ترى هل تعود دولة فطاني؟مقالات

موقع مفكرة الإسلام

المصدر: رابطة العلماء السوريين، 4 مايو 2011، نقلاً عن موقع مفكرة الإسلام.

 

جنوب شرق آسيا اسم يطلق الآن بصفة عامَّة على الأقاليم الواقعة بين شبه القارة الهندية وجنوب بلاد الصين، والمحاطة من الشرق ببحر الصين والجزء الجنوبي الغربي من المحيط الهادي، ومن الغرب المحيط الهندي وخليج البنغال، وتضمُّ البلدان التالية: إندونيسيا، وماليزيا، والفلبين، وسنغافورة، وبورما، وفيتنام، وكمبوديا، ولاوس، وتايلند، والصين، وتركستان الشرقية، وبروناي، وهذه المنطقة قد تأثَّرت بالطابع الهندي والصيني؛ لكثرة الهجرات إليها من هذين البلدين، وتأثَّرت بثقافَتَيْهما.

 والحقيقة أن قصة انتشار الإسلام في جنوب شرق آسيا تُعَدُّ من أعظم قصص انتشار الإسلام في العالم؛ فالمسلمون لم يذهبوا إلى هذه المناطق الشاسعة المساحة العظيمة السكان بجيوش فاتحة، ولم يخوضوا مع أهلها حروبًا تُذكر، وإنما ذهبوا إليها كتُّجار يحملون أخلاقَ الإسلام، وهَمَّ الدعوة إلى الله، وذلك بالحسنى والمعاملة الحسنة، فحقَّقوا القاعدة الأصيلة التي تؤكد أن الإسلام إنما يغزو القلوب لا الأراضي أو البُلدان.

 فقد حمل التجار المسلمون بضائعهم، ورحلوا من المشرق الإسلامي إلى تلك البلاد النائية عن طريق البحر، وكان لعرب جنوب الجزيرة العربية اليمنيِّين والعُمَانيِّين النصيب الأوفى في ذلك، ووجد أهل تلك البلاد النائية فيهم الصدق، وعرَفوا فيهم العفَّة والأمانة، ثم علموا أن هذا كله من أثر العقيدة التي يحملونها؛ فحُبِّب الإسلام إلى نفوسهم؛ الأمر الذي لم يظلوا عليه طويل الأمر حتى باتوا يَدِينُون بالإسلام، وأصبحوا من أبنائه المخلصين.

 ومعظم مسلمي هذه الدول يعانون من الحملات التنصيرية والاضطهاد، ومعظمها عانى من الاحتلال وأما فطاني التي نحن اليوم بصدد الحديث عنها فقد بدأ الإسلام يتوسَّع فيها عن طريق مالاقا، ثم احتلتها البرتغال وهولندا وتايلاند، وقام انقلاب في تايلاند دعمه الفطانيون، وتغيَّر نظام الحكم إلى ملكي دستوري، وبدأ الحكم العسكري في تايلاند، ثم دخلها اليابانيون فعمل الإنجليز على تنظيم المقاومة، وبدأ كفاح الاستعمار والاضطهاد.

 فطاني بلغة جاوا: ڤتنا وهي دولة محتلة في أقصى جنوب تايلاند على الحدود الماليزية. ويرجع أصل سكانها للمجموعة الملايوية المسلمة، ويتكلمون اللغة الملايوية ويكتبونها حتى الآن بأحرف عربية بسبب أصولهم العربية منذ نشأة مملكة فطاني الإسلامية في القرن الثامن الهجري. تم ضم فطاني إلى مملكة تايلاند (مملكة سيام) بمساعدة قوية من الإنجليز في عام 1320هـ ميلادية مما أدى إلى العديد من الثورات والعمليات الاحتجاجية من سكان الإقليم لكنها باءت بالفشل.

 يرى بعض الباحثين أنها سميت باسم شخص محترم يدعى "فأتاني" أي الأب المزارع، وآخرون يرون أنها نسبة للفلاحة أو الزراعة وهي "فتاني" ولا يبعد أن تكون كلمة "فطاني" مرخمة حسب ما هو المعروف الآن، حيث ترخم الأسماء للتخفيف و"فتاني" صارت في النطق العربي "فطاني".

تقع فطاني بين خطي عرض 5-8 شمال خط الاستواء في قلب جنوب شرق آسيا شبه جزيرة الملايو التي تضم ماليزيا وسنغافورة وإندونسيا وفطاني وهي جزء من جزر الملايو، تحدها ماليزيا من الجنوب وتايلاند من الشمال والمحيط الهندي غرباً وبحر الصين شرقاً.

