المصدر شبكة الألوكة، 30/ 5/ 2012م، عن MIS Trend، مترجم من الإنجليزية.
قام معهد MIS Trend السويسري للدراسات والبحوث بواحدٍ من الأبحاث حول المسلمين في سويسرا، وبعض أَشْهَر قضاياهم، مستكشِفًا موقفَ الشعب السويسري بطوائفه المختلفة وتوجُّهاته السياسية المتعدِّدة من تلك القضايا، التي تعتبر قنطرةَ الترحيب بالوجود الإسلامي بين السويسريين، كما أشار البحث إلى ذلك.
فبالنسبة لقضية صورة المسلمين بين مختَلَف سكان سويسرا، فقد حصل المسلمون على نسب متفاوتة بشأن موقف السويسريين منهم ورؤيتهم لهم؛ فقد رحَّب سكان سويسرا الناطقين بالفرنسية بالوجود الإسلامي وأثنَوا على المسلمين بنسبة 38%، خلافًا للقطاع السويدي والألماني من سكان سويسرا، والذين كانت نسبتهم في هذا الشأن 29%، وبالطبع فقد كان اليمين أكثر تحفُّظًا، وعلى العكس فقد جاء موقفه من المسلمين بصورة إيجابية بلغت 21%، وكانت نسبة الوسط 28%، واليسار المتحرِّر 45%.
وقد أشار قطاع كبير من المشاركين بنسبة 68% إلى أنه من الممكِن أن يجمع المرءُ بين كونه مسلمًا وسويسريًّا في الوقت ذاته، ويرى 60% أن الإسلام يجب أن يُعامَل في سويسرا نفس معاملة النصرانية، إلا أن بعض الأقاليم لا تكفل للإسلام الصورةَ الرسمية للوجود مثل توفيرها ذلك للنصرانية.
وقد رأى 40% من المشاركين أن حسْن وجود الإسلام قد يعتريه بعضُ الشكوك؛ بسبب أن القِيَم السويسرية والديمقراطية الغربيتَين لا تتوافقان مع الإسلام وقِيَمه، هذا بالرغم من أن 69% يرَوْن أن المجتمع الإسلامي بسويسرا لا يشكِّل خطرًا ولا تهديدًا على أمن سويسرا، مقابل 49% يرَوْن أن الإسلام قد يؤدِّي لممارسة العنف بصورةٍ أكبر من غيره من المِلَل، ولكن قد اعترض 41% من المشاركين على هذا الرأي ورأوه غير صحيح.
وتعليقًا على ذلك، قالت ماري هيلين مياتون Marie - Hélène Miauton - مديرة المركز الذي قام بالبحث والاستبيان -: إن هذه النتائج السابقة نتائج معقولة جدًّا تمثِّل الثقافة السويسرية، وأنها دليلٌ على أن السويسريين لا ينقصهم الوعيُ بشأن الاطِّلاع على الإسلام، وما يشغلهم هو الخوف من التطرُّف، ولكن بصورةٍ عامَّة فالمسلمون لهم كامل الحرية لممارسة شعائرهم الدينية وتعاليم الإسلام، بشرط أن يندمجوا في المجتمع السويسري.
وينتقل الاستفتاء عقب ذلك إلى قضية أخرى من قضايا المسلمين وهي قضية المآذِن، مع العلم أن في سويسرا أربعة مساجد قد اتَّخذت مآذن ولكن لا يرفع الأذان من خلالها، ويسعى اليمين المتطرِّف لحظر بنائها؛ لما يراه فيها من رمزٍ للهيمنة الإسلامية ببلدٍ غربي نصراني، بالرغم من مطالبة الحكومة الجماهيرَ بالامتناع عن تأييد ذلك الموقف المعارِض لكفالة الحقوق المدنية بسويسرا.
وأشار البحثُ أن 46% من المشارِكين يرَوْن أنه من الأفضل ألاَّ تتَّخذ المساجد المآذن، بينما يرى 32% أنه من الممكِن بناء تلك المآذن؛ ولكن بلا اتِّخاذ مكبرات للنداء على الصلوات، خلافًا لنسبة 7% من مؤيِّدي أن يرفع الأذان من خلال تلك المآذن.
وقد شهد القطاع السويسري الذي يقطنه المتحدِّثون بالألمانية ارتفاعَ نسبة معارضة بناء المآذن عن نسبتها في القطاع الفرنسي، فجاءت نسبة المعارِضين 48%، والمؤيدين 38% من الجانب الألماني، مقابل 38% معارضون، و42% مؤيدون من الجانب الفرنسي.
وأما اليمين فيعارِض بناء المآذن بنسبة 69% مقابل 53% من اليسار، بينما يرى غالبية النصارى أن بناء المآذِن مرفوضٌ؛ لأنه يمثل تحدِّيًا لأبراج الكنائس.
ثم ينتقل البحث إلى قضية الحجاب لاستبيان مواقف السويسريين، ويشير البحث إلى أن معركة الحجاب في سويسرا أقل ضراوة منها في فرنسا؛ فالغالبية العظمى بنسبة 50% ترى أنه يجب منع الحجاب بالمدارس، بينما يؤيد الحجاب 45% من المشاركين، ويرى 49% أنه يجب منع النساء من ارتداء الحجاب في الأماكن العامة مثل أماكن العمل، بخلاف 45% ممن يَرَوْن السماح للمسلمات بارتداء حجابهن في تلك الأماكن.
ومما أظهره البحث أن المرأة موقفها يتَّسم بالتسامح أكثر من الرجل تجاه تلك القضية، وأن الألمان أكثر تسامحًا أيضًا تجاه تلك القضية من الفرنسيين، وهذا - بلا شك - مردُّه إلى التأثُّر بمعركة الحجاب المشتعلة في فرنسا.
ومما أظهره البحث: أن ألمان سويسرا أشدُّ اهتمامًا بالنواحي الأمنية المتعلِّقة بوجود المسلمين، مع كونهم أكثر عقلانية تجاه الفروق في نمط الحياة.
وأما قضية استثناء المسلمات من دروس السباحة المختَلَطة، فيعارضها 85% مقابل تأييد 10% من المشارِكين، فالسويسريون باختلاف لغتهم ومناهجهم ومواقفهم السياسية يَرى غالبيتهم منع استثناء المسلمات من دروس السباحة.
وأما قضية تدريب الأئمَّة والوعَّاظ في البرامج الحكومية، فلقيت اعتراض 68% من المشاركين، بنسبة 69% من ألمان سويسرا، مقابل 65% من الفرنسيين، كما أن النتائج أظهرت معارضة 80% من اليمين، مقابل 68% من ممثِّلي الوسط، و55% من اليساريين.
ومن الواضح أن السويسريين لا يريدون تدخُّل الحكومة في هذا الشأن الإسلامي ببرنامج رسمي تتبنَّاه الحكومة؛ حرصًا على المحايدة تجاه الأديان وحمايةً للعلمانية.
ولأن أغلب الأئمة والوعَّاظ لا يتكلَّمون - غالبًا - اللغة السويسرية، فيرى 74% من المشاركين - بالرغم من تعدُّد لغاتهم ومواقفهم وانتماءاتهم السياسية - أن الأئمة يجب أن يتعلَّموا لغة المجتمع الذي يمارسون فيه دعوتهم.
المستودع الدعوي الرقمي نسعى لتكوين أكبر مستودع معرفي ومعلوماتي للدعوة والدعاة حول العالم، من خلال توفير الملفات والتقارير والبيانات الخادمة للعاملين في الدعوة إلى الله.