المصدر: إسلام ويب، 16/ 11/ 2002م.
- الإسلام يزداد انتشاراً كل يوم والمساجد والمراكز الإسلامية وصلت إلى 375.
- المسلمون أكثر من 700 ألف، والإسلام الديانة الثانية في أستراليا.
- التفسخ الأخلاقي والقوانين الإباحية الغربية تمثل تهديداً للأجيال المسملة الجديدة.
- تجاوزنا أحداث سبتمبر وخضنا معركة مع الإعلام اليهودي، وأكدنا وجودنا كجزء من المجتمع الأسترالي.
انتهزت الشبكة الإسلامية فرصة وجود الشيخ "تاج الدين حامد الهلالي" في القاهرة وبادرت بلقائه للتعرف على أحوال المسلمين في أستراليا فكان هذا الحوار الخصب.
ما هي أحوال المسلمين في أستراليا؟ كم عددهم؟ كيف يعيشون؟ أين مراكز تجمعاتهم؟
أستراليا قارة جديدة قديمة، حرر لها الأوروبيون شهادة ميلاد مزورة بوصول (جيمس كابتن كوك ) المكتشف الإنجليزي إليها، ولكن أستراليا عليها أقدم إنسان علي وجه الأرض، وهو الشعب (الأبروجوني) أي الشعب الأصلي (الزنوج السود) الذين يطلقون علي أنفسهم اسم بلانكل، وبالتعرف علي عاداتهم وتقاليدهم في قبائلهم ـ وهم يعيشون حياتهم البدائية حتى وقتنا هذاـ نجد لديهم من العادات كالختان ومراسم الزواج واحترام شيخ القبيلة، ودفن الموتى، ما يؤكد اتصالهم بحضارة إسلامية قديمة، قبل أن يصل إليهم الإنسان الأوروبي ؛ بمعني أن الإسلام ضارب في أعماق التربة الأسترالية، وقرئ القرآن ورفع الأذان قبل أن تدق نواقيس الكنائس علي أرض أستراليا.
وخير دليل علي ذلك مئات المساجد في وسط أستراليا التي بناها الأفغان، منها ما هدم، ومنها ما حول إلى متحف تابع للآثار الأسترالية، ومازالت بقية المساجد شاهدة والتي تحمل تاريخاً يدل علي أن الإسلام له جذوره وارتباطاته القديمة التاريخية في أستراليا، ولكن عدم وجود مقومات البقاء كالمدارس والدعوة والاتصال بالعالم الإسلامي أدي إلي ذوبان الجيل الأول من أجدادنا الأفغان.
أوضاع المسلمين في أستراليا :
ولكن ماهي أوضاع المسلمين اليوم في أستراليا ؟
المسلمون في أستراليا الآن يتكونون من 27 جنسية، وأكبر الجاليات تعداداً هي الجالية اللبنانية، تليها التركية ثم بقية الجاليات الـ27، ويتمركز جل الجاليات في مدينة سيدني وميلبورن؛ فسيدني هي أكبر مدن أستراليا وأكبر تجمع إسلامي موجود في هذه المدينة.
وفي كتاب ألفتة يطبع قريباً بعنوان "زاد المسلم المهاجر من فقه الدنيا والدين" أفردت باباً خاصا بعنوان: اعرف وطنك الأسترالي، تحدثت فيه عن أستراليا وتاريخها وصلة الإسلام بها، وأجريت إحصائية وذكرت كافة عناوين المساجد والمراكز الإسلامية في القارة كلها.
وكم يبلغ تعداد المسلمين في أستراليا؟
تعدادهم رسمياً يتجاوز 700 ألف مسلم عن طريق إدارة الهجرة، ولكنهم أكثر بكثير، خاصة بعد الهجرة الأخيرة لمسلمي الشيشان والبوسنة والعراق وبقية البلاد الإسلامية.
فتعداد المسلمين في ازدياد خصوصاً فيما بين الأستراليين الأصليين، فما يمر يوم أو أسبوع إلا ونجد قلوباً شرح الله صدرها فأقبلت علي الإسلام. خاصة في الوسط المثقف والشخصيات المرموقة.