 مساحتها قبل احتلال تايلاند (50،000)خمسون ألف ميل مربع ومساحتها حالياً (16،000) ستة عشر ألف ميل مربع، تتكون من أربع ولايات وهي: فطاني - جالا - ناراتيوت - ستول بالإضافة إلى نصف ولاية سونجكلا، أما باقي المساحات فهي مليئة بالمهاجرين التايلانديين الذين أرسلتهم الحكومة التايلاندية واستوطنتهم للضغط على الشعب الفطاني حتى يجتمعوا في هذه الولايات.

 السكان في فطاني هم جزء من الشعب الملايوي عرقياً وتاريخياً ويبلغ عددهم حسب آخر الإحصائيات حوالي ستة ملايين نسمة أي أن نسبة المسلمين تبلغ 80%. كما أن الفطانيون يتكلمون اللغة الملايوية كسائر دول جنوب شرق آسيا ماليزيا وإندونسيا وسنغافورة وبروناي لأنهم يرتبطون فيما بينهم ارتباطاً تاريخياً عميقاً وكذلك قوميتهم فهي ملايوية التي هي عنوان للشعب الفطاني المسلم، ويكتبون بالأحرف العربية مع زيادة عدد الحروف فيها.

 تعد دولة فطاني رغم صغرها من أغنى دول المنطقة بثرواتها الطبيعية والمعدنية كالقصدير والذهب والمطاط الطبيعي والأخشاب وجوز الهند والأرز والأسماك والنفط والغاز الطبيعي وغيرها، فالدخل القومي بالنسبة لهذه الولايات الأربعة أكثر من 35% مقارنة بالدخل العام لتايلاند كلها والتي تحوي 71 محافظة باسثناء فطاني، وخاصة إذا أضيف الاكتشافات الجديدة لحقول البترول والغاز الطبيعي في شواطئ فطاني.لهذه الأسباب يعتبر الفطانيون تمسك الحكومة التايلاندية بفطاني مهما كان الثمن، وتدافع عن مصالحها فيها بكل الوسائل العسكرية والساسية واستيطان البوذيين لتكون الأغلبية من سكانها.

 امتدت مملكة فطاني العظمى منذ اعتناق إسماعيل شاه للإسلام على مساحة شاسعة وبلغت ذروتها في عهد السلطانة رغابيرو حيث شملت حدودها المناطق التي تعرف حاليا بالولايات الجنوبية لتايلند وهي فطاني وناريتوات ويالا وسونكلا إضافة إلى الولايات الماليزية ترنجانو وقدح وكلنتان ولعقود طويلة ظلت العلاقة بين مملكة فطاني وبين جارتها مملكة تايلند التي كانت تسمَى آنذاك بسيام علاقة توتر وحروب أدت في نهاية المطاف إلى سيطرة تايلند على مملكة فطاني بشكل كامل، لكن ضمها الحقيقي تم في عام 1901 من خلال الاتفاقية التي وقّعتها مملكة تايلند مع بريطانيا التي كانت تحتل ماليزيا آنذاك.

 نبذة تاريخية عن أحوال دولة فطاني المسلمة:

وبدأ الإسلام يتوسَّع في منطقة "فطاني" منذ النصف الثاني من القرن الثامن الهجري عن طريق مالاقا، التي أخضع سلطانها "فطاني" إلى حكمه عام 865هـ.ولما وصل البرتغاليون إلى المنطقة واحتلوا مالاقا عام 917هـ- 1511م احتلوا أيضًا المناطق الشمالية منها، وكانت فطاني من بينها، ثم جاء الهولنديون وكانت لهم علاقات تِجاريَّة مع فطاني منذ عام 1018هـ- 1609م، ثم مع الإنجليز عام 1021هـ-1615م، وقد أقاموا مراكز تِجاريَّة لهم.

 ثم استطاع التايلنديون الاستيلاء على فطاني عام 1201هـ- 1786م بعد محاولات كثيرة استمرَّت أكثر من قرنين؛ إذ قاموا بهجومهم عليها عام 1012هـ- و 1042هـ، و 1043هـ ولكنهم باءوا بالخسران في كل محاولة، ونقلوا منها 4000 أسير إلى منطقة بانكوك، كما قسموا المنطقة إلى سبع ولايات لإضعاف المقاومة، إلا أن الفطانيين قاموا بثورة بعد عام من الاحتلال التايلندي، وقادهم تنكولميدين، غير أن هذه الثورة قد فشلت وقُتل قائدهم، وقامت ثورة أخرى عام 1223هـ-1808م، لقيت الفشل أيضًا، وهذا ما جعل التايلنديين يعملون على تقسيم المنطقة إلى ولايات صغيرة، ويُشرِّدون الزعماء، ويضعون بجانب كلِّ أمير فطاني أحدَ التايلنديين إضافة إلى فرض ضريبة.

وفي عام 1247هـ- 1841م قام ولي عهد ملك قدح بثورة، فاشترك معه الفطانيون ولكن فشلت هذه الثورة ودخل التايلنديون الأرض الفطانية فنهبوها، وعاثوا فيها الفساد، ونقلوا أربعين ألفًا حملوهم إلى منطقة بانكوك.

