كيف دخل الإسلام جورجيا؟ (2)مقالات


احتلال الروس لجورجيا:

لما ضعفت الإمبراطورية العثمانية بدأ قياصرة روسيا التدخُّل في أملاكها، وأعلنوا الحماية على بلاد القفقاس، بما فيها جورجيا في سنة (1198هـ - 1784 م)، ثم أعلنوا ضمَّها إليهم في (1225 هـ -1800 م) بعد حرب خاضتها روسيا ضد العثمانيين والشيشان وداغستان، وأخيرًا أصبحت جورجيا جمهورية فيدرالية ضمن الاتحاد السوفيتي في سنة (1346 هـ - 1922 م).

وقد أقامت روسيا حربًا صليبية ضد الإسلام والمسلمين، وعمدت إلى كل وسيلة لتنصير المسلمين بالمنطقة، أما الذين يرفضون التنصير فإنهم كانوا يلاقون الطرد من البلاد؛ ولذا كثُرَ الفارُّون من "الأبخاز" و"الشراكسة" و"الأباظة" و"الداغستان" إلى تركيا ومنها إلى كافة الأراضي الإسلامية، وقد اشتهر الكثير من أسرة "الأباظة" في مصر في القرن العشرين، کما عُرِفَ كثير من "الداغستانيين" في الحجاز.

استقلال جورجيا وظهور حركات انفصالية:

قبل وقت قصير من انهيار الاتحاد السوفيتي، أعلنت جورجيا استقلالها عنه عام 1991 م.

وقد كانت جمهوريات "أبخازيا" و"أجاريا" و"أوسيتيا الجنوبية"، تتمتع بالحكم الذاتي وقت احتلال الروس، وعند استقلال جورجيا سادت حالة من الاضطرابات والمنازعات بين جورجيا وهذه الجمهوريات المستقلة، تدخلت فيها روسيا من أجل زيادة التوتر للجمهورية الوليدة، وتصدير المشاكل لها، إلى جانب التدخل في شئونها السياسية، وهذه المناطق يتركز بها عدد لا بأس به من المسلمين؛ ولكنهم مُهَمَّشون، لم يعد لهم نفوذ، خاصةً بعد السيطرة الروسية الأخيرة على تلك المناطق.

 

• عرفت منطقة "جورجيا" في المصادر العربية باسم "بلاد الكرج"، وبعد أن تم تنصيرهم في القرن الخامس عشر الميلادي عرف الكرج بالجيورجيين نسبةً إلى القديس "سانت جورج".

• تم فتح مدينة "تفليس" عاصمة "جورجيا" في عهد مبكر جدًّا، وذلك في عهد الخليفة الراشد "عمر بن الخطاب" سنة 20 هـ - 639 م على يد "عياض بن غنم".

• في عهد الخليفة الراشد "عثمان بن عفان" سنة 31 هـ، تمرَّد أهل تلك المنطقة ثانية، فأرسل إليهم "حبيب بن مسلمة الفهري" الذي أعاد فتح بلاد الكرج وأرمينية.

• لما انتقضت هذه المناطق أعاد فتحها "محمد بن مروان" الأمير الأموي الشجاع بأمر من الخليفة "عبد الملك بن مروان".

• في عهد العباسيين أطلق على تلك المنطقة اسم "الثغور" لمواجهتها للروم، وحكمتها أُسَر محلية تدين بالولاء للعباسيين.

• كانت أسرة "بني ساج" من "آل شيبان" من الأُسَر المرموقة في هذه المناطق، والتي تولت الإمرة لعدة قرون من الزمان.

• توالى على حكم جورجيا السلاجقة في النصف الثاني من القرن الخامس الهجري، فالمغول المسلمون، فالتركمان، فالعثمانيون.

• لما ضعف العثمانيون تقاسمت روسيا أملاكها بتلك المنطقة، وأعلنوا الحماية على بلاد القفقاس، بما فيها جورجيا في سنة (1198هـ - 1784م).

• أقامت روسيا حربًا صليبية ضد الإسلام والمسلمين بجورجيا، وعمدت إلى كل وسيلة لتنصير المسلمين، وإبادة من رفض التنصير من مسلميها.

• مع استقلال جورجيا عام 1991 م، ظلَّ هناك عدد من المناطق التابعة لها تتمتع بالحكم الذاتي، وهي: جمهوريات "أبخازيا" و"أجاريا" و"أوسيتيا الجنوبية" ذات الوجود الإسلامي.