انتشار الإسلام في زامبيامقالات

فرانك جومو

مترجم عن اللغة الإنجليزية

 

انتشار الإسلام في زامبيا[1]

 

التنافس بين الأديان أمر شائع هذه الأيام، وتُعتبر قارة أفريقيا مثالًا حيًا لهذا التنافس، ففي زامبيا مثلًا على الرغم من إعلان رئيسها السابق فريدريك تشيلوبا أن الدولة مسيحية، فقد تحدى مسلموها في ذلك البلد الواقع في جنوب أفريقيا كل الصعاب في محاولة لجعل دينهم يزدهر كما هو الحال في البلدان الأخرى في هذا الجزء من أفريقيا، إذ شهدت البلاد تطورًا سريعًا في بناء المساجد في المناطق ذات الأغلبية المسلمة، وكذلك في المناطق التي يسيطر عليها المسيحيون.

هذا ويشير تقرير صدر مؤخرًا عن منظمة مسيحية "Frontline Fellowship " تقود نمو المسيحية في أفريقيا إلى أن الإسلام ينمو بمعدل سريع في هذه القارة الفقيرة، وتقول تلك المنظمة إن الإسلام ينمو مرتين أسرع من المسيحية هناك، ويرجع جزء كبير من هذا النمو إلى المبالغ الكبيرة من الأموال التي تبذلها الدول العربية الغنية بالنفط، والتي يتم توجيهها إلى البعثات الدعوية الأفريقية، حيث يقوم المسلمون ببناء مدارس ابتدائية وثانوية في زامبيا في محاولة لتحويل الجيل القادم من الزامبيين من المسيحية إلى الإسلام، وتتربع زامبيا الآن على عرش التقدم الإسلامي في جنوب إفريقيا، ويضيف التقرير أنه تم بناء مساجد ومدارس إسلامية في كل مكان، بتمويل من أموال النفط من حكومات الشرق الأوسط، وتقدم جمعيات الدعوة الإسلامية "التعليم المجاني" لسكان الريف الفقراء، وأرسلت العديد من العائلات المسيحية أطفالها إلى هذه المدارس الإسلامية على أمل أن يكون التعليم الإسلامي أفضل من انعدام التعليم.

 

بناء المساجد دليل على نمو الإسلام

أكد رجل دين روماني كاثوليكي في زامبيا "القس بنجامين" وينتمي إلى جماعة تبشيرية مسيحية أن زامبيا شهدت بناء عشرات المساجد في البلاد، وبخاصة في مقاطعتي الشرقية ولوساكا، الأمر الذي أدى إلى تأسيس مجتمعات إسلامية جديدة، وبالرغم من أن هذا الاتجاه قد تباطأ، إلا أنه مستمر مدعومًا بالموارد المادية التي قدمها كل من المجتمع الآسيوي المحلي والمانحين الخارجيين، كما أكد القس بنجامين أن هناك برامج مدروسة مثل دفع الرسوم المدرسية للطلاب، وفتح دور للأيتام لدفع الناس إلى اعتناق الإسلام، وهذا ما جعل الإسلام بالنسبة لعدد متزايد من الزامبيين بديلاً حقيقيًا لكل من المسيحية والأديان التقليدية، ويضيف القس بنجامين أن الشبكات الإسلامية خارج البلاد تمكنت من التأثير في انتشار الإسلام في زامبيا عبر تعاونها الوثيق مع الجمعيات المحلية، وتوفير الدعم المادي والمعنوي اللازمين.

تأثير المهاجرين الأفارقة في دخول زامبيا للإسلام

تأثر دخول الإسلام إلى زامبيا ببعض المهاجرين الأفارقة -لا سيما من دول شرق وغرب أفريقيا مثل الصومال، وتنزانيا، والكونغو، والسنغال، ومالي، وغانا، ونيجيريا، ويقيم معظم هؤلاء في البلاد كمهاجرين غير شرعيين، وهم لا يأتون مع أزواجهم وما يلبث أن ينتهي الأمر بهم بالزواج من الزامبيين، الذين يجدون في الزواج طريقًا إلى اعتناق الإسلام، وقد كانت الطريقة النموذجية للمرأة الزامبية لاعتناق الإسلام من خلال الزواج من أزواج مسلمين، حيث تزوج بعض مسلمي غرب أفريقيا من نساء محليات، ورغم أن اعتناق الإسلام ليس شرطًا بالنسبة للنساء غير المسلمات عند الزواج، إلا أن غالبية النساء المتزوجات من أزواج مسلمين ينتهي بهن الأمر إلى أن يصبحن مسلمات، أما عن فئة الشباب فإن أسبابًا مختلفة دفعت البعض ممن ليس لديهم أي خلفية إسلامية إلى اعتناق الإسلام، إذ كان تغيير الانتماءات الدينية لانتماءات دينية جديدة حدثًا شائعًا في العقود الثلاثة الماضية، ونتيجة لذلك فقد دخل مئات الشباب في الإسلام في ثمانينيات القرن الماضي في دول جنوب أفريقيا بشكل عام وفي زامبيا بشكل خاص.

 

[1] الترجمة نقل دقيق لمحتوى المقالة ولا يعني ذلك بالضرورة الموافقة على آراء الكاتب. يمكنكم الوصول إلى المقالة عبر الرابط التالي: http://africa.peacelink.org/newsfromafrica/articles/art_10733.html