المسلمون في نيبال (2)مقالات


حال مسلمي نيبال الآن:

• يوجد في العاصمة "كاتمندو" خمسة مساجد، اثنان منهم جامعان: أحدهما "المسجد الكشميري" والآخر "المسجد النيبالي"، وتتميز المساجد في العاصمة بالنشاطات الدعوية، والحلقات التعليمية التي تنظمها منظمة الشباب الإسلامي (IYS).

وتقوم بعض الجمعيات والمنظمات الإسلامية في البلاد العربية الإسلامية ببناء المساجد والمدارس في نيبال بالتنسيق مع المدارس والجمعيات واللجان الخيرية المحلية، وعلى رأس تلك المنظمات "جمعية إحياء التراث الإسلامي" بالكويت، و"رابطة العالم الإسلامي" بمكة المكرمة و"الندوة العالمية للشباب الإسلامي" بالرياض بالمملكة العربية السعودية، وتقوم "لجنة نيبال الخيرية" ببناء مساجد أخرى على نفقة أهل الخير، حيث يصل عدد المساجد التي يتم بناؤها إلى الآن في مدن وقرى نيبال 125 مسجدًا[1].

• أما عن مستوى التعليم فقد كانت الحكومة قديمًا تقف في طريق التعليم الديني عقبةً؛ إذ تؤجل النظر إلى غير مسمى في الطلبات المقدمة إليها للموافقة على إنشاء المدارس الإسلامية، هذا من جهة، أما من جهة أخرى، فإنها لا تعترف بها، ومن ثم فليس هناك معادلة بين شهادات المدارس الإسلامية الأهلية وشهادات المدارس الحكومية. وكانت لا توجد هناك مراكز عليا للتعليم الإسلامي إلا مدرسة أو مدرستين إلى المرحلة الثانوية العليا. فلذلك يرتحل الطلبة الراغبون في طلب العلم الديني في المدارس العليا الإسلامية، إلى الهند القريبة عامةً، وهذا ما لا يقدر عليه كل من رغب في طلب العلم بسبب الحالة الاقتصادية.

وفي العصر الحديث اهتم المسلمون ببناء المدارس في بعض المناطق على الحدود الهندية منها:

• جامعة سراج العلوم الكائنة في "جهاندا نغر" غرب نيبال، أسسها الحاج "نعمت الله خان" عام 1914 م.

• المدرسة المحمودية في "راجع فور".

• الجامعة السلفية في بلد "جنكبوردهام" أنشئت عام 1386 هـ.

• والمدارس الدينية الأخرى التي أسست في مناطق مختلفة، سعيًا وراء العلم الشرعي الذي يحميهم من الذوبان في المجتمع الهندوسي، مع أن معظم هذه المدارس لا تتعدى المرحلة الابتدائية وفي حالة رديئة جدًا.

أما عن تعليم المرأة فقد أقيمت عدة مدارس إسلامية للبنات مثل كلية عائشة الصديقة بجندا نغر، وكلية خديجة الكبرى للبنات بجندا نغر، وكلية أم عمار للبنات ببيس كندا، ومدرسة فاطمة الزهراء ببنغهياء، وكلية آسية للبنات بمديرية روفنديهي، وكلية فاطمة الزهراء للبنات خنغائي بمديرية روفنديهي وغيرها[2]...

• يتحدث المسلمون الذين يعيشون في منطقة "ترائي" اللغة الأردية؛ بل تعتبر اللغة الأردية لغة دينية لأولئك المسلمين، ولسد حاجتهم إلى الكتب الإسلامية يستوردونها من الهند وباكستان، ومن أهم علماء نيبال السلفيين الشيخ "عبد الرؤوف الرحماني" - رحمه الله - الذي له مؤلفات عديدة باللغة الأردية يصل عددها إلى 33 كتابًا، وقد طبع منها 20 كتابًا وهي: 1- أدلة توحيد الله - عز وجل 2- أدلة وجود الله - سبحانه وتعالى -. ۳- فضائل رمضان ومسائله. 4- أحكام الزكاة ومسائلها. 5- نصرة الباري في تأييد صحيح البخاري. (ناقش فيه المؤلف موقف المودودي - رحمه الله - من الحديث الشريف)، وقد نقله الشيخ الدكتور "عبد الرحمن الفريوائي" إلى اللغة العربية مع التعليق عليه.

