• تقع "نيبال" على السفوح الوسطى لجبال الهملايا HIMALAYA، بين الهند والصين، تجاورها التبت من الشمال، وتحدها الهند من الشرق والجنوب والغرب. • يرجح أن الإسلام وصل إلى نيبال مبكرًا في القرن الخامس الهجري عن طريق التجار المسلمين، من شبه القارة الهندية. • كان أول غزو إسلامي إلى البلاد في القرن الرابع عشر الميلادي عندما هاجم السلطان "شمس الدين إلياس" - حاكم البنغال - "وادي كتمندو" عام 1349 م. • زادت صلة المسلمين بنيبال في عهد الإمبراطور المسلم "أكبر" فلقد أرسل البعثات الإسلامية إلى البلاد، وكان ذلك سنة 1491م. • زاد النشاط الإسلامي بنيبال في القرن الخامس عشر الميلادي، واستوطن التجار المسلمون مناطق عديدة من نيبال. • تذكر بعض المصادر أن التجار الكشميريين كانوا هم المسلمون الأوائل الذين جاؤوا إلى "كاتماندو" في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي. • وصل الإسلام أعلى مناطق العالم ارتفاعًا، فلقد صعد الإسلام إلى جبال الهملايا، وارتقى قممها، وانتشر في نيبال بين أهلها. |
نبذة عامة:
تقع "نيبال" على السفوح الوسطى لجبال الهملايا HIMALAYA، بين الهند والصين، تجاورها التبت من الشمال، وتحدها الهند من الشرق والجنوب والغرب، وطول البلاد يمتد من الغرب إلى الشرق، وعرضها بين الشمال والجنوب، وتبلغ مساحتها ۱۸۱ ,147 كيلو متر مربع، ويبلغ معدل المسافة بين نهري "ميشي" في الشرق و"مهاكالي" في جهة الغرب حوالي 885 كيلو مترًا. أما عرض المملكة من الوسط فهو 241 كيلو مترًا، وبينهما يصل الحد الأدنى لاتساعها 145 كيلو مترًا، وبمتوسط ۱۹۳ كيلو مترًا على وجه العموم[1].
وقد خُططت حدودها في القرن الثامن عشر الميلادي، كما أن اتفاقية الحدود الموقعة في عام 1961م قد عينت الحدود الفاصلة بينها وبين منطقة "التبت" التابعة لجمهورية الصين.
وأرض نيبال جبلية وعرة، تتألف من سلاسل عالية من الجبال التي تمتد من الغرب إلى الشرق، ويتراوح ارتفاعها ما بين 3000 و8000 متر، وتضم أعلى قمة جبلية في العالم، وهي قمة "إفرست" Everst التي يبلغ ارتفاعها 8848 م، كما تضم السلاسل الجبلية وديانًا داخلية تسيل خلالها الروافد النهرية العديدة.
كيف دخل الإسلام نيبال؟
يرجح أن الإسلام وصل إلى نيبال مبكرًا في القرن الخامس الهجري عن طريق التجار المسلمين[2]، وذلك عبر محورين، غربي جاء إليها من كشمير، وجنوبي أتى إليها عن طريق شبه القارة الهندية الباكستانية[3].
وقد أخذ ينتشر في أرجاء البلاد بالجهود الدعوية الفردية، وفي مدنها وقراها بمرور الزمن، حتى لم تعد ناحية من نواحيها إلا وقد وصل الإسلام إليها.
وكان أول غزو إسلامي إلى البلاد في القرن الرابع عشر الميلادي عندما هاجم السلطان "شمس الدين إلياس" - حاكم البنغال - "وادي كتمندو" في وسط نيبال، وذلك عام 1349م، ثم زادت صلة المسلمين بها في عهد الإمبراطور المسلم "أكبر" فلقد أرسل البعثات الإسلامية إلى البلاد، وكان ذلك سنة 1491م.
وقد زاد النشاط الإسلامي في القرن الخامس عشر الميلادي، واستوطن التجار المسلمون مناطق عديدة من نيبال.
يقول المؤرخ النيبالي "ريجمي": "لو تتبعنا تأريخ انتشار الإسلام في العالم لرأينا أنه انتشر في الجزيرة العربية في القرن السابع الميلادي، وكان العرب تجارًا مشهورين، فتم الاتصال بينهم وبين شبه القارة الهندية مثلما كانت لهم علاقة تجارية بالبلدان الأخرى في العالم. وتمت العلاقة التجارية بين العرب ونيبال من خلال تصدير المسك النيبالي إلى البلاد العربية، وقد جاء ذكر نيبال في كتاب عربي "حدود العالم" الذي كتب في سنة 798 م. وقد جاء في الكتاب أن نيبال كانت تصدر المسك إلى البلاد العربية بلا واسطة"[4].
