كيف دخل الإسلام الفلبين؟ (2)مقالات


إمارات إسلامية على جزر الفلبين:

كان للعلماء والدعاة دور كبير في نشر مبادئ الإسلام من خلال قيام الممالك الإسلامية في جزر الفلبين، ومن أهمها:

1- سلطنة إسلامية في صولو: يقودها سُلطان رجا باغنداء.

2- سلطنة إسلامية في منداناو: بزعامة الشريف محمد علي كابونسوان.

3- سلطنة إسلامية في راناو: يقودها أحفاد محمد علي كابونسوان.

4- مملكة إسلامية في سيبو: يقودها الملك هومابون.

5- الإمارة الإسلامية في ماكتان: يقودها الأمير لابو لابو.

6- الإمارة الإسلامية في بوهول: يقودها الأمير سيكاتونا.

7- الإمارة الإسلامية في كافيل: يقودها الأمير كالانسياو.

8- الإمارة الإسلامية في إيلوا يلو: يقودها الأمير داتوفو تئ.

9- الإمارة الإسلامية في فاناي.

10- الإمارة الإسلامية في مانيلا (أمان الله): يقودها الأمير سليمان.

11- الإمارة الإسلامية في توندو: يقودها الأمير لاكاندولاء.

12- الإمارة الإسلامية في فانجغاسينان: تقودها الأميرة أوردوها[1].

 

سلطنة صولو الإسلامية:

وتشمل أرخبيل صولو وإقليم صباح وجزر باسيلان وتاوي تاوي وبلاوان وزانبوانجا الشمالية والجنوبية، وتمتد جزر صولو في جنوب الفلبين، وتشكل شريطًا من الجزر يزيد عددها على المئات، وعاصمة هذه الجزر "أوسولو" الواقعة على الجزيرة التي تحمل اسمها، وتعد "بوانسا" قاعدة صولو قديمًا هي أول جزر صولو التي دخلها الإسلام، على أثر وصول عدد من الدعاة العرب المسلمين ذكرت المصادر أسماءهم متفرقة ومجتمعة، وهو يدلل على أن المنطقة كانت مَوْطِئ أقدام كثير من الدعاة المسلمين الذين أخذوا على عاتقهم إيصال رسالة الإسلام إلى تلك الجزر، فمن هؤلاء الدعاة شخص يطلق عليه "توان[2] مشايخة" Tuan Masha'ika والذي نشر الإسلام في الجزيرة، وذكرت مصادر أخرى شخصًا يُدعى "توان مقبالو"، توفي عام 710 هـ، وقيل: وصل الشيخ "كريم مخدوم" وبنى مسجدًا وقام بالدعوة بين أبناء الجزيرة.

وقيل: وصل إلى صولو قائد مسلم يدعى "راجا باغيندا"[3] قادمًا من سومطرة في عام (۱۳۹۰م)، ولم يكن محل ترحيب من قبل أهل صولو في بداية الأمر، ولكنهم لما علموا إن مجيئه إلى أرضهم كان لأغراض سلمية تعاونوا معه.

وقد أخذ "راجا باغيندا" ينشر الإسلام، وتم اختياره حاكمًا على صولو وعمل على تأسيس حكومة إسلامية في صولو؛ وبهذا أخذ الإسلام ينتشر في الجزر المحاورة، ويكتسب مزيدًا من المعتنقين للإسلام[4].

ويُدلل على أهمية الإمارة التي أنشأها "راجا باغيندا" أنه بعد خمس سنوات من إقامة "راجا باغيندا" حكومته قام حاكم "جاوا" بإندونيسيا بإرسال وفد إلى صولو بناءً على علاقات الحاكم واتصالاته المستمرة بأهل الجزر الأخرى[5].

