ماذا حدث للمسلمين الأوائل في أمريكا؟مقالات

بيتر مانسياو

مترجم عن اللغة الإنجليزية

 

ماذا حدث للمسلمين الأوائل في أمريكا؟[1]

 

كان المسلمون هنا بالفعل منذ البداية، ولكن نادرًا ما استمرت المعتقدات والممارسات التي جلبوها معهم، وإن خبراتهم بمثابة تذكير بأن كل دين منسوج في نسيج بلدنا يتكون من خيوط فاتحة وداكنة على حد سواء.

فماذا يعني نسيج الدين في التاريخ الأمريكي؟

إن وجود المسلمين في بدايات الولايات المتحدة معروف للعلماء، فقد وضع المؤرخون عدد سكانهم بعشرات الآلاف، ومع ذلك عندما أشار أوباما (عندما كان رئيساً) إلى أن "الإسلام منسوج في نسيج بلدنا منذ تأسيسه قوبل بغضب لا يصدق.

وكان هناك مؤرخ مسيحي مثير للجدل "ديفيد بارتون"، وكان يسخر من أن تأثير الإسلام يمكن رؤيته بشكل أساسي في الدور الذي لعبه أتباع محمد في تجارة الرقيق وحروب البربر، بينما تساءل عضو الكونغرس في ساوث كارولينا "جيف دنكان" عما إذا كان "التعليم الابتدائي في جاكرتا" مسؤولًا عن رأيه في الماضي.

وليس من الجدل أن هذه الأمة ذات الأغلبية المسيحية لديها تاريخ روحي أكثر تنوعًا مما يُفترض عادة، كما لاحظ منتقدو أوباما أنه لم يكن هناك مسلمون من بين الآباء المؤسسين، ويمتلك كل من توماس جيفرسون، وجون آدامز نسخًا من القرآن، ولكن ربما لم يكونوا على دراية بالمسلمين الذين يعيشون في الولايات المتحدة الفتية مثل ديفيد بارتون، وجيف دنكان اليوم.

وقد تم تأكيد وجود المسلمين هنا في الوثائق التي يعود تاريخها إلى أكثر من قرن قبل أن تصبح الحرية الدينية هي قانون الأرض، كما هو الحال في قانون ولاية فرجينيا لعام 1682 الذي أشار إلى "الزنوج، والمرسى، والمواتس، وغيرهم الذين ولدوا في وثنية، والذين يمكن شراؤهم، أو الحصول عليهم بأي طريقة كعبيد.

كان عدد المسلمين الذين تم جلبهم إلى هذه الأرض ذات الغالبية المسيحية يساوي عدد سكان العديد من الجماعات الدينية في أمريكا القرن الثامن عشر، وفي الواقع كان عدد من الرجال والنساء الذين تربطهم صلات بالإسلام في الولايات المتحدة المستقلة حديثًا يتنافسون في عضوية الكنائس الميثودية، أو الكاثوليكية الرومانية، وتجاوزوا عدد اليهود بكثير.

ولن يتحدى أحد فكرة أن هذه الديانات الأخرى "تم نسجها في نسيج بلدنا"، فلماذا إذن تم نسيان وجود المسلمين في أمريكا في مرحلة مبكرة؟ يعود ذلك جزئيًا إلى أن دور الدين في أصول العبودية قد تم استبداله في الذاكرة الشعبية مع التمييزات اللاحقة وفقًا للعرق.

ففي الواقع كانت بعض قوانين العبودية الأصلية أكثر اهتمامًا بمحتوى معتقدات العمال بالسخرة أكثر من اهتمامها بلون بشرتهم، ومن وجهة نظر الأوروبيين في ذلك الوقت كان السبب واضحًا: وهو أن الإيمان يمكن أن ينتشر بطريقة لا يمكن لهذا اللون أن ينتشر، وفي عام 1685 نص قانون إسباني على أن: "إدخال العبيد المحمديين إلى أمريكا ممنوع بسبب الخطر الذي يكمن في اتصالهم بالهنود"، إذ كان يُنظر إلى الاختلاف الديني على أنه شديد العدوى، وبالتالي فهو خطير.

وفي المستعمرات الإنجليزية في أمريكا الشمالية افترض مالكو العبيد في الأصل أن المسيحيين لا ينبغي أن يكونوا عبيدًا، فقد يعمل الخدم المسيحيون لفترة محددة سلفًا بموجب عقد يشبه العبيد، بيد أن مدة استعبادهم كانت محدودة بالتعريف، ومن ناحية أخرى يمكن أن يقع غير المسيحيين في شرك عبودية الحياة، ومع ذلك سرعان ما ثبت أن هذا الترتيب غير مقبول، إذ تم تعريف العبودية فيما يتعلق بالمعتقد، وهذا التحول سيصبح طريقًا محتملاً إلى الحرية بعد أن كفل قانون فيرجينيا عام 1667 أن التعميد لن "يغير حالة الشخص فيما يتعلق بعبوديته أو حريته"، وقد أعلن المستوطنون الإنجليز أن جميع الرجال والنساء المستعبدين "جلبوا إلى هذا البلد سواء عن طريق البحر، أو البر، وسواء أكانوا من الزنوج، أو المغاربة، أو المولاتو، أو الهنود، ... فسوف يتحولون إلى الإيمان المسيحي".

وكان الدافع وراء ذلك مسألة سيطرة بقدر ما كان رغبة صادقة في نشر الإنجيل، ومدح أحد أرباب العبيد الآثار المفيدة للتعليم الديني على المستعبدين، فكتب لاحقًا بأن: "أولئك الذين نشأوا في ظل هذه التعليمات هم أكثر صدقًا، وأخلاقًا، ... ومكرسون لمصالح مالكيهم من أولئك الذين لم يتمتعوا بنفس المزايا ".

وبالنظر إلى هذا التاريخ فإنه ليس من المستغرب أن مكانة الإسلام في ماضي الأمة يجب أن تجعل الكثير من الناس غير مرتاحين، حيث تم القضاء عليه واستبداله بالتقاليد الدينية التي يتعرف عليها غالبية الأمريكيين اليوم.

 

[1] الترجمة نقل دقيق لمحتوى المقالة ولا يعني ذلك بالضرورة الموافقة على آراء الكاتب. يمكنكم الوصول إلى المقالة عبر الرابط التالي: https://www.huffpost.com/entry/what-happened-to-americas-first-muslims_b_6809326?ncid=txtlnkusaolp00000592