اليونان: دولة تقع في جنوب شرق أوروبا، تحتل موقعاً إستراتيجيًّا على مفترق الطرق بين أوروبا وآسيا وإفريقيا، وتقع على الطرف الجنوبي من شبه جزيرة البلقان، وتشترك في الحدود البرية مع ألبانيا إلى الشمال الغربي، ومقدونيا الشمالية وبلغاريا إلى الشمال، وتركيا إلى الشمال الشرقي، وتبلغ مساحتها 131.957 كلم2، ويتجاوز عدد سكانها 10.64 مليون نسمة.
يبلغ مجمل طول الساحل اليوناني حوالي 15,000 كلم، وتبلغ مجمل حدود اليونان البرية 1,160 كلم، وما يقارب من 80% من مساحتها عبارة عن مرتفعات جبلية تجعل اليونان من أكثر بلاد أوروبا ارتفاعاً عن مستوى سطح البحر، ويحتوي غرب اليونان على عدة بحيرات، وينقسم مناخها إلى: مناخ البحر المتوسط، والمناخ الألبي، والمناخ المعتدل، وهي دولة ذات اقتصاد متطور ومستوى معيشي مرتفع، واقتصادها هو الأكبر في منطقة البلقان.
التاريخ اليوناني هو واحد من أطول تواريخ البلدان، وتعتبر اليونان مهد الحضارة الغربية، وقد سيطر العثمانيون عليها في القرن الرابع عشر الميلادي، ثم جاءت "حرب الاستقلال اليونانية" ضد الإمبراطورية العثمانية بين عامي 1821 و1832، وانتهت إلى تأسيس "المملكة اليونانية"، وتتالت بعد ذلك أحداث كثيرة.
وإلى جانب أغلبية السكان اليونانية، تحوي اليونان أقلياتٍ عرقية عديدة، مثل الألبانية والأرمنية والبلغارية والسلافية والتركية، إضافة إلى جاليات ألبانية وبوسنية وعربية، وتعتبر اللغة اليونانية اللغة الرسمية والأولى في هذه الدولة، ويعود تاريخها إلى حوالي 3500 سنة، واللغة المتداولة الآن هي اليونانية الحديثة.
يدين معظم سكان اليونان بالديانة النصرانية الأرثوذكسية، ويضمن الدستور اليوناني حرية الأديان، ولا يحدد ديناً رسميًّا للدولة، ولكنه يشير إلى مركز الأرثوذكسية المهم في المجتمع اليوناني.
ويرتبط وجود المسلمين في اليونان تاريخيًّا بقدوم جيوش المسلمين إلى جزيرة رودوس أول مرة عام 654م ثم عام 658، ويعتبر هذا أول لقاء بين المسلمين وأوروبا، ثم فتح الأندلسيون الأمويون في عام 827 جزيرة كريت التي أصبح أغلب سكانها مسلمين في القرن العاشر الميلادي، وقد سجل الإسلام انتشاراً واسعاً في كل مدن اليونان خلال الحقبة العثمانية.
ويوجد اليوم في اليونان خمس مجموعات سكانية مسلمة، وهي: أتراك غرب منطقة تراقيا، وبوماك "رودوب اليونانية"، وألبان شمال غرب اليونان، وأتراك رودوس وكوس، إلى جانب الغجر الروما المسلمين، ثم تشكلت في الأعوام الأخيرة (خاصة بعد 1990) أقلية مسلمة أخرى تتألف أساساً من المهاجرين الذين قدموا إلى اليونان.