وفي عام (1450م)، وصل إلى جزيرة سولو الداعية "السيد أبو بكر" قادمًا من سلطنة "ملقا" في ماليزيا، وانضم إلى "راجا باغيندا"، وتزوج ابنته ثم ورثه في الحكم وأسس حينها أول مملكة ذات نظام سياسي إسلامي متكامل، ومن صولو امتدت المملكة حتى شملت مدينة "زامبوانجا" Zamboanga، وعرف باسم مولانا السلطان "شريف الهاشمي"، وقد تأسست في عهده المدارس الإسلامية وطبقت تعاليم الشريعة الإسلامية وأرسل ممثلين مسلمين له إلى الصين، واستمر في السلطة ثلاثين عامًا، ثم ورثه ابنه "كمال الدين"، ثم ابنه الثاني السلطان "علاء الدين"، وهكذا استمرت السلطة في أيدي السلاطين من أبناء وأحفاد السلطان (أبي بكر)، حتى السلطان (جمال الكرام)، الذي تولى السلطة في صولو من عام (1884م)، حتى عام (1936م)[6].

 

سلطنة منداناو الإسلامية:

تشمل جزيرة منداناو منطقة "لاناو"، و"كوتاباتو"، و"داباو"، والجزر المجاورة.

ويرجع تاريخ دخول الإسلام إلى منداناو إلى عام 1475 م، وكان أهم من وطِئَها من الدعاة "الشريف محمد كابونسوان"، الشقيق الأصغر لسلطان صولو "أبي بكر"، جاءها من مملكة "جوهور" بماليزيا، وكان قد سبقه "شريف أوليا" إلى المنطقة بمدة زمنية ليست بقصيرة، وعمل على نشر الإسلام في المنطقة، إلا أنه لم يؤسس سلطنة ذات طابع سياسي متكامل كالتي أسسها "كابونسوان"، ونجد أن "كابونسوان" قابل في "ماندناو" - بعد مجيئه - زعيمين محليين من زعماء المسلمين بالمنطقة هما "تابوناواي" وأخوه "مامالو"؛ دلالةً على دخول الإسلام الجزيرة في فترة مبكرة[7]، وبعد أن استقر "شريف كابونسوان" في "منداناو" بدأ يوطد سلطته في المنطقة، ويقوم بنشر الدعوة الإسلامية، وتوسيع رقعتها على حساب المناطق المجاورة في أجزاء مختلفة من منداناو، واستطاع تحويل جميع سكان منداناو إلى الدين الإسلامي في فترة وجيزة، وخضع له الكثير من حكام المناطق المجاورة مثل (متامفاي، سلانجان، سيموآي، کاتينوان)، ثم تقدم نحو "وادي بوياءن" وعلى طول هذا الساحل إلى "ملا بانج" ليوسع حدود سلطنته[8].

 

إمارة مانيلا الإسلامية:

وتشمل العاصمة الحالية "مانيلا" والمناطق التابعة لها؛ حيث انتشر الإسلام فيها عن طريق جهود تجار "بروناي دار السلام" الذين استوطنوا شواطئ نهر "فاسيغ" و"نهر فامبانجا"، ولقد انتشر الإسلام بسرعة فائقة في المنطقة وتسمى أهلها بأسماء إسلامية، وتؤكد الدراسات التاريخية أن حاكم إسبانيا العام في الفلبين "فرنسسكو دي ساندي" كان يكتب لملك إسبانيا يثبت له أن مسلمي بورنيو كانوا أكثر الرجال الذين يقومون بنشر الإسلام في جزر الفلبين؛ ولذا عليه أن يحتل منطقة أتشيه الواقعة في بورنيو لإيقاف إرسال الدعاة إلى الفلبين[9]، وبذلك كان الإسلام منتشرًا مستقرًّا له أسلوب حكم وإدارة في معظم جزر الفلبين عند مجيء الحملة الإسبانية الأولى إلى المنطقة بقيادة الملاح "فرديناند ماجلان".

وهذا ما أشار إليه القس "ميغيل برنالد" بقوله: "إن المسلمين في وقت الغزو الإسباني كانوا يسيطرون على المناطق المحيطة لشواطئ مانيلا، وكانت من ضمن المجتمعات المزدهرة على طول نهر فاسيغ ونهر فامبانجا"[10].

