إغلاق

تابع محتوى الدولة

الدروز

وقت الظهور : القرن الخامس الهجري
  • التعريف
الدروز: فرقة باطنية تؤله الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله الذي يمثل محور العقيدة الدرزية, وقد أخذت جلّ عقائدها عن الإسماعيلية، واتصل بالحاكم، وكان أول من أعلن ألوهية الحاكم، وتنسب فرقة الدروز إلى محمد بن إسماعيل الدرزي المعروف بنوشتكين، وهو من أصل فارسي جاء إلى مصر سنة 408 هـ.
وشاركه في جريمته هذه رجل فارسي أيضًا اسمه حمزة بن علي من أهالي زوزن بإيران. وقد جهر الدرزي بهذه العقيدة أمام الناس في الجامع الأزهر في القاهرة دون انتظار أوامر حمزة، مما ألّب عليه الناس، وهموا بقتله بسبب القول بألوهية الحاكم, فهرب الدرزي إلى بلاد الشام, وظل يدعو إلى عقيدته هناك حتى هلك سنة 410 ﻫ.
وهمّ الناس بقتل حمزة أيضاً لولا تدخل الحاكم. وحمزة الزوزني هو المؤسس الفعلي لعقائد الدروز.
المجتمع الدرزي:
ينقسم المجتمع الدرزي من الناحية الدينية إلى قسمين:
1- روحاني: هو الذي بيده أسرار الطائفة. وينقسم إلى:
أ-رؤساء: بيدهم مفاتيح الأسرار العامة.
ب- عقال أو عقلاء: بيدهم مفاتيح الأسرار الداخلية.
ج- أجاويد: بيدهم مفاتيح الأسرار الخارجية.
2- جثماني: الذي لا يبحث في الروحانيات, إنما يعتني بالأمور الدنيوية وينقسم إلى:
أ‌-   أمراء: هم الذين بيدهم مفاتيح الأسرار الخاصة.
ب- جهال: ويكون بيدهم قبضة السيف والزعامة.
والعقال يجتمعون في أماكن العبادة التي تعرف بالخلوات لسماع ما يتلى عليهم, وبعد تلاوة المقدمات, يخرج من الخلوة الطبقة الدنيا من العقال, ثم بعد تلاوة بعض الرسائل البسيطة التي ليس بها تأويلات تخرج الطبقة الثانية بحيث لا يبقى إلاّ رجال الدرجة الأولى الذين لهم وحدهم الحق في سماع الأسرار العليا للعقيدة, أما الجهال فلا يسمح لهم بحضور هذه الخلوات, أو سماع شيء من كتبهم المقدسة إلاّ في يوم عيدهم الوحيد, الذي يوافق عيد الأضحى عند المسلمين.
ولا يسمح لطبقة الجهال بالانتقال إلى طبقة العقال إلاّ بعد امتحان عسير شاق يقوم على ترويض النفس وإخضاع شهواتها مدة طويلة. وقد يستمر الامتحان أكثر من سنة حتى يثق الشيوخ بأحقية الطالب قبل أن ينتقل من طبقة الجهال إلى طبقة العقال.
والعقال في المجتمع الدرزي يعرفون بعمائمهم ولبس القباء الأزرق الغامق, ويطلقون لحاهم.
والنساء ينقسمن أيضاً إلى عاقلات وجاهلات مثل الرجال, والنساء العاقلات يلبسن النقاب وثوباً اسمه (صاية).
وإذا وجدت هناك عاقلة زوجة لأحد الجهال, فلا يجوز لها أن تخاطبه بشيء من أمور الديانة, ولا تطلعه على شيء منها.

 ومن الناحية الاجتماعية, يسود النظام الإقطاعي الديني, وهم عليه منذ عدة قرون, فالقرى خاضعة لشيخ القرية الذي يختاره الأمير, وشيوخ القرى خاضعون للأمراء الذين يتوارثون الإمارة, لذلك يأبى الدروز منذ عصورهم الأولى الخضوع إلاّ لمشايخهم فقط, ولا يعترفون بسلطة أحد سوى أمرائهم.

  • أبرز الشخصيات

  • الأفكار والمعتقدات

أهم العقائد:

1-   يعتقدون بألوهية الحاكم بأمر الله وهو التجلي الأخير للألوهية عندهم , ولما مات قالوا برجعته آخر الزمان.
2-   إنكار الأنبياء والرسل ونسبتهم إلى الجهل, وتلقيبهم بالأبالسة.
3-   لا يعترفون باليوم الآخر, ولا بالثواب والعقاب في ذلك اليوم, بل يرون أن الثواب والعقاب يكون عن طريق تناسخ الأرواح.

