الإسلام في اليابان (13)مقالات

أ. د. صالح مهدي السامرائي

المصدر: شبكة الألوكة، التاريخ: 11/1/2011

 

الجيل الثاني مشاكله ومستقبله:
إنَّ أهمَّ مشكلة تُواجِه المسلمين في اليابان هي أبناء وبنات الجيل الثاني، وأكثرهم من الزواج المشترك أجانب مع يابانيات، وبالمثل مسلمات أجنبيات مع يابانيين مسلمين، وكذلك أبناء المسلمين اليابانيين.
التعليم إجباري وأساسي، والآن لا توجد مدرسة إسلامية واحدة في اليابان، ويوجد الآلاف من الأبناء المسلمين، وإذا لم نهيِّئْ لهم وسيلةً لتَعلِيمِهم الإسلامَ فلا شك أنهم سيذوبون في المجتمع غير الإسلامي.
والذي يحدث أن المسلم الباكستاني أو البنغلادشي يرسل زوجته اليابانية وأولاده إلى بلدانهم للتَّعلُّم، ومع وجود الفروق الاقتصادية والاجتماعية بين اليابان وهذه البلدان، فإن المشاكل تظهر، وقد تؤدي إلى هدم الحياة الزوجية، ولا بد من حل جذري لهذه المشكلة.
إن المركز الإسلامي بصدد إقامة أول مدرسة إسلامية في اليابان، واشترى لذلك أرضًا مجاورة لمسجد طوكيو المركزي، ويعتزم إقامة مدرسة عليها؛ ليكسر حاجز التردد في إقامة المدارس الإسلامية عند المسلمين في اليابان، كما كسر حاجز التردد في بناء المساجد في هذا البلد، إننا إذا اعتنيا بأبناء الجيل الثاني فإن هؤلاء هم الذين سيقدمون الإسلام للشعب الياباني بكفاءة أعلى منا؛ فهم يابانيون، ولغتهم يابانية، وهذان عاملان مهمان، وإننا نتقدم بالشكر والامتنان لسمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود على المساعدة التي قدمتها مؤسَّستُه الخيرية لشراء أرض المدرسة، والشكر والامتنان كذلك للبنك الإسلامي للتنمية على موافقته لدعم ثلث تكاليف بناء المدرسة.


شكر وامتنان:
وفي الأخير إننا نتقدم بالشكر والامتنان العميقين للمملكة العربية السعودية لما قدمته وتقدمه لرفع شأن الإسلام والمسلمين في اليابان، إن الكثير من العمل الإسلامي في اليابان هو نبتة مباركة زرعتها المملكة العربية السعودية، كما إننا نشكر دول الخليج الشقيقة لدعم المسلمين في اليابان، وكذلك الدول العربية والإسلامية الأخرى.
وإني بهذه المناسبة أتقدم بالشكر للأساتذة الأكاديميين اليابانيين الذين يهتمون بالثقافة الإسلامية، ويحرصون على تقديمها لأبناء قومهم بحِياد تام، ومن منابعه الأصلية، بعيدًا عن تأثير الغرب، ومن روادهم الحاليين على سبيل المثال لا الحصر: البروفسور إيتاجاكي Itagaki والبروفسورة كاتاكورا Katakura   والبروفسور كوماتسو، والبروفسوران Sugita اللذان يحملان اللقب نفسه في جامعة طوكيو، والبروفسور غوتو Goto وغيرهم كثيرون؛ فتَحيَّةً لهم، وشكرًا.
كما نشكر حكومة اليابان؛ لإعطائها الحرية الكاملة للمسلمين في اليابان، ورعايتها لهم، وحرصها على تعميق التفاهم بين اليابان والعالم الإسلامي، وفي مقدمتهم معالي وزير الخارجية السيد كونو Kono وكذلك البوليس الياباني بمختلف أشكاله ورتبه، وهو أول من يحرص على التعاون مع المسلمين أفرادًا وجماعات، ونحيي كذلك الشعب الياباني الصديق الذي ما إن يسمع كلمة "الإسلام" إلا ويتلقى نشراته وكتبه بكل احترام، ويعبر عن ارتياحه لهذا الدين، إن الدراسات التي تقوم بها الحكومة اليابانية على الأجانب تشير إلى أن المسلمين هم من أهدأ الجاليات وأقلِّها مشاكلَ.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.