هل يمكن أن تذكر للقارئ نماذج لأشهر الشخصيات التي اعتنقت الإسلام حديثاً؟
أشهر من أعتنق الإسلام حديثاً، ثلاثة من نجوم الرياضة في أستراليا : منهم (أنطوني مندين) الذي أعتنق الإسلام وأصبح بطل أستراليا في الملاكمة بعد أن كان لاعباً للراكبي، الثلاثة أسلموا دفعة واحدة في المركز الإسلامي في يوم جمعه، وأقام الرياضيون الثلاثة نادياً للشبيبة.
وكذلك رئيس ومدير عام أكبر شركة تقل بحرية في العالم عبر المحيطات، والذي أعتنق الإسلام مؤخراً، إضافة إلى كثير من الإعلاميين والجامعيين الذين اعتنقوا الإسلام.
لكننا لا نعول كثيراً على الناحية الإعلامية في هذا الأمر حتى لا نثير حفيظة الكنيسة الأسترالية، فنحن نلتمس الحكمة في هذا الأمر؛ للحفاظ علي مكتسبات الجالية الإسلامية في أستراليا.
ولكن ماهي المؤسسات التي تنظم عمل المسلمين في أستراليا؟
الهيكل التنظيمي لمسلمي أستراليا، يبدأ من أن كل جالية أو جنسية عرقية مهاجرة لها جمعيتها التي تسجل رسمياً، ومن مجموع هذه الجمعيات يتكون المجلس الإسلامي للولاية، ومن مجموع مجالس الولايات يتكون الاتحاد الأسترالي للمجالس الإسلامية، وهو المظلة الرسمية الكبري للمسلمين في أستراليا. وله اجتماع كل سنتين ويسمي الكونجرس الإسلامي الذي من خلاله يتم اختيار وترشيح منصب الإفتاء على مستوي القارة كلها.
فالاتحاد الأسترالي هو أكبر الهيئات الإسلامية او الممثل الرسمي لمسلمي أستراليا في الداخل والخارج وكل ولاية لها مجلسها الإسلامي وأكبر المراكز الإسلامية حالياً هو الذي أقوم بالإمامة فيه، وهو مسجد الإمام علي بن أبي طالب في المركز الإسلامي العام في ناحية (لاكمبا) في مدينة سيدني
ونظراً لأهمية تعليم اللغة العربية والدين في بلد لغتها الإنجليزية وأولادنا مهددين في لغاتهم وعقائدهم فرأينا أن سفينة النجاة تتمثل في المدارس الإسلامية الثابتة والدائمة لتعليم اللغة العربية والدين الإسلامي بدلا من تعليمها في عطلة الإسبوع وهي يوم السبت والأحد كما كنا نفعل من قبل، أما الآن فإننا نقوم بإنشاء المدارس الإسلامية كاملة الدوام. وهذا الأمر بدأ يلعب دوراً أساسياً في حماية الأجيال، وازداد تعداد المراكز والمساجد من 76 إلى 375 مركزاً ومسجداً، أما المدارس فهي تتزايد يوماً بعد يوم.
معروف أن الأجيال الأولي المهاجرة تختلف عن الجيل الثاني والثالث.. كم جيل من المسلمين في أستراليا اليوم؟
ج. حالياً نحن في الجيل الثالث، الجيل الأول هم أجدادنا الأفغان، وإذا اعتبرنا الجيل عمره 50 عاماً فنحن في الجيل الرابع.. الجيل الأول اندثر ولا يحمل معه سوي الذكريات. أما الجيل الثاني: فذهبت في زيارة وسط أستراليا إلي مدينة (ألس برنك) في هذه المدينة وجدت خريطة باسم (مكة) فوجدتها محاطة بالجبال السوداء الشامخة مثل جبال مكة والصيف فيها عشرة أشهر والشتاء فيها شهران ودرجة الحرارة تتجاوز الخمسين، وفيها أجود أنواع التمور والنخيل، ولم نكن نصدق أن في أستراليا تمراً، وإذا عرف السبب بطل العجب، فوجدنا أن أجدادنا الافغان من المسلمين الأول سكنوا هذه البلاد وسموا هذه المنطقة (مكة). والطريف أن المؤذن عندما وقف يؤذن للصلاة انحدر الشيوخ وكبار السن والرجال والصبية من منازلهم ومن محلات اقامتهم، وكان شكلهم يختلف عن شكل الشعب الأبرجوني الأسود، فهو خليط معدل ما بين الشكل الأفغاني والأبرجوني نتيجة لزواج الافغان بالنساء الأبرجونيات، فلما نادي المؤذن الله أكبر قالوا إن هذه الأغنية كنا نسمعها من الاباء والأجداد فواحد يقول: كنت أسمعها من جدي والأخر يقول: كنت أسمعها من أبي. وسألونا ما هذا النشيد او الأغنية التي تغنوها، فقلنا لهم هذا إعلان وقت الصلاة. وإذا سألنا أحدهم عن اسمه يقول: جون أو ستيف ولكن اسمه ينتهي بـ "سراج الدين" أو "عبد الله" أو "محمد".
