كيف وصل الإسلام إلى جزيرة رودس؟ (2)مقالات


الاحتلال الإيطالي لرودس:

في عام 1912 م، استولت إيطاليا على "رودس" من العثمانيين خلال الحرب الإيطالية التركية، وقد نجا سكان الجزيرة المسلمون من "تبادل الأقليات" بين اليونان وتركيا، الذي حدث أثناء تقسيم تركة "الدولة العثمانية" من جانب دول أوروبا، وتم إعطاء "رودس" وبقية "جزر دوديكانيز" لإيطاليا في "معاهدة أوشي"، حيث تنازلت تركيا عنها رسميًّا إلى إيطاليا بموجب "معاهدة لوزان" لعام 1923 م، وقام الإيطاليون بهدم كثير من المساجد العثمانية الأثرية وتحويلها لكنائس وكاتدرائيات، واستمرت في حوزتهم أكثر من ثلاثين عامًا من حكم المملكة الإيطالية.

 

الاحتلال اليوناني للجزيرة:

بعد هزيمة إيطاليا في الحرب العالمية الثانية، وفي معاهدات باريس للسلام، اتحدت "رودس" مع "جزر دوديكانيز" الأخرى مع اليونان في فبراير 1947 م، وأُجبر 6000 مستعمر إيطالي على التخلي عن الجزيرة وعادوا إلى إيطاليا، وواصل اليونانيون إمحاء أي أثر إسلامي بالجزيرة، إلى جانب اضطهاد أقليتها المسلمة نتيجة التوترات والمنازعات المستمرة بينها وبين تركيا.

 

عدد المسلمين برودس حاليًّا:

يوجد في رودس أقلية تركية مسلمة، تضم مسلمين يونانيين اعتنق أسلافهم من "كريت" و"دوديكانيز" الإسلام في العصر العثماني، وعلى الرغم من كونهم رعايا عثمانيين، لم تكن هناك حاجة لعملية التبادل السكاني بين عامي 1923 و1924 م، واستبدالهم بمواطنين مسيحيين من مواطني تركيا، كما حدث في "كريت" و"أرمينيا" و"مقدونيا" وأجزاء أخرى من شمال اليونان؛ لأنه على عكس هذه المناطق، فإن رودس و"جزر دوديكانيسيا" كانت تحت الإدارة الإيطالية في ذلك الوقت، في الوقت الحالي المسلمون يتجمَّعون حول "الرابطة التركية لرودس" (بالتركية: Rodos Türk Derneği)، وتقدر الإحصائيات الرسمية عددهم بـ3500 ساكن مسلم الذين يتجمَّعون ويمثلون الرابطة بالجزيرة، بينما المرجح أنه قد يصل عدد الأتراك في "رودس" إلى 4000 تركي مسلم[1].

 

• غزو العرب لجزيرة رودس تم منتصف القرن الأول الهجري عام 46 هـ أثناء إرسال الخليفة "معاوية بن أبي سفيان" عامله "معاوية بن حديج" لغزو جزيرة صقلية ورودس.

• يورد "ابن كثير " في "تاريخه" في أحداث سنة 53 هـ (673 م) توجه حملة بقيادة "جنادة بن أبي أمية الأزدي" في زمن الخليفة "معاوية بن أبي سفيان" رضي الله عنه إلى "رودس" و"أرواد" ثم "كريت"، لفتحها.

• استولى المسلمون على كلٍّ من جزيرة "قبرص" و"رودس" وذلك خلال حملات عديدة أثناء القرن الأول الهجري واتخذوهما قاعدتين هامتين وجهوا منهما الحملات البحرية على أملاك الدولة البيزنطية.

• اكتسبت "رودس" أهميتها من قربها الشديد لسواحل البيزنطيين، وقد أقام فيها "معاوية بن أبي سفيان" حامية ثابتة، وزوَّدها بأسطول مقيم على ساحل الجزيرة  بهدف شل حركات أساطيل البيزنطيين.

• كانت للمسلمين برودس أموال كثيرة وزراعات غزيرة؛ ولكن "يزيد بن معاوية بن أبي سفيان" أعاد المسلمين من الجزيرة في فترة ولايته خوفًا من تكالب الروم عليهم.

• استولى "فرسان القديس يوحنا" على "رودس" من المسلمين، وكانوا يهددون الأساطيل التجارية المسلمة؛ لذا فكر العثمانيون في فتح الجزيرة من جديد، وقاموا بمحاولات عديدة لاقتحامها.

• في عهد السلطان "سليمان القانوني" نجح المسلمون في فتح "رودس" عام 929 هـ / 1522 م بعد حصار دام نحو خمسة أشهر، وطرد منها "فرسان الصليب".

• اشتهر حصار السلطان "سليمان" لرودس بما أطلق فيه من الكرات الحجرية الضخمة (المنجنيق)، وما وُضع من اللغوم المخربة في أماكن كثيرة.

•  بقيت جزيرة رودس في حوزة العثمانيين لما يقرب من أربعة قرون إلى أن احتلها الإيطاليون في سنة 1912 م.

• قام الإيطاليون ومن بعدهم اليونانيون بمحو أي أثر إسلامي على أرض الجزيرة.

• يقدر عدد المسلمين الأتراك في الجزيرة في الوقت الحالي بحوالي أربعة آلاف مسلم.

 


[1]  Ürkek bir siyasetin tarih önündeki ağır vebali: Oniki ada : hatalı kararlar, acı kayıplar, Babıali Kültür Yayıncılığı, 2017, P. 17.