وفي عام 1320هـ- 1902م ربط التايلنديون الفطانيين ببانكوك، وجعلوا عليهم حاكمًا تايلنديًّا، فقام عبد القادر قمر الدين بثورة، ولكنه هُزم وأُسر، وحُمل إلى بانكوك، وطُلِب منه توقيع وثيقة يتنازل فيها عن حقِّه في الإمارة ولكنه رفض ذلك، وأصرَّ على موقفه، وفي عام 1321هـ- 1903م عمَّت البلاد الفوضى ونُفِيَ الأمير عبد القادر، وتولَّى الإمارة مكانة ابنه محيي الدين، وأُرسل إلى لندن للدراسة.

وفي عام 1327هـ- 1909م اتَّفقت إنجلترا وتايلند، فأخذت إنجلترا بعض الولايات الملاوية، وأخذت تايلند المقاطعات الفطانية.

 وفي عام (1351هـ= 1932م) حصل انقلاب في تايلند دعمه الفطانيون فكُتِبَ له النجاح، وتغيَّر نظام الحكم من ملكي مطلق إلى ملكي دستوري، واختار الفطانيون محمود محيي الدين أصغر أبناء السلطان عبد القادر قمر الدين-الذي يعيش في المنفى-ليكون حاكمًا لهم.

وقد جرَّ مجيء العسكريين إلى حكم تايلند وبالاً كبيرًا على الشعب الفطاني لأنهم حملوا فكرة القومية السياميَّة والتي حاربها الفطانيون لأنهم يَدِينون بالإسلام، ويتكلَّمون لغة ملايوية تُكتب بالحرف العربي.

 وكان هدف تايلند منذ عام 1351هـ- 1932م تحويل الملايونيين في فطاني إلى تايلنديين بإجبارهم على الزيِّ التايلندي، واستعمال اللغة التايلندية، وقَبُول الثقافة التايلندية، واتِّخاذ أسماء تايلندية، وترك العقيدة الإسلامية.

وزاد الضغط على الفطانيين منذ عام 1357هـ-1938م إذ حُرِم المسلمون خاصة من وظائف الدولة، وأُجْبر الطلاب ومَن يعمل بالمؤسسات الثقافية أن يتسمَّى بأسماء تايلندية، وأُغلقت المدارس الدينية والمساجد، كما أُجبر المسلمون على دخول المعابد البوذية.

 وقد قامت الحرب العالمية الثانية ودخل اليابانيون البلاد، وعمل الانجليز على تنظيم المقاومة، وقد اعتمدوا على السلطان محمود محيي الدين ووعدوه بالحصول على الاستقلال بعد انتصار الحلفاء، وعندما انتهت الحرب أخلفوا الوعد حتى وُضِعَ اقتصاد البلاد تحت تصرف إنجلترا.

وفي عام 1367هـ- 1948م قام رئيس الهيئة التنفيذية لأحكام الشريعة الإسلامية بتقديم مطالب الشعب الفطاني، وتقدَّمت المطالب إلى الأمم المتحدة فكانت النتيجة أن قُبِضَ عليه ورفاقه، وأُودِعوا السجن، ثمَّ أُفْرِج عنهم، ثم اعتُقِلوا ثانية، وقُتِلوا سرًّا عام 1374هـ- 1954م.

 ووقع انقلاب عسكري في تايلاند عام 1366هـ- 1947م، وفي عام 1357هـ- 1955م وقع انقلاب آخر، وكان كلُّ انقلاب يعمل على إذابة الشخصية الفطانية، ووقفت الدول الكبرى بجانب تايلاند، وظنَّ المستعمرون أن أمر فطاني قد انتهى.

وفي عام 1378هـ- 1958م تشكَّلت عدَّة منظَّمات وأحزاب لمواصلة الكفاح، ولكن تعدُّد القيادات كان له الأثر السيئ، ثم توحَّدت المنظمات وتغيَّرت فكرة المقاومة السلمية إلى فكرة الجهاد لإعادة الحقوق المسلوبة.

 انتشر الإسلام فيها في القرن الخامس الهجري، حتى صارت الأمور تحت ظل المسلمين، وفي القرن الخامس عشر الميلادي أسست دولة إسلامية مستقلة في فطاني، وهم أساس مسلمي فطاني ويتمسكون بالعادات والتقاليد الإسلامية. وكما كان البحر هو الطريق لدخول الإسلام إلى فطاني فإن البحر يعد المصدر الرئيس الذي يعتمد عليه المسلمون في حياتهم الاقتصادية، فالمسلمون الذين حالت الأوضاع السياسية المتوترة لفترات طويلة دون انخراطهم في الوظائف الحكومية اعتمدوا على صيد الأسماك والتجارة البحرية إضافة إلى العمل في حقل الزراعة خاصة المطاط الذي يُعد من أهم المنتجات في هذه الولايات.