ووفقاً للقانون اليوناني المتعلق بإجراء الإحصاء السكاني لعام 1951، لا نجد ذكراً لتصنيف السكان الديني أو القومي أو اللغوي، ولهذا يصعب تحديد أعداد المسلمين بدقة، ولكن وفقاً للمعطيات المتوفرة فإن عدد المسلمين في اليونان (من حاملي الجنسية اليونانية والمقيمين) قد قُدِّر في عام 2008 بحوالي 350.000 مسلم، أو 3.1% من مجموع السكان، وقد توصل إلى قريب من هذا العدد مؤلف كتاب "أقليات إسلامية منسية": 320.000 مسلم على الأقل، ويتحدث المسلمون من حاملي الجنسية اليونانية باللغة التركية في أغلبهم، وهناك حوالي 20 ألفاً من مسلمي اليونان من البوماك (مسلمون بلغار)، وجميعهم من أهل السنَّة تقريباً، وهناك بكتاشية باطنيون (نُصيريون) ونسبة من الشيعة القزلباش، وبناءً على ذلك نتوصل إلى أنه لا يوجد في هذا البلد مسلمون من أصل يوناني إلا من اعتنقوا الإسلام بإرادتهم، علماً بأن أعداد المسلمين المذكورة تقديرية، فهناك الكثير من المسلمين المهاجرين لا يتم التطرق إليهم عند الحديث عن المسلمين في اليونان، بل يتم التحدث عنهم من الناحية القومية، كما أن إحصاءهم فيه صعوبة بسبب خروج الكثيرين منهم من اليونان طوال السنوات الماضية، وقد تسبب خروجهم في انخفاض أعداد المسلمين هناك، ويضاف إلى ذلك قتل وتهجير مئات الآلاف من مسلمي اليونان إلى خارج أراضيهم قديماً أثناء الحروب والمجازر التي اتخذت ضدهم، فقد قام اليونانيون خلال ما يسمى بحرب الاستقلال اليونانية بمجازر كبيرة بحق المسلمين، وقد أعلنت بعض المناطق اليونانية قضاءها على جميع المسلمين الموجودين فيها، وقد قُتل في هذه المجازر عشرات الآلاف من المسلمين، ويذكر المؤرخون أنه قُتل في مجزرة شبه جزيرة بيلوبونيز ما بين 15-20 ألف مسلم بدعم من كنائس المنطقة، وأسفرت مجزرة نافرين (أغسطس 1821) عن مقتل سكان مدينة نافرين البالغ عددهم 30.000 مسلم، ما عدا 160 مسلماً منهم تمكنوا من الهرب، على الرغم من الاتفاق المسبق على تهجير شعب نافرين إلى مصر.. وغيرها من المجازر العديدة التي ارتكبها اليونانيون في أراضي المسلمين..
هناك الكثير من المساجد والمصليات في أرجاء اليونان، خصوصاً في منطقة تراقيا، وقد كانت أثينا العاصمة الوحيدة من بين عواصم بلدان أوروبا التي تخلو من وجود مسجد جامع، وإن كان فيها مصليات كثيرة، وبعد سنوات من التأجيل نتيجة الروتين وتقليص الإنفاق ومعارضة عدة منظمات، افتتح أول مسجد بتمويل حكومي في أثينا (منذ عام 1833) أبوابه أمام المصلين في شهر نوفمبر 2020.
ومن الأمور المتعلقة بأوضاع المسلمين هناك: إلغاء البرلمان اليوناني للنظام الخاص بالمسلمين الذي يعتبر الشريعة الإسلامية مرجعاً للفصل في شؤون الطلاق والزواج والإرث بين المسلمين، في يناير 2018، ووفق القانون الجديد، أصبحت المحاكم المدنية مسؤولة عن تسوية شؤون الزواج والطلاق والإرث بين المسلمين، وأصبح اللجوء إلى الشريعة الإسلامية كمرجع لحل مسائل الأحوال الشخصية غير ممكن إلا في حال موافقة كل الأطراف المعنية، وللمسلمين هناك دُور إفتاء خاصة بهم، وقد أشارت دراسة أصدرها البنك الأهلي اليوناني (2003) إلى أن المسلمين المهاجرين أصبحوا يشكلون ما يقارب من 10% من القوة العاملة في اليونان، وهم يواجهون تحديات في مجال حيازة الأراضي والأوقاف والتربية والتعليم وبعض التصريحات المعادية للمسلمين، وغيرها.. والحديث يطول عن أوضاع المسلمين هناك قديماً وحديثاً، وعن تاريخ الإسلام في هذا البلد وتأثيره عليه، فينظر للمزيد على سبيل المثال كتابا: الإسلام والمسلمون في اليونان من ظهور الإسلام حتى العصر الحاضر، تاريخ العلاقات الإسلامية اليونانية وأحوال المسلمين في اليونان.
شريحة الدخل incomeLevel
المساحة (كيلومتر مربع) AG.SRF.TOTL.K2
تعداد السكان SP.POP.TOTL
نصيب الفرد من إجمالي الدخل القومي بالدولار الأمريكي NY.GNP.PCAP.PP.CD
يبلغ عدد سكان اليونان 10,820,883 نسمة بحسب إحصائية البنك الدولي لعام 2015
تبلغ مساحة اليونان 131,960 كيلو متر مربع بحسب إحصائية البنك الدولي لعام 2016
يبلغ عدد المسلمين في اليونان 610,000 شخص وبنسبة 5.3% من إجمالي السكان