الأمريكيون المسلمون: التحديات والمخاوفمقالات

مرات هانر-ميليسا سلون-فرانسيس كولن-تيريسا كوليغ-شيرل جونسون

مترجم عن اللغة الإنجليزية

 

الأمريكيون المسلمون: التحديات والمخاوف[1]

 

أشارت الاستطلاعات الوطنية الأخيرة إلى أنه منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 استمر تخوف الأمريكيين، حيث أفاد استطلاع أجرته مؤسسة غالوب عام 2017 أن 60% من الأمريكيين يشعرون أنه من المحتمل جدًا أو إلى حد ما أن هجومًا إرهابيًا سيحدث في الولايات المتحدة في المستقبل القريب؛ وهذه النسبة أعلى من 38% في 2011، ووجد الاستطلاع نفسه أن 38% من الأمريكيين أقل استعدادًا لحضور الأحداث الكبيرة، و46% أقل استعدادًا للسفر إلى الخارج بسبب المخاوف المتعلقة بالإرهاب، في حين أن 42 بالمائة قلقون جدًا أو إلى حد ما أنهم أو أحد أفراد أسرتهم سيكونون ضحية لهجوم إرهابي، وقد كشفت دراسة استقصائية وطنية أجراها مركز بيو للأبحاث أن الأمريكيين صنفوا معالجة مخاوف الإرهاب كأولوية قصوى للرئيس ترامب والكونغرس في عام 2018 متجاوزين قضايا أخرى كقضايا الاقتصاد، وتكاليف الرعاية الصحية، والضمان الاجتماعي، وعلى الرغم من التقديرات التي تشير إلى أن الاحتمال الفعلي لموت شخص يعيش في الولايات المتحدة في هجوم إرهابي على مدار حياته هو 1 في 75000، بيد أن من الواضح أن الأمريكيين قلقون بشأن الأمن القومي، ويضعون في الحسبان احتمال وقوع هجمات إرهابية هناك، وفي الواقع نجح السياسيون في تسخير الخوف لخدمة مآربهم السياسة، كما ذكر جويل بست (2018) ذلك بالتفصيل، فللأمريكيين تاريخ طويل من الهواجس بالتهديد بـ "الكوابيس الأمريكية"، وقد تم استخدام الخطاب المستهدف لإقناع الناس بضرورة الخوف، والجدير بالذكر أن حملة دونالد ترامب الرئاسية ركزت بشدة على التهديدات التي تواجه الأمريكيين، ولا سيما التهديدات المتعلقة بالإرهاب، ولذا كان الأمر التنفيذي للرئيس ترامب بـ"حماية الأمة من دخول الإرهابيين الأجانب إلى الولايات المتحدة"، والذي يشار إليه عمومًا باسم "حظر المسلمين"، فكان بمثابة مثال للإجراء الذي يجسد مخاوف الأمريكيين بشأن مجموعة مختارة من الأشخاص للحد من تهديد الإرهاب، ومع ذلك فإن بعض الجماهير كما أوضح بست (2018) أكثر تقبلاً لمثل هذه الرسائل من الآخرين، وتتفاوت حسب عوامل مثل العرق، والجنس، والطبقة، والأيديولوجية، وبالتالي فإن من الضروري فحص مخاوف الأمريكيين في السياق، من خلال مقارنة مستويات القلق من مصادر مختلفة للتهديد، وتحديد ما إذا كان بعض الأمريكيين أكثر قلقًا من غيرهم، والهدف من هذه الدراسة هو فهم قلق الأمريكيين بشأن الإرهاب عبر وضعه في سياقه من بين قضايا أخرى، وفحص فائدة النماذج النظرية لفهم رد الفعل هذا، وبشكل أكثر تحديدًا فإننا نعتمد على الخوف من الجريمة، وعلم اجتماع العواطف، وثقافة آداب الخوف لتقييم المتنبئين للقلق بشأن الإرهاب على أساس الضعف البنيوي، والتوجه الثقافي، والضعف العاطفي، والحزبية السياسية، ثم نقوم بفحص ما إذا كان القلق بشأن الإرهاب يترجم إلى دعم لإجراءات السياسة التي تستهدف المسلمين على وجه الخصوص أم لا.

وتستند التحليلات إلى بيانات من استطلاع احتمالي وطني لألف أميركي أجري في عام 2018، ولقد صمم الاستطلاع لقياس القلق بشأن الإرهاب بطريقتين: الخوف والقلق، أولاً: سُئل المشاركون في الاستطلاع عن مدى خوفهم من الإرهاب مقارنة بأحداث ضارة أخرى في المجتمع، ثانيًا: سُئلوا عن مدى قلقهم من الإرهاب مقارنة بالمشاكل الشخصية اليومية الأخرى، ومع ذلك جادل باحثون آخرون بأن الخوف والقلق هما عاطفة مميزة يجب التعامل معها على أن بنياتها منفصلة، وبالتالي يوصف الخوف عمومًا بأنه عاطفة تفاعلية، في حين يُنظر إلى القلق على أنه عاطفة تنطوي على اجترار الأفراد حول القضايا التي تزعجهم، ولقد نمت مراعاة هذا التمييز في الدراسة من أجل الاستفادة من الخوف والقلق كمشاعر منفصلة عن بعضها، ولكنها مرتبطة، وتجميعها تحت الهيكل العالمي "القلق بشأن الإرهاب"، وبالتالي فإن هذه الدراسة لها هدفان: الأول هو دراسة مستويات ومصادر الخوف والقلق بشأن الإرهاب، والثاني هو تحديد ما إذا كان الخوف والقلق يتنبأ كل منهما بسياسات معادية للمسلمين.