كما أن هناك علماء آخرون بالنيبال لهم فضل كبير وجهود ملموسة في الدعوة الإسلامية بالمنطقة، منهم: الشيخ محمد هارون السلفي، والشيخ محمد يوسف، والشيخ شميم أحمد الندوي، والشيخ عبدالله المدني، والشيخ عبد القيوم المدني، والشيخ بدر الزمان النيبالي، والشيخ عبدالرحيم المدني، والشيخ شفيق الرحمن السلفي.. وغيرهم[3].

• ترتب على عدم وجود دور النشر الإسلامية في نيبال قلة الكتب الإسلامية وبالتالي قلة المكتبات، وتوجد مكتبة عامة واحدة للمسلمين في أنحاء الدولة، وهي مكتبة إسلامية في "كاتماندو" العاصمة، أسستها جمعية "ملت إسلامية" (جماعة الملة الإسلامية)، وتشتمل المكتبة على بضعة آلاف من الكتب الإسلامية يستفيد منها الطلاب المسلمون.

• يعاني المسلمون من وجود دعاة للفرق الضالة التي تنتشر في شبه القارة الهندية كالبريلوية والقاديانية بين أوساط المسلمين في نيبال، ولهم جهود خدمية في "كاتماندو"، وقد صنع الاستعمار البريطاني وقت وجوده بالمنطقة هذه الفرق المنحرفة؛ لضرب تكتلات المسلمين، ونشر التصوف والأباطيل والأكاذيب بين المسلمين بغرض تشويه صورة الإسلام النقية الصافية.

• تعد أكبر مشكلة للمسلمين في نيبال كون المسلمين أقلية وسط أكثرية هندوسية، وذلك من حيث المفهوم العددي فحسب، ومن حيث كونها قوة مؤثرة فإن الحكومة لا تعتد بالمسلمين وزنًا في البلاد، ويلاحظ في بعض مناطق نيبال أن عامة المسلمين قد تأثروا بغيرهم ثقافيًا واجتماعيًا فأخذوا يحتفلون بأعياد غير المسلمين، ويحتفظون بصور شركية في بيوتهم، ويقدمون التحية لأسلافهم الموتى، ويقلدون غير المسلمين في بعض المراسم الاجتماعية، لذا يأمل النيباليون في اهتمام المنظمات الدعوية الإسلامية بالدعوة إلى الله من جديد بين أبناء نيبال، ومن بينهم مسلمي نيبال أنفسهم، إلى جانب الدعم المادي للمسلمين في "نيبال" لإنشاء مدارسهم وجامعاتهم الخاصة ومساجدهم السلفية للحد من نفوذ الحركات الصوفية والشيعية داخل "نيبال".

 

• يشكل المسلمون النيباليون نسبة لا تقل عن 10% من مجموع السكان أي قرابة مليوني نسمة؛ وذلك وفقًا للمصادر الإسلامية هناك

• ينتشر المسلمون في مختلف أقاليم نيبال، وبمراجعة التوزيعات الجغرافية للسكان في البلاد يتضح أن أكبر تجمع إسلامي في الإقليم الأوسط من نيبال، يليه الإقليم الغربي.

• كانت حكومات نيبال قديمًا تحتذي بأساليب المسلمين في الدفاع العسكري، وأنشئت العديد من المدن المحصنة على طراز تحصين المسلمين للبلاد.

• كان المسلمون في نيبال بارعين في نصب المدافع لإطلاق النار منها، واستفاد منهم ملوك نيبال  في الأعمال الإدارية للبلد.

• كانت الكلمات الأردية والفارسية شائعة الاستخدام في الدوائر والمؤسسات الرسمية في بلاد النيبال طيلة قرون.

•  تعد أكبر مشكلة للمسلمين في نيبال كون المسلمين أقلية وسط أكثرية هندوسية، يعانون من تسلط الفرق الضالة كالبريلوية والقاديانية، إلى جانب التهميش الحكومي.

 


[1] واقع الدعوة الإسلامية في نيبال في العصر الحاضر، شميم أحمد بن عبد الحكيم، صـ81.

[2] مقال: المجتمع النيبالي الإسلامي، عطاء الله عبدالحكيم السنابلي، المصدر: مدونة Ataullah.

[3] واقع الدعوة الإسلامية في نيبال في العصر الحاضر، شميم أحمد بن عبد الحكيم، صـ127.

8 شخص قام بالإعجاب



شاهد أيضاً