام رمضان وهو في المهد فلم يرتضع من الفجر إلى الغروب طوال الشهر، وأن الناس صاموا لصومه وأفطروا في عيد الفطر لفطره.
  • وروى الصوفية أن عمة الشيخ عبد القادر كانت من كبار الأولياء، وادّعوا أن بلاده جيلان أجدبت مرّة، واستسقى أهلها فلم يسقوا "فأتى المشايخ إلى دار الشيخة أم محمد عمة الشيخ عبد القادر رضي الله عنه، وسألوها الاستسقاء فقامت إلى رحبة بيتها وكنست الأرض وقالت: يا ربَّ (أنا كنست فرشّ أنت)، فلم يلبثوا أن أمطرت السماء كأفواه القرب، ورجعوا إلى بيوتهم يخوضون في الماء".
  • وقالوا بأن أمه حملت به وهي بنت ستين سنة، كما نسبوا إليه القول بأنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في أحد أيام شهر شوال سنة 521هـ، وتفل في فمه سبعاً ليصبح فصيحاً، وينهض بالدعوة إلى الله، وعند ذاك حضر مجلسه خلق كثير، ثم رأى عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قائماً بإزائه في المجلس، وشدّ من أزره، وتفل في فمه ستاً، ولم يكملها سبعاً تأدباً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

طريقة الانتساب: 

  • يكون اللقاء الأول بين المنتسب للطريقة القادرية، وبين الشيخ، متضمنًا ( العهد والاستغفار، والتوبة، والطاعة، والذكر).
  • وقبل البدء، يصلي المنتسب أو المريد ركعتين نفلاً، ويقرأ الفاتحة للنبي صلى الله عليه وسلم ولإخوانه المرسلين والنبيين.
  • وبعد الصلاة وقراءة الفاتحة يجلس المريد بين يدي الشيخ، ملصقاً ركبته اليمنى بيد الشيخ اليمنى، الذي يلقنه الاستغفار، وصيغته: "استغفر الله العظيم الذي لا إله إلاّ هو الحي القيوم وأتوب إليه، وأشهد الله وملائكته ورسله وأنبياءه بأني تائب لله منيب إليه، وأن الطاعة تجمعنا، وأن المعصية تفرقنا، وأن العهد عهد رسوله، وأن اليد يد شيخنا وأستاذنا الشيخ محيي الدين عبد القادر الجيلاني قدس سره، وعلى ذلك أحل الحلال، وأحرم الحرام، وألازم الذكر والطاعة بقدر الاستطاعة، ورضيت بحضرة شيخنا المشار إليه شيخا لي وطريقته لي، والله على ما أقول وكيل".
  • ثم يقرأ الشيخ أية المبايعة (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله).
  • يطلب الشيخ من مريده الالتزام ببعض الأخلاق كتحمل الأذى وترك الحقد، فإذا قبلها ينتقل إلى مرحلة المبايعة والقبول، حيث يقول الشيخ: "وأنا قبلتك ولداً وبايعتك على هذا المنوال".
  • تنتهي المراسم بالمبايعة فتنفصل الأيدي المتشابكة، وتبتعد الركب المتلاصقة، ثم تأتي مرحلة الدعاء مختومة بشرب الكأس.
  • والكأس هو إناء يتناوله الشيخ محتوياً على ماء، وقد يكون ممزوجاً بسكر، وقد يقرأ الشيخ على الكأس قوله تعالى (سلام قولاً من رب رحيم)، وقوله تعالى (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) ثم يتلو ذلك قراءة الفاتحة والإخلاص ثلاث مرات، ويتناول مريده الكأس ليشربه.
  • وبهذه الطقوس تنتهي المرحلة الأولى من الانخراط في الطريقة، فيصبح المريد في عداد المريدين، ويلزم شيخه الذي أخذ عنه العهد، ويكون طالباً مرتبطاً بالشيخ.
  • وإذا تعمق المريد في الطريقة، فإنه ينتقل إلى مرحلة أعلى، وهي أن يستغني عن شيخه بالوصول إلى الله عز وجل، فيتولاه الله تعالى بعد ذلك بتربيته وتهذيبه، فيستغني عن غيره.
  • وعند تحقق الانفصال بين الشيخ والمريد، يمنح المريد إجازة المشيخة، وتكون خطبة تشهد له بلوغ مراده، فيكون شيخاً في عداد الشيوخ.