4-   نبيهم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو سلمان الفارسي الذي تناسخت روحه في زمن الحاكم في شخص حمزة.

5-   يعتقدون أن المسيح هو داعيتهم حمزة.
6-   ينكرون القرآن الكريم ويقولون إنه من وضع سلمان الفارسي, ولهم مصحف خاص بهم يسمى المنفرد بذاته.
7-   يعتقدون أن الحاكم أرسل خمسة أنبياء هم حمزة وإسماعيل ومحمد الكلمة وأبو الخير وبهاء.
8-   التستر والكتمان من أصل عقيدتهم, والوقوف مع القوي والمتمكن.
9-   نقض الشريعة, فإن أركان الإسلام وفرائضه استبدلوها بطلاسم كما سيأتي بيانه.

 شعائرهم:

تقوم الشريعة عند الدروز على نقض أركان الإسلام وفرض " سبع دعائم تكليفية " بدلاً منها, وهذه الدعائم هي:
1-   سدق (صدق) اللسان وجعلوها عوض الصلاة.
2-   حفظ الإخوان: وهذا لا يعني الأخوة الإنسانية, بل " الأخ" عندهم هو من يشاطرهم هذه الخصال. وجعلوها عوض الزكاة.
3-   ترك ما كان عليه الموحدون وما اعتقدوه من عبادة العدم والبهتان: أي أن كل عبادة تقدم لسوى الحاكم لا تصادف إلاّ عدما. وجعلوها عوض الصيام.
4-   البراءة من الأبالسة والطغيان – ويقصدون الأنبياء – وجعلوها عوض الحج.
5-   التوحيد للمولى في كل عصر وزمان وجعلوها عوض الشهادتين.
6-   الرضا بفعله كيفما كان وجعلوها عوض الجهاد.
7-   التسليم لأمره في السر والحدثان وجعلوها عوض الولاية.

 1-   الشهادتين في نظر الدروز تدلان على عبادة الحاكم وعلى أئمة دعوة الدروز, ولا يقصد بها ما يقصده أهل السنة ولا الاسماعيلية.

موقفهم من العبادات الشرعية: 

2-   الصلاة هي صلة قلوب الدروز بعبادة الحاكم على يد خمسة حدود, وهذه هي الصلاة الحقيقية في نظرهم.
3-   الزكاة عندهم هي عبادة الحاكم, وتزكية قلوبهم وتطهيرها وترك ما كانوا عليه.
4-   الصوم هو صيانة قلوبهم.
5-   الحج أيضاً صار له معنى مختلف وهو توحيد الحاكم.
6-   أما الجهاد فقد أسقطوه عن الناس, لأن الجهاد الحقيقي – كما يزعمون – هو السعي والاجتهاد في توحيد الحاكم ومعرفته وعدم الإشراك به.
وهكذا فإن هدم الشريعة الإسلامية هو الهدف الأول والأخير لجميع الفرق الباطنية, وفي مقدمتهم الدروز, لذلك ليس بمستغرب أن يقول حمزة الزوزني زعيمهم في رسالة "التحذير والتنبيه": ((أنا ناسخ الشرائع ومهلك أهل الشرك والبدائع, أنا مهدم القبلتين, ومبيد الشريعتين ومدحض الشهادتين)).

الزواج والطلاق والوصية:

الزواج: توجب التعاليم الدرزية على الرجل أن يساوي المرأة بنفسه إذا أراد الزواج منها، وينصفها من جميع ما في يده.
الطلاق: وإذا طلق الدرزي زوجته فلا يجوز له أن يتزوجها مرة أخرى، سواء بمحلل أو غير محلل, فهم لا يميزون بين الطلاق الرجعي, والطلاق البائن بنوعيه بينونة صغرى وبينونة كبرى، بل الطلاق عندهم طلاق واحد, ولا يجوز بعده أن يرجع الرجل إلى مطلقته.
ويرى بعض الدروز كما جاء في كتاب "الدروز والثورة السورية" لكريم ثابت أن المقصود من الزواج هو إيلاد البنين فقط, لا اقتضاء الشهوة, ومتى صار للرجل من زوجته أربعة أولاد إذا كان غنياً, وإذا كان فقيراً حتى لا يكون ضيق عليه في تقديم لوازم المعيشة, فيجب عليه حينئذ أن يبتعد عن زوجته بقية العمر.
لكن سعيد الصغير في كتابه (بنو معروف – الدروز) يقول: وهذه القاعدة لا يحافظ عليها إلاّ أفراد قلائل من عقالهم الذين يعتبرون أن الزواج لحفظ النسل فقط.
ولا يجوز عندهم زواج الدرزية من غير الدرزي. ولا زواج الدرزي من غير الدرزية, فإن حدث فإنه يكون باطلاً, ولا يجوز عندهم أيضا تعدد الزوجات، بل يجب الاقتصار على زوجة واحدة.
الوصية: الوصية عند الدروز تجوز بجميع المال لوارث ولغير وارث، فللدرزي أن يوصي قبل موته بأملاكه لمن يشاء، ولكن بشرط أن تكون الوصية بالمال الذي اكتسبه بسعيه هو نفسه، أما إذا كان قد ورثه فلأولاد الموصي أن يطلبوا القسمة إن كان قد ورث ما في يده عن آبائه، لأن ذلك – ما للبيت – تستوي فيه الأصول والفروع، فإن كان قد اكتسبه بسعيه لم يكن لهم ذلك، لأن مال الشخص ينفرد فيه بنفسه.
ويطلب من الدروز أن يوصوا بجزء من أموالهم، وخاصة الموسرين منهم, لعقّالهم ومساكينهم.

  • الانتشار

أ-فلسطين: 
  • يتواجد الدروز حالياً في الجليل في شمال فلسطين وجبل الكرمل، وهي جزء من المناطق التي احتلها اليهود سنة 1948. ويقدر عددهم بـ 90 ألفاً.
  • وغني عن القول أن العلاقات التي تربط اليهود بالدروز في فلسطين هي علاقات وثيقة، ولا يجد الدروز حرجاً بانتمائهم إلى (إسرائيل) وهذا ما جعل اليهود يجندون الدروز في الجيش الإسرائيلي، لأنهم يعلمون ولاءهم. وهذا ما تدل عليه مجريات الانتفاضة حيث كثيراً ما يكون قمع المواطنين الفلسطينيين المسلمين على أيدٍ درزية، وقد مات بعض الجنود من الدروز في الجيش الإسرائيلي في مواجهات الانتفاضة.
ب- الأردن:
  • يتركز الدروز في منطقة الأزرق غرب الأردن، وهي منطقة صحراوية قليلة السكان، كما أنهم يتواجدون في مناطق الزرقاء والرصيفة وعمّان وأم القطين، ويقدر عددهم بـ 12 – 15 ألف شخص.
  • وبدأ ارتباط الدروز بالأردن في العقود الأخيرة للقرن التاسع عشر باعتبار أن المنطقة –جغرافيا – لم تكن مجزأة، وكانت منطقة الأزرق لقربها من أراضي جبل الدروز تتبع له.
  • وكان توافد الدروز إلى الأردن يتزايد بسبب سوء الأوضاع في ظل الاستعمار الفرنسي لسوريا ولبنان حيث موطن الدروز.
ج-لبنان:
  • يتركزون في جبل الدروز (جبل حوران) ويقدر عددهم بـ 200 ألف شخص. ومن عائلاتهم البارزة آل أرسلان وآل جنبلاط وآل يزبك.
د-سوريا:
  • يتواجدون بشكل خاص في هضبة الجولان المحتلة وفي محافظة السويداء وجبل الدروز ويقدر عددهم بـ 300 ألف. ومن عائلاتهم البارزة آل الأطرش في جبل الدروز وآل كنج في الجولان.

  • مراجع للتوسع

1-   الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة: الندوة العالمية للشباب الإسلامي في الرياض، طبعة سنة 1989 (ص 223-227).
2-   دراسات في الأديان والفرق: د. سعيد البيشاوي وآخرون (ص127).
3-   الموحدون عرب مسلمون … لا دروز: زيد علي سكيكر.
4-   الأديان والفرق والمذاهب الإسلامية: عبد القادر شيبة الحمد (ص85) .
5-   عقيدة الدروز عرض ونقد: الدكتور محمد أحمد الخطيب.
6-   رؤية إسلامية في الصراع العربي الإسرائيلي: محمد عبد الغني النواوي (الجزء الأول: مؤامرة الدويلات الطائفية).

7-   بنو معروف في واحة بني هاشم (ص262): تيسير أبو حمدان.


بطاقة الدروز

  • محمد بن إسماعيل الدرزي المعروف بنوشتكين    ( - 411 )
  • القرن الخامس الهجري
  • الإسماعيلية