فوجدنا أن الجيل الثاني من المسلمين لا يحملون من الإسلام إلا الذكريات، فتغيرت أسماؤهم وضاعت هويتهم لعدم وجود مقومات بقاء الوجود الإسلام، هذا هو الوجود الإسلامي الذي اندثر هناك
أستراليا مجتمع غربي حر منفتح يعاني من التفسخات الاجتماعية. ما هي المخاطر التي تتعرض لها الجالية المسلمة هناك؟
ج. المخاطر التي تهدد الجالية المسلمة وتهدد أجيالنا المسلمة الحالية هو القانون الذي يمنع قوامه الأسرة علي أبنائها، إذا بلغ أحدهم السادسة عشر فلا وصاية للأب علي ابنه أو ابنته، وإذا حاولت التدخل في حياة بنتك الشخصية أحضرت لك البوليس. فبعد بلوغ الابن 16 سنة يأخذ حريته ويعيش مستقلاً.
الأخطر من ذلك الدراسات والثقافات الجنسية التي تدرس في المدارس كمادة أساسية، والمجتمع الغربي بصفة عامة يقسم المجتمع إلى أقسام بحسب الاهتمامات فيضع رعاية القطط والكلاب رقم واحد!!، وثانياً المرأة، وثالثاً الطفل، ورابعاُ الرجل. وأستراليا جزء من المجتمعات الغربية وهناك قوانين أصدرت مؤخرا في أستراليا تبيح زواج الرجل بالرجل والمرأة بالمرأة، والكنائس تسجل هذا رسمياُ.
وهذه هي مخاطر الحرية والإباحية، وكثير من الأسر الإسلامية عندما تشعر بالخطر يهدد أبنائها سرعان ما تبادر برحلة العودة إلي الوطن الأصلي.
ولكن ما موقف الحكومة الإسلامية من المدارس الإسلامية ؟
ج. المدارس الإسلامية مدارس رسمية تدفع الحكومة الأسترالية للمدرسة ما يقارب 3ألاف دولار عن كل تلميذ يدخل المدرسة، ثم بعد ذلك تأخذ مصروفات من أولياء الأمور لأن تكلفة دراسة الطالب الواحد تفوق الـ3 الأف دولار فالحكومة تبارك المدارس الإسلامية التي يدرس بها الطالب في المراحل المختلفة حتي الثانوي العام وهو يدرس المواد التعليمية الأسترالية كاملة مع برنامج إضافي في اللغة العربية والدين الاسلامي والقيم والتربية السلوكية الإسلامية.
هل هناك اعتراف بالدين الإسلامي رسميا في أستراليا؟
ج. الدين الإسلامي معترف به رسمياً، وهو الدين الثاني بين الديانات من الناحية العددية والرسمية، وبروتوكوليا في دعوة أصحاب الديانات للقاءات الرسمية من رئيس الحكومة المحلي والفيدرالي بالترتيب االتنازلي الكاردينال ثم المفتي ثم رئيس البوذيين ثم الحاخام اليهودي.
وأستراليا بها 70 ديانة، ولكن الديانات الرسمية هي السابقة.
ولكن ما هو وضع المسلمين بعد أحداث سبتمبر ؟
ج. بعد أحداث 11/9 شهد العمل الدعوي الإسلامي حضوراً ونهوضاً لا مثيل له. وكافة الكنائس دعت إلي صيام يوم تضامناً مع المسلمين في أستراليا وصاموا وأقاموا موائد إفطار لأربعين كنيسة شاركت المسلمين هذا الإفطار. ولما بدأ الاضطهاد العنصري ضد الإسلام والمسلمين في الغرب قامت الكنائس والمنظمات النسائية بدعوة المرأة الأسترالية أن ترتدي الحجاب وتنزل في الشارع، تضامنا مع المسلمات.