أكثر أهل فطاني يدينون بدين الإسلام، 80% من عدد السكان، وهناك عدد كبير من المسلمين يتوزعون في تايلاند، ويعود أصلهم إلى الأسرى الفطانيين الذين حملتهم الجيوش التايلاندية معها عندما كانت تجتاح فطاني.

عندما احتل البرتغاليون تايلاند أوعزوا إلى قادة تايلاند بحتمية احتلال فطاني للقضاء على سلطنة الإسلام بها ولابتلاع خيراتها فقام التايلانديون باحتلال فطاني سنة 917هـ ولكنهم ما لبثوا أن خرجوا منها بعد قليل تحت ضغط المقاومة الإسلامية، ولكن الصليبية العالمية لم تكن لتهدأ ويرتاح لها بال طالما للإسلام دولة بتلك البقاع السحرية من العالم فدخل الإنجليز حلبة الصراع ودعموا التايلانديين البوذيين للهجوم على فطاني وقمع الثورات وتهجير المسلمين من البلد حتى أعلنت تايلاند ضم فطاني رسمياً لها سنة 1320هـ بعد سلسلة طويلة من الثورات والمقاومة الباسلة من المسلمين وكان هذا الضم إيذاناً بعهد جديد في الصراع بين المسلمين وأعدائهم .

وتؤكد الدراسات التاريخية أن تايلاند تعتبر في حكم الدولة المحتلة المستعمرة لأرض فطاني التي كانت بلداً مسلماً لفترة طويلة لذلك فإن أساليب تايلاند في محاربة المسلمين لا تختلف كثيراً عن أساليب الاستعمار في أفريقيا وآسيا والدول المسلمة.

وهكذا تم احتلال فطاني والاستيلاء عليها، وأصبحت فطاني دولة تبعية تدفع الجزية للمملكة التايلاندية، وبعد ذلك توالت الثورات الفطانية لتحرير أراضيها تايلاند محاولتها لاستيلاء على فطاني منذ عام 1603 م ولكن المسلمين الفطانيين افشلوا تلك المحاولة بصمود أهاليها أما الهجمات البوذية التايلاندية، بعد ذلك حاولت الحكومة محاولات متعددة لاستيلاء على فطاني، وفي عام 1786م تمت السيطرة على ولعل أعنفها تلك الثورة التي قامت في عام 1822م والتي فشلت أمام هجمات القوات التايلاندية التي انتقلت إلى أراضي المسلمين، فهدمت ديارهم وخربت البلاد وقتلت الكثير منهم، وقامت بأعمال عنف تجاه شعب فطاني المسلم، وغصبت حقوقهم المشروعة وأعتدت على أعراض النساء المسلمة، وقامت بدرس شعائر الإسلام كهدم المساجد والمدارس الدينية وغير ذلك من أعمال العنف وأخذت آلاف المجاهدين والمدنيين الفطانيين إلى عاصمة تايلاند "بانكوك" سيقوا إلها سيرا بالأقدام مقيدين بالسلاسل ومكبلين بالحديد والخيزران في أرجلهم وآذانهم.

منذ ذلك الحين لم تنقطع الثورات الفطانية ضد الاحتلال التايلاندي. ففي عام 1902م ألغت الحكومة التايلاندية حق السيادة للسلاطين الفطانيين وألغت الجزية وجعلها مديرية تابعة لها مباشرة وأعلنت تايلاند بأن فطاني جزء منها بعد عقد الاتفاق مع الإنكليز في عام 1909م.

لجأت الحكومة التايلاندية إلى تهجير العديد من البوذيين إلى فطاني لتخفيف عدد المسلمين ومنحتهم حق الاستيطان لتضعيف الشعب الفطاني اقتصادياً واجتماعياً، وعزلت فطاني عن العالم الخارجي ومنعت الصحافيين الدوليين من نشر القضية الفطانية واعتبرتها مشكلة داخلية لا تتدخل فيها القانون الدولي. كما قامت بنشر المعابد البوذية وتحريف الأماكن وتغييرها وكذلك أسماء أبناء المسلمين وعملت أيضا على توطين المهاجرين التايلانديين البوذيين من الشمال بهدف إحداث خلل في التركيبة السكانية. و فرض التعليم باللغة السيامية –التايلندية- بدلا من الملايوية والعربية. كما تم إغلاق الكتاتيب التي تعلم القرآن الكريم.

وقامت بنشر الفواحش والمفاسد بين المسلمين بإقامة بيوت الدعارة المرخصة والملاهي الليلية وتعليم الرقص في المدارس. والعمل على إفقار المنطقة، وتسليم الأراضي الخصبة فيها إلى الأقلية البوذية. وهناك أيضاً محاولات لمحو الهوية الإسلامية من خلال قيام السلطات التايلاندية في شن حملات على المساجد الإسلامية وتدميرها الأمر الذي أدى خراب الكثير من المساجد الأثرية وسائر المعالم التاريخية الإسلامية. ويصل عدد المساجد في فطاني اليوم إلى 438مسجدًا.