  • الانتشار

  • تنتشر القادرية في العراق، ومصر، وتركيا، واليمن، والصومال، والهند، والمغرب، وغرب السودان، وبعض بلدان أفريقيا، وتفرعت منها طرق صغيرة:
  • منها: اليافعية والنابلسية والرومية والعروسية، ومنها كذلك: الصمادية والرومية والعزيزية والهندية والمقدسية.
  • ومنها أيضاً: الأشرفية في تركيا، نسبة لمؤسسها عبد الله الأشرفي الرومي، وتسمى أيضاً: الواحدية.
  • ومنها في السودان: الطريقة البكائية ، ولها فرعان: الفضيلة، والآل سيدية. والطريقة العركية، وتتركز في مدينتي أبو حراز وطيبة الشيخ عبد الباقي في ولاية الجزيرة، وشيخها الحالي هو أحمد عبد الباقي، وقد خلف والده على مشيخة الطريقة سنة 1992م.
  • وتنسب هذه الطريقة إلى الشيخ عبد الله العركي، المتوفى سنة 1019هـ (1611م). وفيما يتعلق بالطريقة القادرية عموماً، فيعتقد أن الذي أدخلها إلى السودان، تاج الدين البهاري، في القرن العاشر الهجري.
  • ومنها : البودشيشية، في المغرب، وشيخها الحالي حمزة بن العباس*.
  • ومنها: اليافعية، والمشارعية، والعرابية في اليمن والصومال.
  • ومنها: البناوة، والكرزمر في الهند.
  • ومنها: الخلوصية، والهندية، والنابلسية، والرومية، والوصلنية في تركيا.
  • الكسنزانية، في العراق، وخاصة في مدينة كركوك، وشيخها الحالي هو محمد الكسنزاني، المولود سنة 1358هـ (1938م)، وتنسب الطريقة إلى عبد الكريم الشاه الكسنزان المولود سنة 1240هـ في شمال العراق، وقد انتسب إليها عدد من المسؤولين العراقيين السابقين .
  • كما أنها تعد أصلاً لكثير من الطرق التي نشأت بعدها، كالعدوية ، والمدينيّة، والسهروردية، والأكبرية، والمولوية، والرفاعية، والخلوتية.

ومن فروعها في مصر:

1ـ الفارضية: وتستمد اسمها من أحد مشايخهم المتأخرين، وهو محمد الفارضي، المتوفى سنة 1285هـ. ومقر هذه الطريقة جامع السادة القادرية بالقرافة الصغرى بالقاهرة، وشيخها الحالي: مسعود عبد السلام حجازي.

2ـ القاسمية: وهي الأخرى اشتقت اسمها من أحد شيوخها المتأخرين، وهو قاسم بن حمد الكبير.

ومن أقطاب هذه الطريقة الشيخ أحمد بن عبد الحي الأشهب، صاحب بعض المؤلفات مثل : هداية المريد، وهداية السالكين، والنصيحة المرضية. والكتاب الأخير في العقيدة والأوراد القادرية. وشيخ الطريقة الحالي في مصر: حسين أحمد علي القادري.

3ـ الشرعية: واشتق اسمها من استخدام شيخها عبد المنعم القادري، للفظة "الشرعية" في بعض مؤلفاته، مثل: الركائز الإيمانية في أصول مجلس ذكر طريقة السادة القادرية الشرعية.

4ـ النيازية: واشتقت اسمها من الشيخ عبد الرحمن نيازي،المتوفى سنة 1311هـ والذي قدم من تركيا إلى مصر واستوطن بها، وأقام في مدينة الإسكندرية،وهي الآن مقر هذه الطريقة.

  • مراجع للتوسع

  • الموسوعة الصوفية. 
  • الموسوعة الشاملة للفرق والأديان في العالم، أسامة شحادة وهيثم الكسواني. 
  • دراسات في التصوف، للشيخ إحسان إلهي ظهير. 
  • عبد القادر الجيلاني: الشيخ المفترى عليه، للشيخ الأمين محمد الحاج.


  • عبد القادر الجيلاني    (470هـ - 561هـ )
  • القرن السادس الهجري
  • الطرق الصوفية