كيف فتح المسلمون جزيرة مالطا؟ (2)مقالات


محاولة فتح مالطا من جديد:

• حاول العثمانيون كف أذى "فرسان الإسبتارية" عن طريق دخول حصنهم المنيع في مالطا، وسيَّروا جيشًا ضخمًا في عام 1565 م لغزو الجزيرة، وتحصن الفرسان بالجزيرة، فحاصرها العثمانيون من 18 مايو 1565 لـ 8 سبتمبر 1565 م، وقد استطاع العثمانيون تدمير إحدى القلاع الثلاثة المحصنة التي تحمي الميناء الأساسي للجزيرة والاستيلاء عليها بعد أعنف عملية قصف في التاريخ حتى ذلك اليوم، وعندما وجد ملوك أوروبا أن "مالطا" توشك أن تقع في أيدي العثمانيين أرسلوا إمدادات أوروبية من جنوبي إيطاليا، للشد من أزر الفرسان، واستطال الحصار أكثر مما توقعته الحملة العثمانية، وبدأت الأمراض تتفشَّى في الجيش العثماني، ومع تزايد الخسائر نتيجة الهجمات العنيفة المتتالية على قلاع الجزيرة واستعصاء الفتح... ومِن ثَمَّ وصول إمدادات أوروبية أكبر، قرر "بيالي باشا" رفع الحصار وانسحاب الأسطول العثماني خشية أن يُحاصَر هو في الجزيرة، وقد فاز الفرسان في هذا الحصار الذي أصبح من أكثر المعارك دموية في التاريخ، وكان يحتفل بذكراه في أوروبا في القرن السادس عشر.

• وبقيام الثورة الفرنسية 1789 م وغزوها إيطاليا فَقَدَ الفرسان الصليبيون ممتلكاتهم وامتيازاتهم في فرنسا وإيطاليا وانتهى بهم الأمر بفقد مقرِّهم في جزيرة مالطة نفسها وطردهم منها على يد "نابليون" أثناء حملته على مصر عام 1798 م.

• ولأن بريطانيا هي العدوُّ التقليدي لفرنسا الجمهورية؛ فقد عملت من أجل تشكيل وقيادة تحالف وثيق مع نابولي وروسيا من أجل محاصرة القوات الفرنسية في "مالطا"، الأمر الذي أفضى إلى قيام قائد القوات الفرنسية "قوبوا" بالاستسلام بعد عامين لقوات التحالف، الذي تقوده بريطانيا، وكان متوقعًا أن تقوم بريطانيا بإعادة "فرسان القديس يوحنا" إلى "مالطا" كما كانت قد وعدت؛ لكن بريطانيا التي تيقَّنت من أهمية "مالطا" العسكرية والاستراتيجية بالنسبة للإمبراطورية البريطانية ومستعمراتها في الشرق؛ رفضت بشكل تام الانسحاب منها، واستمرت مالطا تابعة للتاج البريطاني منذ سبتمبر 1800م، حتى حصلت مالطا على الاستقلال في 21 سبتمبر عام 1964م[1].

 

مالطا.. بلد إسلامي ضائع:

خضعت "مالطا" لسيطرة المسلمين في عهد (دولة الأغالبة) في القرن الهجري الثالث، وكانت قاعدة عسكرية وحضارية إسلامية مهمة في البحر المتوسط، قبل أن تضيع من أيدي المسلمين مع سقوط الأندلس بيد الأوروبيين في نهاية القرن الخامس الهجري.

• يرجح المؤرخون أن دخول الإسلام "مالطا" تم على الأرجح في وقت ولاية "الأغالبة"، حيث تمكنوا من فتحها عام 255 هـ.

• بفتح مالطا تأكدت سيطرة المسلمين الكاملة على المضايق الواقعة بين صقلية وإفريقية.

• نظرًا لأهمية الجزيرة أنشأ "الأغالبة" دارًا لصناعة السفن من أشجار الصنوبر التي تكثر بها، وصيَّروها قاعدة بحرية في البحر المتوسط.

• بقيت مالطا تحت سيطرة "بني زيري" أصحاب إفريقية حتى سنة 483 هـ.

•  كان - خلال العهد الإسلامي - أكثر سكان الجزيرة من المسلمين، حيث أسلم سكانها اختيارًا؛ لما رأوه من حسن معاملة المسلمين لهم، وبقيت بأيدي المسلمين نحو 220 سنة.

•  حاول العثمانيون كف أذى "فرسان الإسبتارية" عن طريق دخول حصنهم المنيع في مالطا، وسيَّروا جيشًا ضخمًا في عام 1565 م لغزو الجزيرة؛ لكن حصار الجزيرة فشل لتفشِّي الأوبئة في الجيش العثماني.

• احتل الفرنسيون مالطا عام 1798 م، فالبريطانيون عام 1801 م، ثم حصلت مالطا على الاستقلال في 21 سبتمبر عام 1964م.

• خضعت "مالطا" لسيطرة المسلمين في عهد (دولة الأغالبة) في القرن الهجري الثالث، وكانت قاعدة عسكرية وحضارية إسلامية مهمة في البحر المتوسط، قبل أن تضيع من أيدي المسلمين مع سقوط الأندلس بيد الأوروبيين في نهاية القرن الخامس الهجري.

 

[1] الصراع الفرنسي البريطاني على مالطا 1798 - 1801 م، د. يوسف حسين عمرو، مجلة جامعة الأقصى، تصدر عن عمادة البحث العلمي - جامعة الأقصى، فلسطين، 20 (2)، 2016 م، صـ175.