وهكذا رداً على كل الانتهاكات بدأت رحلة الكفاح الهائلة منذ أن أعلنت تايلاند ضم فطاني لها واعتبرتها مديرية تايلاندية في سنة 1320هـ، فقام الأمير عبد القادر وهو آخر ملوك فطاني المسلمين بقيادة الثورة سنة 1321هـ بعد سنة واحدة فقط من الضم وتعرض للاعتقال واندلعت الثورة بفطاني على إثر ذلك ولكن التايلانديين قمعوها بمنتهى الوحشية بمساعدة قوية من الإنجليز .

ومع الانقلاب العسكري سنة 1351هـ الذي أطاح بالملكية في تايلاند والذي دعمه مسلمو فطاني الذين استغلوا الفرصة وقدموا عريضة بمطالبهم من الحكومة الجديدة وتلخصت هذه المطالب:

• تعيين حاكم واحد على المديريات الأربعة المسلمة عن طريق أهل البلاد، ويكون مسلمًا.

• أن يدين 80% من موظفي حكومة فطاني بالإسلام.

• أن تكون اللغة الملايوية هي لغة التعليم بالمدارس واللغة الرسمية لأهل فطاني.

• تطبيق الشريعة الإسلامية.

• تكوين مجلس أعلى إسلامي لتسيير شئون المسلمين.

ولكن جاءت الريح بما لا يشتهي المسلمون، وتحول الحكم العسكري إلى واقع مرير للمسلمين؛ ليس لأنه تجاهل مطالبهم؛ ولكنه سعى إلى مسخ هويتهم تمامًا، وإذابتهم داخل الدولة؛ حيث أصدر الفريق أول "سنقرام"- الذي تولى السلطة في تايلاند- قرارات بتغيير الأسماء المسلمة إلى تايلندية، ومنع لبس الجلباب الأبيض المميز للمسلمين غطاء الرأس للنساء، وتحريم استعمال اللغة الملايوية ذات الحروف العربية، وأغلقت أبواب المدارس والجامعات أمام الفطانيين، وكذلك المناصب الحكومية والجيش والشرطة، وأغلقت الجوامع والمساجد، وحرم التبليغ والدعوة للدين الإسلامي.

وهكذا تحول المسلمون الذين يقدر عددهم بستة ملايين نسمة إلى أقلية وسط أغلبية بوذية تنتشر في جميع أنحاء تايلاند، كما انتشرت أيضا المعابد البوذية في كل أنحاء الجنوب حتى في المناطق التي لا تُعتبر ذات كثافة بوذية. تمثال بوذا هذا يعد أضخم تمثال لبوذا في جميع أنحاء تايلاند وقد شيدته الحكومة في ولاية ناريتوات أقل الولايات المسلمة من حيث التواجد البوذي وارتبطت بالتمثال ذكرى يعُدها المسلون أليمة حيث قتل خمس طلاب مسلمين عندما رفضوا أمراً من الجنود التايلنديين بالسجود للتمثال تعبيراً عن الاحترام له وقد أدت الحادثة التي وقعت في عام 1975م من القرن الماضي إلى مظاهرات كبيرة نظمها المسلمون لأكثر من أربعين يوماً مطالبين بمحاكمة الجناة إلا أن الحكومة آنذاك رفضت الاستجابة لمطالبهم كما تَعرّض المسلمون منذ خضوعهم إلى الحكم التايلندي لسياسات صارمة حرمتهم العديد من حقوقهم.

وقد توالت على الإقليم المسلم عدة ثورات ومحاولات من جانب المسلمين لإعادة المطالبة بحقوقهم، واجهتها السلطات هناك بالقمع والاعتقال لكل من قاد المطالبة بهذه الحقوق.

وبعد أن تلاشت فرص مسلمي فطاني في تحقيق حلم الدولة المستقلة للمسلمين هبَّ الشعب الفطاني يجاهد لاستقلال بلاده، وأسس جبهات التحرير التي انضوى في صفوفها كثير من الشباب المسلم، وأخذ يقاتل على أرض فطاني، في جبال بودور الشاهقة، وبين الغابات والأدغال المتشابكة المجاورة لماليزيا، وبدأت عمليات المقاومة عام 1950م ، ولا تزال حتى الآن تواجه المستحيل، و تتحدى المصاعب وحدها.