والحكومة الأسترالية نظمت اجتماعاً للدعوة إلي التآلف والتآخي بين أصحاب الديانات في أستراليا وقت الشدائد، وتم توقيع ميثاق الاتحاد وقت الشدائد وبأنه لا علاقة للأستراليين بأمريكا، ولا يجوز الخضوع لها، وتم توقيع الوثيقة علي رخام بماء الفضة ووضعت في داخل برلمان أستراليا.
هل المجتمع الأسترالي مختلف عن المجتمع الغربي والأمريكي من حيث العنصرية ؟
ج: الشعب الأسترالي بشكل عام هو شعب طيب وبسيط وغير عنصري، فإذا وجدت عنصرية أو كرها أو حقداً لدي أسترالي فأعلم ان هذا بإيعاز وتعليم ودسيسة من إنسان غربي علمه وأوغر صدره علي العرب والمسلمين، ولكن عندما تذهب إلى القري النائية بعيداً عن المدن الكبيرة تجد السماحة والوداعة والاحترام، فالشعب الأسترالي شعب طيب، والعنصرية ليست متأصلة فيه بل هي مدسوسة من قبل الغربيين (أمريكي أو أوروبي).
هل هناك دعوات عنصرية في أستراليا عقب حوادث 11/9 في إطار صراع الحضارات؟
ج. أستراليا لم تشهد أي حوادث عنصرية مثلما شهد المجتمع الأوروبي والأمريكي إلا في أول يوم، تعرض مسجد خشبي في مدينة (برزبن) للحرق وفي مقابلة 7 كنائس تعرضت للحرق. لكننا ذهبنا كرجال دين وشجبنا هذا العمل فقمنا بزيارة الكنائس وقاموا بزيارة المساجد.
ما موقف وسائل الإعلام والصحف من الإسلام والمسلمين في أستراليا؟
ج. وسائل الإعلام كلها متصهينة، وكبريات الصحف بيد مردوخ اليهودي فالإعلام في كل مكان خاضع للهيمنة الصهيونية التي تستخدم الإعلام في احتلال العقول وتزييف الحقائق، لكن بفضل الله ربح المسلمون المعركة الإعلامية على الحركة الصهيونية، وتعاملنا مع أحداث سبتمبر بموضوعية وفهم، وقلنا ما حدث في أمريكا هو شان أمريكي، وإسلامنا دين السلام، والمسلم يخرج من الصلاة بالسلام، وتحية المسلم لأخيه السلام، فالإرهاب صناعة أمريكية ولا يجوز وصف الاسلام بالإرهاب.
ماهي أحوال الجالية المسلمة في أستراليا؟ وما مدي ارتباطها بالإسلام؟
ج. أستراليا بلد خصبة وأرضها صالحة لزراعة كل شيء، وقد وجد أنصار عبادة الشيطان أنصارا وقلوباً متجاوبة في أستراليا، فما بالك بدعوة الإسلام، هي أرض طيبة ولو خطط للدعوة إلي الله بخطط عملية مدروسة من قبل المؤسسات الإسلامية الدعوية في العالم الإسلامي لاستطعنا أن نوجد حضورا إسلاميا قويا قل أن تجد له نظيرا في العالم كله بقليل من الجهد؛ فالأسترالي لا تجلس معه أكثر من دقائق لتقنعه بان يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله لأنهم مازالوا علي الفطرة.
لكن هناك مؤسسات تحاول السيطرة على المراكز وشراء الذمم بأموالها، وتريد من هذه المراكز أن تسبح بحمد حكامها، بل والأكثر من ذلك أنهم يحاولون تصدير الفتن والخلافات العربية الي مجتمع غض لا يتحمل هذه الخلافات.