أنتج مجال الإرهاب والأمن الداخلي سريع النمو رؤى فيما يتعلق بطبيعة الإرهاب، وتدابير تهدف إلى التحكم في أصوله، وانتشاره، وتأثيره، وعلى النقيض من ذلك، فإن الأدبيات العلمية حول الخوف من الإرهاب محدودة وتميل إلى الإشارة إلى استطلاعات الرأي العام، أو استكشاف مصادر الخوف، وتدمج الدراسة الحالية البحث الأكاديمي حول الإرهاب مع النظرية المتعلقة بالتجربة المثيرة للقلق لفحص الاستجابات العاطفية للأمريكيين للإرهاب ونتائجها، والجدير بالذكر أن المسؤولين المنتخبين غالبًا ما يستشهدون بمخاوف الأمريكيين لتبرير مجموعة من السياسات، بما في ذلك حظر دخول المواطنين من الدول الإسلامية، وتوسيع سلطات الأمن القومي للحكومة الفيدرالية، وبالتالي هناك حاجة إلى بحث منهجي يقيس مدى القلق بشأن الإرهاب مقابل التهديدات الأخرى للسلامة العامة، والمصادر المحتملة للاختلاف في الاستجابات العاطفية، ومدى ارتباط هذه المخاوف أو عدم ارتباطها بمقترحات الأمن الداخلي.

 

مخاوف بشأن الإرهاب في السياق

تركز الكثير من الأدبيات حول الإرهاب على عنصر الخوف، إذ يعتبر الخوف عاطفة أساسية لها خصائص تعزز اللياقة البدنية (على سبيل المثال القتال، أو الهروب)، وتشكل الأساس الذي تتشكل منه جميع المشاعر الأخرى الأكثر تعقيدًا، وفي نظريته عن حالة القوة في العواطف جادل كمبر (1978-1987) بأن الأفراد يشعرون بالخوف عندما يشعرون أن لديهم قوة غير كافية، إما بسبب فقدان القوة، أو عدم تلقي القوة المتوقعة، ومن ثَمّ فإن الشعور بالعجز أو الضعف المرتبط باحتمال وقوع هجوم إرهابي قد يغرس الخوف في النفس، ورغم أن الخوف هو تجربة عالمية، إلا أن مصادر الخوف، ومدى انتشاره، والتعبير عنه تتشكل من خلال الثقافة، وتختلف بمرور الوقت، فعلى سبيل المثال لاحظ المؤرخ بيتر ستيرنز (2006) حدوث تحول في المجتمع الأمريكي، حيث لم يعد يتم تشجيع الأمريكيين على السيطرة على مخاوفهم، وأدى الاهتمام العام بالتهديدات المحتملة للمجتمع الأمريكي إلى رد فعل عاطفي مبالغ فيه، ولا سيما الخوف المفرط، ويشير العلماء الذين درسوا ثقافة الخوف الأمريكية إلى دور وسائل الإعلام في إثارة مخاوف الجمهور والتلاعب بها، ويمكن رؤية "إضفاء الطابع الإعلامي على العاطفة" في الاستخدام المتعمد للتقارير القائمة على الخوف، حيث تسعى حتى تقارير الطقس إلى بث الخوف، وفيما يتعلق بالخوف من الإرهاب قال Altheide (2017) إن وسائل الإعلام الأمريكية تعمل على بث سياسة الخوف، حيث يخلق الخوف قيمة ترفيهية، ويولد الأرباح، ويسيطر على الجماهير.

ومن المهم في إطار جهودنا لفهم القلق بشأن الإرهاب أن نضعه في سياق من اهتمامات أخرى، فبناء على استطلاعات الرأي العام على سبيل المثال توقع مركز بيو للأبحاث 2013 أن يحتل الإرهاب مرتبة عالية بين اهتمامات الأمريكيين، بالرغم من أن القضايا البارزة الأخرى قد تحتل مرتبة أعلى اعتمادًا على التغطية الإعلامية لمسألة الإرهاب التي طغت على باقي المواضيع وثيقة الصلة بحياة الأمريكيين كما سبق ذكره في مواضيع الاقتصاد، والرعاية الصحية، وغيرها، والجدير بالذكر أن في الاستطلاع الذي أجري في منتصف يوليو 2018 ركزت وسائل الإعلام فيه بشدة على سياسة الهجرة التي تتبعها إدارة ترامب وهي سياسة "عدم التسامح" ، مما أدى إلى فصل آلاف الأطفال عن عائلاتهم، واحتجازهم في مرافق سيئة التجهيز تديرها وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية عند عبور الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، وهكذا يتضح أن الإرهاب يعتبر موضوعًا مخيفًا ومثيرًا للقلق بين الجمهور الأمريكي.

 

[1]  الترجمة نقل دقيق لمحتوى المقالة ولا يعني ذلك بالضرورة الموافقة على آراء الكاتب. يمكنكم الوصول إلى المقالة عبر الرابط التالي: https://www.pewresearch.org/politics/2011/08/30/section-4-challenges-worries-and-concerns/