وكانت علاقة نيبال التجارية مع التبت والصين، قد بدأت منذ وقت مبكر، وفتح الطريق بينهما وأصبحت نيبال مركز خط السير التجاري، ومن ثم توسعت علاقة نيبال مع البلدان الأجنبية، والتجار المسلمين العرب.
وتذكر بعض المصادر أن التجار الكشميريين كانوا هم المسلمون الأوائل الذين جاؤوا إلى "كاتماندو" في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي. وفي بداية القرن السادس عشر الميلادي، ويقال إن بعضهم كان مدعوًا إلى "كاتماندو" من قبل مبعوث الملك "رتناماللا"" في لهاسا (LHASA).
وحسب مصدر آخر، يقال إن "معلمًا" مسلمًا جاء إلى "كاتماندو" من كشمير سنة 1524م، وأسلم على يديه بعض الأهالي، فبنى أول مسجد على أرض نيبال المعروف بالتكية الكشميرية[5].
والرأي الراجح أن الإسلام دخل إلى نيبال في أواخر القرن الثاني عشر الميلادي حيث يوجد الأثر الواضح للإسلام والمسلمين في نيبال بعد قيام الحكم الإسلامي في شمال الهند.
إسلام الجبال لا السهول والوديان فقط:
يقول الأستاذ "سيد عبد المجيد بكر" تعليقًا على وصول الإسلام نيبال أرض الجبال:
"وهكذا وصل الإسلام أعلى مناطق العالم ارتفاعًا، فلقد صعد الإسلام إلى جبال الهملايا، وارتقى قممها، وهذا يدحض رأي المتحاملين على الإسلام من المستشرقين الذين وصفوه بدين الصحراء والسهول، ولكن وجود الإسلام في الهملايا وفي قلب أدغال إفريقيا، يحطم هذه الآراء، ويعيش المسلمون في نيبال وسط أغلبية هندوسية وأقلية بوذية، ويكسب الإسلام المزيد من المسلمين الجدد من بين هؤلاء على الرغم من قلة الإمكانات، وفقر الجماعات المسلمة بنيبال"[6].
فنجد وجود أسر وعائلات ومجتمعات مسلمة في كهوف ومغارات الجبال الممتدة على مسافة بعيدة للجنوب الشرقي لجبال الهملايا (Himalayas)، وهي سلسلة المرتفعات الجبلية في نيبال شرقًا وغرباً يتخللها مناطق ميدانية وسهول من المزارع والغابات، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على معجزة الإسلام وجهود المسلمين الأوائل للدعوة والتبليغ وحبهم لإنقاذ البشرية من الكفر والضلال، ولكن الذي يؤسف له هو أن تلك القبائل المسلمة في الجبال النيبالية قبائل بدائية بعيدة عن الآداب الحضارية وغارقة في عادات بدعية لا علاقة لها ألبتة بالدين الحنيف؛ وذلك لأنها محيطة بالمجتمعات الوثنية الهندوسية.
[1] واقع الدعوة الإسلامية في نيبال في العصر الحاضر، شميم أحمد بن عبد الحكيم، رسالة ماجستير، كلية الدعوة والإعلام، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، 1417 هـ - 1997 م، صـ31.
[2] في نيبال: بلاد الجبال، محمد بن ناصر العبودي، مطابع الفرزدق التجارية - الرياض، 1409 هـ، 1989 م، صـ107.
[3] الأقليات المسلمة في آسيا وأستراليا، سيد عبد المجيد بكر، دار الأصفهاني للطباعة بجدة، 1393هـ، صـ238، 239.
[4] J.C. Regmi "Lichchavi, Sanskriti," (in Nepali), Ratnapustsk Bhandar Kathmandu B. S. 2026, Page 150.
[5] ظفر الإسلام خان، في مقاله "نظرة على تأريخ المسلمين في نيبال" في محلة "البعث الإسلامي" العدد 7 المجلد 36 ربيع الأول 1412 هـ.
[6] الأقليات المسلمة في آسيا وأستراليا، سيد عبد المجيد بكر، صـ240.
المستودع الدعوي الرقمي نسعى لتكوين أكبر مستودع معرفي ومعلوماتي للدعوة والدعاة حول العالم، من خلال توفير الملفات والتقارير والبيانات الخادمة للعاملين في الدعوة إلى الله.