ومن أهم حركات المقاومة التي تواجه عنف حكومة تايلاند وإجراءاتها القمعية ضد المسلمين منها الجبهة الوطنية لتحرير فطاني التي تأسست عام 1960م وهي أول جبهة أنشئت في فطاني وتدعو إلى تنظيم المجتمع الإسلامي، ووسيلتها حرب العصابات. وكذلك المنظمة المتحدة لتحرير فطاني التي تأسست عام 1968م وتتبع أساليب العنف ضد الحكومة البوذية. وتوجد أيضاً الجبهة الوطنية لتحرير فطاني والتي تأسست عام 1970م وتنادي بالاستقلال على أن يكون نظام الحكم ملكي، ومعظم قادتها في الخارج. وهناك كذلك الحركة الإسلامية الفطانية التي تأسست عام 1975 م على يد عدد من العلماء وقد قامت بنشاط إعلامي للتعريف بقضية فطاني.

نتناول بشيء من التفصيل بعض مظاهر الوحشية والظلم والمعاناة التي يتعرض له إخواننا المسلمين في دولة فطاني ردها الله لأحضان العالم الإسلامي حرة عاجلاً غير آجل إن شاء الله، ومن أهم صور هذه المعاناة:

 • عملت تايلاند على إقامة معسكرات لاستقبال وتوطين المهاجرين والتايلانديين وتستولي على أخصب البقاع وتمدهم بالمرافق اللازمة وهذه الهجرة تؤدي إلى آثار خطيرة منها؛ إضعاف نسبة المسلمين في هذا البلد ورفع نسبة البوذيين، واتخاذ هؤلاء المهاجرين الجدد كأداة لنشر الثقافة والعادات البوذية واستخدامهم أيضاً كجواسيس وعيون لنقل أخبار المقاومة الفطانية وعند حدوث الصدامات يستخدمونهم كجنود ومقاتلين بالإضافة إلى تحقيق السيطرة الاقتصادية على موارده لإفقار الشعب الفطاني فلا يستطيع المقاومة والكفاح المسلح.

 • ومن ناحية التعليم قامت تايلاند بفرض التعليم باللغة السيامية بعدما كانت تدرس باللغة الملايوية وأحضروا مدرسين تايلانديين وجعلوا المناهج فيها تخدم مصالحهم وقامت بإغلاق الكتاتيب التي تعلم القرآن والقراءة والكتابة ، وعلى الطلاب الذين يريدون الانتساب إلى مدارس الحكومة أن يغير اسمه العربي أو الملايوي إلى اسم سيامي بوذي ، واشترطت على هؤلاء الخريجين من المدارس الفطانية أن يجيدوا القراءة والكتابة بالتايلاندية وإلا فلا قيمة لشهاداتهم أبداً ، وعمدت تايلاند إلى إهمال التربية الدينية وتعيين مدرسين موالين لها يجهلون الإسلام في مناصب التعليم الإسلامي لينشأ عن ذلك كله أجيال بعيدة كل البعد عن الدين والهوية الإسلامية

 • كذلك قامت بالعمل على بث الفرقة والخصومات بين العلماء وإثارة الفتن بين أتباع المذاهب الفقهية المختلفة وإثارة الخلافات بين المدن والمناطق والسكان

 • كما أنها خططت ودبرت لنشر الفواحش حيث إن تايلاند تعتبر رائدة سياحة الدعارة على مستوى العالم بأسره وهي بالتالي تعمل على نشر المفاسد بين المسلمين بإقامة بيوت الدعارة المرخصة والملاهي الليلية وتعليم الرقص في المدارس ولا يستغرب المار بين دروب وأروقة ولاية جل أهلها من المسلمين مثل فطاني أن يرى الملهى الليلي إلى جانب محل البقالة بصورة طبيعية ودون حياء أو استنكار من أحد بل والأدهى أن بضاعة الفاحشة معروضة بكافة أنواعها أمام الملهى لجلب الزبائن.

 • ناهيك عن التعمية والتعتيم الإعلامي بقطع كل أخبار مسلمي فطاني عن العالم الخارجي ومنع دخول المسلمين من خارج فطاني إليها

 • أما عن دور اليهود فحدث ولا حرج حيث استقدمت الحكومة التايلاندية عدداً من المدرسين اليهود من فلسطين وذلك لبث كراهية العرب في النفوس ومن ثم كراهية المسلمين عامة ثم تقوم تايلاند بنشر الدعاية المسمومة أن أهل فطاني يفضلون المدرسين اليهود على غيرهم في التعليم والثقافة فتعرض الحكومات المسلمة عن تقديم أي مساعدات لأهل فطاني،كما أن الكيان الصهيوني قدم المعونات الاستخباراتية والعسكرية لحكومة تايلاند للقضاء على المسلمين في فطاني.