ومن المعلوم عند المؤرخين أن منطقة مانيلا وما حولها كانت منطقة إسلامية، وأن أحكام الشريعة الإسلامية كانت مطبقة على أرضها، حتى إن الإسبان أطلقوا على سكانها الاسم نفسه الذي يعرفون به المسلمين في الأندلس (المورو)، وقد اتفق المؤرخون على أنه لولا قدوم الإسبان في وقت مبكر لانتشر الإسلام في جميع أنحاء الفلبين، ولاستحالت نشاطاتهم في المجالات التنصيرية[11].

 

انتشار الإسلام عن طريق الدعوة والإقناع:

كان الإسلام أول دين سماوي صحيح سطع نوره على جزر الفلبين قبل المستعمرين، وأقيمت عدة إمارات إسلامية فوق ربوعها المختلفة، تمتع أهلها بالأمن والاستقرار والسلام طيلة فترة حكم ملوكها المسلمين، وظلت هذه الأماكن ملكًا للمسلمين حتى قدم الاستعمار موجة تِلْوَ موجة، وغازيًا يعقبه غازٍ لوأد الإسلام في تلك المنطقة عام 1521 م.

 

• تعد الفلبين جزءًا من "أرخبيل الملايو" الذي يضم أندونسيا، وماليزيا، وسنغافورة، والفلبين، وكانت المنطقة معبر التجار العرب في طريقهم إلى الصين.

• نشرَ التجار المسلمون الإسلام عن طريق الدعوة والإقناع، وانتشروا في جزر الفلبين لهداية الناس إلى دين الله.

• في أواخر القرن الثالث عشر الميلادي (السابع الهجري)، وُجدتْ مستوطنات المسلمين في جزيرة "صولو" جنوبي الفلبين.

• أقيمت عدة إمارات إسلامية على جزر الفلبين، من أبرزها: إمارة صولو، وإمارة مندناو، وإمارة مانيلا.

• لولا دخول الإسبان لاحتلال البلاد، لتوطد الإسلام بالفلبين، ولاستحالت نشاطات المنصّرين في تلك الجزر.

 

[1] ولا يخفى أن تولي النساء - ولو كن صالحات - إمارة الناس مما تنكره الشريعة وتأباه (إدارة الموقع).

[2] يطلق المسلمون في الفلبين - إلى الوقت الحاضر - لقب "توان" على الشخص المسلم الذي له مكانة دينية في المجتمع.

[3] "راجا" كلمة ملايوية تعني الحاكم أو الملك.

[4] المسلمون في الفلبين، دولة مورو، محمود شاكر الحرستاني، صـ 46-47.

[5] التنصير في الفلبين: نشأته وخطره وكيفية مواجهته، أبو الخير تراسون، رسالة ماجستير، كلية الدعوة وأصول الدين، جامعة أم القرى، 1413 هـ - 1983 م، صـ47.

[6] المسلمون في جزر الفلبين: جهادهم ومطالبهم، د. رؤوف شلبي، ط1، مكتبة الأزهر- القاهرة، 1396 هـ - 1976 م، صـ13-32.

[7] الإسلام والمسيحية في الفلبين منذ القرن السابع الهجري (دراسة مقارنة)، مهيد مرآتو موتيلان، رسالة دكتوراه، كية أصول الدين، جامعة الأزهر، 1401 هـ - 1972 م، صـ185-186.

[8] التنصير في الفلبين: نشأته وخطره وكيفية مواجهته، أبو الخير تراسون، صـ49.

[9] محاولات إسبانيا لتنصير مسلمي الفلبين عام 1521 م، منار عباس محمد، صـ246.

[10] تنصير الفلبين: مشاكل وتوقعات، ميغيل برنالد، نقابة الكتب الفلبينية، مانيلا، 1972 م، صـ124.

[11] التنصير في الفلبين: نشأته وخطره وكيفية مواجهته، أبو الخير تراسون، صـ53.

0 شخص قام بالإعجاب