هل تصدير الخلافات الدينية من العالم العربي يقود لتعطيل الدعوة في أستراليا؟
- تصدير الخلافات والنزاعات يؤخر الصحوة في أستراليا. فعند مسلمي أستراليا من الهموم ما يكفيهم، فاليهود أفضل منافي خدمة أهدافهم ودعوتهم، فهم يستفيدون من الأقليات اليهودية في العالم كله لعمل لوبي لمساعدة القضايا اليهودية وإسرائيل، بينما نحن المسلمين تتجاذبنا الاستقطابات والأهواء؛ لذلك يجب حماية الأقليات المسلمة في الغرب من الخلافات الموجودة في العالم الإسلامي والعربي حتى يمكنها أن تلعب دورا فاعلا لخدمة القضايا الاسلامية والعربية
القضايا العربية والاسلامية :
كيف تتعاملن مع القضايا العربية والاسلامية هناك في أستراليا؟
ج. لسنا نعيش بمعزل عن قضايا أمتنا العربية الإسلامية، وإنما نؤثر ونتأثر ـ وقضية القضايا عندنا هي قضية فلسطين، وكان لنا دورنا وتفاعلنا مع الجهاد الافغاني إبان حرية ضد روسيا، ثم قضايا المسلمين في البوسنة والشيشان وكوسوفا، ونتعايش مع أحداث المجتمع اللبناني، ونتعايش مع هموم مصر في محنة الزلازل والسيول وقدمنا تبرعات للمتضررين، وبالجملة الجالية الاسلامية الأسترالية متفاعلة مع قضايا الامة، ويكفي أن حوادث أمريكا في 11/9 استوعبناها لو أن هذه الجالية الإسلامية لا تملك رصيدا فكرياً لتعرضت إلي مذابح ومشاكل لا يعلم خطورتها إلا الله، ولكن بفضل الوعي لأبعاد المؤامرة الكبري استطعنا أن نكسب ود وعطف الحكومة والشعب الأسترالي، وأدركوا أن ما يحدث في أمريكا هو شأن خاص بأمريكا ولا يصح أن نزج بأستراليا في مثل هذه الصراعات، وأن نفتح باب الخلافات والفتن بين أبناء المجتمع الواحد، واعتبروا أن الجاليات المسلمة هي جزء من المجتمع الأسترالي.
ولم تعطل لنا مدرسة ولم يغلق لنا مسجد ولم يهان حجاًب أو امرأة، ومع هذا كانت هناك حوادث فردية قليلة جداً لا يخلوا منها أي مجتمع من المجتمعات.
الجالية المصرية:
ما هو وضع الجالية المصرية هناك مقارنة بالجاليات اللبنانية والهندية التي نجدها مترابطة هناك؟
المؤسف أن الجالية المصرية المسلمة في بلاد المهجر بأستراليا هي تأتي في مقدمة الجاليات التي تملك الكفاءات العلمية والإمكانات الثقافية والفكرية من حملة الشهادات الجامعية، ولكنها أرقام مبعثرة لا يجمع بينها رقم صحيح، والهجرات المصرية إلى بلاد المهجر عمرها حديث مقارنة بالجاليات الأخرى، والأقباط المصريون الأقدم والأكثر هجرة إلى أستراليا وكفاءتهم موجودة هناك، والمؤسف أنه لا توجد أعمال وأنشطة جماعية تجمع المصريين المسلمين هناك، كل الجاليات لها مؤسساتها ومراكزها ومساجدها، ولكن الجالية مقصرة في هذا الجانب.
بصفتكم مصرياً أليس لديكم خطط لتجميع المسلمين من الجالية المصرية؟
ج: هناك في الآونة الأخيرة عقد لقاءات علمية ومناسبات الأعياد بين مسلمي مصر في المهجر، ولكن للأسف أفراد الجالية المسلمة من المصريين يستخدمون ذكائهم في الاهتمام بالجانب الدنيوي المادي أكثر من الديني الأخروي.
هل يمكن للجالية المصرية أن تكون جسراً بين مصر وأستراليا؟
ج: أستراليا بلد يملك إمكانات كبيرة في الثروة الحيوانية والزراعية والسمكية فتستطيع أستراليا أن تطعم العالم كله ومصر وهي تستورد القمح من أمريكا الآن يمكنها أن تستورده من أستراليا وعموما حتى الآن الروابط التجارية بين مصر وأستراليا غير كاملة ولم تستغل الاستغلال الكامل. ولا بد من أن يكون هناك تنشيط واعي لتستفيد مصر كثيراً من أستراليا.
واللحوم هناك يتم الإشراف على الذبح عن طريق الاتحاد الأسترالي للمجالس الإسلامية. ونؤكد أن البلد الوحيد الذي تستطيع أن تأكل منه لحماً وتقول إنه حلال هي أستراليا ذلك أن وزارة الصحة الأسترالية تشترط الذبح على الطريقة الاسلامية لأنه الأفضل من الناحية الصحية.
المستودع الدعوي الرقمي نسعى لتكوين أكبر مستودع معرفي ومعلوماتي للدعوة والدعاة حول العالم، من خلال توفير الملفات والتقارير والبيانات الخادمة للعاملين في الدعوة إلى الله.