 • لم تتورع تلك الحكومة الكافرة عن التحريف لكتاب الله عز وجل وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء ترجمتها إلى اللغة التايلاندية فيضلوا المسلمين ويصدون من يريد الدخول في الإسلام من البوذيين

 • و لم يكتف هذا الاستعمار البغيض بالعمل على الصعيد الداخلي فقط بل أخذت تعمل على بث الدعايات الكاذبة على الصعيد الخارجي باتهام المسلمين بفطاني بتهم مختلفة كتهمة الشيوعية بعد أن تعمدت جعل الشيوعيين الصينيين يفرون إلى أرض فطاني ليكون ذلك الفرار ذريعة للطعن على أهل فطاني واتهامهم بالشيوعية وهي تهمة تنفر كل مسلم. و تهمة التخابر لصالح إندونيسيا لأن أصل الفطانيين والإندونيسيين واحد وهو الأصل الملايوي مما يجعل العالم الخارجي ينظر بعين الشك لمحاولات الفطانيين للاستقلال.

 • كذلك لم تسلم العقيدة الإسلامية من الإفساد وذلك بالسماح للدعاية القاديانية وهي فرقة خارجة عن الإسلام بالعمل داخل فطاني لإفساد عقائد المسلمين وإيقاع الفرقة والاقتتال بينهم.

وهناك صور أخرى للاضطهاد:

من أبرزها أن الحكومة البوذية التي فرضتها تايلاند عملت بعد أن أزاحت السلطان المسلم على محو الطابع الإسلامي من البلاد.. بإرغام الشعب المسلم فيها على اتخاذ الأسماء والألبسة والتقاليد البوذية واستعمال اللغة التايلندية وألغت المحاكم الشرعية، ثم سمحت بعد غضب الشعب وهياجه للقضاة المسلمين بالجلوس في المحاكم المدنية لسماع القضايا المتعلقة بالأحوال الشخصية للمسلمين.

كذلك حرمت حكومة بانكوك المسلمين من ثروات بلادهم، كما حرمتهم المراكز الهامة والوظائف الحكومية وكافة الحقوق التي يتمتع بها مواطنو تايلاند، وعرضتهم لألوان الذل والقهر والاستعباد. وهناك أيضا مشكلة كبرى هي معظم المشاريع الكبيرة في الولايات المسلمة يمتلكها البوذيون أما المسلمون فلا يمثلون إلا العمالة الرخيصة في هذه المشاريع.

 وقامت بتصفية العلماء والدعاة جسدياً أو تهديدهم وإهانتهم وتشريدهم مما اضطر فريقاً منهم إلى الهجرة واللجوء إلى ماليزيا كما تقوم بإحراق الأحياء الإسلامية والقتل الجماعي، ففي حادث بشع قامت القوات التايلندية بحرق (100) شاب مسلم بالبنزين، وصرح رئيس البوليس في المنطقة بأن حياة المسلم لا تساوي 26 سنتاً فقط أي ثمن الرصاصة.

وغير بعيد أيضا دَفن24شخصاً من المسلمين في مقبرة جماعية من بين ستة وثمانين لقوا حتفهم في يوم واحد إما برصاص الجيش وإما اختناقا في شاحنات الاعتقال، المسلمون أصروا على أن تكون المقبرة بالقرب من مسجد تاريخي -عريق بزخارفه وبديع صنعته واحد من آثار إسلامية قليلة صمدت في وجه محاولات بذلتها الحكومة المركزية في بانكوك لأكثر من مائة عام من أجل تغيير واقع تاريخي قديم للولايات المسلمة الجنوبية في مملكة تايلند، أما الآثار ولعل الأخرى من مساجد وقصور حكام ما كان يعرف بمملكة فطاني المسلمة فقد تحولت إلى أطلال وخرابات بعد أن وضعتها الحكومية التايلندية تحت وصاية دائرة الآثار فلا هي رعتها ولا هي تركت للمسلمين أن يعمروها بالبناء والعبادة- هذه المقبرة تُعَد صفحة دموية أخرى في تاريخ العلاقة بين المسلمين في جنوب تايلند وبين الحكومة المركزية في بانكوك.

ومن المعلوم أنه رغم كثرة عدد مسلمي تايلاند بما فيها فطاني لا يوجد سوى مركز إسلامي واحد في العاصمة بانكوك و هو ليس مكاناً للعبادة فقط بل إنه يعد مركزاً لالتقاء السياسيين المسلمين من النواب أو الوزراء الذين يعملون الآن من خلال الأطر الحكومية والبرلمانية للدفاع عن حقوق المسلمين ويَعتقد هؤلاء أن انفتاح الحكومات التايلندية على المسلمين ربما ينهي معاناة المسلمين الطويلة.

