الإسلام في اليابان (6)مقالات

أ. د. صالح مهدي السامرائي

المصدر: شبكة الألوكة، التاريخ: 11/1/2011

 

الستينيات 1960 - 1970

- وصل اليابان الطلاَّب المسلمون الأجانب: باكستانيون، عرب (ومنهم كاتب هذه السطور)، أتراك، وأعداد كبيرة من إندونيسيا، وشكَّلْنَا أول جمعيَّة للطَّلبة المسلمين في اليابان في أوائل عام 1961، ومن إدارتها د. زحل من إندونيسيا (الآن بروفسور في جامعة جاكرتا الوطنية ووزير سابق، وجمع لنا مبلغًا محترمًا للمساعدة في إعادة بناء مسجد طوكيو المركزي)، "مظفر أوزي" (تركي)، "أحمد سوزوكي" (ياباني أزهري يمثل الجيل الثاني؛ حيث إن والده مسلم وخاله مسلم)، و"عبدالرحمن صديقي" (باكستاني)، و"صالح السامرائي" (عربي).

- شكل الطَّلبة المسلمون مجلسًا مشتركًا للدَّعوة مع جمعيَّة مسلمي اليابان، "عمر ميتا"، "عبدالمنير واطانابا"، و"عبدالكريم سايتو" من الجانب الياباني، و"عبدالرحمن صديقي"، و"مظفر أوزي"، و"صالح السَّامرائي" من جانب الطَّلبة، ومن النَّشاطات التي قام بها المجلس:

1 - أصدر كتيبات عن الإسلام من تأليف "عمر ميتا"، وترجم ونشر كتاب "ما هو الإسلام؟" للمودودي.
2 - ساعد الأخ "فاروق ناغاسي" بإصدار جريدة صوت الإسلام في اليابان.
3 - أرسل الشباب اليابانيين للدراسة في الأزهر، وقبل إرسالهم عمل لهم دورات مكثفة.
4 - والى شؤون الدَّعوة في أنحاء اليابان بعد أن انقطع أهل التَّبليغ.
5 - اشترى المجلس أول مقبرة للمسلمين في "إينزان" بتبرع من المملكة العربيَّة السعوديَّة والكويت، ومن خالص أموال المرحوم "عبدالكريم سايتو" (سجلت المقبرة فيما بعد باسم جمعيَّة مسلمي اليابان، وعلى أساسها حصلت الجمعيَّة على التَّسجيل الرَّسمي في محافظة "ياماناشي" المجاورة لطوكيو).
6 - قدم المجلسُ البروفسور "عبدالكريم سايتو" للعالم الإسلامي، فأولُ ما زار العراق، ثم مصر، ثم المملكة العربية السعوديَّة، وبعدها الكثير من البلدان الإسلاميَّة.
7 - فتح المجلس أول مركز إسلامي في "طوكوشيما" بجزيرة شكوكو عام 1965، ولم يستمر إلا سنة واحدة.

8 - فتح أوَّل مركز إسلامي في "طوكيو" عام 1965 بدعم من أول سفير لدولة الكويت الشقيقة (الأستاذ الصنيع، وعلمت أنه ذهب إلى ربه، رحمه الله رحمة واسعة) واستمرَّ المركز سنة تقريبًا، وأغلق لأنَّ السَّفير انتقل من اليابان وانقطع الدَّعم.
- سعادة الأستاذ المنقور سفير المملكة العربيَّة السعوديَّة في طوكيو، ومعه الأستاذ محمد بشير كردي - متعهما الله بوافر الصحَّة والعافية - والأستاذ صلاح الحسيني - يرحمه الله - (وهو نجل المرحوم حاج أمين الحسيني مُفْتِي فلسطين) في سفارة المملكة بـ"طوكيو"، كانوا يدعمون نشاطنا، والأستاذ المنقور كان يدفع لنا في كل مناسبة مبلغًا محترمًا للقيام بالنشاطات المختلفة.

- الإخوة الإندونيسيون كان لهم مقر ضخم في قلب "طوكيو" وقُرْبَ مسجدها المركزي، وكنَّا نحيي فيه المناسبات الإسلاميَّة وخصوصًا عيد الفطر المبارك، حيث يعملون حفلة ضخمة فيها لذيذ الطعام، يسمونها "الحلال بالحلال"، يأتيها المسلمون وكبار المسؤولين اليابانيين، وحتى أعضاء البرلمان، فكانت تظاهرة إسلاميَّة كبيرة.
- في الثلث الأخير من هذه الفترة، وبعد أن عاد أكثر الطلبة إلى بلدانهم، وقلَّ نشاطهم، جاء إلى اليابان عملاق آخر، وداعية قل نظيره، هو "سيد جميل" المحاسب القانوني الأوَّل في حكومة باكستان Chief Accountant، ورئيس جمعيَّة تحفيظ القرآن الكريم بـ"كراجي"، لقد تابع ما بدأ به الآخرون ووسع، كما نشر بعض الرَّسائل باللغة اليابانيَّة، وشمل نشاطه كوريا أيضًا.
- وجاء إلى اليابان أستاذ مصري قدير هو المرحوم علي حسن السمني؛ حيث علَّم اللغة العربيَّة في جامعة اللغات الأجنبيَّة والمعاهد اليابانيَّة الأخرى من 1963 - 1978، وتخرج عليه المئات من اليابانيين، وراجعه كبار الأساتذة واستفادوا منه، وأنعم عليه إمبراطور اليابان السَّابق بوسام رفيع تقديرًا لخدماته في حقل الثقافة العربيَّة الإسلاميَّة، وكان يجلس في السبعينيات في مسجد "طوكيو" بعد عصر كلِّ يومِ أحدٍ، ومعه المرحوم "عبدالكريم سايتو" وكاتب هذه السطور؛ لاستقبال مَن يسأل عن الإسلام من اليابانيين.
- كما لا ننسى إمامَيِ المسجد المركزي في طوكيو "مفتاح الدين" و"عينان صفا" - تغمدهما الله برحمته - وكذلك السيد "كلكي" إمام مسجد "كوبي" - رحمه الله - وهم من التتار المهاجرين؛ حيث كانت لهم خدمات جليلة للجالية الإسلاميَّة.

- ونود أن نؤكد أنه في هذه المرحلة كان الدَّعم المادي الرَّئيس للنَّشاطات العامَّة التي يقوم بها المجلس الإسلامي المشترك - كان من الكويت الشَّقيق، وكان الواسطة في ذلك الأستاذ "عبدالله العقيل" والمرحوم "عبدالرحمن الدوسري"، حيث كانا يجمعان لنا التبرعات من أهل الخير، وعلى رأسهم المرحوم "عبدالرزاق الصالح المطوع القناعي"، والشيخ "عبدالله العلي المطوع" وغيرهم، فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.