ومن أنفسهم شهد عليهم سيناتور في مجلس الشيوخ التايلندي وقال: "أن الدولة التايلندية لم تكن نزيهة في تعاملها مع المسلمين حيث لم تسمح لهم بدراسة منهاجهم في المدارس الحكومية وفي اعتقادي أن ذلك من الأخطاء التي ارتكبناها فقد أدى ذلك إلى انصراف المسلمين إلى مدارسهم الدينية وهي مدارس لا تهتم إلا بالتعليم الديني ومَن يتخرج من تلك المدارس لا يستطيع الالتحاق بالجامعات التايلندية وهو ما يضطرهم للسفر إلى الدول العربية أو الإسلامية حيث يدرسون العربية والدين الإسلامي وإذا ما عادوا فإنهم لا يجدون فرص للعمل في تايلاند مما يصيبهم بإحباط ويدفعهم للبحث عن عمل في ماليزيا أو إلى السفر إلى دول إسلامية مثل مصر وباكستان.".

 وإذا كانت المقاومة المسلحة قد ضعفت أو ربما تلاشت فإن مسلمي فطاني الذين وجدوا أنفسهم وسط محيط غريب عنهم يكاد يُغرقهم بموجاته المتعاقبة لطمس هويتهم، فقد ذهبوا للدفاع عن هويتهم التاريخية من خلال التمسك بشعائرهم الإسلامية والاهتمام بالنضال الاجتماعي والثقافي إضافة إلى النضال السياسي السلمي مما وفر لهم في بعض الفترات مساحات من الحرية اضطرت الحكومة إلى تكليف الدعاة في المساجد والأئمة تدبير شؤونهم المحلية، كما أصبح حجاب المرأة المسلمة في فطاني علامة تميزها ولم يكن الحجاب عائقاً لها للمساهمة في كل مناحي الحياة، وفي التعليم حرص المسلمون على انتظام أبنائهم في مدارس خاصة بهم يتلقون فيها اللغة المالوية جنبا إلى جنب مع اللغة التايلندية إضافة إلى تدريس اللغة العربية والقرآن الكريم مع المواد العلمية الأخرى، بل إن المسلمين زاد إقبالهم على المدارس الدينية التي تعرف باسم فندق وهي أشبه بالكتاتيب حيث يقيم الطلاب فيها لعدة سنوات ولا يدرسون فيها سوى القرآن واللغة العربية والعلوم الشرعية وقد ظلت هذه المدارس بعيدة عن دائرة الضوء إلى أن بدأت بعض الأوساط الأميركية تشير إلى خطورتها لأنها تعتمد ما وصفته تلك الأوساط بالأسلوب الطالباني في التعليم وإذا كان البعض في الحكومة التايلندية ينظر أيضا إلى هذا النوع من التعليم بنظرة شك وريبة إلا أن الكثيرين يرون فيه جزء من أخطاء أرتكبتها الحكومة بحق المسلمين.

 وأخيراً فإن هذه المنطقة من الدنيا في أشد الحاجة إلى النشاط الإسلامي وتكاتف الدعاة إلى الله وإنشاء الجمعيات الإسلامية والمراكز الإسلامية والجامعات الإسلامية والمدارس والمعاهد الإسلامية وتوفير النشاطات الإسلامية من منشآت ومستشفيات وغير ذلك مما يعين المسلمين هناك على معرفة دينهم ويساعدهم على كفاح أعدائهم.

وإن هذه المنطقة مبتلاة بأفكار هدامة وجهود مكثفة من أعداء الله من تنصير ومن دعوة إلى النحلة الشيوعية والبوذية وإلى نحل أخرى هدامة خبيثة يدعو إليها جمع غفير من أعداء الله سبحانه، وإن الواجب على علماء الإسلام في دول جنوب شرق آسيا أشد من الواجب على غيرهم؛ لأنهم يباشرون هذه الحركات الهدامة ويرونها ويسمعونها. فالواجب عليهم الجهاد الصادق بالدعوة والتصدي لهذه الأفكار الهدامة والمذاهب الشيطانية والنحل المنحرفة وبيان بطلانها، وعليهم أن يتكاتفوا ضدها وأن يتعاونوا مخلصين لنشر الإسلام والدعوة إليه وبيان أحكامه ومحاسنه والرد على خصومه، وبيان باطلهم وضلالهم وما ينتهي إليه أمرهم.

وعلى جميع الدول الإسلامية في جميع أقطار الدنيا أن يساعدوا المسلمين في هذه المنطقة التي ابتليت بهذه المذاهب الهدامة من تنصير وشيوعية، وبوذية وإباحية، وغير ذلك. وعلى علماء الإسلام في كل مكان أن يبذلوا الوسع في مساعدة إخوانهم من العلماء والدعاة في هذه المنطقة حتى يكافحوا جميعا هذا الخطر الداهم، وحتى يتعاونوا جميعاً في محاربته بكل وسيلة من الوسائل الشرعية، ولا ريب أن تثبيت الإسلام في هذه المنطقة والدعوة إليه ومكافحة خصومه يحتاج إلى جهود عظيمة مخلصة وعناية مستمرة حتى يكلل الله جهود الدعاة إليه والمصلحين والعلماء بالنجاح والتوفيق بإذن الله.

8 شخص قام بالإعجاب



شاهد أيضاً